يبدو أن التضييق الأمني لم يعد قاصرا علي وسائل الإعلام فقط سواء كانت مرئية أو مقروءة فقد طال المهرجانات الثقافية الفنية التي تحمل عناوين وطنية وهو ما حدث مع مهرجان مصر للمصريين الذي تم الغاؤه من جانب الأمن دون تقديم أي مبررات. الغريب أن قرار المنع صدر قبل يومين من إقامة المهرجان رغم حصول القائمين عليه علي جميع الموافقات الأمنية لكن يبدو أن اسم المهرجان «مصر للمصريين» أزعج بعض الأجهزة الأمنية - حسب تأكيدات محمد منير مجاهد منسق عام حركة مصريون ضد التميز الديني - التي كان من ا لمقرر إقامة المهرجان بالتعاون والتنسيق معها. وقال مجاهد إن هذا القرار جاء في الوقت الذي تشهد فيه مصر الكثير من التوتر في منظومة الترابط الديني موضحا أن القائمين علي حديقة الأزهر أكدوا أن الأمن أبلغهم باعتراضه علي تنظيم المهرجان دون تقديم أي مبررات. وأشار إلي فشل جميع المحاولات لتراجع الأمن عن ذلك القرار ولفت إلي أن المهرجان ثقافي فني ولا توجد به أي تجاوزات. وتساءل: هل أصبح الفن يزعج الأجهزة الأمنية هذه الأيام؟! وهل تريد هذه الجهات إلهاء المصريين عن مواجهة مشاكلهم وهمومهم الحقيقة بمعارك وهمية سيدفع ثمنها في النهاية الوطن بأكمله؟! وقال مجاهد إن الهدف من ذلك المهرجان هو تعزيز روح المواطنة وحشد قاعدة شعبية تعي خطورة العنف الطائفي وتتصدي له لذلك تم التعاون ما بين مجموعة «مصريون ضد التميز الديني» ومؤسسة المورد الثقافي التي وافقت علي المشاركة في تنظيم المهرجان دون مقابل في مسرح الجنينة بحديقة الأزهر. ومن جانبها أضافت سارة نجيب - منسق المهرجان -لقد تم الاعداد له منذ فترة طويلة وحصلنا علي جميع الموافقات الأمنية اللازمة لكننا فوجئنا بقرار المنع، وكان من المقرر أن يشارك في المهرجان الشاعر الكبير سيد حجاب ليقدم مجموعة مختارة من الكلمات والأشعار التي تحث علي حب الوطن وتحذر من أي محاولات لهدم وحدة المجتمع