بعد الكثير من الازمات والمشكلات التى واجهت التليفزيون فى نقل الاحداث والاخبار العاجلة، وبعد ان لاحظ الجميع تراجع مستوى التليفزيون فى نقل المستجدات التى تقع على الساحة لحظة بلحظة رغم توافر كل الامكانيات لذلك، عقدت لجنة الاخبار والبرامج السياسية اجتماعا خاصا ناقشت خلاله كيفية قيام التليفزيون بتغطية الاحداث التى يشهدها الشارع فى الوقت الراهن، حيث شدد محمود سلطان رئيس لجنة الاخبار والبرامج السياسية على ضرورة مراجعة اسلوب التغطية الخبرية. وأضاف: التغطية المحلية لم تشهد جديد ولم تكن جيدة جملة وتفصيلا وهنا تدخل دكتور ثروت سامى ليؤكد بان التغطيات التى قام بها قطاع الاخبار وقناة النيل للاخبار لم تكن كافية خصوصا وانها اقتصرت على صورة شبه ثابتة وتم تقسيم الشاشة الى قسمين واذاعة برامج عادية وكأن مصر لا تشهد احداثا مهمة، ومع امر كهذا كان من الطبيعى كما قال سامى ان يهرب المشاهد الى الفضائيات الاخرى مثل الجزيرة – سكاى نيوز عربية -العربية – ببى بى سى التى تغطى الاحداث من قلب الحدث، اما الدكتور عدلى رضا فقد اكد ان كل ما يجرى فى اى بقعة من بقاع العالم اصبح مكشوفا ومتاحا للجميع وان بعض القنوات تتعامل مع بعض الاحداث بتحيز او بعرض الاخبار من جانب واحد متجاهلة الجانب الاخر ومع وجود عدد كبير من القنوات الفضائية فلابد للتليفزيون الرسمى وبحسب وصفه ان يعرض الحقيقة، لانه اذا تخلف عن ذلك سيجد متابعيه وقد انتقلوا لشاشات أخرى لمتابعة حقيقة ما يجرى لحظة بلحظة، وفى هذا الاطار اكد سامى ان التليفزيون عليه ان يقدم قدرا من الحقيقة وان يتابع المذيعين ومقدمى البرامج بشىء من المرونة وعدم اللجوء للمحاسبة الادارية القاسية ، والتغاضى عن الاخطاء التى يمكن تجاوزها طالما انها فى حدود القواعد المهنية. بدوره علق الدكتور صفوت العالم على هذه الازمة بقوله: قطاع الاخبار لم يهتم ايضا بتغطية الاحداث التى تقع خارج مصر حتى يتثنى للمشاهد متابعة ما يدور من حوله فى حين اتفق محمد مرعى عضو اللجنة مع ما قاله العالم مضيفا: المهنية غابت عن أداء التغطيات الاخبارية التى يقدمها التليفزيون أو قناة الاخبار، كما بدا للجميع ان هناك حالة من التخبط وفقدان البوصلة وهو ما من شأنه ان يعود بالتليفزيون الى نقطة الصفر، ولذا فانا انصح بان يتم التخلص من التناقض والتنافر فى معالجة القضايا والاحداث اضافة الى عدم الوقوع فى فخ الافراط او التفريط او المسارعة فى عرض الاحداث الطارئة، ووضع الحدث فى حجمه بلا مبالغة او اهمال كما لابد من اتخاذ إجراءات سريعة يتم معها استعادة المشاهد الذى هرب الى الاذاعات الاجنبية والفضائيات الخاصة للوصول الى المعلومة كاملة بلا انتقائية يفرضها الاعلام الرسمى. وكان الكثيرون قد شنوا مؤخرا حملات هجوم عنيفة بحق ماسبيرو نظرا لتأخره فى عرض الاحداث التى باتت مصر تشهدها مؤخرا، ولأن بعض قنواته سعت فى الكثير من الاحيان الى نقل ما يجرى نقلا عن شاشات أخرى رغم ان التليفزيون يمتلك من الامكانيات المادية والبشرية ما يسمح له بنقل الحدث لحظة وقوعه.. كذلك انتقد البعض اغفال القنوات الاقليمية للاحداث التى تشهدها المحافظات لدرجة ان عددا من تلك القنوات يتعامل مع الحدث وكأنه لم يقع من الاساس، واكبر دليل على ذلك هى حوادث واحداث العنف التى تشهدها الاسكندرية والتى يتم تغطيتها بعدها بفترة او من خلال خبر صغير يتم نشره فى شريط الاخبار، كذلك الاحداث التى شهدتها محافظة الغربية منذ ايام، حيث اهتمت قناة الحياة وغيرها من القنوات الخاصة بها بينما تغيبت القناة السادسة عن عرض ما يجرى واكتفت بمداخلات هاتفية مع من اسمتهم شهود عيان..باختصار ماسبيرو يحتاج الآن وكما يؤكد القاصى والدانى، المتخصص والمشاهد العادى، الى التحرر من أفكاره القديمة ومن أسلوبه البائد فى عرض وتناول الاخبار، حتى يعود الى حلبة المنافسة لينافس أقله على البقاء إن لم يكن قادرا على المنافسة على الصدارة. نشر بعدد 683 بتاريخ 13/1/2014