مزارعون يقومون بزراعات جديدة تروى بالكهرباء بمجرى السيل بوادي العريش أمر اللواء عبد الفتاح حرحور، محافظ شمال سيناء، مجلس مدينة العريش ومديرية الزراعة بإزالة كافة الإشغالات المقامة بمنطقة وادي العريش، المخصصة كمجرى للسيول التي تتدفق من منطقة المزرعة جنوبي العريش لتصب بالبحر المتوسط لعدم تكرار كارثة السيول التي ضربت مدينة العريش شتاء عام 2010. وكان الاجتماع الذي عقد بديوان المحافظة، قد حضره كافة المسئولين بالمحافظة، بمناسبة اتخاذ الاستعدادات اللازمة لمواجهة السيول المحتملة خلال فصل الشتاء ، وخلال الاجتماع وجه حرحور بسرعة إزالة المزروعات والوصلات الكهربائية والعشش، بمجرى وادي العريش المار بالمدينة بمسافة 7 كم ، وطالب الجهات المختصة بسرعة تنفيذ الإزالة بمجرى الوادي. ورغم مرور أسبوع ، لم تتحرك أيا من الجهات التي وجها لها المحافظ أمرا مباشرا بسرعة إزالة الاشغالات والزراعات الموجودة بمجرى السيول بوادي العريش ، من عشش وحيوانات ووصلات ولمبات كهرباء ، وكان شيئا لم يكن ، بالرغم من وصول سيول محدودة الى مجرى الوادي خلال الايام الماضية نظرا لاحتجاز كميات كبيرة من المياه خلف سد الروافعة بمنطقة وسط سيناء . ويعزز ذلك من احتمالية وصول مياه السيول إلى مدينة العريش في حال تزايد كميات المياه خلف سد الروافعة وفيضانها لتصل الى مجرى السيول بوادي العريش. تواجدت " صوت الأمة" بمجرى الوادي ورصدت بالصور الزراعات المقامة به ، حيث يتواجد عدد من المزارعين برفقة حيواناتهم لجانب إقامتهم لعشش يستريحون خلال وقت تناول الطعام لجانب آبار بداخلها مواتير مياه تعمل بالكهرباء لسحب المياه الخاصة بري الزراعات. بداية قال" أبو عايد" احد المزارعين :" احنا ناس غلابة على باب الله ، وبنزرع شوية خضار جرجير وبصل وخضرة لبيعها في السوق عشان نجيب مصاريف البيت والعيال "وأضاف :" هذه الزراعات بسيطة وليس لها جذور عميقة ، ولو جاء سيل فانه سيجرف أمامه هذه الزراعات الهشة وليس هناك أي خطورة منها ، ولا يمكنها إعاقة السيل لو وصل إلى هنا". بينما قال " يوسف " مزارع اخر :" إحنا مش موظفين ولا لينا أي دخل ، والبيت والعيال محتاجين مصاريف ، يعني نسرق ولا نشوف لنا طريق حلال نعيش منه "وأضاف بغضب شديد:" الناس ليه مش عايزين يسيبونا في حالنا ، ولا حد بيسأل علينا ، يعني نموت من الجوع إحنا وعيالنا ولا نعمل إيه ؟". وأضاف "أبو عايد" :" إحنا شغالين على موتورين أو ثلاثة ولا تعمل طوال الوقت ، ولجانا لمد الكهرباء بالمخالفة لان مفيش أي جهة هتوافق على تركيب عدادات وان كنا نتمنى أن توافق لنا شركة الكهرباء على تركيب عدادات ". و قالت سيدة تواجدت بمنطقة الزراعات بوادي العريش :" خليهم يروحوا يحاسبوا تجار سوق الخضار بالضاحية والبلد وأصحاب محلات ميدان البلدية بوسط البلد عن آلاف اللمبات المضاءة ليل ونهار والتليفزيونات وغريها الموجودة بالمحلات ". وأضافت قائلة: " وبعدين خليهم ييجوا يحاسبونا ، إحنا ناس ارزقية بنشتغل بصحتنا وعرقنا ونزرع شوية خضار ، يكفونا شر السؤال ،يا ريت يساعدونا بوظايف او حتى محلات نسترزق منها ، لكن قطع عيشنا هو اللي جريمة والضرب في الميت حرام ". ومن جانبه قال المهندس عاطف مطر، وكيل وزارة الزراعة بشمال سيناء تعليقا على عدم تنفيذ أمر المحافظ حتى الآن :" تم من خلال لجنة شاركت بها مديرية الزراعة بتحديد الاماكن المزروعة بوادي العريش وحصر كافة الزراعات ، وأوصت بفصل الكهرباء عن المواتير التي تغذي الزراعات بالمياه". وأشار " مطر " إلى أن الزراعات عبارة عن خضروات ، ليس لها تأثير على مجرى السيل ، ولكنها مخالفة لقانون وزارة الري الذي يقضي بمنع إقامة أي زراعات أو اشغالات بمجرى السيل ، وخاصة أن الزراعات يترتب عليها ري من خلال مواتير ، تعمل بالكهرباء وهذا ممنوع تماما",خاصة أن هذه الزراعات ستحتاج لاحقا سواتر من خلال زراعة أشجار حولها مما يشكل عوائق لمياه السيل التي قد تغرق مدينة العريش. وأضاف قائلا :" هناك إجراءات سيتم اتخاذها قريبا بخصوص هذا الأمر ، ولدي لقاء مع اللواء سامح عيسى السكرتير العام للمحافظة بشأن هذا الموضوع سيكون خلال الأسبوع الجاري ". ومن جانبه أكد المهندس محمد فهمي البيك رئيس مدينة العريش انه تم تشكيل لجنة من مديرية الزراعة ومجلس المدينة ومديرية الري ، وقامت بحصر المناطق المزروعة بوادي العريش وتحديد نوعيتها ، وتمت مخاطبة شركة الكهرباء لفصل التيار الكهربائي عن مناطق الزرعات ، كما ستواصل اللجنة عملها لإزالة هذه الزراعات ، بمساعدة قوة تنفيذية من الشرطة خلال الأيام القريبة القادمة.