أيها الإخوة المواطنون في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد وما تفرضه علينا جميعا من تحديات جسام اجد نفسي جنبا إلي جنب مع كافة ابناء الشعب المصري مدافعا عن حقهم في الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية والذود عن الدولة الوطنية في مواجهة كافة المخاطر التي تتعرض لها من الداخل والخارج. لقد بذلت مع زملائي في المجلس الاعلي للقوات المسلحة بقيادة الرجل الوطني الجسور المشير محمد حسين طنطاوي طيلة الفترة الانتقالية الاولي في أعقاب ثورة يناير المجيدة جهدا فوق طاقة البشر وواصلنا العمل ليل نهار دون كلل حفاظا علي الوطن وأمنه واستقراره وصونا لمقدرات الشعب وحماية للجيش المصري وتلاحم صفوفه وحملت مع كافة اعضاء المجلس الاعلي امانة المسئولية بكل شرف وشجاعة وإيمان بالله والوطن ملتزمين بالمصلحة العليا للبلاد وباحترام ارادة الشعب والحفاظ علي مؤسسات الدولة والوقوف بجانب الجماهير في كل مكان بامتداد ربوع مصرنا الغالية. إيها الإخوة لقد أمضيت قرابة نصف قرن من سنوات عمري جنديا في صفوف القوات المسلحة مقاتلاً أدافع عن التراب الوطني وقائدا لم أتخل للحظة واحدة عن واجبي الوطني المقدس وسوف اظل طيلة حياتي افخر بانتمائي إلي هذا الجيش العريق الذي حافظ علي الدولة الوطنية الحديثة وما يزال ينهض بدوره العظيم مدافعا عن تراب وأمن البلاد واستقرارها ومحققا لآمال الجماهير وطموحاتها. أيها الإخوة المواطنون اليوم.. وبعد ثورة الثلاثين من يونيو المجيدة أجد نفسي في خندق واحد مع جماهير الشعب المصري وهي تدافع عن حقها في الحياة الكريمة وتتطلع إلي حاضر افضل ومستقبل أزهي ولقد عاهدت نفسي دوما علي أن أبقي طيلة حياتي داعيا إلي وحدة الشعب وحريصاً علي تماسك الجيش الذي ضرب أروع الأمثلة في التضحية والفداء وهو يلبي نداء الشعب المصري وتطلعاته في ثورتين عظيمتين سعيا نحو التحرر والتقدم والنهوض ورفضا للفساد والاستبداد والإقصاء والإستحواذ ومحاولة العبث بهوية الوطن. إنني إذ أحيي ثورتي الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو اللتين عبرتا عن احلام وآمال كل المصريين بكافة فئاتهم الاجتماعية واتجاهاتهم السياسية فإنني أترحم علي ارواح الشهداء جميعاً من ابناء الشعب ورجال القوات المسلحة والشرطة الذين سطروا أغلي صفحات التضحية والبذل في سبيل الحرية وافتداء الوطن. وفي هذه اللحظة أود أن أؤكد علي الحقائق التالية: أولاً: أنني لم ولن اتخلي يوما عن دوري الوطني مدافعا عن تراب مصر وأمنها القومي وآمال شعبها مهما كانت التضحيات وأود أن أؤكد ان هذا الدور سيظل مستمرا ولم يتراجع ما حييت. ثانياً: أنني ورغم حملة التشويهات والشائعات والافتراءات التي ساقها البعض ضدي خلال الآونة الاخيرة فلن ازداد ألا صموداً وصلابة علي مزيد من العمل ولن التفت ابداً إلي صغائر يعف عنها الكبار وسيظل قلبي وعيني دائماً صوب الوطن ورائدي هو مصالحه العليا غير عابئ بما قيل أو ما سوف يقال. ثالثاً: أنني إذ أؤكد مجدداً حرصي علي سلامة الوطن وقواته المسلحة والوقوف ضد كل اشكال المخططات والمؤامرات الداخلية والخارجية فإنني أؤكد للكافة أن دفاعي عن الشعب والجيش الوطني سيظل هدفي. أيها الإخوة المواطنون إذاء كل ذلك فإنني اعلن للجماهير أنني اتخذت قراراً بعدم الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية إعلاءً للمصلحة العليا للبلاد وادراكاً للمخاطر التي تحاط بالوطن ومتصدياً للمؤامرات التي تستهدف الدولة.