· نتعامل مع القضية علي أنها قضية حقوق إنسان وحرية معتقد ومادامت كاميليا ليست قاصرا أو لم تتعرض لضغط أو إكراه فواجبنا يحتم علينا أن ندافع عنها · فلتخرج كاميليا في أقل من دقيقة وتقول لنا.. هل اعتنقت الإسلام بمحض إرادتها ودون ضغط أم لا؟! لا يستطيع أحد أن يتهمنا بالطائفية أو بمحاولة اشعال فتنة فمواقفنا معروفة وآراؤنا معلنة، فنحن نقر ونعترف بوجود أزمات ومشاكل تتعلق بالأقباط في مصر تصل أحيانا إلي التهميش وأحياناً أخري إلي حد الاضطهاد وقلنا أكثر من مرة إن الحلول تبدأ بتغيير المناهج التعليمية التي مازالت تحض علي التعامل مع المسيحيين كمواطنين من الدرجة الثانية والأهم من كل ذلك تغيير الثقافة الشعبية السائدة التي تتعامل مع غير المسلم علي أنه كافر وطالبنا كذلك بزيادة نسبة تمثيل الأقباط في الوظائف المهمة والحساسة في الدولة، حيث إن هذه النسبة ضعيفة للغاية ولا تتناسب مع مقولات زائفة من نوع: عنصري الأمة أو النسيج الواحد وطالبنا ومازلنا بحل مشاكل بناء الكنائس وتعقيدات ما يسمي ب«الخط الهمايوني» فليس معقولا أن ترميم جدار داخل كنيسة أو اصلاح سور يحتاج إلي موافقة عشرات الجهات الأمنية والسياسية وطالبنا ومازلنا بإنهاء العزلة التي يفرضها بعض المسيحيين علي أنفسهم والتي يفرضها عليهم بعض المتعصبين من المسلمين وهو الأمر الذي يقلل من حجم ودرجة مشاركة الأقباط في النشاط الاجتماعي والسياسي. ولا يمكن أن يتهمنا أحد بالطائفية إذن بسبب اهتمامنا بقضية كاميليا زوجة الكاهن التي أعلنت إسلامها وهربت ثم اختطفتها الاجهزة الامنية واعادتها للكنيسة بعد مظاهرات المسيحيين الغاضبين وذلك خوفا من اندلاع فتنة طائفية. القضية في رأيي قضية حقوق إنسان وليست قضية طائفية قضية «حرية معتقد» وليست قضية فتنة بين المسلمين والمسيحيين. تعالوا نناقش الأزمة بهدوء.. الفيصل الاساسي في قضايا اعتناق المسيحيين الاسلام أو العكس هو سؤالان مهمان جدا: السؤال الأول : هل الفتاة مثلا قاصر؟ والسؤال الثاني: هل تعرضت للإكراه أو ضغوط من أي نوع؟ الاجابة عن السؤالين تحسم القضية .. إذا لم تكن الفتاة قاصرا وإذا لم تتعرض لضغوط مادية أو نفسية أو معيشية فنحن أمام قضية حقوق انسان وحرية معتقد لا علاقة بالهلال أو الصليب.. بالمسجد أو الكنيسة .. من حقها أن تعتنق ما تشاء وتمارس حياتها بشكل طبيعي.. وهذا ما حدث مع كاميليا بعد أن تأكدنا من ذلك بالأدلة والمستندات .. والسؤال : ماذا نفعل إذا شككت الكنيسة والاقباط في اسلام كاميليا؟!.. والاجابة بسيطة جدا. الفيصل هو كاميليا نفسها.. فلتخرج لنا كاميليا في أقل من دقيقة ودون اكراه أو ضغوط وتقول لنا : هل اعتنقت الاسلام بمحض إرادتها أم أنها مازالت مسيحية بمحض ارادتها أيضا؟ القضية بسيطة لا تحتاج إلي هذا التشنج العصبي والغضب الطائفي ولن تعالج بمظاهرات الاقباط داخل الكنيسة أو احتجاجات المسلمين داخل الجوامع.. فلن تخسرالمسيحية بخروج كاميليا ولن ينتصر الاسلام بها لقد تعاملنا مع كاميليا ومازلنا باعتبارها قضية حقوق انسان ولكن الذين يريدونها قضية طائفية أو الذين يسعون لإشعال الفتنة هم الذين يتهموننا بالطائفية وبإفساد العلاقة بين المسلمين والمسيحيين لن نخفي رؤوسنا في الرمال ونغني «يحيا الهلال مع الصليب» ولن نلجأ إلي الأسلوب التقليدي: الشيخ الذي يعانق قسا لكي نقول : كله تمام .. توجد مشاكل طائفية نعم .. وتوجد معالجات طائفية للمشاكل نعم .. وإذا طالبنا بحق كاميليا في آرائها ومعتقداتها مادامت ليست قاصرا ولم تتعرض لضغط أو اكراه فنحن نمارس حقنا في الدفاع عن حقوق البشر. لقد أتيح لي أن أتعمق في قضايا اختفاء المسيحيات وأكاد أجزم أن معظم .. إذ لم يكن كل ملفات هذه القضايا موجودة في حوزتي وأجريت لقاءات مع العائلات المسيحية المعنية ومع البنات المختفيات وتأكد لي بما لا يدع مجالا للشك أن 90% من حالات الاختفاء للمسلمات أو المسيحيات سببها الحب والعلاقات العاطفية.. قلت ذلك أكثر من مرة القضية عاطفية وليست طائفية وغضب بعض المسيحيين ولكنها الحقيقة الموجودة في الملفات والمستندات ومن واقع شهادات البنات المختفيات .. اخفاء الحقائق هو الذي يشعل الفتنة الطائفية أما الحقيقة نفسها فهي طوق الانقاذ من كل الفتن الطائفية .. هذا هو موقفنا من قضية كاميليا.