حرارة الجو المرتفعة.. وزيادة نسبة الرطوبة تجعلك غرقان في بحر من العرق.. وتزيد من توترك ونرفزتك وعصبيتك!.. هذا الجو الخانق يجعل كلا منا في أشد الاحتياج إلي نسمة هواء.. وبما أن الطبيعة أشد قسوة هذه الأيام.. فلا مفر من اللجوء إلي البحث عن نسمات الهواء من خلال جهاز تكييف أو مروحة.. انقطاع الكهرباء أكثر من مرة في الليل والنهار يجعل هذا المطلب بعيد المنال!.. تهرب من البيت إلي الشارع فتجده مظلما! زيادة الاعطال سببها زيادة الاستهلاك .. كما يقول المسئولون عن الكهرباء.. وبالتالي لابد من تخفيف الاحمال.. وهذا لايتأتي إلا بقطع التيار! أخرج من بيتي متجها إلي المقهي الذي اعتدت الجلوس فيه بشارع الملك فيصل أقطع المسافة سيرا علي الاقدام مرورا بشارع الهرم فأجد واجهة الملاهي الليلية متلألأة بالانوار! فأسأل نفسي الا يعرف ترشيد الاستهلاك وانقطاع التيار طريقه إلي هذه الأماكن!! اصل إلي المقهي فأجده مظلما وخاليا إلا من بعض الزبائن الدائمين فأسأل صاحب المقهي عن السبب فيقول الكهرباء ورجال الحي! فأقول له الكهرباء وعرفناها فماذا عن رجال الحي فيقول بأسي أن رجال الحي أو شرطة المرافق يمرون بسيارات فيرفعون الكراسي والمناضد ويحررون المخالفات! ويعلق أحد الزبائن قائلا «نقعد في البيت مش نافع نهرب للقهوة مش نافع» ! ويعلق زبون آخر بنكتة لاذعة!.. أضحك في نفسي واقول هل يعلم السيد مسئول الكهرباء والسيد مسئول الحي أو شرطة المرافق أن المقاهي في مصر المحروسة هي أشهر الاندية الشعبية وأرخصها! وهي بمثابة المكان الأمثل الذي يلتقي فيه المواطن بأصحابه يقضون فيه وقتهم يلعبون الطاولة أو الدومينو أو يدخلون في مبارزة كلامية حول صفقات الأهلي والزمالك وقضية جدو أو سمير زاهر! وهل تضن الحكومة عليهم بسويعات يقضونها معا بعيدا عن مشاكلهم الشخصية وهموم اولادهم الا يكفيهم تلك الهموم ولماذا تضغط الحكومة علي اعصاب الناس أكثر من اللازم وبالذات في هذا الجو الخانق .. المواطن البسيط يهرب من المنزل بعد قطع التيار فيذهب إلي المقهي فلا يجد كرسي يجلس عليه لأن شرطة المرافق حملتها ورحلت ! ياعالم الناس زهقانة.. تعبانة.. يضربون أخماسا في اسداس.. رمضان ومتطلباته علي الأبواب.. وبعدها المدارس ومصاريفها وكفاية حرام!! الصديق العزيز اللواء مهندس سيد عبدالعزيز له في نفسي مكانة خاصة وهو يعلم تماما ما أحمله له من محبة وتقدير واعزاز واعتقد أن هذه المساحة من الحب تسمح لي أن أوجه إليه عتابا خاصا فيما يتعلق بالمنطقة المحصورة بين شارع الهرم والطريق الدائري علي ترعة المريوطية! لقد تحولت هذه المنطقة وبالذات المسافة بين شارعي الهرم وفيصل تحولت إلي اكبر مقلب مخلفات عرفته المحافظة! وكانت البداية بعض مخلفات الحفر التي استخرجتها وزارة الري من ترعة المريوطية وحدث خلاف بين الوزارة والمحافظة علي من يقع عاتق إزالة المخلفات ! وزارة الري تقول إنها غير مسئولة عن رفع المخلفات ومحافظة الجيزة رأسها وألف سيف الا ترفع المخلفات لانها مسئولية وزارة الري! والمواطن المسكين وحده ضحية خلاف الحكومة مع بعضها! استغل معدومو الضمير هذا الخلاف وبدأوا في وضع مخلفات المباني لتتحول هذه المنطقة إلي تلال قاربت علي غلق الشارع! وياعزيزي اللواء سيد عبدالعزيز ماذنب المواطنين من ابناء محافظتك وغيرهم من الذين يمرون من هذا الطريق الذين تصدمهم رؤية هذا المنظر غير الحضاري الذي لايبعد سوي مسافة بسيطة عن اعظم وأهم اثر في التاريخ وهو اهرامات الجيزة.. هل تتذكر ياسيدي المحافظ المواطن الذي اخبرك عن تلال القمامة الموجودة علي ترعة المنصورية وكان ذلك في أول أسبوع توليت فيه المسئولية وقمت سيادتكم مشكورا بإزالة هذا المنظر غيرالحضاري وزرعت مكانه اشجارا وزهورا.. نفس المواطن يطلب منك ياسيادة المحافظ أن تبادر وتعطي! أوامرك بإزالة المنظر القبيح علي ترعة المريوطية.. المواطن ليس له ذنب في الخلاف القائم بين محافظتك ووزارة الري.. خلافاتكم كحكومة تحلوها بعيدا عن مصلحة المواطن الذي اقسمت انت والسيد وزير الري أن تعملا علي رعايته وحماية مصالحه ! مرة أخري أطلب منك ياسيادة المحافظ أن تبادر أنت أو وزير الري برفع هذه المخلفات وخصوصا أن الانتخابات علي الأبواب والسيد الرئيس سيزور الجيزة قريبا لافتتاح وصلة الطريق الدائري ولايرضيه أن تقوموا بطلاء المنازل ورفع المخلفات من اعلاها وتتركوا الزبالة للناس اللي تحت ! مرة أخري أحبك وأقدرك وتقبل تحياتي. نجاح الصاوي