لا أظن أن كائنا من كان يمكن له الحياة بمزاج مقبول في هذا الجو الملتهب، ومن العجيب أني صرت اري احفادي الصغار وهم يتابعون نشرات الارصاد الجوية لا لشيءإلا لانهم صاروا يكرهون الحر كما اكرهه ويكرهه كل كائن بشري. واندهشت حين اطلت علينا مذيعة تؤكد ان الحرارة في موسكو زادت علي السبعة وثلاثين درجة وهي درجة حرارة لم تعرفها موسكو طوال عقود بعيدة تزيد علي قرن ونصف القرن من الزمان. وتساءلت " ما الذي يفعله سكان الخليج حاليا، خصوصا الذين لا يملكون ثروة تمكنهم من قضاء الصيف في اوروبا؟" وجاءتني صور سكان لندن وباريس وهي تشكو من حرارة الجو. وكان ذلك مصحوبا بمشاهد القمامة التي انكشفت عند قمة جبل ايفرست اعلي قمة في العالم، وهي قمامة تركها المتسلقون السابقون لهذا الجبل الصعب. وضحك حفيدي متسائلا "هل هناك شركات قمامة مصرية تعمل في قمة هذا الجبل وتركت كل تلك القمامة كما تفعل شركات القمامة في بلادنا؟" اندهشت من تساؤل الطفل الذي لم يتعد عمره السابعة ويلعن كل صباح شركات القمامة. وطبعا كنت استمع الي كلمات وزارة الكهرباء عن اعمدة الانارة واجهزة التكييف، وفي نفس الوقت اشاهد اعلانات شركات التكييف. واندهش من وفرة اجهزة التكييف ونسب بيعها، واتمني ان توجد اجهزة تستهلك القليل من الكهرباء كما هو الحال في الولاياتالمتحدة. وجاءني صوت صديق من روما يشكو من انه يدور في ردهات البلدية من اجل تركيب جهاز تكييف في بيته. ولكن البلدية ترفض تشوية المشهد الخارجي للعمارة السكنية. وسمعت من الاصدقاء الذين سافروا الي باريس هذا الصيف ان الحرارة مع المطر يجعلان من جو باريس لا يطاق. وقلت لنفسي "هل يمكن ان نعيد التوازن للغلاف الجوي؟ ام اننا سنظل نلتهم البيئة ونجعلها غير صالحة للحياة؟ وهبت نسمة هواء ضعيفة حاولت ان اتنفسها بأكملها دون ان اتلقي اجابة من احد عن رحلة افسادنا للمناخ. هل نرحم انفسنا نحن الستة مليارات انسان ام نستمر في اغتيال الحياة علي هذا الكوكب المظلوم بسكانه؟