قالت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل و16 وزيرا آخر إلى تل أبيب اليوم، تأتي في الوقت المناسب لإزالة المخاوف الإسرائيلية بشأن وضع "علاقتها الخاصة" مع ألمانيا. وأضافت الصحيفة أن الكيان الصهيوني لا تزال تراوده ذكرى محرقة اليهود "الهولوكست"، إلا أن الارتباط بين الدولتين منذ ما يقرب من 50 عامًا ترجم إلى دعم غير مشروط من برلين لإسرائيل. وأشارت إلى أنه منذ عدة أشهر، تدهورت العلاقات بين البلدين، وكما كان الحال في دول أخرى بأوروبا، أثار تزايد الاستيطان في الضفة الغربية والقدس الشرقية الانزعاج والقلق في ألمانيا، كما أن ميركل نفسها صارت تشك في نوايا رئيس الوزراء الصهيوني بشأن عملية السلام. ولكن ميركل سعت خلال كلمتها الأسبوعية إلى التهدئة، مذكرة أن أمن الكيان الصهيوني يعد جزءًا من المبادئ الأساسية لألمانيا، كما أكدت أن اتفاق سلام يسمح بتعايش "الدولتين" هو الشرط "لمستقبل مزدهر" للصهاينة والفلسطينيين. ولفتت الصحيفة إلى أن مستشارين مقربين من ميركل أعربوا مؤخرًا عن الرغبة في "تطبيع العلاقات بين البلدين، كما نقلت عن صحيفة "معاريف" الصهيونية قولها "إن إسرائيل لا يمكنها الاعتماد على ألمانيا في هذه الأوقات المضطربة". وأشارت" لو فيجارو" إلى تزايد العراقيل الدبلوماسية منذ عدة أشهر، ففي الأسبوع الماضي، أثار رئيس البرلمان الأوروبي مارتن "شولتز" ضجة بسبب انتقاداته العلنية في الكنيست لسياسة تقسيم موارد المياه في المستعمرات. كما لم تنس إسرائيل أنه في سبتمبر 2012، وبعد موافقة ألمانيا على التصويت ضد قرار منح فلسطين وضعها كدولة مراقب غير عضو في الأممالمتحدة، امتنعت عن التصويت، إلا أن الرئيس الصهيوني "شيمون بيريز"، الحريص على تهدئة التوتر، أشاد في مقابلة مع صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية، بميركل مشبهًا إياها بديفيد بن جوريون مؤسس دولة إسرائيل. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي صهيوني قوله "العلاقة بين البلدين تظل دون تغيير، رغم أنها شهدت حلقات توتر في بعض الأحيان"، مختتمة بأن ميركل أيضًا تسعى إلى التهدئة، حيث تظل برلين الشريك الاقتصادي الأوروبي الرئيسي للكيان الصهيوني.