تجمع صباح الثلاثاء عشرات الآلاف في ساحة "آزادي" في طهران احتفالا بالذكرى الخامسة والثلاثين للثورة الإسلامية التي أطاحت بنظام الشاه ومكنت الإمام الخميني من العودة بعد 14 عاما في المنفى. وألقى الرئيس حسن روحاني خطابا أكد فيه رغبة إيران في إجراء مفاوضات نووية "عادلة وبناءة". تحتفل إيران الثلاثاء بالذكرى الخامسة والثلاثين للثورة الإسلامية والتي تتزامن مع تقدم في المفاوضات النووية مع القوى الكبرى وبينها العدو التاريخي الولاياتالمتحدة رغم أن ذلك يبقى للكثيرين من المحرمات. ومنذ الصباح تدفق عشرات آلاف الأشخاص إلى ساحة "آزادي" بوسط طهران. وفي 11 فبراير/شباط، تنظم مسيرات في كل أنحاء البلاد في ذكرى وصول الإمام الخميني إلى السلطة وسقوط نظام الشاه. ومنذ انتخابه، بدأ الرئيس روحاني سياسة تقارب مع المجموعة الدولية بهدف رفع العقوبات الغربية المفروضة على بلاده بسبب برنامجها النووي المثير للجدل. وأعلن روحاني في خطاب ألقاه في الذكرى ال 35 للثورة أن "إيران مصممة على إجراء مفاوضات عادلة وبناءة في إطار القوانين الدولية ونأمل في أن تكون مثل هذه الرغبة موجودة لدى الآخرين خلال المحادثات التي ستبدأ خلال أيام" في فيينا. وأكد روحاني أن الخيار العسكري ضد إيران "وهم". ويزور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الولاياتالمتحدة في مطلع مارس لبحث "سبل منع إيران من امتلاك أسلحة نووية". وفي نهاية نوفمبر أبرمت إيران في جنيف اتفاقا مرحليا لمدة ستة أشهر مع مجموعة الدول الكبرى ينص على تجميد بعض الأنشطة النووية الإيرانية مقابل رفع جزئي للعقوبات التي تخنق اقتصادها. ومن المرتقب أن تبدأ المحادثات حول اتفاق شامل في 18 فبراير في فيينا. ويحظى حسن روحاني بدعم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي لإجراء هذه المفاوضات عبر وزير خارجيته محمد جواد ظريف. لكن المحافظين ينددون بهذا الحوار معتبرين أن التنازلات التي قدمت للغرب كانت كبيرة جدا كما ينتقدون اللقاءات العديدة بنظرهم بين ظريف ومسؤولين أمريكيين. وقال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري "يجب التساؤل لماذا البعض مستعد لبيع عظمة وقوة إيران بسعر بخس للحصول على إنهاء العداء مع الولاياتالمتحدة". وبالنسبة لإيران، من غير الوارد بعد إعادة العلاقات الدبلوماسية مع "الشيطان الأكبر" التي قطعت في 1980 بعد عملية احتجاز الرهائن في السفارة االأمريكية في طهران من قبل طلاب إسلاميين. واستدعي السفير السويسري الذي تمثل بلاده المصالح الأمريكية في إيران، مساء الاثنين إلى مقر الخارجية الإيرانية للاحتجاج على العقوبات االأمريكية الجديدة على أشخاص وشركات يشتبه بأنها التفت على العقوبات الدولية أو دعمت شبكات إرهابية. وفي وقت سابق، أعلن ظريف أن المفاوضات المقبلة ستكون صعبة لا سيما بسبب "انعدام الثقة" بين إيرانوالولاياتالمتحدة. والسبت اتهم آية الله علي خامنئي المسؤولين الأمريكيين "بالكذب" حين يؤكدون أنهم لا يريدون تغيير النظام في إيران. وتمهيدا للاحتفالات هذه السنة، أعلنت إيران عن تجربة ناجحة لإطلاق صاروخين من الجيل الجديد "مع قدرة تدمير هائلة" بحسب ما قال وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان. وتؤكد إيران أن ترسانتها مخصصة فقط للدفاع عن حدودها وأنها لن تستخدم إلا في حال التعرض لهجوم. لكن برنامجها البالستي الذي يضم صواريخ يبلغ مداها ألفي كلم قادرة على بلوغ إسرائيل، يثير قلق الدول الغربية وندد به مجلس الأمن الدولي عدة مرات.