قدم السيد صفوت الشريف رؤية إبداعية فنية - وليست سياسية - مما لم نعتده منه في سنوات عشرته السياسية الطويلة معنا!، مما فجر غضبا في دوائر المعارضة والحكومة معا!، وقد تلخصت رؤية السيد الشريف الإبداعية الفنية في تصريح:«مبارك أسطورة لن تتكرر .. وليس له بديل»! ، وقد حاول د.أحمد نظيف المزايدة علي رؤية الشريف البليغة، فقال هو الآخر وإن كان أقل بلاغة:«أتمني ترشح مبارك للرئاسة .. والنظام لم يخرج البديل»!، أما د.علي الدين هلال قطب حزب الحكومة فقد اكتفي بوصف الرئيس مبارك بأنه «كتوم»، وذلك في معرض تصريح «غاضب نص نص» «له بأن» عدم إفراز النظام لمن يصلح للحكم .. إساءة للرئيس مبارك، واسم مرشح الحزب الوطني للرئاسة غير مطروح حاليا للنقاش»!، وقد انتاب الهياج الغاضب بعض القيادات المعارضة التي وصفت تصريحات د.نظيف عن عدم وجود بديل للرئيس إهانة للشعب والنظام، لكن أحدا من نقاد الفن والإبداع عموما لم يناقش فكرة الأسطورة التي طرحها صفوت الشريف!. مما سبق. فقد اتضح لنا أن الاتفاق المحكم بين قيادات حزب الحكومة وحكومة الحزب الوطني الديمقراطي لم يكن إلا في الإشراف «الرعاية الواجبة» لانتخابات مجلس الشوري التي جرت مؤخرا مما أدهش المعارضة في داخل مصر و«انبهار» الدوائر العالمية!، لكن مسألة ترشح الرئيس مبارك لانتخابات الرئاسة القادمة لم تلق بين أقطاب الحزب والحكومة الاتفاق الذي كان يمكن أن يمنع حالات «الفنجرة الكلامية» التي سمحت بما قاله الشريف وزايد به نظيف، وأدت إلي غضب علي الدين هلال!، فقد كان علي الكل - فيما يبدو - ضبط الألسنة، والابتعاد عن الاستسلام قبل التصريحات لأي رؤي إبداعية فنية أو مبالغات مثل التي أتي بها نظيف!. ولكنه يبدو أن هناك «عين تفلق الحجر» قد أصابت أداء أقطاب الحزب الحاكم في السابق من مهرجانات التصريحات والزفات!، ويبدو كذلك أن هذه العين «هي نفسها التي «نشنت» أيضا علي «جمعية التغيير» لرئيسها د.محمد البرادعي وصحبه من نخبة الأبرار الذين امتلكوا الشجاعة الكاملة لمساندته وهو الحاضر في مصر أحيانا والغائب عنها معظم الوقت!، وهي «العين» التي جعلت نخبة الأبرار في حالة غضب انفجر ليسفر عن إعلان د.حسن نافعة المنسق العام لحركة التغيير من موقعه في الحركة إثر اجتماع كان الكلام فيه دائرا عن غياب د.البرادعي الجم عن مصر وحضوره الشحيح إليها!، وفي حين عاد د.نافعة لينفي أنه قد انسحب من الحركة، فان د.محمد أبو الغار الطبيب الشهير قد أعلن حاجته إلي العكوف علي أبحاثه في المرحلة المقبلة، بينما يشبه الابتعاد عن موقعه في حركة التغيير كمسئول عن الاتصال الخارجي!، وكان المتحدث الرسمي باسم الحركة الإعلامي حمدي قد سارع إلي نفي غضبه بعد الاجتماع، وأنه لم يهاجم قيادات الجمعية!، أما باقي الأخوة في الحركة فقد ظلوا حتي الآن علي العهد أوفياء للبرادعي في الحضور والغياب.، حتي لو كان هو نفسه قد صرح بأن أمامه سفرة طويلة إلي أوروبا خلال المرحلة المقبلة!، ولم ينس أن يعقد لقاء تنسيقيا مع قطب الاخوان «سعد الكتاتني» كفرصة وهو في القاهرة!، لقد فضلت أن أصف ماحدث في صف أقطاب الحزب الحاكم وحكومته، ثم ماحدث في صفوف أبرز حركة جديدة معارضة بأنه «عين وصابت» الصفين معا!، خاصة أن الأمر قد وصل بجورج اسحاق قطب «التغيير» حاليا «كفاية» سابقا إلي حد الإعلان عن «أن اللي عاوز يمشي يمشي»!، قاصدا من حركة التغيير!،