إنتشرت مشكلة التحرش الجنسى بإنتشار أى مشكلة أخرى تكون سببا فى قلق الأسرة على مستقبل أبنائها مما يدفعها ذلك إلى أن تسعى جاهدة لمعرفة أسباب هذه المشكلة والبحث عن حلول لها ولكن المشكلة اصبحت معقدة للغاية فهى لاتقع على الفتيات فقط بل يعانى منها الأطفال أيضا ولهذا كان ل"صوت الأمة" أن تجرى هذا التحقيق.. قال إبراهيم عزوز: أن مشكلة التحرش الجنسى أصبحت تؤرق كل الناس لأنها منتشرة بشكل كبير جدا وكثيرا من البنات والأطفال يعانون من هذه المشكلة ويتعرضون لها مرات عديدة ومع مرور الأيام تزداد المشكلة سؤا وتختلف وتتطور أساليب التحرش. وذكرت آمال بهجت: أنا أعانى من مشكلة التحرش الجنسى ولست أنا وحدى ولكن كل البنات تعانى من هذه المشكة فكثيرا ماتعرضت للتحرش ولكن فى كل مرة ربنا بيسترها معى على الرغم من أنى لا أرتدى أى ملابس مثيرة ولا أتصرف أى تصرفات غير مسؤلة ولكن أصبح التحرش اآن ليس بالكلام فقط ولكن باليد أيضا ومن خلال التليفونات. وأضاف جلال عبد الرحمن: أنا تحرشت بإحدى الفتيات قبل فترة ولكن هذه البنت أعطتنى درس لن أنساه قالت لى لماذا تفعل هذا كنت آمل أن تكون غير ذلك ، كنت آمل أن تكون شخص ذات خلق, وبعدها ندمت على ما فعلت ومنذ ذلك الوقت بدأت أستقيم وتركت هذه الأفعال وأدعوا أى شخص يتحرش بالبنات والأطفال أن يترك مثل هذه الأفعال ويتقى الله فى بناتنا وأطفالنا. وأشارت هدى الربيعى إلي أن التحرش مشكلة كبيرة وأسبابها مختلفة منها التربية الغير سوية والبعد عن الدين وهذا بالطبع يؤدى إلى نتائج متعددة منها تعاطى المخدرات والتحرش الجنسى وللأسف لا يقع التحرش على البنت فقط ولكن يتعرض له الأطفال أيضا ولابد من البحث عن حل لهذه المشكلة لأن المتضررين منها كثيرون وهذا يعتبر جديد على مجتمعاتنا. وفى ذات السياق قال رامى عيسى أن هناك سبب خطير لهذه المشكلة وهو إرتفاع تكاليف الزواج فى ظل وجود البطالة بين الشباب وبنسبة كبيرة جدا ولهذا إنتشر التحرش الجنسى فضلا عن تعاطى الكثير من الشباب المخدرات التى تدفع المتعاطى إلى فعل أشياء غير لائقة وغير أخلاقية بمن حوله أو بمن أمامه بالإضافة إلى أن الظروف الأسرية ومدى الإستقرار الأسرى له دور فى إنتشار مثل هذه الأفعال أو بمعنى آخر يؤثر الإستقرار النفسى من عدمه على أخلاق الشباب وتصرفاتهم. ومن جانبه أكد الدكتور حسن عبد الرازق أستاذ الطب النفسى بمستشفى الصحة النفسية بأسيوط أن مشكلة التحرش الجنسى ليست ظاهرة ولا توجد فى مصر فقط بل توجد فى العالم كله منذ الستينيات ويوجد مدن بعينها معروفة بإنتشار هذه المشكلة بها منها لندن وأنا أرى أن السبب الأول لهذه المشكلة هو التربية بمعنى أنه كلما كانت التربية سليمة كلما كانت تصرفات الشخص سوية فضلا عن الدور الذى يلعبه الإعلام, خاصة التليفزيون الذى أصبح سببا أساسيا فى إنتشار المشكلة ويقوم بدور قوى فى تعليم الأطفال التحرش, إذن ليس هناك أسباب نفسية لإنتشار المشكلة وإلا لم يكن هناك أطفال تقوم بممارسة فعل التحرش ورجال ذات أعمار متقدمة يقومون بممارسة نفس الفعل وأما لو كان السبب الذى يدفع المتحرش لهذا الفعل هو سبب نفسى وهذا بنسبة واحد فى المليون فهو بذلك يحتاج إلى أدوية وجلسات نفسية لمدة شهور تسمى جلسات تعديل السلوك تصل إلى ثمانية جلسات بساعتين لكل جلسة. وقال الشيخ محمد محمد حسن عضو لجنة الفتوى بأسيوط ان التحرش الجنسى ظواهر وأمراض إجتماعية ظهرت فى هذه الأيام مع التطور العلمى والحضارى الذى كان من نتائجه هذا الإنفلات الأخلاقى الذى أصبح يهدد المجتمع ويشيع الفساد فى الشارع المصرى, ورأى الإسلام فى هذا المسلك أن الإسلام حذر وحرم هذه التصرفات التى تصتدم مع أخلاق المسلم الذى أمره الله بإحترام الأعراض وكرامة الأنثى والحفاظ على مشاعرها وإحترام أهلها وقرابتها ولقد حذر النبى الكريم وحرم على الشباب النظر بشهوة إلى النساء والبنات ( ولا تمدن عينيك ) وأمر النبى "صلى الله عليه وسلم" حتى لايقع الشباب فى غضب الله والإساءة للأعراض أن يستعفف الذين لايجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله ويأمرهم أن يكثروا من القيام والعبادة حتى يحجموا من ثورة العقاقير الجنسية فيقول صلى الله عليه وسلم (يامعشر الشباب من إستطاع منكم الباء فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء أى حماية من الوقوع فى الخطأ ), وعلى النساء والفتيات اللاتى يطلبن السمعة الطيبة وعدم تعريض أنفسهم للتحرش والأذى بالمعاكسات إذا خرجت من بيتها تخرج فى صورة الحشمة والوقار وتحد من مظاهر الإثارة كوضع العطور والطيب الذى يلفت أنظار الشاردين من الشباب, يقول الله تعالى: ( ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن ) ويقول النبى صلى الله عليه وسلم ( إذا خرجت المرأة متعطرة ورأى الناس منها ذلك فهى زانية ) ومن الأسباب التى تحد من ظاهرة التحرش رفع مستوى الثقافة الإسلامية والمواعظ الدينية فى المساجد وأندية الشباب ودور العلم للتنفير من هذا الخلق الذى يغضب الله سبحانه وتعالى, كما أكد على أنه على الشباب ألا يستهينوا بهذا الفعل لأنه قد يترتب عليه مفاسد وخلافات بين العائلات والأسر وخصوصا فى بلاد الصعيد الذين يتسمون بشدة الحساسية على أعراضهم ونسائهم وبناتهم فقد يكون فعل طائش أو نظرة طائشة من الشباب تهلك أسرا ويضيع فيها رجال وعلى الإعلام المرئى والمقروء والمسموع أن يعالجوا هذه القضية مع التوجيه والتحذير وعلى المسؤلين عن البرامج والدراما الهابطة التى تركز على عنصر الإثارة والسعار الجنسى الذى يثير الغرائز ويدفع الشباب فى الشوارع للمشاكسة والتحرش.