الوفد يطالب بضرورة الترويج لمسار العائلة المقدسة عالميًا    استعدادات مكثفة من «بيطري الشرقية» لاستقبال عيد الأضحى.. تفتيش وإلغاء إجازات    رئيس الوزراء يؤكد حرص مصر على تعزيز علاقات التعاون مع الدول الأفريقية    البيت الأبيض: الدول تدعو حماس إلى إبرام اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن    مباراة مصر ضد بوركينا فاسو.. تعرف علي القنوات المفتوحة الناقلة للمباراة    نجم الإسماعيلي: الأهلي هياخد الدوري وشجعته في نهائي أفريقيا    عاجل.. كولر: احتفلنا بإفريقيا حتى الرابعة صباحًا واليوم التالي طالبني أحد الجماهير بالدوري    100 سؤال في الكيمياء لطلاب الثانوية لغات.. لن يخرج عنها الامتحان    ضبط 135 طن أسمدة ومخصبات زراعية مجهولة المصدر في الجيزة    رفضت الرجوع لعصمته فألقى عليها مادة كاوية.. القبض على متهم تسبب في حرق طليقته بمنشأة القناطر    «الرعاية الصحية»: بروتوكول تعاون لزيادة الوعي حول قضايا الصحة النفسية    فريق طبي ب «سوهاج الجامعي» يعيد البصر لشاب بعد استئصال ورم بالمخ (تفاصيل)    الإحصاء: 21.7% انخفاض في صادرات مصر من الملابس الجاهزة إلى واشنطن خلال 2023    "تخيلت نفسي على دكة الزمالك".. البدري يكشف لأول مرة ما فعله مع أمير مرتضى ورد صادم    فتح تقديم المدارس الرياضية في القاهرة.. ننشر الشروط والمواعيد    إسبانيا تعتزم الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بالعدل الدولية    الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك جنوبي غزة    سهلة بالعين اليوم.. الجمعية الفلكية بجدة تعلن تفاصيل رؤية هلال ذي الحجة    جواب نهائي مع أشطر.. مراجعة شاملة لمادة الجيولوجيا للثانوية العامة الجزء الثاني    قبل عيد الأضحى.. ضبط أطنان من الدواجن واللحوم والأسماك مجهولة المصدر بالقاهرة    رئيسة الأوبرا تكرم سيدة المسرح العربي سميحة أيوب    ننشر أسماء الفائزين بمسابقة "وقف الفنجري" جامعة القاهرة 2024    أمين الفتوى: لابد من أداء هذه الصلاة مرة واحدة كل شهر    بالصور.. نائب رئيس جامعة أسيوط يتفقد لجان امتحانات كلية الآداب    بيان رسمي من الكهرباء بشأن انقطاع التيار عن أكتوبر والشيخ زايد    محمد عبد الجليل: محمد صلاح يجب أن يكون له معاملة خاصة    أبو مسلم: مصطفى شوبير الأفضل لحراسة مرمى المنتخب أمام بوركينا فاسو    مخرج أم الدنيا: الحلقة 2 تشهد حكم الرومان ووصول العائلة المقدسة الي مصر    وزيرة الثقافة تشهد الاحتفال باليوم العالمي للبيئة في قصر الأمير طاز    حكم صيام العشر الأوائل من ذي الحجة.. دار الإفتاء توضح    تكبيرات عيد الاضحي المبارك 2024 كاملة ( فيديو)    فضيحة إسرائيلية جديدة تكشفها نيويورك تايمز.. حكومة نتنياهو رصدت مليوني دولار وجندت شركات تكنولوجية للضغط على مشرعين أمريكيين والجمهور    هيئة الأرصاد: درجات الحرارة تتخطى 40 درجة فى الظل بالقاهرة الكبرى    الكشف على 889 حالة خلال قافلة طبية بقرية الفرجانى بالمنيا (صور)    تنفيذ المستوي الثاني من برنامج المعد النفسي الرياضي بسيناء    إصابات في قصف مسيرة إسرائيلية دراجة نارية بجنوب لبنان    فوز الجامعة البريطانية في مصر بجائزة أفضل مشروع بحثي مشترك (تفاصيل)    بوسترات فردية لأبطال فيلم عصابة الماكس قبل عرضه بموسم عيد الأضحى.. صور    ياسمين رئيس تتعاقد على بطولة مسلسل خارج السباق الرمضاني    رحلة «أهل الكهف» من التأجيل 4 سنوات للعرض في السينمات    تخصيص 14 مجزرا لذبح الأضاحي بالمجان طوال أبام العيد بالفيوم (بالأسماء)    محافظ الفيوم يتابع إجراءات تلقي طلبات التصالح في مخالفات البناء    نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية يتابع سير العمل بمشروعات مدينة أخميم الجديدة    لو هتضحى.. اعرف آخر يوم تحلق فيه إمتى والحكم الشرعى    البرلمان العربي: مسيرات الأعلام واقتحام المسجد الأقصى اعتداء سافر على الوضع التاريخي لمدينة القدس    مستقبل أوروبا يعتمد على ثلاث نساء.. رئيسة المفوضية أبرزهن    توزيع درجات منهج الفيزياء للصف الثالث الثانوي 2024.. إليك أسئلة مهمة    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : المحافظ جاى 000!!؟    قبل التغيير الوزاري، سويلم يقدم كشف حساب لوزارة الري على هامش المؤتمر الدولي للمناخ والبيئة    أحمد الدبيكي: إتفاقية دولية مرتقبة لحماية العاملين في التخصصات الخطرة    أكرم القصاص: طلبات المصريين من الحكومة بسيطة والفترة الماضية شهدت انخفاضا فى الأسعار    مصر تتعاون مع مدغشقر في مجال الصناعات الدوائية.. و«الصحة»: نسعى لتبادل الخبرات    اعرف المدة المناسبة لتشغيل الثلاجة بعد تنظيفها.. «عشان المحرك ميتحرقش»    سعر اليورو اليوم الخميس 6-6-2024 فى البنوك المصرية    وزير الخارجية القبرصي: هناك تنسيق كبير بين مصر وقبرص بشأن الأزمة في غزة    ملف رياضة مصراوي.. تصريحات صلاح.. مؤتمر حسام حسن.. تشكيل منتخب مصر المتوقع    البابا تواضروس يروى كواليس اجتماعه في وزارة الدفاع يوم 3 يوليو    حظك اليوم برج الأسد الخميس 6-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اعترافات أيمن نور: النظام سيقتلني في أي لحظة
أنيس الدغيدي.. يكتب:
نشر في صوت الأمة يوم 16 - 03 - 2009


· لأول مرة: أسرار الملف الطبي السري لأيمن نور!
· فضيحة أمنية وتواطؤ سياسي : تفاصيل ما حدث في الغرفة 251!
· لماذا روجت الداخلية شائعة انتحار أيمن نور في السجن؟!
· تعرضت في السجن لحالة تسمم مجهولة السبب حيث ظهرت علي أعراض التسمم من ارتفاع في درجة الحرارة والقيء وظهور الطفح الجلدي وأبلغت النيابة ورفضت إدارة السجن علاجي
سقط أيمن نور ميتاً بعد إرهاق!
مجهولون أطلقوا النار علي أيمن نور!(معركة بسبب حزب الغد يسقط علي إثرها أيمن نور قتيلاً..أيمن نور مات متأثراً بأمراضه التي خرج بسببها من السجن!!
كل هذه المانشيتات الصحفية مُنتظرة ومتوقعة وسيناريوهات حكومية جاهزة وتُجري عليها بروفات سياسية سرية.. إنها أربعة أفلام في بروجرام واحد من إنتاج وإخراج وحماقة نظام مبارك وابنه!! نحن نجيبك هنا عن عدة استفهامات حمراء محظورة:
لماذا أخرجوا أيمن نور من سجنه بعفو صحي وليس رئاسياً أو حين ينهي مدته القانونية في يوليو المقبل؟! ولماذا يتركوه الآن يحيا بحرية مطلقة ويجتمع ويندد ويهدد؟! والسؤال الأهم ما هو الوصف التفصيلي الحقيقي لحالة نور الصحية وما هو دور النظام والأجهزة السرية فيه؟! والسؤال الأخطر: كيف سيقتلون أيمن نور قريباً؟!
تخيل معي شاب عمره 31 سنة صحفي مشاغب له خبطات كبيرة يصبح عضواً في مجلس الشعب لدورتين متتاليتين باكتساح.. ويحصل علي درجة الدكتوراة في القانون ويمتلك مكتباً كبيراً للمحاماة في وسط العاصمة ليصبح واحداً من أهم نجوم المحاماة والسياسة في مصر ويهدد زعماء حزب الوفد ويصبح نجماً فوق العادة.. ويفوز عام 1998 كأفضل برلماني في دول البحر الأبيض المتوسط.. ويؤسس حزباً سياسياً ولِدَ عملاقاً فالتف حوله الجماهير بتأييد منقطع النظير.. ويدخل الانتخابات ضد رئيس الجمهورية ويجيئ وصيفاً لمبارك حين حاز أصواتاً ضعف ما نال جميع المرشحين الثمانية الآخرين.. وهو يحمل شخصية كاريزمية لا تولد سوي في برج العظماء ويحمل بساطة لا تُري إلا في حضرة الأولياء.. فماذا تنتظر ضده؟! ولا أقول تنتظر منه!! خصوصاً أن هناك حُلماً وردياً أو قُل كابوساً سياسياً لنجل الرئيس في حُكم مصر هدية من والده كميراث غير شرعي من سيادته لابنه.. ألا يشكِّل ناشط سياسي كبير بحجم هذا الرجل ازعاجاً كبيراً للرئيس ونجله وحلمهما الأسود؟! الإجابة: نعم بالقطع. يجرنا هذا إلي سؤال حاد ومنفرج وقائم ومستمر: ألا يفعل النظام شيئاً لإيقاف قاطرة نجاح ووجود هذا الناشط السياسي الكبير؟ الجواب أيضاً: نعم وارد جداً وطبيعي للغاية ومنطقي لأبعد مدي!!
وقد كان.. حيث تم القبض عليه يوم السبت 29 يناير 2005 بدعوي علمه بوجود 5 توكيلات مزورة ضمن التوكيلات التي قدمت لتأسيس حزب الغد.. علماً بأنه تقدم للجنة شئون الأحزاب بأكثر من خمسة آلاف توكيل للموافقة علي حزبه وهو أكبر عدد لتوكيلات يتم تقديمه من حزب تحت التأسيس في تاريخ الأحزاب المصرية ولا حتي فعله أو بلغه الحزب الوطني الذي تأسس عام 1907 وأن النصاب القانون لعدد التوكيلات المطلوبة لإشهارالحزب هو 50 توكيلاً فقط فما جدوي أن يزَّور نور توكيلات لإشهار حزبه إذا كان يحمل هذا العدد الضخم من التوكيلات؟! ما علينا!! فماذا فعل النظام الحاكم "طبياً " ضد نور من أجل كابوس توريث نجل الرئيس؟!
بداية.. حين تم القبض علي الدكتور أيمن نور كان ملف حالته الصحية يقول بإنه: سليم تماماً ولائق طبياً ولا يعاني أي أمراض فلا أمراض مزمنة أو متوطنة أو مُعدية أو حتي نزلة برد!! وبعد أن دخل السجن كيف جاء له هذا الكوكتيل الضخم من الأمراض الخطيرة في غضون أيام أو أسابيع قليلة؟! ففي 18 ديسمبر 2006 قال تقرير الدكتورة آمال مشالي استشاري وأستاذ الطب الشرعي وفقاً لنتائج فحص نور بقسم الحالات الحرجة بالقصر العيني بناء علي تكليف الطب الشرعي وقد أثبت الفحص وجود ارتخاء في البطين الأيسر وكذلك ارتجاع في الصمام الميترالي وذلك بخلاف آفة مرضية في الشريان الأمامي الأيسر فحص الأسطرة وقالت الدكتورة: إن هبوط القلب اليساري يمثل أكثر سبب للوفاة لما يحدثه من تضخم بالبطين الأيسر وهو الثابت في حالة أيمن نور.. وفي 22 مايو 2007 شهدت جلسة في الدعوي رقم 16241 لسنة 61 ق بشأن الحالة الصحية لأيمن نور انتدبت المحكمة 3 خبراء استشاريين من الأطباء " بمزاجها " واستمعت لشهادتهم في تشخيص حالته ولماذا لم تلزمهم بقسم اليمين!! وتم تشخيص حالته الصحية علي أنه يعاني متلازمة من الأمراض من ضغط الدم والسكر وغيرهما مما يقطع بتأثير تلك المتلازمة علي الكليتين ،الأمر الذي ينشأ عنه فشل في وظائفهما فضلاً عن تأثير هذه المتلازمة علي القلب الذي تؤده إلي سدة بفعل سد الأوعية الدموية التاجية بالقلب مما يؤدي إلي الموت الفجائي دون عارض ظاهر لما تحدثه هذه المتلازمة من الأمراض من تأثير يقلل الشعور بالأعراض وإظهارها.. لم تتم الفحوص التي حددتها اللجنة الطبية الشرعية وأوكلت القيام بها للسجون فتراخت وامتنعت عن تنفيذ العديد من الفحوص المكلوبة مثل فحص الجهاز الهضمي في الوحدة الخاصة بالجهاز الهضمي في قصر العيني أو غيره كذلك الفحص من المواد السمية في الدم وكذلك رفض إجراء أي تحاليل طبية مهمة ومختلفة وآخرها فحص دلالات الأورام السرطانية والذي طلبه الطب الشرعي حتي 5 يونيو 2007 في خطاب للنائب العام دون جدوي.. فضلاً عن التدخل السافر في مسار الفحوص والحيلولة دون عرض أيمن نور علي أي طبيب خاص منذ أغسطس 2006 حتي لحظة خروجه من السجن بالعفو الصحي!!
وأكد ذلك أكثر من 50 تقريراً صادرة من كبار الأطباء الاستشاريين في مصر ومنهم: الأستاذ الدكتور علي جمال الدين عضو المجلس الاستشاري الأعلي للطب الشرعي بوزراة العدل وجامعة القاهرة وغيره من الأستاذة الدكتورة مديحة عبد الفتاح أستاذ الطب الشرعي الاستشاري بجامعة الأزهر والأستاذ الدكتور أحمد إبراهيم السجيني أستاذ الطب الشرعي بجامعة عين شمس والأستاذ الدكتور عادل المنصوري واستاذ الطب الشرعي بجامعة المنصورة والأستاذ الدكتور سعد أحمد نجيب أستاذ الطب الشرعي بكلية الشرطة والأستاذ الدكتور جمال عبد الناصر أستاذ الطب الشرعي بجامعة عين شمس وغيرهم من كبار الأساتذة والاستشاريين المختصين.. إلا أن المحكمة لم تأخذ بهذه التقارير وإنما أخذت بتقرير مصلحة السجون ووزارة العدل والموقع عليه من الضباط الأطباء: جلال عبد الحميد وإحسان كميل جورجي والسباعي أحمد السباعي ليس بينهم استشاري واحد!! ورفضت المحكمة أن تمنح نور حكماً بالخروج الصحي من السجن في أعوام 2006 أو 2007 أو 2008!! حيث تقول الحالة الصحية لنور إنه ساءت حالته بعد شهور قليلة من دخوله السجن فماذا حدث له داخل السجن بالضبط؟! ولماذا قامت جهات قضائية وحقوقية في مصر وخارجها باتهام الجهات المختصة في مصر بعدم توفير فرص العلاج له داخل محبسه وإخفاء حقائق وبيانات جوهرية عن حقيقة ما وصلت إليه حالته الصحية أثناء عملية ترجمة نتائج الفحوص أو التقارير الطبية للوقوف علي حقيقة حالته، بل وعدم تمكين أي جهة من أي فحص لاحق لنور، حيث مصلحة السجون وهيئاتها الطبية لا تفصح عن حقيقة علاج نور وإنما تعطي معلومات وهمية كاذبة للتضليل وإخفاء حقيقة حالته!! ووفقاً لتقرير الدكتور علي جمال الدين عبد العال المؤرخ في 22 أبريل 2007 أدِّي كل ذلك إلي جانب ما ذكرناه من أمراض إلي زيادة "ارتفاع معدل الضغط وعدم انتظام ضربات القلب وحدوث تغيرات اثيرومية في الشرايين التاجية للقلب وكذا في الأطراف والعينين ووجود ترسبات دهنية بالكبد بالإضافة إلي قرحة المعدة وخشونة ونتوءات عظمية وانزلاق غضروفي عنقي، وكذلك خشونة مفصلي الركبتين وترسبات وحصوات وتحولات بالكلية اليمني.. ثم وقَّع الدكتور بعبارة: وبناء علي ذلك فإنني أقرر أن: "هذه الأمراض بذاتها تهدد حياته بالخطر ".
السؤال هنا: إذا كانت جميع التقارير الطبية تؤكد أن حالة أيمن نور الصحية ساءت بعد دخوله السجن بشهور فمَنْ هو المسئول عن مرضه بل أمراضه؟! ولماذا؟! يجرنا ذلك إلي سؤال خطير لماذا لم يتم عرض نور علي إخصائيين متخصصين ولماذا لم يتم علاجه ولو علي حسابه الخاص؟! والسؤال الأخطر لماذا منعت وزارة الداخلية بأوامر عُليا علاجه ولو بأدني درجات العلاج؟! والسؤال الأسود: كيف فعلوا ذلك بأيمن نور داخل سجنه وهو مسلوب الإرادة ورهن محبسه تحت " أمر وفعل وسلطة الدولة "؟! فلا طعام إلا من خلال رجال النظام ولا علاج يدخل جسده إلا من خلالهم إنه باختصار رجل ينام بأوامرهم ويصحو بمواعيدهم ويحيا كما يشاءون ولا يملك من أمره شيئاً بعد أن سلبوا حريته ؟! والسؤال المهبب: لماذا سلب النظام صحة أيمن نور؟!
والجواب: إذا علمنا أن النظام سلب صحة أيمن نور عن طريق حقنه بأمصال كوكتيل كل هذه الأمراض في فترة وجيزة علمنا كيف ولماذا وحتي وحيثما!!
ودعوني أقول.. إنني التقيتُ بأيمن نور بعد خروجه من محبسه 4 مرات لا يقل مجموعها عن 12 ساعة كاملة وكنتُ في كل مرة أقرأ وجهه وحركاته وسكناته والتفاتاته وأكاد أحصي أنفاسه.. لا أنكر أنني لستُ طبيباً ولا مُطبباً ولا حتي مجبراتي ولا أحمل جهازاً لقياس الضغط أو الحرارة ولا أملُك القدرة علي التشخيص الإكلينيكي لكن أي كائن حي يملُك الخبرة البصرية والقُدرة الكاملة علي تحديد: هل هذا الإنسان مريض أم لا؟! إلا أنني أوقع علي ذلك كله بعد هذه اللقاءات الأربعة بأيمن نور: إن هذا ليس أيمن الذي عرفته أو عرفه المقربون قبل ذلك إطلاقاً!! فماذا فعل النظام بأيمن نور؟! وفي المرات الثلاث الأولي لم أشأ أن أخبر أيمن نور بأي ملاحظة منتقدة أو مرعبة لحالته الصحية.. ثم اتصل بي أيمن نور لشأن ما.. فعاجلته بهذه الكلمات الصاروخية:
أيمن.. أريد أن نجلس فوراً عندي ملاحظات خطيرة تتعدي حدود الهواجس وتحليلات جسيمة تتخطي مسميات المخاوف ولدي رؤي قاتلة تفوت مفاهيم الخوف وأحمل أشياء مثيرة تجتاز أُسس وقواعد وفواصل ومتاريس الموت!!
والتقينا.. بل ونسي نور ما طلبني بشأنه وانتحينا بعيداً عن الناس في رُكن ركين من زوايا بيته الرحيب بالزمالك.. وبادرته أيضاً:
لا داعي لأن أتجمل.. فلستُ بحاجة لذلك ولستَ تطالبني أو تلزمني به.. وعلينا أن نضع جميع الأمور علي مشرحة البحث والتحليل والدراسة كما هي بطينها وحقيقتها مهما كانت مزعجة.. لقد كنتَ لديهم وتحت سيطرتهم تماماً لسنوات أربع يفعلون بك وفيك ما يشاءون دون أدني سيطرة لك عليك!
فأومأ نور مؤيداً وهو يتفحصني في محاولة مخلصة باحثة لاستقراء خطورة ما سأقول ويبدو أنه بدأ يمسك بخيوط مخاوفي فقال: هذا صحيح تماماً يا أنيس.
فعاجلته: هل كنتَ تعاني أي من هذه الأمراض قبل سجنك بساعة؟!
فأجاب بدهشة وكأنه اكتشف ذلك لأول مرة: لا لم يكن عندي ولا حتي أنفلونزا بل لم أكن أشكو من اللِوز قبل دخولي السجن بدقيقة واحدة أو حتي ثانية.. وإنما كل هذا حدث فور دخولي السجن بأسابيع قليلة!!
فقلتُ له: قالت مني جمال عبد الناصر مؤخراً وهي تروي عن تفاصيل مرض زوجها أشرف مروان الأخير والذي عاني منه منذ سنوات قائلة : بدأ وزنه ينزل ويتناقص بشكلٍ سريعٍ ومريب وعجيب وغريب ومثير للتساؤل والدهشة مما، أعجز الأطباء عن فهم هذه الحالة حتي تم اكتشاف أن الجهاز الذي يستخدمه أشرف مروان للتنفس إذا ألمت به أزمة يقوم بدور آخر مريب تماماً وهو زيادة عملية الإحتراق وزيادة ضربات القلب وهذا يؤدي إلي قتله ببطء حتي تم اكتشاف ذلك بالصدفة عن طريق أحد الأطباء في الولايات المتحدة وبفحص 4 أجهزة يمتلكها أشرف مروان لهذا الغرض في لندن ومصر وغيرهما تبين أن جميعها " ملعوب " فيها فنياً بل تقوم بهذا الدور الخبيث بعيداً عن دوره الحقيقي.. وتمت معالجة الأجهزة.. وقامت الجهة المخابراتية التي أرادات وسعت لقتل مروان بتغيير استراتيجيتها في قتله فأسقطوه من شرفة بيته في لندن.. أرأيت يا دكتور نور إلي أي مدي تكون اللعبة القذرة؟
تفكَّر نور وشرد ثم قرر: نعم هذا صحيح لقد حدث هذا بالضبط مع الدكتور أشرف مروان.. أما عني فلا ريب إنني كنت تحت سيطرة الداخلية تماماً منذ لحظة القبض علي وحتي خروجي ويعلم الله وحده ماذا حدث لي وماذا فعلوا مع جسدي صاحياً أو نائماً أو مُخدراً بمعرفتهم!!
بادرته هل تعتقد مباشرة هكذا دون لف أو دوران أو صياغة أو تهذيب أن هناك جهات أو أشخاصاً من مصلحتهم: إصابتك بأي من الأمراض الخطيرة للتخلص منك أو دسولك السحر في الطعام ليقتلوك بعد خروجك من السجن بستة أشهر؟
أجاب بيقين سريع وعبارات أكيدة واثقة حاسمة: طبعاً وليس في ذلك مرية أو شك.
فكان علي أن اسأله عن تفاصيل حالته الصحية وما حدث في سجنه.
فقال: دعني أخبرك بسيولٍ من ألغاز السلطة معي في سجني وأقول لك كارثة ما حدث في الغرفة 251 في معهد ناصر.. جاءني الدكتور رجائي الغمري طبيب السجن يحمل لي إخطاراً شفهياً بأن الإدارة أبلغته أن يتولي إبلاغي بأن أحضر طبيبي الخاص الذي سيجري التدخل الجراحي في شراييني السبت المقبل ليقوم بالتجهيز لهذا التدخل هنا في السجن.. سألته وكيف لي هذا وليس لدي وسيلة اتصال وغداً الجمعة حيث السجن مغلق؟! فضلاً عن أني لا أعرف تحديداً بالمقصود بالتجهيز لجراحة تتم بالقسطرة والدعامات والبالون لقد كان قرار الإدارة هو نقلي لإجراء هذا التدخل في معهد ناصر علي نفقتي فما الذي جد اليوم وقبل ساعات من موعد الانتقال للمعهد؟ كتبت هذه التساؤلات علي ورقة سلمتها للطبيب الذي ما أن عاد إلي زنزانتي بعد ساعات ومعه عقيد طبيب من سجن آخر وكذلك معاون مباحث السجن ليبلغني العميد أو العقيد الدكتور مصطفي سامي أنهم سيقومون هم بأنفسهم بعملية التجهيز للقسطرة!! فسألته وكيف هذا في مكان يخلو من كل مظاهر التجهيز المطلوبة وغير المطلوبة مشيراً أن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يتم في هذا المكان هو إزالة الشعر من الأجزاء التي ستتعرض للفتح أو ستغوص فيها القسطرة وقبلها مبضع الجراح!! كنت أمزح أو أسخر من الطلب إلا أن المفاجأة أني وجدتهم يتحمسون لفكرة الحلاقة!! فقلت له لكن هذا لا يحتاج إلي عقيد طبيب يكفي فقط استدعاء المسجون "محمود" الذي يتولي هذه المهمة بكفاءة!! خيم الصمت والدهشة علي الحضور فقررت أن اكسر هذا الصمت بطلب إضافي وهو إحالتي للكشف علي قواي العقلية ربما يكون الخلل لدي!
سألته: وماذا عن الغرفة 251 بمعهد ناصر؟!
فأجاب: تم نقلي وسط ترسانة مسلحة أمنية إلي معهد ناصر يوم السبت 15 أغسطس 2006 جيش عرمرم من الأمن يقتحم غرفتي ويقيم معي وبعد لحظات دخل الغرفة مساعد الدكتور عز الصاوي.. الدكتور مصطفي ليبلغني أن كل شيء سيتم الآن وفورا الفحوص والتحاليل والأشعات والجراحة وربما الخروج أيضا!!.. بدأ الدكتور مصطفي الكشف في حضور ضباط الشرطة ،مما أثار استيائي الشديد وتضامن معي الطبيب طالبا منهم الانتظار خارج الغرفة إلا أن بعضهم اكتفي أن ينتحي جانبا من الغرفة بينما أصر ضابط مباحث يدعي بهاء الشافعي أن يبقي في موقعه واضعا التليفون المحمول علي أذنه وهو يملي كل شيء يحدث أمامه منتهكا حقي في الخصوصية وحق الطبيب وأبسط قواعد الأخلاق!!.. وبعد إجراء بعض الفحوص والأشعات تحت رقابة الشرطة أبلغت أن زوجتي كانت أودعت مبلغ 17 ألف جنيه تحت الحساب إلا أن المستشفي بعد الفحوص طلب سداد 50 ألف جنيه ليتم إجراء الجراحة اليوم!! طلبت من القوة الأمنية المصاحبة لي أن تقوم بالاتصال بزوجتي لسداد المطلوب إلا أن المسئولين الذين عرض عليهم الأمر تليفونيا أبلغوهم برفض الطلب!! أي رفض إبلاغ زوجتي!! وأعادوني إلي السجن في نفس اليوم دون جراحة أو حتي إبلاغ زوجتي؟! فلماذا أخذوني لمعهد ناصر أصلاً؟! ومَنْ هو هذا الشخص المهم الذي كان يتابع حالتي علي الطرف الآخر للموبايل ليعطي التعليمات للضابط الكبير بتخريب جسدي ومنعي من حقوقي ويحاط علماً بما يحدث لي؟! بل لماذا أصلاً حمل ونقل ومرمطة رجل مريض بقلبه دون أدني نية للعلاج؟!
واجهته بسؤال: هل انتحر أيمن إسماعيل الذين قالوا بإنه شريكك في قضية التوكيلات؟!
أجاب بقوله: قالوا إنهم عثروا علي جثته عندما توجه حراس السجن لفتح باب الزنزانة ووجدوه يربط عنقه بطرف ملاءة السرير وطرفها الآخر في حديد النافذة.. يكفي أن أقول لك أن أيمن إسماعيل طوله 172 سم وإن الحبل الذي كان مشنوقاً به كان ارتفاعه 170 سم فهل يعقل ذلك؟!
بادرته: هل تتهم أحداً بعينه بمحاولة قتلك قبل ذلك؟! وهل لديك دليلا علي مثل هذه المحاولة؟
أجاب نور: نعم حاولوا وسيحاولون قتلي.. وممكن جداً أن يقتلوني في أي لحظة .
فبادرته بحسم: مَنْ هؤلاء الذين يريدون أن يقتلوك؟!
فأجاب: الذين قتلوا أيمن إسماعيل شنقاً علي باب زنزانته بعد 6 أيام من طلبه العدول عن أقواله ضدي وتحديداً يوم 6/9/2007 وهو المتهم والقاتل والمتورط في الرغبة في إسكات أيمن إسماعيل لمنع خروجي وهو أيضاً المتهم بمحاولة اغتيالي لتحقيق ذات النتيجة ولدي مئات المستندات والأوراق والشهادات التي تقدمت بها للمحكمة الجنائية الدولية وقد تقدمت للنيابة العامة بالعديد من البلاغات أتهمهم بمحاولة قتلي، خصوصاً بعد قتل أيمن إسماعيل ورفضوا التحقيق أو سماع أقوالي ولقد حررت بلاغين 36 و37 أحوال سجن مزرعة طرة في إبريل 2006 ضد العقيد هشام فؤاد الذي ادعي في بلاغين كاذبين أنني انتحرت!!
والسؤال الأحمر هنا: لماذا لعبت وزارة الداخلية علي جوكر انتحار أيمن نور؟! وفوجئت بأنه كشفها فهل غيرت الاستراتيجية!! وكيف تم التغيير من أجل الهدف الواحد وهو " قتل أيمن نور "؟!
سألته: هل تم الإعتداء عليك بدنياً ..بالضرب يعني؟!
أجاب: لقد تعرضت لذلك كثيراً ولقد قدمت بلاغات للنيابة العامة بتعرضي للقسوة والإعتداء البدني الوحشي داخل سجني وقد قام بذلك اللواء جاد جميل واللواء عماد شحاتة وزبانيتهم يوم 12 مايو 2007 والبلاغ مقيد برقم 17 لسنة 2007 نيابة المعادي والذي أسفر عن إصابتي ب 16 إصابة في الكتف والظهر والساقين والصدر، ومازالت آثارها قائمة وأرفق بذلك تقرير طبي يثبت الإصابات الجسيمة علي.
وهنا يقفز سؤال آخر: لماذا يتعرض سجين لاعتداء بدني وحشي فهل كانوا يريدون قتله؟!
ومن المثير في أزمة أيمن نور والنظام أن النيابة العامة نفسها تواطأت ضده ويبدو أن ذلك بتعليمات عليا فلا يمكن أن يكون فيها شبهة اجتهاد شخصي متواتر من جميع الجلادين والقضاة الذين واجهوه في رحلته.. فقد حدث تزوير في التقارير الطبية لحقيقة حالته كما تؤكد كل "أصول التقارير الطبية" التي تحت يدي الآن والتي تزيد علي 850 صفحة ومدني بها الدكتور أيمن نور كاملة لتفحصها ودراستها والوقوف عليها !!
ثم قال نور: في التقرير الطبي الشرعي رقم 184/2006 والصادر في 25 يناير 2007 قاموا بحذف أجزاء كاملة من التقارير الطبية ونتائج الفحوص لإخفاء حقيقة حالتي المرضية مثل حذف كل ما يفيد: بوجود آفة في الشريان الأمامي الرئيسي الأيسر بالقلب وإحفاء إصابتي بتضخم في البطين وارتجاع بالصمام الميترالي وإصابتي بضيق في الشريان الفقاري الصاعد للمخ واجتزاء هذه البيانات الثابتة بالفحوص وغيرها بالمخالفة الصارخة لأحكام المادة 213 عقوبات.
وسؤالي الأسود الآن للنظام الشفتشي الذي يحكم مصر والجهات المسئولة: هل هذا نسيانا أم جهل طبي وجنائي أم أنه عمد ونية سوداء مبيتة لقتل الرجل؟! فإن كان عمداً وهو بالقطع كذلك: فمَنْ الذي أصدر الأوامر بذلك ولمصلحة مَنْ؟! ولماذا امتنعت النيابة العامة عن التصرف والتحقيق في 1400 بلاغ مهدر قدمها نور للنائب العام من سجنه عن تعذيبه وسوء معاملته في السجن و100 بلاغ مقدم منه في قضايا سبه وقذفه؟! لماذا بأمر القانون والنائب العام يمنع أيمن نور من صلاة الجمعة والجماعة في سجنه بمزرعة طرة!! ومن الاختلاط بباقي المساجين ومن المشي في الملعب أو ساحة السجن ولو وحيداً!! ويمنع من العلاج والتراسل والزيارة والكتابة!! ومع ذلك كتب وأحب وعاش بالأمل وإن لم يعالَج!! بأمر مَنْ هذا؟! وبأمر القانون والنائب العام أيضاً عاش أيمن نور سجيناً تحت الحصار والمراقبة الشديدة وعاش لأسابيع طويلة مكبلاً من الأيدي والأرجل معاً؟! لماذا؟!
قد تسألني وتسأل نور: ماذا عن أخطر لحظة قابلتها " طبياً وصحياً " في رحلتك في السجن وفي قراءة أخري متي شعرت بأنهم سيقتلونك؟!
فكانت إجابته الحاسمة لي: شعرت وأشعر بأنهم سيقتلونني في كل لحظة وأذكر في يوليو 2008 أنني تعرض لحالة تسمم مجهولة السبب حيث ظهرت علي أعراض التسمم من ارتفاع في درجة الحرارة والقئ وظهور آثار لطفح جلدي في صورة حروق وذلك من آثار المادة السامة وتركزت الآثار علي الساعدين والقدمين وجانب بسيط من وجهي وطلبت من إدارة السجن نقلي لمركز السموم بجامعة القاهرة تنفيذاً لقرار الطب الشرعي رقم 1333 ولقرار نيابة جنوب القاهرة إلا أن إدارة السجن رفضت تنفيذ قرار النيابة ،كما رفضت ترحيلي لأي جهة للعلاج.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.