رجلان جعل كل منهما الآخر شاغله وشغلته!، المحافظ الأسبق للإسماعيلية عبدالمنعم عمارة، والمحافظ الحالي لها عبدالجليل الفخراني، ومن يطالع مفردات وموضوعات الخلاف بين الرجلين - وساحتها الحالية اتسعت من صحف إلي فضائيات - يعجب كيف يجد كل منهما الوقت لإدارة الصراع بينهما! فإذا كان أحدهما - المحافظ الأسبق - متفرغا للمحافظ الحالي شاغله وشغلته! فكيف بالثاني المحافظ الحالي الذي يجد الوقت لصراعه مع الأسبق بهذه الكثافة! ثم فوق ذلك «شغله وشاغله» - أي عمله الأصلي - محافظاً للإسماعيلية!. والمجلس المحلي «الإسماعيلي» ليس بالمجلس الذي تعوزه الشهامة!، فلم يجد بدا من عقد جلسة خاصة، للنظر في أمر «طريق عمارة للبلاجات» الطريق السياحي المسمي باسم المحافظ الأسبق، فهل يجوز أن يبقي باسم الأسبق وهو الذي يفعل بالحالي ما يفعل!، السكوت علي هذا مستحيل، وأن يكون موضوع الجلسة الخاصة تغيير اسم «طريق عمارة» إلي اسم «الفريق عبدرب النبي حافظ» كما قالت صحيفة الأهرام - 2 مايو - !، وإن كان الطريق قد تغير اسمه إلي «طريق مبارك السياحي» - المصري اليوم السبت أول مايو -!، وهذا مجرد عينة من مفردات التراشق بين الرجلين!، والمجلس المحلي لم يجد ما يجتمع من أجله إلا التسمية الجديدة لطريق!، وليكن للصراع وقود طالما الرغبة في ابتكار عارمة!! وهناك «الناس الجاهزة» التي كلما لمست هذه الرغبة عند الرجلين أبدعت في ابتكار أفكار جديدة تجعل النار لا تخمد، وعمارة يسجل علي المحافظ الحالي أنه أصدر أمراً بمنشور رسمي لجميع المصالح الحكومية بمنع التعامل مع الصحفيين، وعدم الإدلاء بأي تصريحات إعلامية إلا من خلال مكتب المستشار الإعلامي للمحافظ، وكل من يخالف ذلك سيتعرض لأقصي العقاب!، وعمارة يسأل نقيب الصحفيين: ما رأيكم؟! ولو عاد أحد يفتش في دفاتره الخاصة بنشوء الصراع بين الأسبق والحالي لاكتشف أن الأمر كله لا يساوي!، ناد رياضي في الإسماعيلية يراه الأسبق لا يحصل علي دعم كما ينبغي من المحافظ الحالي!، وأن شئون النادي لا تدار كما يليق به كناد عريق!، وكلام عن غابة شجرية علي الطريق الدائري، بعد قرار اقامة ناد اجتماعي للنادي الإسماعيلي علي المسطحات الخضراء!، وهي أمثلة مما يمكن ألا يكون مثار الخلافات بين رجلين يعرفان المسئولية عن محافظة في حاجة إلي الكثير!، بدلاً من قتل الوقت بالتفنن في الكيد لبعضهما، والبحث عما يمكن أن يكون مثالب للآخر!، خاصة أن الخلاف بين الرجلين لا مبرر له كون أن أحدهما كان ذات يوم المحافظ، والآخر قد أصبح محافظاً سبقه غيره، رحلوا عن الكرسي كما سيتركه المحافظ الحالي في يوم من الأيام، وليس هناك أي مجال لنزاع بين الأسبق والحالي، الذي هو السلطة المختصة التي تحسم وتقرر في كل شئ!. ومن الغريب أن لا جهة حكومية واحدة تتدخل لتوقف هذه العجلة التي تدور حاملة كل يوم جديداً من الترهات التي لا وزن لها حتي تصبح محل خلاف!، الغريب كذلك - إذا كانت الحكومة لا تجد عندها من يوقف هذه العجلة «الحربية» عند حدودها!، فإن الإسماعيلية فيما يبدو قد خلت من أهل الخير الذين يمكنهم التوسط بين رجلين محترمين!، فإذا كان العجز عن ذلك من جانب الحكومة ومن جانب وسطاء الخير، فإنني لا أجد مفراً من توجيه دعوة لمن بيدهم الأمر لفض هذا الاشتباك الذي استطال أمره إلي حد «السخافة»!، خاصة أن الناس في مصر قد أصبحوا ضحايا الكثير من مثل هذه السخافات!، فأطالب بجلاء عمارة والفخراني عن الإسماعيلية، حتي «تهدأ النفوس» كما يقولون!، وحتي نفرغ نحن من هذه السخافة كما أذن الله لنا بالفراغ من غيرها!.