يظن هؤلاء بأنه رفض لوضع اسم الرئيس مبارك, وهؤلاء خاطئون لأن أول من يرفض مثل هذا السلوك إن صحت الأخبار هو الرئيس مبارك نفسه. لا تذكر الإسماعيلية دون أن يقفز إلي الذهن د.عبدالمنعم عمارة الذي كان محافظا لها, ولا يذكر اسم عمارة دون أن نذكر الإسماعيلية, والرئيس السادات وزياراته الشهيرة للإسماعيلية. الدكتور عمارة تولي مناصب عدة, ولكن ظل أهم هذه المناصب التي يذكرها الناس له منصبه كمحافظ للإسماعيلية, وفي أي مجلس يكون الدكتور عمارة حاضرا فيه لا تمر الحكايات دون أن يعرج الكلام إلي الحديث عن الإسماعيلية التي يحتفظ أهلها أيضا لمحافظهم الأسبق بذكريات, حتي إن أحد شوارعها الرئيسية أطلقوا عليه اسمه كتعبير عن مشاعرهم تجاه الرجل, الذي ترك بصمة بينهم لم ينجح الزمن أن يمحوها. ما ذكرته لا أذكره في معرض الحديث عن د.عمارة أو محافظة الإسماعيلية, ولكن فقط وددت أن أضع مقدمة لطبيعة العلاقة بين الشخص والمدينة حتي أصل منها إلي ذلك الخبر المنشور والذي أتمني ألا يكون صحيحا بأن محافظ الإسماعيلية الحالي قرر تغيير اسم الشارع الذي يحمل اسم د.عمارة. والحكاية كما يقول الخبر المنشور في صحيفة الأحرار هي أن د.عمارة كان قد أجري مداخلة تليفونية مع أحد البرامج لقناة مودرن مساء الثلاثاء الماضي هاجم خلالها قرار محافظ الإسماعيلية عبدالجليل الفخراني بإزالة أشجار الغابة لإقامة مبان لرجال الأعمال عليها,ووصف هذا القرار بأنه كارثة علي الإسماعيلية وتصادف انعقاد المجلس المحلي للمحافظة أثناء إذاعة البرنامج, فرفع المجلس توصية برفع اسم عمارة من الشارع الذي يحمل اسمه بالإسماعيلية وتغيير اسمه إلي شارع حسني مبارك, فوافق المحافظ مما أثار حالة من الغضب بين المواطنين متهمين المسئولين التنفيذيين بالنفاق مؤكدين أن الرئيس مبارك نفسه يرفض هذا الأسلوب الرخيص بدليل أنه طلب عدم نشر إعلانات التهاني عقب عودته من رحلته العلاجية الأخيرة. انتهي الخبر ورد فعل المواطنين, وأزيد عليه فأقول إن ما حدث إن كان صحيحا هو أمر يثير الحزن والغضب, ويطرح تساؤلات كثيرة حول الوفاء والديمقراطية والانتقام والتسلط وقبول النقد والاختلاف في الرأي, وقد ظن من اتخذ قرار تغيير اسم الشارع إن صح ذلك أن هناك درعا سيحميها يستبدل اسم الدكتور عبدالمنعم عمارة ووضع مكانه اسم الرئيس حسني مبارك ظنا منه بأن ذلك أمر يغلق الموضوع, ويصيب من يريد أن يعترض علي هذا السلوك بغصة من لا يقدر التعبير عن رفضه للسلوك لأنه في هذه الحالة لن يكون رفضا لتغيير اسم د.عمارة بل سيبدو كما يظن هؤلاء بأنه رفض لوضع اسم الرئيس مبارك, وهؤلاء خاطئون لأن أول من يرفض مثل هذا السلوك إن صحت الأخبار هو الرئيس مبارك نفسه. [email protected]