عندما دعانى الدكتور سمير فرج الأسبوع الماضى لحضور افتتاح رئيس الوزراء لحزمة مشروعات عدت بذاكرتى لعام 2004عندما صدر تكليف القيادة السياسية للدكتور سمير بقيادةالأقصر.. فى هذه الفترة كانت تجربة عادل لبيب (ملعلعة)فى قنا . وكانت قنا وتجربتها على كل لسان وتلقى اشادة كل وسائل الاعلام .. وكان الوافدون اليها من كل حدب وصوب .. لمشاهدة الطفرة على أرض الواقع يمرون بالأقصر ترانزيت للمبيت فى فنادقها لعدم وجود فنادق فى قنا ! وكان القادم من مطار الأقصر متجها الى قنا يمر عبر طريق ضيق ترقد على جانبه الايمن مجموعة من ( العشش) الطينية ! ترسم صورة غير حضارية لمدخل مدينة بحجم ومكانة الأقصر يأتى إليها السياح من كل أنحاء العالم !. وكانت هذه الصورة ايضاً فى استقبال دكتور سمير فرج عند حضوره لتولى مسئولية المدينة .. فى الداخل كانت الاوضاع أكثر سوءاً ! العشوائيات تضرب فى كل مكان ! فى الشوارع الحيوية حول محطة السكة الحديد ! والأخطر أنها باتت تهدد اكبر المعابد الأثرية والتاريخية فى العالم حول معبد الكرنك وخلف معبد الأقصر ! اما البر الغربى فحكايته حكاية أقل وصف لها أنها مأساوية ! فهذا المكان الذى يحتضن أهم المقابر الأثرية فى العالم وترقد فى أرضه أغلى الكنوز كان يعانى العشوائية والإهمال وكانت«القرنة» اكبر مثال ودليل على العشوائية التى أصبحت للأسف واقعاً لا يجرؤ مسئول على الاقتراب منه ومحاولة تغييره ! اهالى «القرنة» بنوا منازل بدائية على المقابر وكانوا يقضون حاجتهم ويتناسلون .. الصور السابقة التى قدمتها كانت فى استقبال الدكتور سمير فرج وكان لابد من تغيير هذا الواقع .. وعندما بدأ الخطوة الاولى على هذا الطريق حاولت نيران صديقة اصابته ! فقد كانت الأقصر على موعد لأول زيارة يقوم بها دكتور احمد نظيف رئيس الوزراء لتفقد أول المشاريع التى ينفذها دكتور سمير فرج .. وفوجئ الرجل بأن رجال جهة ما وضعوا بعض قطع الفخار داخل الحفر حتى يبدو وكأنه ثمة آثار بداخله ! وطبعا كانت حيلة جهنمية لوقف أول مشروع يبدأ تنفيذه ، ولكن رعاية الله أولا وثقة القيادة السياسية ثانياًأفشلت هذا المخطط ! وجاءته رسالة فى كلمة واحدة ومن اعلى القيادات السياسية «استمر» وبدأت المشروعات تتوالى ونجح دكتور سمير فرج فى نقل سكان «القرنة» والحفاظ على ما تبقى من كنوز فى المقابر ! وتوالت المشروعات فى داخل المدينة وفى البر الغربى ونجحت هذه الجهود فى إزالة العشوائيات حول معبد الكرنك واحياء طريق الكباش الذى يربط بين معبدى الكرنك والاقصر وتطوير طريق الكورنيش وتوسعته وتطوير ميدان محطة السكك الحديدية .. وبدأت ملامح التغيير تظهر على وجه المدينة ، وبدأ الاهالى الذين كانوا يعارضون التطوير فى البداية يقتنعون بأن التطوير حقيقى ولمصلحتهم ! فانتقل اهالى القرنة الى مدينة عصرية أقيمت خصيصاً لهم .. وحصل كل مواطن ازيل مسكنه على مسكن بديل أو حصل على مقابل نقدى بسعر المتر اليوم ! تذكرت كل ذلك وأنا أرى رئيس الوزراء يفتتح مركز الاستعلامات السياحى واطلاق موقع بوابة الأقصر الاليكترونية ثم وهو يتفقد منطقة أرض سافوى وإزالة قصر اندراوس وتفقد بنك اسكندرية وسنترال الاقصر واحدى دور السينما الجديدة وفندق القوات المسلحة ثم منطقة الحساسنة بالكرنك ثم طريق الجاروه الجديد ثم مقابر الكومنولث ثم افتتاحه كوبرى طريق مصر أسوان وتعجبت لعدم حضور السيد وزير النقل لهذا الافتتاح ! وعدم حضور السيد وزير البترول افتتاح احدى محطات الوقود بطريق المطار وهى تابعة لاحدى شركات القطاع العام للبترول ! وقلت لنفسى البركة فى وزيرى الاستثمار والسياحة اللذين رافقا السيد رئيس الوزراء فى رحلته ! المهم أن التغيير حدث وتطورت الأقصر .. ولكن هل حدث التغيير فجأة ؟ هل قال دكتور سمير فرج للواقع تغير فقال له الواقع شبيك لبيك ! هل عثر دكتور سمير فرج على فانوس علاء الدين بجوار معبد الكرنك وحكه بيده فخرج «العفريت» وأجرى التغيير ! أبداً لم يحدث التغيير بسهولة . لقد واجه الدكتور سمير فرج صعوبات وعقبات لا حصر لها .. جاءت أولاً من بعض الجهات الحكومية التى لا تريد لتجربته النجاح ! وقد ذكرت احداها فى بداية المقال .. وساعتها كان لى شرف كشف بعض هؤلاء وكتبت فى «صوت الأمة» تحت عنوان «الحكومة ضد الحكومة فى الأقصر» ذكرت فيه محاولةالبعض اجهاض التجربة فى مهدها !نفس التجربة خاضها اللواء عادل لبيب فى قنا وواجه صعوبات وعقبات وتعنت بعض أصحاب المصالح والمستفيدين من ابقاء الوضع على ما هو عليه ! وهى نفس العقبات والصعوبات التى واجهت عادل لبيب عندما انتقل الى الاسكندرية !وهذا الكلام يطرح سؤالا هل المواطن الطرف الاصيل فى عملية التغيير لايحب ولا يحبذ أن يتطور الوضع ويتغير الى الاحسن ! المستفيدون واصحاب المصالح وحدهم الذين يروجون لهذه المقولة الباطلة ! المواطن يؤيد التطوير والتغيير بشرط أن يشرح له المسئول ويشركه كطرف أصيل فى التغيير! وعندما يقتنع المواطن بأن التغيير سيصب فى النهاية لصالحه ، فإنه أول من يقف فى وجه فئة أصحاب المصالح !وهذا ما حدث فى قنا وحدث فى الأقصر ويحدث الآن فى الاسكندرية ! ويمكن أن يحدث فى أى شأن آخر من شئون المواطن ! المهم أن ينجوا من يحاول التطوير وتغيير الواقع من النيران الصديقة ! وعندما يفلح المسئول فى الافلات والنجاة من طلقات هؤلاء ودسائسهم فإن النجاح سيتحقق حتما!.