كنت أتابع انتخابات مجلس الشوري من خلال الإذاعة المصرية التي كانت تستضيف اللواء دكتور نبيل لوقا بباوي عضو المجلس.. اللواء نبيل من عائلة صعيدية عريقة بنجع حمادي بمحافظة قنا.. وحاصل علي الدكتوراة في الشريعة الإسلامية وواحد من المتخصصين في هذا المجال.. وساهم أكثرمن مرة في حل المشكلات ووأد الفتن بين عنصري الأمة!.. كان ميكروفون الإذاعة ينتقل بين المحافظات لرصد العملية الانتخابية ويستضيف بعض المحافظين ليحاورهم الدكتور نبيل من الاستوديو.. وعندما انتقل الميكروفون إلي محافظة الأقصر وحاور محافظها الدكتور سمير فرج تدخل اللواء نبيل في الحوار وحكي قصة سائق تاكسي من أبناء الأقصر التقي به في آخر زيارة إلي الاقصر وسأله الدكتور نبيل ماذا تفعلون لو ترك الدكتور سمير المحافظة قال السائق سوف ننام علي أرض المطار أمام الطائرة حتي لا تقلع بالدكتور سمير!.. قد تكون الإجابة فيها بعض المبالغة ولكنها تعكس كيف تكون العلاقة بين المسئول والمواطن أو بالأحري بين المواطن والمسئول!.. بوصلة المواطن تعرف دائما الاتجاه الصحيح وتعرف كيف تفرق بين المسئول الذي يعمل لمصلحة صاحبها والمسئول الذي ينام في العسل ولايترك مكتبه المكيف!.. لو تأملنا وأمعنا النظر في كل التجارب الناجحة في بعض المحافظات سنجد التفاهم والتفاعل الكيميائي الذي حدث بين المواطن والمسئول! حتي وإن حاول بعض أصحاب المصالح وضع الأحجار وإلقاء الطوب وإهالة التراب علي التجربة الناجحة وصاحبها! ومحاولة افتعال الأزمات وخلق المشكلات بين المسئول والمواطنين للإيهام بأنه ثمة فجوة وتناقر وتباعد بين طرفي التجربة! وحكاية الطوب والحجارة ليست من قبيل المبالغة ولكنها حدثت بالفعل مع الدكتور سمير فرج عند توليه رئاسة مدينة الأقصر قبل أن تتحول إلي محافظة علي يديه! فعندما بدأ شق الطريق الدائري حول المدينة وضع البعض قطعاً من الفخار داخل الحفر للإيهام بوجود آثار حتي يتوقف المشروع قبل أول زيارة للدكتور نظيف للمدينة بصحبة مجموعة كبيرة من الوزراء.. ولكن المحاولة فشلت وذهبت أدراج الرياح عندما جاءت التعليمات من الرئيس مبارك بالاستمرار عندها بلع المتآمرون ألسنتهم ولزموا الصمت وتواروا عن الأنظار! عندما بدأ الدكتور سمير فرج تجربته في الأقصر كانت تجربة اللواء عادل لبيب في قنا في قمة نجاحها ومحط أنظار الجميع في الداخل والخارج! ذهب دكتور سمير إلي قنا ورأي كيف يكون الإنجاز والإعجاز ولم يخجل أو ينكر أنه تعلم من هذه التجربة الفريدة!.. في أقصي الغرب كانت هناك تجربة أخري تشق طريقها بنجاح هي تجربة الفريق الشحات مع محافظة مطروح.. التجارب الناجحة لا تأتي صدفة ولكن تتحقق بالجهد والعرق ونظافة اليد! وعندما يترك أصحابها المكان لا يأخذون الطرق المرصوفة أو مشروعات البنية الأساسية معهم! لكنهم يأخذون معهم ما هو أبقي وأنفع وهو رضا الله وحب الناس.. وهذا ماحدث لعادل لبيب بعد مغادرة قنا وحدث للشحات بعد ترك مطروح وما سوف يحدث فيما بعد لسمير فرج! وقد يقول قائل هل تتوقف التجربة أي تجربة بمغادرة صاحبها لموقعه؟! من وجهة نظري أري أن هذا يتوقف علي المسئول الذي يحل محل صاحب التجربة الناجحة! فقد يضع هذا المسئول علامة * إكس علي كل ما فعله المسئول ويبدأ من أول السطر! وهنا يكون الفشل النتيجة المنطقية والحتمية! أو أن يبدأ المسئول من حيث انتهي صاحب التجربة الناجحة.. ومطروح المثال الحي علي ذلك.. اللواء أحمد حسين محافظ مطروح الحالي بدأ تجربته من حيث انتهي الفريق الشحات.. وبدأ إحياء خطة تنمية مطروح حتي عام 2022.. وفي أسابيع قليلة بدأ المواطن يتجاوب معه ويعرف أن منطقة شاطئ الغرام سيتم تطويرها لتصبح منطقة عالمية.. ويعرف أنه في غضون الشهور القادمة سيبدأ تنفيذ أكثر من ألف وحدة سكنية من إسكان الشباب تنفيذاً للبرنامج الانتخابي للسيد رئيس الجمهورية.. وبدأ العمل علي قدم وساق لتنفيذ المشروع الضخم للصرف في واحة سيوة.. ولكي تنجح التجربة وتستمر لابد أن يفعل محافظ مطروح وغيره مثلما يفعل الفلاح المصري الذي يعتني بزراعته الناجحة.. فالفلاح يقتلع الحشائش الضارة والنباتات المتسلقة من حول النبتة حتي يشتد عودها وتثمر! وهكذا يجب أن يفعل المسئول، عليه اقتلاع كل ما هو ضار ويعيق نمو النبتة السليمة! نجاح الصاوي