هل أصبحت حماس خطرا على الأمن القومي المصري؟ السؤال الذي دائما ما يطرح نفسه عندما نتحدث عن حكم جماعة الإخوان المسلمين وأمن الحدود الشرقية المصرية ، والذي يجيب عنه السفير عبد العزيز طارقجي سفير المركز العربي الأوروبي لحقوق الانسان والقانون الدولي للنوايا الحسنة في الشرق الأوسط وعضو الهيئة الإستشارية لائتلاف خبراء حقوق الإنسان بالشرق الأوسط في حواره الخاص ل " صوت الامة " ، والذي يكشف فيه عن سر الإمتداد الإخواني . في هذا الحوار يقول "طارقجي" أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر ليست بحاجة إلى قوات حماس وأن فتح السجون المصرية وقت الثورة جاء بأيدي ابناء الأخوان المسلمين وأصدقائهم من حماس المقيمين في مصر مؤكدا أن الإخوان المسلمين ما يكفي من العتاد والجنود، فالى نص الحوار : *ما طبيعة علاقتكم بحماس؟ لا تربطني أى علاقة شخصية أو مهنية لا بحماس ولا بفتح ولا أى تنظيم ولكني على مقربة بكافة القوى السياسية الفلسطينية سواسية. *وماذا عن محاولة اغتيالكم أكثر من مرة في لبنان وأتهام عناصر من حماس في تلك العمليات؟ نعم حدث أكثر من مرة، وللأسف هذه المحاولات يقف خلفها السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور والذي بدأت بيني وبينه مشكلة منذ اكثر من عامين على خلفية مهنية حيث قمت بانتقاد آداء بعض القياديين الفلسطينيين من سلطة رام الله لعدم زيارتهم للمخيمات الفلسطينية في لبنان وعلى إثره قام السفير أشرف دبور بمهاتفتي مهددا ومتوعدا بي ثم حرض علي وشهر بي واستمر في اعماله ضدي إلى أن وصلت للإعتداء المتكرر من بعض أزلامه وعصابته ومنها محاولة خطفي بصيدا جنوب لبنان أواخر العام الماضي إلى أن وصلت إلى الاعتداء الجسدي منذ أسبوع فقط ، وكل هذه الاعتداءات يقف خلفها السفير الفلسطيني وجماعته. *هل تقدمتم بشكوى رسمية للدولة أو تحرير محضر ضده؟ بالطبع تقدمت ولكن للأسف القضاء اللبناني لا يمكنه محاكمة السفراء فالدبلوماسي لا يحاكم في بلادنا العربية والقيادة الفلسطينية لاتعليق إلا أن هناك شئ يعمي قلوب القيادة عن إبصار أعمال ممثليها في الخارج. *بشخصيتكم الفلسطينية ، كيف ترون الأنفاق التي تربط بين غزة وسيناء؟ ما يجري بسيناء متفق عليه مصريا فلسطينيا وهناك اتفاقيات سرية تطبخ بالمطبخ الإخواني الحمساوي ويبرمج لها مخرج أمام الرأي العام المحلي العربي ،لذلك لا نصدق كل ما يقال عبر الإعلام أو ما يشاع لأننا نعلم أن المصدر نفسه هو من يقوم بتأليف الرواية ، فالأفكار والمبادئ التي جمعت حماس غزة و إخوان مصر تصب في مصلحة واحده وأي اتفاقيات دون هذا الخط ستكون مغايرة للواقع وستنعكس سلبا على الشارعي الفلسطيني والمصري على حد سواء. *هل لديكم مثال لتلك الإتفاقيات السرية بين الإخوان وحماس؟ أكبر مثال لهذه الاتفاقيات هو تدمير الأنفاق وفتح العلاقات الحمساوية الإخوانية على أوسع الطرق المتاحة ففي عهد مبارك كان هناك تشديد على الحدود وتمرير عبر الأنفاق وفي عهد مرسي أصبح هناك تشديد على الأنفاق وتسهيل على المعابر. *ولكن المعابر هي الطرق القانونية وخاصة أن القوات المسلحة المصرية تقوم بهدم الأنفاق للحفاظ على الأمن القومي المصري ، فهل ترى أن هذا يلقى بضرر لأي من الشعبين سواء المصري أو الفلسطيني؟ هدم الأنفاق أوجد الحجة الدامغة لسلطة الإخوان للتعامل الرسمي والمتشدد مع المعابر الفلسطينية وتسهيل تحركات القوى المسيطرة في غزة وهي حماس التي اتفقت مع السلطات المصرية وقامت بتسريب معلومات عن اماكن الانفاق ووجودها وطبيعتها, *في رأيك ما هو المقابل الذي تنتظره حماس من السلطات المصرية؟ المقابل هو الإمداد الجغرافي للإخوان المسلمين من تونس إلى مصر مرورا بفلسطين ثم سوريا الآن. *إلى أى البلدان يستطيع الحكم الإخواني أن يمتد؟ انا لا أشعر بالإرتياح لسياسة الإخوان المسلمين وأفكارفهم وكذلك من يطلقون على أنفسهم حركات إسلامية لذلك أعتقد أنه قد يمتد إلى أى دولة يجدون داخلها البيئة الملائمة لأفاكرهم وسبب عدم إرتياحي هو أنهم ينادون بالتحرر وتبذ الإحتلال ولكنهم فعليا نجد سياستهم قائمة على التحركات الداخلية ضمن الدول العربية أما عن الإحتلال الإسرائيلي ورفضهم لها ما هي إلا شعارات ينادون بها لا تطبق ولا تترجم فعليا على أرض الواقع وعلى سبيل المثال الإتفاقيات المصرية الإسرائيلية والتعاون الأمني والدبلوماسي المشترك بين مصر وإسرائيل في حكم الإخوان المسلمين الذين يملكون أغلبية البرلمان والحكومة والرئاسة المصرية. *هل لديكم معلومات عن تورط بعض عناصر حماس في واقعة فتح السجون المصرية وخروج قيادات الإخوان المسلمين مع بداية ثورة 25 يناير؟ جماعة الإخوان المسلمين ليست بحاجه إلى تدخل عناصر حمساوية لمثل هذه الأعمال لأنهم يملكون العتاد والجنود الكافية في مصر ، وإنى لا أستطيع السكوت عن ما أعلمه جيدا من مخطط يرسمه الإخوان المسلمين في المنطقة للتفرد بالحكم وفرض سياسة الحزب الواحد والتفرد بالحكم لتقييد الحريات وقمع النشطاء وكل من ينتقدهم. *ماذا تقصد بالعتاد والجنود؟ أقصد بالعتاد أن لديهم جماعتهم وجمهورهم المتأثرين بهم والذي يملك الإمكانيات للقيام بأى عمل حتى وإن كان عسكريا دون الحاجة لتدخل حماس أو غيرها من القوى الفلسطينية. *هل ترى أن فكر الإخوان يمثل خطرا على الشرق الأوسط؟ يؤسفني ما وصلت إليه الأوضاع الحالية في مصر العروبة التي أعطت مثالا للحرية السلمية الصادقة في كافة التحركات العربية وأعتقد أن المضي في هذه السياسة التي يتبعها النظام الحالي والتي تهيمن على مراكز القرار والإستفراد بالحكم قد تؤدي على مزيد من العنف لاسيما أن الشارع المصري قد شهد تحركات وأعمال عنف بحق المواطن المصري أكثر مما شهدها في الثورة التي أطاحت بالرئيس مبارك لكن لم تسمع أى تحركات تنادي بمحاسبة المتورطين في أعمال العنف ضد المدنيين في الوقت الحالي بالإضافة إلى التضييق على الحريات واستخدام السلطات الرسمية آلية القمع وتكميم أفواه الناشطين الإعلاميين والمؤسسات الحقوقية وهذا ما نخشاه ويقلقنا كحقوقيين ، أما عن خطر الإخوان فلن يدوم فسياسة الحزب الواحد لن تستمر وستسقط في الشرق الأوسط ولن تفيد ولن تستمر لأن الشعوب العربية لا تحتمل أن تساق من فريق يفرض عليها الإلتزام بمبادئهم بقوة الحديد والنار. *ما رأيك في حملة تمرد وهل ترى أن مثل تلك الحملات تستطيع دفع الشرعية عن الرئيس الحالي محمد مرسي؟ في الحقيقة لم أسمع عن تلك الحملة ولكن المعارضة في مصر قوية وأعتقد أن هذه المعارضة قد تنجح لأن السياسة التي يتبعها الرئيس مرسي والإخوان المسلمين تفرض الهيمنة والتفرد بالقرار والحكم إن استمر الرئيس مرسي على هذا النهج فلن ينجح ولن يستطيع جمع الشارع المصري حوله. *هل ترى أن الإخوان في مصر بحاجه إلى قوى معارضة مسلحة أم معارضة سياسية فقط؟ الإخوان في مصر الآن يسيطرون على أغلب المؤسسات الرسمية والعسكرية والأمنية وهم الآن ليسو بحاجة إلى قوة مسلحة غير شرعية لأن الأمور كلها بين يديهم. *هل ترى أن تعطيل الإنتخابات الرئاسية الفلسطينية راجع للتخوف من انقضاض حماس على السلطة لتحقيق مصالح الإخوان في المنطقة؟ أرى أن تعطيل حماس للإنتخابات عدة مرات يعبر عن تخوفها من السقوط وخاصة بعد فشل التجربة الحمساوية في غزة و انكشاف أمرهم أمام الشعب الفلسطيني الذي فقد الثقة بحكومتي حماس وفتح وكافة القوى الفلسطينية لذلك أرى أن التعطيل يأتي من الطرفين المتنازعين. *هل ترى أن مصر تستطيع إنجاز ملف المصالحة الفلسطينية وخاصة في ظل حكم الإخوان؟ لا أعتقد ذلك ، وعقد الإجتماعات المتعددة بالقاهرة باسم المصالحة ما هي إلا محاولات لتهدئة الشارع المصري ليس أكثر لأن الأطراف المتنازعة والمصالحة لا تملك قرار التوحد والمصالحة. *ومن يملك هذا القرار إذن؟ هذا السؤال يجيب عليه خالد مشعل والرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن)، فالطرفين غير جادين للمضي في المصالحة فهي مصالحة "التلفزيونات" ، والذي يملك هذا القرار هم إيران وأمريكا وقطر واللوبي الصهيوني المهيمنين على القرار في المنطقة العربية.