«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



موسى أبو مرزوق فى حوار خاص ل "الشعب": الحملة الإعلامية على غزة هدفها تبرئة الصهاينة.. ويجب الغاء كامب ديفيد
نشر في الشعب يوم 19 - 08 - 2012


أبو مرزوق أثناء حواره مع ضياء الصاوي محرر
حوار: ضياء الصاوي - تصوير: محمد صبري
أصابع إسرائيل وراء حادث رفح والحملة الإعلامية على غزة هدفها تبرئة الصهاينة.

لا يوجد دليل واحد على أن منفذى الحادث دخلوا رفح من غزة وإغلاق معبر رفح والأنفاق عقاب جماعى لأهالى غزة.
اتفاقية كامب ديفيد المشئومة مزقت فلسطين وأضاعت القدس.
لا نتدخل فى شئون مصر لكن شأن مصر هو شأن كل العرب.
إسرائيل هى العدو المركزى للعرب وليست إيران.
التدخلات الخارجية هى التى تمنع المصالحة الفلسطينية.

الحل العسكري هو الذي عقد الأمور في سوريا والحل السياسي كان أفضل .
إغلاق معبر رفح والأنفاق عقاب جماعي لأهالي غزة.
موسى أبو مرزوق تم انتخابه كأول رئيس للمكتب السياسى لحركة حماس ويشغل حالياً منصب نائب رئيس المكتب السياسى للحركة وهو من مواليد مخيم رفح للاجئين بمدينة غزة عام 1951 حيث هجرت عائلته عام 1948 من قرية يبنا بمدينة عسقلان. حصل موسى أبو مرزوق على بكالوريوس الهندسة من جامعة حلوان عام 1975 كما حصل على الدكتوراه فى الهندسة الصناعية عام 1992 من الولايات المتحدة الأمريكية.
يرى الدكتور موسى أبو مرزوق أن الأصابع الصهيونية وراء حادث رفح الأخير ويؤكد أن إغلاق معبر رفح وإغلاق الأنفاق دون إيجاد بديل هو عقاب جماعى لأهالى غزة لا يستحقونه ويقول إنه رغم تراجع مشروع المقاومة لدى حركة حماس إلا أنه أكد أن فكر ومنهج المقاومة لم يتراجع وأن الهدف هو إيجاد حاضنة شعبية كبيرة لبرنامج المقاومة فى غزة والضفة.
"الشعب" التقت الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس بمنزلة بالقاهرة الجديدة وأجرت معه هذا الحوار:
* كيف تنظر إلى الأحداث المؤسفة التى حدثت مؤخراً فى رفح؟
** الحادث مؤسف بكل معنى الكلمة فما حدث هو جريمة بشعة من الصعب تصورها ولكن فى نفس الوقت لا يمكن أن نسمح بأن يمر هذا الحدث بسهولة فهو ليس حدثا عابرا وكان له أهداف مرصودة ويجب أن ننظر إلى المستفيد من مثل هذه الأحداث حتى نستطيع أن نقف على كل جوانبها بالإضافة إلى المعلومات المتوافرة عن كل القضايا المطروحة الخاصة بالحادث عند الأجهزة المعنية .
* فى رأيك من يقف وراء الحادث وما الهدف منه ؟
** قد يكون من قام بالحادث بعض المتشددين لكن يجب أن نبحث من قام بتوجيههم بهذه الطريقة ليخرج الحادث بهذا الشكل فالأصابع الإسرائيلية وراء الحادث ولا يمكن أن نعفى الصهاينة من التورط فى هذه الفعلة سواء من أجل إرباك الوضع الداخلى بمصر أو الإيحاء بعدم قدرة مصر على حفظ الأمن داخل سيناء أو إعادة طرح موضوع غزة بالطريقة التى كان يطرحها من خلال الإعلام.
هل هناك دليل على وجود أيادٍ صهيونية وراء حادث رفح ؟
هناك تشابه كبير بين هذا الحادث وغيره من الأحداث التى قام بها الصهاينة على الحدود قبل ذلك من حيث عدد المهاجمين وشكلهم وطريقة عملهم والاختلاف فقط أنهم بعد تنفيذ العملية توجهوا إلى الحدود ولم يقوموا بإطلاق رصاصة واحدة تجاه الصهاينة فقامت إسرائيل بتدمير المدرعة المصرية كما قامت بتدمير العربة التى كان يستقلها منفذو العملية داخل الحدود المصرية حتى لا تدع أى دليل يمكن أن يرشدنا إلى الفاعل.
* ما تفسيرك للحملة الإعلامية المسعورة ضد حماس بعد الحادث؟
هذه الحملة جزء كبير منها انعكاس للأوضاع الداخلية المصرية والهجوم على حماس وعلى غزة هو هجوم فى الواقع ظالم لأنه لا يمكن أن يفكر أى فلسطينى فى مثل هذه الفعلة ولا يوجد دليل واحد على أن احد هؤلاء القتلة جاء من غزة.. والتسرع فى هذه الاتهامات لا مبرر له على الرغم من أنهم تسرعوا قبل ذلك فى حادث طابا وقالوا إنهم دخلوا من الأنفاق من قطاع غزة ثم اتضح بعد ذلك كذب كل هذه الادعاءات لأنه ليس هناك أى احد منهم دخل من قطاع غزة أو من أبناء القطاع وأعتقد أن نفس الشىء فى الوقت الحاضر بالنسبة للحادث الأخير فغزة مجتمع صغير ومترابط ولا يوجد ما يخفى داخل هذا المجتمع لو كان واحد من هؤلاء كان من قطاع غزة كان أهله شعروا بذلك وأقاموا له جنازة على الأقل أو نعوه ولكان عرف كل الناس أن هناك فى غزة من قام بمثل هذه الفعلة ولذلك أنا أكدت منذ البداية – ومازلت- أؤكد انه لا يوجد أى من هؤلاء خرج من قطاع غزة أو هو من أبناء قطاع غزة ولذلك لا مبرر لتلك الحملة التى انطلقت وللأسف الشديد الهدف السياسى منها هو تبرئة العدو الصهيونى رغم انه هو المستفيد الوحيد من هذه العملية وإدانة أهالى غزة.
* بعد الحادث تم إغلاق معبر رفح وأيضاً هناك حملة أمنية ضد الأنفاق والتى كانت تمد غزة بكل مستلزمات الحياة ما تأثير ذلك على سكان القطاع ؟
** الجميع يعلم أن قطاع غزة يعتمد فى تواصله مع العالم الخارجى كله على معبر رفح وليس له منفذ آخر ويعتمد على معيشته اليومية وإعادة سيرة الحياة للقطاع - بعد الحرب الأخيرة التى شنت عليه من الصهاينة- على الأنفاق فهو يأتى بكل احتياجاته سواء كانت مواد تموينية أو دواء أو ملبسا أو حتى مواد الإعمار من الحديد والأسمنت وغيرهما. كما أن محطة الكهرباء ستتوقف من جديد بعد توقف تزويدها بالسولار وبالتالى عجلة الحياة ستتوقف تأثراً بما جرى.
ورغم كل ذلك ما كاد الشعب الفلسطينى يسمع بما حدث حتى خرج فى مسيرات من كل مساجد قطاع غزة مستنكراً ومعزياً وفتح بيوت العزاء خاصة أمام مبنى السفارة المصرية القديم لأنه يشعر أن أثر ما حدث سيكون عليه أولاً وبعد ذلك على أى طرف.
ومن هنا نقول إن هذه الإجراءات التى تمت قد تكون مبررة لمن فعلها من وجهة نظر أمنية لكن فيه إشارة أن قطاع غزة معنىّ بهذه المسألة والأمر الثانى أنه عقاب جماعى لكل الناس بما ليس لديهم يد فيه.وأتصور انه يجب الاستفادة من هذا الدرس لصالح زيادة الأمن والاستقرار فى سيناء وعدم إجراء ما يعاقب قطاع غزة بخلل من هذا النوع.
* هل فعلاً تم فك الحصار عن غزة بعد الثورة؟ أم مازال الوضع على ما هو عليه؟
** لا ننكر انه بعد الثورة حدثت بعض التسهيلات الإضافية فى المعبر وبعض التحسينات فى عدد المسافرين فى طريقة التعامل وتطوير فى سياسة التعامل مع الفلسطينيين ولكن للأسف لم ترق كل هذه الإجراءات إلى فتح المعبر بصورة طبيعية.
* إذا كانت الأنفاق مشكلة فما الحل الأمثل من وجهة نظركم لحل هذه المشكلة ؟ هل هو إنشاء سوق حرة أم السماح لمرور البضائع والسلع الغذائية من المعبر بالإضافة إلى الأفراد؟
** ليس هناك حل واحد لكن العنوان الأساسى أن يكون المعبر مفتوحا بصورة طبيعية وقانونية فهذا أفضل لكل الأطراف حتى يستطيع أهل غزة الحصول على كل احتياجاتهم بدون معوق سياسى أو قانونى كما أعتقد أنه لابد من محاولة إعادة النظر فى كل الاتفاقيات التى وقعتها مصر مع أى طرف من الأطراف والتى تتعلق بسيادتها الكاملة وبحريتها فى التعامل مع معابرها ومنافذها بحيث يكون فيه سيادة كاملة. وأعتقد أن هذه الحادثة أثبتت انه من الضرورى أن المنطقة التى تسمى "منطقة ج " والتى بها محدودية كبيرة من عدد القوات والتى لا تستطيع أن تفعل شيئاً فى منطقة شاسعة متعلقة بالحدود مع إسرائيل والحدود مع الفلسطينيين لا تستطيع أن تفعل شيئاً تجاه أى مشكلة تقع بسبب قلة التسليح وعدد الجنود.
* هل ترى أن تعديل الاتفاقية أم إلغاءها سيكون الأفضل لمصر وفلسطين ؟
** من حيث الأساس نحن لا نرى فيها فائدة لمصر ولا فائدة للفلسطينيين, فالاتفاقية هى التى فتحت الباب للتسوية السياسية التى نعانى منها حتى اليوم والتى عززت الاستيطان وأضاعت لحد كبير القدس ومزقت الفلسطينيين بين برنامجين كل ذلك فتحته بوابة كامب ديفيد المشئومة. ونحن بلا شك لا نرى هذه الاتفاقية عادلة ولا منصفة وبالنسبة للشعب الفلسطينى كانت مضرة للغاية ويكفى أن ننظر إلى ما نصت عليه هذه الاتفاقيات بالنسبة لسيناء فنحن نرى آثارها الآن ومن الضرورى بما كان تغييرها.
ستجد من يقول إن هذا تدخل بالشأن المصرى وأنا لا أعتقد أن هذا تدخل بالشأن المصرى لمكانة مصر ولحجم ولريادة مصر. فمصر شأنها هو شأن العرب. وحينما سئلت عن شعورى أيام الانتخابات قلت إن هذه الانتخابات ليست حقا فقط للإخوة فى مصر هنا بل هى حق لكل العرب فمصر قائدة ورائدة للأمة والتأثير ليس تأثيرا داخليا فقط ولكن أى تغيير أو أى توجه سيكون له انعكاسه وتأثيره على كل الأمة وعلى كل العرب.
* ماذا تمثل ثورة 25 يناير لحركة حماس بشكل خاص وللشعب الفلسطينى بشكل عام؟
** كل الثورات العربية العنوان الأساسى فيها هو تحرير إرادة الشعب وعودة الكرامة لأبنائه. فكلما تفرد الحكام بالقرارات أصبح رأى الشعب ثانوياً وكلما تفرد الحكام بالحكم كان الاعتبار الأساسى لهم هو الكرسى وكلما تفرد الحكام بالحكم كانت التوازنات الإقليمية والتوازنات الخارجية هى الأساس للرؤية. ولكن بعد الثورة سيتغير الوضع فالقوى الشعبية الرئيسية ستقف أمام أى تهاون متعلق بالقضية الفلسطينية والنظام الديمقراطى سينتج رأى الشعب وسيجعله هو الغالب ورأى الشعب فى النهاية هو الذى يتبلور فى السياسة الخارجية وهذا سيجعلنا أكثر اطمئنانا على حقوق الشعب الفلسطيني.
* ماذا تتوقع لمستقبل القضية الفلسطينية ومستقبل العلاقات المصرية الفلسطينية بعد تولى الدكتور محمد مرسى رئاسة الجمهورية؟
**مصر منذ عقود بعيدة بل منذ قرون بعيدة كانت هى المرتكز الأساسى لقوة الأمة ومنعتها. فعندما كانت تتعرض الأمة لهجمات خارجية كانت مصر هى القاعدة الأساسية التى تصد كل هذه الهجمات وما معركة عين جالوت عنا ببعيدة. فمصر تأثيرها متعدٍ لحدودها طوال التاريخ وحينما اقتصرت سياستها على حدودها بسبب ضغوط خارجية خاصة بعد كامب ديفيد ونأت بنفسها عن السياسة الخارجية احتلت العراق واحتلت بيروت وقسمت السودان وتمددت مشاريع خارجية داخل الجسم العربى فى الفراغ الذى تركته مصر فمكانة مصر ليست فقط فى أن تدير نفسها مكانتها فى أنها مرجع للأمة وحصن لكل العرب وفى القلب من ذلك القضية الفلسطينية. فمصر هى التى شكلت منظمة التحرير الأولى ومصر هى التى أعادت نسخة منظمة التحرير الثانية فى 69 ومصر هى التى حمت المقاومة فى اتفاقية القاهرة فى بيروت. حتى فى الوقت الحاضر مصر هى التى وراء المصالحة الفلسطينية وحتى فى صفقة الأسير جلعاد شليط مصر كان لها الدور الأكبر والأفعل فى عملية تبادل الأسرى. فدور مصر مشهود فى القضية الفلسطينية وكل الشعب المصرى مع القضية الفلسطينية فهى القضية المركزية التى تجمع الأمة ونحن نرى أحزابا بينها وبين بعضها انقطاع كبير ولكن حينما يتعلق الوضع بالقضية الفلسطينية نجد بينها تعاونا فى إطار القضية. وإن كانت القضية تعانى فى الوقت الحاضر بسبب تغول إسرائيل بسبب الانشغال بالثورات العربية فالخبر الفلسطينى أصبح الخبر الثانى أو الثالث لكل ذلك نحن ننتظر كثير من مصر.
* ما هو مستقبل المصالحة الفلسطينية ؟ وما هى المعوقات تحول دون انجازها ؟
** لا مستقبل للقضية الفلسطينية إلا بالمصالحة ووحدة الشعب الفلسطينى ولكن التدخلات الخارجية هى التى منعت الوصول إلى مصالحة سريعة حتى الآن.
** يرى البعض أن مشروع المقاومة تراجع عند حركة حماس فما صحة ذلك؟
** كلامك صحيح المقاومة تراجعت ولكن منهج وفكر المقاومة لم يتراجع بل نعض عليه بالنواجذ . ويجب أن تعرف أن برنامج المقاومة ضرب ضربة شديدة فى الضفة الغربية وهو ملاحق ومتابع أمنياً من قبل السلطة ومن قبل الاحتلال وبالتالى فرص نجاح برنامج المقاومة فى الضفة أصبحت ضعيفة. أما فى قطاع غزة فالأمر اختلف بعد انسحاب العدو الصهيونى والمقاومة هناك أصبحت جيشا للدفاع عن القطاع وعن إخوانهم وأرضهم إذا فكر العدو فى العودة وأعتقد أنهم سيكونون قادرين على رد العدو فى أى وقت وهذا هو قمة المقاومة. بالإضافة إلى أننا نسعى لإيجاد حاضنة شعبية لبرنامج المقاومة فى قطاع غزة وفى الضفة الغربية بمختلف الوسائل وإن شاء الله سننجح فى صعود برنامج المقاومة مرة أخرى.
* أقمتم فترة طويلة فى سوريا. ما رأيك فى تطورات الأحداث هناك؟
**الأحداث فى سوريا تؤكد بوضوح أن هناك شعباً ثائراً وتحركاً جماهيرياً مطالب بالإصلاح وغاب الحل السياسى وبالتالى كثرت الدماء وكثرت الجراح. واستمرار هذا الوضع بهذا الشكل سيكون باهظ الثمن على سوريا . ونحن نأمل أن ينتهى هذا الوضع بأسرع وقت والحركة دعت إلى الحل السياسى منذ البداية ولكن عدم الاستجابة بالإضافة إلى اختيار الحل الأمنى والعسكرى عقّد الأمور ولكن دائماً إرادة الشعوب ستنتصر.
وما تأثير ذلك على المقاومة خصوصاً أن سوريا كانت تحتضن فصائل المقاومة؟
القضية الفلسطينية فى عمق القضية السورية فثورة 36 كانت من سوريا وعز الدين القسام أيضا وسوريا احتضنت المقاومة منذ نشأتها فحركة فتح كان المركز الرئيسى لها فى سوريا فهى الحاضنة الكبرى ولا يستطيع أحد أن يغير ذلك أو ينهى هذا الوضع.
* وما موقفكم من إيران فى ظل محاولة البعض طرحها على أنها هى العدو وليس الصهاينة؟
** نحن نرفض السياسية الأمريكية التى تريد أن تحوّل إيران إلى العدو المركزى للعرب بدلاً من إسرائيل . وللأسف نجحت جزئياً فى هذا الهدف ولكن علاقتنا مع إيران وتعاملنا معها بصورة أو بأخرى يمنع مثل هذا التقسيم السيئ بين الأمة وبعضها. ويجب أن نسعى جميعاً إلى وحدة الأمة بمختلف مذاهبها وأعراقها وأن يكون بين الجميع تعاون وتواصل لا تدافع وانقسام.
ورغم عدم توافقنا مع وجهة نظر إيران تجاه سوريا إلا أن وجهة نظر الحركة هى ألا يؤثر اختلاف وجهات النظر على العلاقات المشتركة لأن هذه العلاقات لها تأثيرها على مستقبل المنطقة كلها. والأمة لا خيار لها إلا أن تتعايش وتتوحد وتتكامل فيما بينها لتصبح أمة قوية وشاهدة على الناس.
* لماذا لا نرى تعاونا بين المقاومة الفلسطينية وحزب الله رغم أن العدو واحد ؟
** يجب أن يتعاون كل الأطراف مع بعضهم فيما بينهم مهما كان اختلافاتهم ومهما كانت صلاتهم بالداخل ومهما كان حجمهم. والتعاون أمر مطلوب بالمطلق حتى نصل إلى ما نصبو إليه أما التفصيلات فنعتقد أن كثيراً منها مخفىّ وجزء منها معلن ويجب الاستعانة بالصبر والكتمان على قضاء الحوائج.
* في 9 سبتمبر الماضي قام شباب الثورة باقتحام سفارة الصهاينة في القاهرة. ما دلالة هذا العمل عندكم وعند الشعب الفلسطيني ؟
** هذه رسالة واضحة أن التطبيع الذي فرضته الحكومات يرفضه الشعوب وانه مهما حدث خلاف بيننا وبين مصر فنحن مطمئنين أنها مع القضية وكان لهذا العمل دلالة واضحة وتأثير كبير على كل الفلسطينيين.
* رغم كل ما قام به ضد القضية الفلسطينية. قدمتم واجب العزاء في وفاة عمر سليمان. كيف نفسر ذلك؟
**المفروض أنه عند الموت يجب أن يتجاوز الناس خلافتهم السياسية فالرسول صلى الله علية وسلم قام لجنازة يهودي فقال له أصحابه يا رسول الله انه يهودي فقال لهم أليس نفساً.
* فى نهاية الحوار هل تود أن تقدم رسالة للشعب المصري؟
** عزاؤنا لأسر الشهداء وعزاؤنا للشعب المصرى. فمصابنا مصاب واحد وندعو الله أن يتقبل الشهداء بواسع رحمته وأن يتقبلهم فى الصالحين وأن يعوض أهلهم ويعوض وطنهم وشعبهم خير العوض.. ونتمنى لمصر كامل الاستقرار وكامل التقدم والازدهار.
نشر بجريدة الشعب الورقية بتاريخ الثلاثاء 7 أغسطس 2012


الموقع غير مسئول قانونا عن التعليقات المنشورة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.