الهيئة الوطنية للانتخابات تدعو المواطنين لسرعة تحميل تطبيق الانتخابات    الإصلاح والنهضة: النظام الانتخابي الحالي محبط جدًا    رئيس جامعة جنوب الوادى يناقش الحوكمة الإلكترونية لنظم الصيانة بالجامعة    رئيس جامعة دمياط يشهد فعاليات الدفعة الثالثة من برنامج "المرأة تقود"    «بحوث الصحراء» يكثف دراساته لحصر وتصنيف الأراضي بمنطقة الشيخ زويد بشمال سيناء    وزيرة التنمية المحلية تستعرض مقترحات تطوير عدد من الشوارع التجارية بمصر الجديدة    شعبة النقل الدولي: مصر تتمتع بمميزات كبيرة تؤهلها لتوطين صناعة السفن    رسوم ترامب الجمركية تتخطى 100 مليار دولار وتُحقق فائضًا مفاجئًا في الموازنة الأمريكية    محافظ الشرقية يوافق على 11 طلبا استثماريا خلال اجتماع مجلس إدارة المناطق الصناعية    إيران تتهم إسرائيل بمحاولة اغتيال رئيسها وتتعهد بالرد    85 شهيدًا منذ فجر اليوم في مدينة غزة وحدها نتيجة الغارات الإسرائيلية    الاستيطان في فلسطين.. كيف تحوّل حلم موشيه زار إلى كابوس ابتلع الأرض وحاصر السكان؟    مسئول إيراني: أمن الخليج يقتضي مشاركة فاعلة من دول المنطقة    "يديعوت أحرونوت": الجيش الإسرائيلي أجرى مناورة تحاكي تعاملا مع غزو واسع قادم من سوريا    صادم.. تقييم محمد صلاح اليوم في مباراة ليفربول وبريستون    منتخب مصر الأولمبي يفوز على كولومبيا في البطولة الدولية للسلة بالصين    بعد الاتفاق على البنود الشخصية.. سانشو على أعتاب الانتقال إلى يوفنتوس    الأعلى للإعلام يتلقى شكوى من "النهار" ضد رئيس نادي الزمالك    أصاب 4 منهم.. الأمن يفحص فيديو تعدي شاب على المارة بسلاح أبيض في الدقهلية    عاطف عوض: اختياري ضمن لجنة تحكيم المهرجان القومي للمسرح شرف كبير    مي فاروق تطرح أحدث أغنياتها "ضحكت فجأة"    الثور يتجاهل الاستفزازات.. 5 أبراج تفضل الصمت وتتجنب الجدال    بالهوت شورت.. نسرين طافش تستمتع بغروب الشمس    المدن الجريحة.. أي درس نستخلصه؟    انطلاق المرحلة الأولى بأسوان.. ماذا حقق "التأمين الشامل" في إقليم الصعيد؟    صحة المنيا: نتائج تحاليل شقيقتي الأطفال الأربعة المتوفين تصدر غدا.. وفحص الوضع البيئي بمنزل الأسرة    طريقة عمل المبكبكة الليبية فى خطوات بسيطة    هل يجوز المسح على الطاقية أو العمامة عند الوضوء؟.. عالم أزهري يوضح    أمينة الفتوى تحسم الجدل حول حكم الصلاة بالهارد جيل    ما حكم استخدام مزيلات العرق ذات الرائحة للنساء؟.. أمينة الفتوى تجيب    مصرع شقيقين أثناء الإستحمام بترعة في كفرالشيخ    حدث غريب في فرنسا.. سجين يهرب من محبسه داخل حقيبة زميله المفرج عنه    "شارابوفا مصر".. ريم مصطفى تخطف الأنظار بإطلالة جريئة من ملعب "التنس"    محافظ كفرالشيخ يبحث الاستعدادات النهائية لتدشين حملة «100 يوم صحة»    تنسيق الجامعات الأهلية 2025.. تفاصيل الدراسة في برنامج طب وجراحة حلوان    مايا مرسى تكرم «روزاليوسف» لجهودها فى تغطية ملفات الحماية الاجتماعية    إحالة أوراق صاحب محل وسائق للمفتى بالقليوبية    مصدر يكشف لمصراوي سبب تأخر بيراميدز في ملف التعاقدات الصيفية    الأكثر فاعلية، علاج القولون العصبي بالأنظمة الغذائية الصحية    نقيب الصحفيين: علينا العمل معًا لضمان إعلام حر ومسؤول    أخبار السعودية اليوم.. مطار الملك خالد يحقق يقتنص مؤتمر الأطعمة والضيافة في برشلونة    حجز إعادة محاكمة أبناء كمال الشاذلى بتهمة الكسب غير المشروع للحكم    وكيل الأزهر يدعو الشباب للأمل والحذر من الفكر الهدام    وزير الأوقاف: شراكة الإعلام والمؤسسات الدينية خطوة تاريخية لمواجهة تحديات العصر الرقمي    نجم مودرن سبورت.. صفقة جديدة على رادار الزمالك    خبراء: قرار تثبيت أسعار الفائدة جاء لتقييم الآثار المحتملة للتعديلات التشريعية لضريبة القيمة المضافة    وزراء العدل والتخطيط والتنمية المحلية يفتتحون فرع توثيق محكمة جنوب الجيزة الابتدائية | صور    ذكري رحيل السيدة عائشة الصديقة بنت الصديق.. تعرف على أهم الكتب التي تناولت سيرتها    مساعدات أممية طارئة لدعم الاستجابة لحرائق الغابات في سوريا    بعد قبول الاستئناف.. أحكام بالمؤبد والمشدد ل 5 متهمين ب«خلية الإسماعيلية الإرهابية»    الأحوال المدنية تواصل خدماتها المتنقلة لتيسير استخراج المستندات للمواطنين    محافظ أسوان: دخول 24 مدرسة جديدة للعام الدراسي القادم    الوطني الفلسطيني: المخطط الإسرائيلي بإقامة"المدينة الإنسانية" لا يمت بأي صلة للقيم الإنسانية    القديس يعقوب بن زبدي.. أول الشهداء بين الرسل    لاعب الأهلي السابق يكشف عن أمنيته الأخيرة قبل اعتزال الكرة    حالة الطقس في الإمارات اليوم.. صحو إلى غائم جزئياً    في شهادة البكالوريا .. اختيار الطالب للنظام من أولى ثانوى وممنوع التحويل    «دوروا على غيره».. نجم الزمالك السابق يوجّه رسائل نارية لمجلس لبيب بسبب حمدان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ضحايا حرب أكتوبر
أبطال حاربوا وانتصروا00ونسيتهم مصر
نشر في صوت الأمة يوم 10 - 10 - 2009

في زمن انقلاب الموازين والأوضاع وتبدل القيم بقوة الأبطال وسط دروب المفسدين.. ينطبق ذلك وبشكل كبير علي ابطال حرب أكتوبر التي اعادت لنا العزة والكرامة بعد أن اهدرها الصهاينة في سيناء ومدن القناة عام 1967 وبفضلهم رفعنا رؤوسنا واستعدنا تراب وطننا من عدو وبفضلهم لايعترف إلا بسياسة الغاب ومبدأ القوة.
هؤلاء الإبطال الذين وضعوا ارواحهم علي أيديهم تاركين خلفهم اطفالا وعجائز نسيتهم مصر.. أو بالاحري نسيت غالبيتهم وفي هذه الصفحة عزيزي القارئ بعض من البطولات الميدانية والمرمغة الحكومية لكرامة رجال يستحقون حملهم وزويهم فوق الاعناق خاصة مع اختفاء زمن الرجال والتضحيات وظهور الفهلوية والمرتزقة وحملة المباخر في ساحات الشهرة والاعلام والمناصب القيادية.
بعض من الأبطال لايرغب إلا في عدم نسيان تضحياته وكثيرون يحلمون بتوفير رغيف خبز وقليل من مستلزماته لسد جوع اطفالهم لكن هيهات في زمن الفساد والمفسدين وأكلة لحوم البشر من المصريين لملء خزائنهم إن رد الجميل لهؤلاء هو اقل شيء تقدمه مصر لمن ضحي من اجل تحرير ترابها.. فهل تستمر مصر في نسيان ابنائها؟!
8 أبطال من أسرة بدوية حرموا جيش الدفاع من النوم
بطولات أبناء سيناء لاتعد، قدموا دماءهم فداء لمصر، لم يبخلوا عليها بالغالي والنفيس، بالدم والروح والمال والولد. لكن هذه البطولات التي كتبها التاريخ بأحرف من نور تحتاج بين الحين والآخر إلي التذكير بها لمحو مايردده البعض عن بدو سيناء ووطنيتهم.
واحدة من أبرز ماقام به هؤلاء يرويها لنا أحد أبطالها المهندس إبراهيم إسماعيل قائلا: نحن أسرة كبيرة من قبيلة الفواخرية تصادف قيام الحرب أثناء إقامتنا بمدينة رفح - الأب والأم وثمانية أبناء وبنات - تحولنا جميعا فور وقوع النكسة إلي مقاومين ساعدنا القدر الذي تعلمناه في حسن تقدير الموقف فبدأنا عمليات تدمير ونسف المعدات والعتاد الذي تركته القوات المسلحة حتي لا تستولي عليه القوات الإسرائيلية وامتد نشاطنا إلي وسط سيناء وهو ماقام به أخي أحمد في القسيمة ونخل والحسنة وبمعاونة سليمان حسين طراد الذي ساعده في نقل الجنود والضباط المصريين علي ظهور الإبل إلي الأردن كما قاما بجمع وتخزين القنابل والالغام في الشيخ زويد وداخل مخازن سرية بمزرعة الأسرة برفح. ومن أبرز العمليات التي قام بها أفراد الأسرة محاولة إغتيال الحاكم العسكري لمدينة رفح الذي كان من أوائل الضباط الاسرائيليين الذين وقفوا علي ضفة القناة فقام الأخوة محمد وأحمد وسلامة بتفجير مخادع فيما تمت زراعة ألغام في طريق الحاكم العسكري الذي يفترض حضوره لمعاينة الانفجار وهو ماحدث بالفعل وقتل الرجل ويدعي زكي إبراهام أبو النمر وعدد من مرافقيه من الجنود الاسرائيليين.
كثفت إسرائيل رقابتها علي رفح لتضبط شحنة أسلحة كانت في طريقها إلي أخي أحمد الذي تمت محاكمته ليسجن لمدة عام بسجن «كفاربونا» بإسرائيل.
واستمر أخي الثاني محمد في تسلم وتوزيع الاسلحة والذخائر علي مجموعات المقاومة إلي أن ضبط جمعه الهواشمة الذي كانت بحوزته وثائق بها اسم شقيقي الذي تم اعتقاله من المستشفي فيما هرب شقيقي سلامة ليستمر في تنفيذ عمليات أخري ضد جيش الاحتلال حيث دمرت المجموعة مجنزرة إسرائيلية بمنطقة الشيخ زويد وتم تنفيذ عمليات أخري. بعد شهر في نفس الموقع وتدمير سيارة جنود إسرائيليين.
ويستمر إبراهيم قائلا.. لقد دمر أخي سلامة خزان المياه لمستعمرة إسرائيلية بالشيخ زويد.. ولكن أكثر العمليات جرأة قامت به مجموعة الفدائيين العاملين مع أخي سلامة بمنطقة تل السلطان بفلسطين حيث وضعنا لغمين فوق بعضهما لتدمر دورية اسرائيلية وتقتل 7 جنود اسرائيليين. ويستطرد إبراهيم: لاحظنا استخدام اسرائيل لخط السكك الحديدية في نقل المعدات إلي الضفة الشرقية من القناة فقمنا بتدميره ووقف العمل به تماما ثم دمرنا دورية اسرائيلية بمنطقة القسيمة.
انكشف أمر الاسرة فبدأت اسرائيل تداهم المنازل التي يقيم بها أفرادها في كل من رفح والعريش لينكشف أمر تخزين أسلحة في منزل الأسرة بالعريش عقب انفجار لغم بأحد أبناء عمومة إبراهيم ويدعي مسلم مصطفي عبدالعزيز الذي راح شهيدا فقامت اسرائيل بتدمير المنزل.
وعقب قيام سلامة إسماعيل وإبراهيم أبو حلو وأبو صوصية بتدمير أتوبيس إسرائيلي أبلغ عنهم أحد الخونة لتدور المعركة الأهم بين ثلاثة مقاومين وكتيبة إسرائيلية كاملة في منطقة العجرة بالقرب من وادي الأزارق قتل خلالها قرابة 50 جنديا إسرائيليا واستشهد المقاومون الثلاثة عقب نفاد ذخيرتهم ولكن جثة الشهيد سلامة أصيبت بأكثر من 40 طعنة!
وأمام استغرابنا لعدد الضحايا الاسرائيليين يقول إبراهيم: عثر أهالي المنطقة علي آثار كثيرة تؤكد هذه الرواية من دماء ومخلفات طبية في ذلك الوادي بما يؤكد صحة تقديرنا لخسائر العدو.
وحول موقف الأم من مقتل أبنائها وأسرهم أكد إبراهيم أنها تمتعت برباطة جأش غير مسبوقة.
ولم يتوقف أحمد إسماعيل عقب خروجه من السجن حيث شارك بعد يوم واحد في تدمير عربة اسرائيلية في منطقة الماسورة وحمل رأس أحد الضباط الاسرائيليين معه عند عودته.
واستمرت العمليات حيث قمنا بتدمير جرار بمستعمرة شرق ياميت بالقرب من رفح ثم أتوبيس بمنطقة الأبطال بالعرش وآخر بمنطقة الشيكم ولم تقتصر العمليات علي ماتم تنفيذه بسيناء حيث شاركنا في ضرب سيارة اسرائيلية داخل غزة في منطقة تل الزهور وقتل جميع من فيها.
وجاء شهر أغسطس عام 1971 ليسقط أحمد إسماعيل أسيرا وبرفقته فرج غباط سلامة بعد أن أبلغ عنهما أحد الجواسيس حيث تعرضا للتعذيب وتم تعليق أحمد في طائرة، ثم قتلهما الاسرائيليون ونقلهما إلي نخل ثم إلي العرش حيث دفن أحمد بمقبرة أبي صقل.
إبراهيم نفسه وبحسب روايته تعرف علي زملاء شقيقه أحمد الذين حضروا لمواساة الأسرة واتفق معهم علي استكمال مسيرة شقيقه رغم اعتراض البعض حرصا علي الأب والأم اللذين فقدا أكثر من ابن بين أسير وشهيد، إلا أن إبراهيم قام بمفرده ليلة 31 أكتوبر 73 بزرع لغم علي طريق المزارع برفح ليدمر دورية اسرائيلية وقتل كامل جنودها الثمانية... سرعان ماألقي القبض علي محدثنا إبراهيم إسماعيل ولتبدأ سنوات الاعتقال والتعذيب.
هنا فقط وبعد فقدان نصف أبنائها أصيبت الأم بجلطة في الدماغ راحت ضحيتها أما مثالية لم تطلب يوما من أبنائها التوقف عن المواجهة ضد العدو وعلي العكس كثيرا ما شجعتهم علي الاستمرار واصفة إياهم بالرجال.
حكم علي إبراهيم بالحبس عشر سنوات وخرج محمد إسماعيل بعد سنتين ونصف السنة فيما استمر إبراهيم حبيسا حتي تمت مبادلة الأسري الاسرائيليين عقب انتصار أكتوبر وتحديدا في 5/4/1974 والذي أصبح اليوم مهندس إلكترونيات.
يقول إبراهيم في ختام روايته: بعد رحلة السلام قمت وأخي محمد بتسليم الجهات الرسمية المصرية كل ماكان لدينا من معدات.. «400 لغم، 2500 طلقة كلاشنكوف 200 صاعق كهربائي.. وكمية من فتيل إشعال الألغام وقذائف R.B.G.. وألغام ح7 ويؤكد إبراهيم أنه لم يبالغ في روايته لأنه كان ولايزال يعتبر ماقدمه وأسرته جهادا في سبيل الله والوطن.
********
أحمد عبد الجواد:
بطل الاستنزاف وأكتوبر أصيب بانفصال الشبكية.. ووزير الصحة يرفض علاجه علي نفقة الدولة
عندما تحل ذكري أكتوبر أشعر بالفخر والعزة، حتي أنني بعد إحالتي إلي المعاش أتمني العودة الي الجيش، هذه هي روح أكتوبر التي تحدث بها إبراهيم عبد الجواد أحد المشاركين في حرب اكتوبر والذي التحق بالجيش عام 1969 وخرج منه عام 1975 شارك في حرب الاستنزاف واكتوبر، واليوم يعيش مصاباً بانفصال في الشبكية، وتتجاهله الدولة، وترفض رعايته طبياً حضر من الفيوم إلي جريدة«صوت الأمة» يحمل الأوسمة وشهادات التقدير ليؤكدا لنا انه احد المشاركين في ملحمة اكتوبر ولحظات العبور والتي جعلته يشعر أن هناك هدفاً يعيش من أجله، الأ وهو مصر، وقال عبدالجواد التحقت بسلاح الدفاع الجوي لمدة 5 سنوات واسقطت مع زملائي في الكتيبة العديد من طائرات العدو، وضرب مواقع حيوية للجيش الأسرائيلي في عمق سيناء ودمرناها تحت قيادة اللواء محمد علي فهمي قائد الدفاع الجوي، واللواء جورج ماضي عبده قائد اللواء،رئيس عمليات الكتيبة إضافة إلي اللواء عادل احمد عيسوي، ونظرا لشجاعته وصموده أثناء الحرب حصل علي شهادة تقدير ودرع البطولة والشجاعة، وبعد انتهاء خدمتي تمت مكافأتي بتعييني في شرطة رئاسة الجمهورية في 1/7/1976 وحتي عام 2000 ضمن حراسة الرئيسين السادات ومبارك، ضمن أطقم الحراسة وبسؤاله عن تواجده من عدمه في بؤرة االأحداث اثناء اغتيال السادات في 6 أكتوبر 1981 قال: في هذا اليوم كنت في راحة، وعن سبب انتقاله من شرطة رئاسة الجمهورية عام 2000 ارجع نقله بسبب ارسال بعض الأشخاص خطابات إلي ديوان الرئاسة مشيراً ان بعض أفراد اسرتي من الملتحين ولفت إلي أن العمل في رئاسة الجمهورية له مميزات عديدة، منها صرف 4 منح في العام الواحد، باالإضافة إلي ارتفاع الحوافز والبدلات، وقال: إنه يحب الرئيس مبارك صاحب أول طلعة جوية في حرب أكتوبر،كما أنه يحب الرئيس السادات صاحب قرار الحرب والذي اعاد سيناء وحررها من الاحتلال الصهيوني ولفت إلي انه بعد خروجه من الجيش اصيب بانفصال في الشبكية وخرج علي المعاش في 2008، موضحاً أن مستشفي شرطة العجوزة رفض علاجه بسبب خروحه من الخدمة، وقال عندما لجأت الي معهد بحوث أمراض العيون ظل الطبيب المعالج يماطلني، حتي فقدت بصري، وعندما لجأت إلي طبيب آخر قال لي لقد تأخر الوقت، ويستطرد: عدت إلي الدكتور محمد الطيب الذي أهمل علاجي بالمعهد، فقال لي «روح في داهية واشتكيني في أي مكان» ويطالب عبد الجواد وزير الصحة بمحاسبة الطبيب المسئول عن فقده لبصره كما طالبه بعلاجه علي نفقة الدولة.
********
ليس له بيت ولا عمل ولا يحمل بطاقة شخصية
قصة فدائي سيناوي عذبته إسرائيل .. ونسيته مصر
عندما نري بطلاً من أبطال أكتوبر نفرح به ونفتخر به لكن أن نحزن لرؤية أحد الأبطال فهذا أمر غريب لكنه حدث. البطل هو الفدائي السيناوي «هويشل صبيح سالم» من قبيلة الترابين أما ما يحزن فهو ما عليه هذا البطل من حال يرثي لها الجميع فهو بلا بيت ولا أسرة ولا عمل!
عندما تنظر إليه تشعر علي الفور أن عقله قد ذهب ولهذا فإن بيوت مدينة رأس سدر كلها تعتبره ابنها، وهو كذلك لا يشعر بالغربة في أي بيت فيها، عندما تنظر إلي «هويشل» لابد أن تتساءل ماذا قدمت الدولة للأبطال الذين قدموا لمصر الكثير. أجرينا مع «هويشل» حواراً لم يتعد بضعة دقائق قال فيه أنه دمر سيارة للعدو الإسرائيلي عام 1967 وتدرب علي يد رجال فرقة الصاعقة المصرية علي زرع الألغام وأنه زرع ألغاماًَ في منطقة جبل الراحة وغيرها وأنه وقع في أيدي جنود العدو وتم القبض عليه بعد تنفيذه عملية فدائية بخمسة أشهر وأوضح أنه سجن في أكثر من سجن بداية من سجن أبوسجل والعريش وغزة والقدس وتل أبيب وفيها تعرض لأشد صنوف التعذيب ضرباً وصعقاً بالكهرباء ويتردد بين البدو أن الإسرائيليين أعطوه حقنة أضعفت ذاكرته ويقول ربيع عطية من المحاربين القدماء إن «هويشيل» يعد من كبار الفدائيين وقام بعدد كبير من العمليات الفدائية ولكنه للأسف لا يتذكرها بسبب قسوة التعذيب فقد قضي 8 سنوات في السجون الإسرائيلية. نشير في النهاية إلي أن «هويشل» لم يستخرج حتي الآن بطاقة شخصية رغم أنه في الستين من عمره. ليبقي السؤال إذا كان الإسرائليون عذبوا «هويشل» وسجنوه فما هو دور الحكومة المصرية تجاه هذا البطل؟ وهل ستتركه علي هذا الحال ليفقد شباب مصر ولاءه وخاصة الانتماء لبلدهم؟.
********
عبدالرحمن قادوس.. بطل نسيناه:
مش قادر أصرف علي عيالي.. وعايز من الحكومة رخصة «تسول»!
اعتدنا في كل عام عند الاحتفال بذكري حرب أكتوبر أن يتحدث أبطال الحرب عن أحداثها وبطولاتها وغيرها من القصص والبطولات. هكذا يجب علي الأبطال أن يتحدثوا، لكننا الآن سنجري تغييراً بسيطاً سنستمع لا إلي ماضي هؤلاء ولكن إلي حاضرهم، نفتح صدورنا لسماع شكواهم ومآسيهم.
وهذه قصة أحدهم وهو «عبدالرحمن محمد قادوس» واحد من أبطال حرب أكتوبر، وقع في أسر الإسرائيليين أثناء الحرب، تعرض لأبشع أنواع التعذيب وقبل أن يعيدوه إلينا تركوا له تذكاراً لن ينساه عندما حقنوه بفيروس «سي» قبل مبادلته عن طريق الصليب الأحمر الدولي، واستقبلته السيدة جيهان السادات ومنحته وزملاءه 10 جنيهات! وتم استدعاؤه للخدمة العسكرية وظل بها حتي عام 1975.
وفي 1 يوليو 1975 بدأ مرحلة العلاج الذي حقن به في معسكر «عتليد» بإسرائيل توالت عليه الأمراض كالسرطان والكبد والكلي وضغط الدم.
يروي عبدالرحمن مأساته فيقول: منذ عودتي من الأسر وحتي خروجي من الخدمة وأنا أقوم بواجبي تجاه الوطن، وبعد ذلك بدأت رحلة العلاج وللأسف فإنه تم علي حسابي الخاص وأنفقت كل ما أملك ولدي كل ما يثبت من شيكات وايصالات من مستشفيات حكومية تؤكد علاجي علي نفقتي الخاصة، وليست هذه مأساتي فقط، فالمأساة الأكبر انني طلبت مقابلة اللواء محافظ الغربية أكثر من مرة ولم يستجب، فوقفت أمام موكبه داخل مبني المحافظة بلافتة أطالب فيها بحقي في مقابلته فوقف وقال لي «ما هي مطالبك» فعرضتها عليه فكان رده: بلاش كلام فارغ هاشوف طلبك! ولم يستجب له علي الرغم من بساطته! فكل ما أطلبه من وطني الذي دفعت ثمناً باهظاً دفاعاً عن ترابه وكرامته هو تعيين ابنتي الوحيدة التي لم أنجب سواها ولا يوجد لها سند في الدنيا غيري، ولكنه للأسف الشديد لم يستجب لهذا المطلب البسيط وحينما طلبت شقة سكنية من شقق المحافظة بمدينة المحلة الكبري كان رد سيادته نبحث حالتك إذا كنت تستحق، وأجري البحث فعلاً من مجلس المدينة وكانت نتيجته في صالحي ومعي هذا البحث ولكن المفاجأة أن المسئولين بالمحافظة قالوا لي لا يوجد لك عمل ولا معاش فمن أين ستدفع أقساط هذه الشقة؟ وبناء علي ذلك لا تستحق فبالله عليكم هذا هو حال أبطال حرب أكتوبر الآن بعد أن ضحوا بكل ما يملكون من أجل تحرير كل الأرض.. فهل يمكن أن يكون هذا هو حالنا الآن؟ وهل يرضي بذلك أمناء الحزب الوطني وسياساته أن يكون مصير مواطن مصري يحمل هذه الأمراض وليس له معاش ولا سكن خاص ولا يمكن تعيين ابنته؟! وإذا كانت الحكومة لا تستطيع مساعدة مواطن يعاني من كل هذه المأسي فيجب اعطائه رخصة تسول تعينه علي تحمل أعبائه المرضية والمعيشية حتي تحميه هذه الرخصة من الوقوع تحت طائلة القانون وهذا هو مطلبي الوحيد الأخير في احتفالات أكتوبر القادمة!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.