الإخوان فلول مبارك والسلفيون فلول أمن الدولة والجيش حائط الصد الأخير لبقاء النظام والإخوان كان بينهم والنظام السابق صفقات ولقاءات واتفاقيات وتقسيم دوائر، كما أننى مع تسليح الشرطة لمواجهة البلطجية.. هذا ما أكده لنا د. عمرو هاشم ربيع بمركز الأهرام الاستراتيجى.. سألناه: كيف ترى المشهد السياسى؟ - لكل ثورة مرحلة انتقالية لكن مشكلة الثورة المصرية أن مرحلتها الانتقالية طالت وتفاقمت واستحكمت ازماتها ومشاكلها وبدلا من أن يبحث النظام الحالى عن حلول، راح يبحث عن شماعات يعلق عليها اسباب فشله ويبررها ويلقى بها على عاتق النظام البائد، ويدعى أن ذيول مبارك يسعون لإسقاط مرسى ورغم صحة ذلك جزئيا وليس كليا فإن النظام مستسلم تماما لعدم قدرته على مواجهة المشاكل وحلها ما جعل الناس فى الشارع تندم على سقوط نظام مبارك الفاسد وعندما نجد أن المشاكل طالت والازمات استفحلت خصوصا الخدمات الاساسية مثل الغاز والسولار ورغيف العيش والأمن «لأن الأمن من الخدمات» ناهيك عن ارتفاع الاسعار وانخفاض قيمة الجنيه.. عندما نجد مشاكل غياب الخدمات أو ضعفها فى جميع مرافق الدولة الحيوية، فهذا يزيد معدل الاحتجاجات التى قد تصل للذروة حين يفيض الكيل بالناس وهو ما يساعد على قيام ثورة جديدة ولن تكون سلمية كثورة 25 يناير وانما ستكون «ثورة جياع» تقضى على الأخضر واليابس، وقد بدأت ارهاصاتها تظهر فى حوادث الخطف وقطع الطرق وقيام الناس بالقصاص لقتلاهم من المجرمين وبصورة جماعية، وبما يعنى غياب كامل للأمن ودولة القانون. ■ وكيف رأيت تعيين 90 عضوا بمجلس الشورى معظمهم من الاخوان والحزب الوطنى وما هى دلالة ذلك؟ - هذا دليل واضح على الكذب، فهم يتحججون بأن النظام السابق هو من يعوق المرحلة الانتقالية ويتحدثون عن الفلول، وهم الذين استعانوا برجال مبارك ليس فى الشورى فحسب وانما فى الوزارة، فهم متواجدون بقوة، ورغم ذلك يعلقون فشلهم على رجال مبارك وانصاره وهذا تضليل فهم الذين «فللوا» المعارضة أى وصفوا كل من يعارضهم بالفلول ولم يستثنوا أحداً من المعروفين بعدائهم الشديد لنظام مبارك وهذا يدل على التناقض والكذب والتخبط فى التصريحات والحقيقة ان جبهة الانقاذ وفرت لهم المناخ والاسباب لكى يضللوا ويشوهوا المعارضة. ■ ما تشخيصك لأزمة مرسى مع الجيش والادعاء بأخونة الجيش؟ - الجيش فى طريقه الصحيح وهو حائط الصد الأخير لبقاء النظام فالجيش لو تحرك يسقط النظام والجيش هو الأكثر دارية بالأمن القومى والحفاظ عليه. والجيش لا يثور ضد النظام إلا فى حالتين الأولى هى زيادة معدلات العنف بين قطاعات الشعب بعضها البعض أى الحرب الأهلية أو بين الناس ومفاصل الدولة كما حدث فى بورسعيد. الحالة الثانية هى ان يتعرض الجيش لعملية أخونة للسيطرة عليه واستبدال قياداته بقيادات موالية للاخوان. ولا يوجد أخونة للجيش ولا الشرطة حاليا ولكن الازمة ان جماعة الاخوان لا يستطيع التعامل مع مؤسسات الدولة فهى جماعة ظلامية لم يتعودوا على التعامل فى النور فالاخوان لديهم مشكلة عدم ثقة بالنفس فى التعامل مع الجيش. وخطابهم السياسى يتسم بالكبر والغرور والخيلاء على الرغم من أن مرسى نجح على «الحركرك» ب51٪ وكان التصويت عقابى خوفا من شفيق المحسوب على النظام المباركى، وهو ما يعنى ان نتائج الجولة الثانية لا يعود الفضل فيها للاخوان وانما للشعب الذى وجد نفسه بين المطرقة والسندان. الغرور والتعالى هو سبب ازمتهم مع كل مؤسسات الدولة وعلى رأسها القوات المسلحة. ■ هل تحسب جماعة الاخوان على النظام السابق؟ - كانت وبينهم وبين النظام السابق صفقات ولقاءات واتفاقات وتقسيم دوائر لقد كان الاخوان اداة نظام مبارك، وهذا ما أكده مهدى عاكف بنفسه فى 2005 وكانت بينهم حلقات اتصال مثل عصام العريان والمرشد وصفوت الشريف. حتى محمد مرسى نفسه كان يكتب التقارير عن نفسه وجماعته فى كل سفرياته، وكانوا يفعلون ذلك برضاهم ويسلمون التقارير «لأمن الدولة» فقد كانوا يساعدونها. أما السلفيون فكانوا أشد وطأة فى التعامل مع أمن الدولة، كانوا يسلمون الناس لأمن الدولة ويكتبون التقارير فى بعضهم البعض. ■ ما رأيك فى ظاهرة الضباط الملتحين ولجوئهم لمنظمات حقوق الإنسان للعودة إلى جهاز الشرطة؟ -الظاهرة بدأت مع تولى الاخوان السلطة وذلك من قبيل النفاق.. كان الأمن فى السابق يستوقف الملتحين فى الشارع ويستريب منهم. الآن يحدث العكس ظهر الملتحدون يرتدون ملابس الشرطة واهتموا بشكليات الدين دون مضمونه ومن هنا كانت هوجة الضباط الملتحين ولجوؤهم لمنظمات حقوق الانسان. على الرغم من ان الاخوان والسلفيين لا يعترفون اساسا بحقوق الانسان، ودائما ما يتهمونها وبمساواة المرأة بالرجل، والدفاع عن المثلية .. ورغم ذلك يلجأون للمنظمات الحقوقية من أجل تربية ذقونهم. ■ ما رأيك فى اضراب الداخلية والحديث عن التسليح؟ - أنا مع تسليح قوات الشرطة لمواجهة البلطجية وقطاع الطرق الذين يحرقون الاقسام ويفتحون السجون، ومستحيل التفاوض معهم مثلما يحدث بمحيط سميراميس!. ■ اذا لم تكن هناك أسلحة بوزارة الداخلية، فكيف سقط الشهداء بالرصاص الحى؟ - معظم الحالات وقعت فى بورسعيد والمنصورة بعد الحكم فى مجزرة بورسعيد. أنا لا أعلم ما حدث لكننى أعلم أن هناك فائضا من السلاح واستخدام هذا الفائض ضد المتظاهرين.. أنا مع التسليح فى مواجهة البلطجية لا المتظاهرين. ■ هل سيرحل مرسى أم سيتم اغتياله؟ - استبعد تماما سيناريو الاغتيال من الداخل لأن من كانوا يفعلون ذلك هم الجماعة الاسلامية التى اغتالت السادات اما لو تم اغتيال مرسى فسوف يكون بأيدى خارجية لتوريط أطراف بالداخل وهذا ايضا مستبعد، ولو حدث سينزل الجيش وستصمت جماعة الاخوان والجماعة الاسلامية غصبا عنهم. لأن حجتهم الوحيدة أن مرسى جاء بالصندوق وهو يساعد على اسقاط دولة القانون لإعلاء دولة الميليشيات نشر بتاريخ 25/ 3/2013 العدد 641