عاجل - سعر الدولار مباشر الآن The Dollar Price    حماية المستهلك يشن حملات مكبرة على الأسواق والمحال التجارية والمخابز السياحية    خالد أبو بكر: مصر ترفض أي هيمنة غير فلسطينية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح    تفاصيل قصف إسرائيلي غير عادي على مخيم جنين: شهيد و8 مصابين    أكسيوس: محاثات أمريكية إيرانية غير مباشرة لتجنب التصعيد بالمنطقة    نجم الزمالك السابق: نهائي الكونفدرالية يحتاج 11 مقاتلًا في الملعب    ننشر التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي قضاة مجلس الدولة    تدخل لفض مشاجرة داخل «بلايستيشن».. مصرع طالب طعنًا ب«مطواه» في قنا    رقص أحمد السقا مع العروس ريم سامي على غناء عمرو دياب «يا أنا يا لاء» (فيديو)    مفتي الجمهورية: يمكن دفع أموال الزكاة لمشروع حياة كريمة.. وبند الاستحقاق متوفر    مصطفى الفقي يفتح النار على «تكوين»: «العناصر الموجودة ليس عليها إجماع» (فيديو)    عيار 21 يعود لسابق عهده.. أسعار الذهب اليوم السبت 18 مايو بالصاغة بعد الارتفاع الكبير    بعد 94 دقيقة.. نوران جوهر تحسم الكلاسيكو وتتأهل لنهائي العالم للإسكواش 2024    قبل مواجهة الترجي.. سيف زاهر يوجه رسالة إلى الأهلي    «مش عيب تقعد لشوبير».. رسائل نارية من إكرامي ل الشناوي قبل مواجهة الترجي    سعر العنب والموز والفاكهة بالأسواق في مطلع الأسبوع السبت 18 مايو 2024    عاجل.. رقم غير مسبوق لدرجات الحرارة اليوم السبت.. وتحذير من 3 ظواهر جوية    مذكرة مراجعة كلمات اللغة الفرنسية للصف الثالث الثانوي نظام جديد 2024    بعد عرض الصلح من عصام صاصا.. أزهري يوضح رأي الدين في «الدية» وقيمتها (فيديو)    موعد إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 في محافظة البحيرة.. بدء التصحيح    حلاق الإسماعيلية يفجر مفاجأة بشأن كاميرات المراقبة (فيديو)    شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة "اصليح" بخان يونس جنوب قطاع غزة    عمرو أديب عن الزعيم: «مجاش ولا هيجي زي عادل إمام»    لبنان: غارة إسرائيلية تستهدف بلدة الخيام جنوبي البلاد    قبل عيد الأضحى 2024.. تعرف على الشروط التي تصح بها الأضحية ووقتها الشرعي    هل مريضة الرفرفة الأذينية تستطيع الزواج؟ حسام موافي يجيب    مؤسس طب الحالات الحرجة: هجرة الأطباء للخارج أمر مقلق (فيديو)    تعرف على موعد اجازة عيد الاضحى المبارك 2024 وكم باقى على اول ايام العيد    نحو دوري أبطال أوروبا؟ فوت ميركاتو: موناكو وجالاتا سراي يستهدفان محمد عبد المنعم    تعادل لا يفيد البارتينوبي للتأهل الأوروبي.. نابولي يحصل على نقطة من فيورنتينا    حضور مخالف ومياه غائبة وطائرة.. اعتراضات بيبو خلال مران الأهلي في رادس    منها سم النحل.. أفكار طلاب زراعة جامعة عين شمس في الملتقى التوظيفي    طرق التخفيف من آلام الظهر الشديدة أثناء الحمل    محكمة الاستئناف في تونس تقر حكمًا بسجن الغنوشي وصهره 3 سنوات    وسط حصار جباليا.. أوضاع مأساوية في مدينة بيت حانون شمال غزة    سعر اليورو اليوم مقابل الجنيه المصري في مختلف البنوك    أكثر من 1300 جنيه تراجعا في سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 18 مايو 2024    خبير اقتصادي: إعادة هيكلة الاقتصاد في 2016 لضمان وصول الدعم لمستحقيه    ماسك يزيل اسم نطاق تويتر دوت كوم من ملفات تعريف تطبيق إكس ويحوله إلى إكس دوت كوم    أستاذ علم الاجتماع تطالب بغلق تطبيقات الألعاب المفتوحة    حظك اليوم برج العقرب السبت 18-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    هاني شاكر يستعد لطرح أغنية "يا ويل حالي"    «اللي مفطرش عند الجحش ميبقاش وحش».. حكاية أقدم محل فول وطعمية في السيدة زينب    "الدنيا دمها تقيل من غيرك".. لبلبة تهنئ الزعيم في عيد ميلاده ال 84    عايدة رياض تسترجع ذكرياتها باللعب مع الكبار وهذه رسالتها لعادل إمام    ب الأسماء.. التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي مجلس الدولة بعد إعلان نتيجة الانتخابات    البابا تواضروس يلتقي عددًا من طلبة وخريجي الجامعة الألمانية    دار الإفتاء توضح حكم الرقية بالقرأن الكريم    «البوابة» تكشف قائمة العلماء الفلسطينيين الذين اغتالتهم إسرائيل مؤخرًا    إبراشية إرموبوليس بطنطا تحتفل بعيد القديس جيورجيوس    «الغرب وفلسطين والعالم».. مؤتمر دولي في إسطنبول    دراسة: استخدامك للهاتف أثناء القيادة يُشير إلى أنك قد تكون مريضًا نفسيًا (تفاصيل)    انطلاق قوافل دعوية للواعظات بمساجد الإسماعيلية    حدث بالفن| طلاق جوري بكر وحفل زفاف ريم سامي وفنانة تتعرض للتحرش    الأرصاد تكشف عن موعد انتهاء الموجة الحارة التي تضرب البلاد    هل يمكن لفتاة مصابة ب"الذبذبة الأذينية" أن تتزوج؟.. حسام موافي يُجيب    فيديو.. المفتي: حب الوطن متأصل عن النبي وأمر ثابت في النفس بالفطرة    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حسام عيسى بعد استقالته من «الدستور»: الجيش سيتصدى ل«الإخوان» إذا تضاعف خطرهم
نشر في المصري اليوم يوم 24 - 03 - 2013

يمثل لشباب الثورة «الرجل النقى»، ولرموز السياسة «المثقف الثائر ضد السلطة دائماً»، ووسط تلاميذه «أستاذ القانون البسيط».. إنه الدكتور حسام عيسى أستاذ القانون العام، المستقيل مؤخراً من رئاسة لجنة تسيير الأعمال بحزب الدستور.
منذ اليوم الأول لثورة 25 يناير، وفور أن وطئت قدماه ميدان التحرير.. وجدنا شلالاً من الحب يحيط بهذا الرجل من الشباب والسياسيين والمثقفين والصحفيين من جميع الاتجاهات الفكرية، لنتساءل: «لماذا يحظى هذا الرجل بمثل هذا القبول؟» وفور أن ترصد بعينك تحركاته ونظراته للمحيطين به، تجد كلمة واحدة تلخصه.. إنه «رجل البسطاء».
«اللادولة.. الحرب الأهلية الكامنة.. الاستبداد باسم الدين».. ثلاث كلمات يراها الدكتور حسام عيسى ملخصاً لفترة 8 أشهر لحكم جماعة الإخوان المسلمين، أضاعوا خلالها هيبة الدولة، وغاب القانون، وقسموا خلالها الوطن إلى «كفار ومؤمنين»، وبتأثر شديد يقول: «على الشعب أن ينتفض فى مواجهة حكم ظالم سمح الرئيس محمد مرسى لمؤيديه خلاله بأن يحاصروا المحكمة الدستوية».. وإلى نص الحوار:
■ لماذا لم تستكمل مهمتك كرئيس للجنة تسيير الأعمال بحزب الدستور؟
- أنا من مؤسسى الحزب، وأصبحت عضواً فيه بإرادتى وخرجت منه بإرادتى، وببساطة شديدة، والموضوع ليس محلاً للمناقشة العلنية، فهذه أمور أرفضها تماماً، وأتمنى للجميع النجاح.
■ ما تقييمك لتكرار التظاهر أمام مكتب الإرشاد بحى المقطم، وما يتبعه من أحداث عنف دامية؟
- مصر الآن فى حالة حرب أهلية كامنة ستنفجر فى أى لحظة، وذلك بسبب سياسات جماعة الإخوان المسلمين، وما يحدث أمام مكتب الإرشاد بالمقطم شواهد على أننا نعيش حالة الحرب، والمسؤول عنها هو نظام الإخوان الذى يحكم مصر، فهم من قتلوا المتظاهرين وذبحوهم فى بورسعيد وميدان التحرير، وهم من وضعوا إعلاناً دستورياً «فاجراً ومنعدماً»، وأهانوا المحكمة الدستورية، وأدخلوا مواد لتصفيتها بطريقة التدليس، وألغوا دولة القانون والنظام القضائى، فأشعلوا الحرب الأهلية، ووضعوا نائباً عاماً، بمخالفة القواعد فى الدول المتحضرة. والمتظاهرون هم شباب يدافع عن وطن ضد الخطر الداهم من جماعة الإخوان المسلمين وأتباعهم، الذين يضعون غطاء على تمثال أم كلثوم ويقطعون تمثال طه حسين، فى مشاهد تثير الرعب والفزع. والشباب يرون أن الجماعة قتلت منهم عدداً أكبر مما قتل فى عهد مبارك، وأنهم أيضاً قسموا البلد إلى «كفار ومؤمنين»، بعد أن قالوا «شهداؤنا وشهداؤهم»، وبالتالى استباحوا دماء قوى المعارضة، لأنهم كفرة من وجهة نظر الجماعة ولابد من التخلص منهم.
أما الإخوان فقد ألغوا كلمة وطن، وعاملوا المسيحيين على أنهم مواطنون درجة تاسعة، والدولة التى يريدون بناءها هى دولة للجماعة، ودولة الإقصاء، وحماس عندهم أهم من الشعب المصرى، باعتبارهم فرعاً إخوانياً فى فلسطين.
■ ولكن الإخوان والتيارات الإسلامية يتهمون قوى المعارضة بوضع غطاء سياسى لعمليات حرق مقارهم بالتعاون مع رموز النظام السابق؟
- ومن الذى حرق مبنى الحزب الوطنى؟ أجيب عن السؤال وأقول: أعضاء المجلس العسكرى أكدوا لى شخصياً أن جماعة الإخوان المسلمين هى التى فعلت ذلك، ولا يوجد بيان واحد للجماعة وقت الثورة وطوال الفترة الانتقالية يدين حرق المنشآت العامة والخاصة، ومراكز الشرطة، وهم من بدأوا بأعمال الحرق، وكانت سبيلهم إلى السلطة، والنهارده جايين يقولوا المنشآت العامة، وهل قوى المعارضة هى من قتلت شهداء بورسعيد وميدان التحرير، وهى من يقوم بتعذيب النشطاء فى معسكرات الأمن المركزى، دون تحقيقات جادة، نحن نعيش فى دولة القتل، واتهاماتهم المتكررة لقوى المعارضة تستهدف تبرير العصف بالحريات والحقوق، وبالنسبة لاتهام قوى المعارضة بأنهم «فلول»، إزاى وبقايا النظام السابق لا يتعاونون أو يتواصلون ويتحالفون إلا مع جماعة الإخوان المسلمين، وتشكيل حكومة الدكتور هشام قنديل خير دليل على ما أقول، ففى تلك الحكومة الإخوانية تجد وزراء فلول «عينى عينك».
■ وإلى متى يستمر هذا الوضع؟
- الوضع الكارثى الذى نراه مستمر إلى أن يعدل الإخوان عن قراراتهم السابقة، وعلى رأسها إلغاء الإعلان الدستورى، وتعديل ال38 مادة فى الدستور والتى تهدد الحريات، ولكن النظام لم يترك لنا أملاً، «هو فيه نظام فى الدنيا يضع دستور لتصفية الحسابات؟»، وإلغاء المحكمة الدستورية العليا، والإطاحة ببعض القضاة عن طريق وضع نص دستورى يفيد ذلك بتدليس، وإقالة النائب العام الذى لا يمكن قبوله أبداً، بعد أن طالب أحد المستشارين بحبس مواطنين أبرياء، علشان نخوف الناس، ده نائب عام الإخوان، جاءوا به ليسلط سيفه علينا، ويقبض على المعارضين، ويترك قاتلى الشهيد محمد الجندى عضو التيار الشعبى من شباب الإخوان.
■ ألا يمثل دخول جبهة الإنقاذ فى حوار مع الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان أملاً للمعارضة الوطنية فى الخروج من الأزمة السياسية؟
- إزاى نقعد.. وما هى نتائج الحوارات التى قامت بها قوى المعارضة مع الرئيس محمد مرسى التابع لجماعته وليس رئيساً لكل المصريين كما يقول؟ ومنذ اتفاق فيرمونت، الذى تعهد فيه بإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية وأخلف وعده، وفى قانون الانتخابات والإعلان الدستورى الباطل والدستور،أين نتائج كل تلك الحوارات؟
وأقولها صريحة، الحوار مع الرئيس محمد مرسى والإخوان فى هذه المرحلة يشبه التفاوض مع الإسرائيلين، أى أنه سيكون بلا نتيجة على طول الخط، وما يحدث يشبه ما قام به الصهاينة حين جردوا الفلسطينيين من كل شىء وشردوهم وهمشوهم، ثم يطالب الإسرائيليون بأن يقدم الفلسطينيون تنازلات، ما هو الذى يمكن أن تقدمه المعارضة؟ لا شىء طبعاً.
■ البعض يرى أن خوض جبهة الإنقاذ للانتخابات البرلمانية حل لإدخال تعديلات على الدستور وتقويض هيمنة الإسلاميين على المؤسسات؟
- لن نعترف بهذا الدستور الظالم الذى وضع بالتدليس، كما قال المستشار طارق البشرى، وسيتم تزوير الانتخابات بكل الأشكال، وأصبح القتل والتزوير من نصيب المعارضة، وجبهة الإنقاذ لو رضخت وتحاورت ونزلت الانتخابات، ستسقط إلى الأبد، ولن يؤيدها عشرة من المواطنين، وأنا قريب من الشارع وأعرف ما أقوله، والشارع سابق جبهة الإنقاذ بمراحل.
■ ولكنهم يصفون «جبهة الإنقاذ» بأنها نخبة إعلامية بلا شعبية؟
- إذن هم الذين يمتلكون الشعبية، أتحدى لو حد فيهم بقى يعرف ينزل الشارع يمشى بلا حراسة، الناس تراهم تهيج عليهم، وشعبية الإخوان هى الإجرام والتزوير، والزيت والسكر، وشراء الأصوات، وأنا أتألم من منع الإسلاميين للأقباط فى قرى الصعيد من الإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات، ده إجرام وعربدة لابد من التصدى لها.
■ من وجهة نظرك.. متى يستطيع الرئيس محمد مرسى الخروج عن حالة السمع والطاعة لجماعة الإخوان المسلمين ويصبح رئيساً لكل المصريين؟
- لن يستطيع، فتركيبة جماعة الإخوان قائمة على فكرة فاشية، تنجح فى بناء هيكل حديدى تحت اسم «السمع والطاعة» لشخص، وعن طريق تقبيل يد المرشد، مثل نظام الملالى فى إيران، ويصعب تغيير ذلك بعد 80 عاماً، وبعد الوصول إلى الحكم، ولا يسمح بغير ذلك، ففى الخمسينيات كانت الجماعة تقتل الخارج عن التنظيم، وأضرب مثلا بالدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وهو من بنى الإخوان المسلمين فى السبعينيات، وعندما غضبوا عليه تم استبعاده من مكتب الإرشاد ومنصب نائب المرشد، بالإضافة إلى أن مرسى لا يستطيع، فالمرشد ومكتب الإرشاد هو من رشحه للرئاسة وصرفوا عليه فى الانتخابات، وهم يتصورون الآن أنهم يستطيعون بناء إمبراطورية ودى «عنجهية»، ويعتقدون أن بإمكانهم قلب أنظمة فى دول الخليج بإشارة لنشاط إخوانى فى دولة ما لبناء خلافة لهم، ودى «خرافة وسذاجة»، هو فيه دول تعطى الثروات مقابل «وهم»، وهذا يؤكد أن قول المرشد «طظ فى مصر» كان حقيقة، ويؤكد أن ما قاله مهدى عاكف، المرشد السابق لجماعة الإخوان، بأن المسلم الماليزى أقرب من المسيحى المصرى، دى كارثة رغم أنه حضارياً لا توجد علاقة بيننا وبين ماليزيا.
■ بصفتك أستاذ قانون.. كيف تقيّم أداء النائب العام ووزيرى الداخلية والعدل منذ اندلاع أحداث العنف عقب الإعلان الدستورى؟
- قرارات النائب العام جزء من الحرب الأهلية، ويمارسه باعتباره من رجال الإخوان، بعد أن أنكر على الناس حقوقهم وحبس الأبرياء، وهذا إلغاء لدولة القانون، وما نراه فى الشارع يؤكد غياب دولة القانون، وأنا مصدوم فى التيارات الإسلامية التى كنت أظنها أكثر تعقلاً والتى أيدت الإعلان الدستورى الفاجر الظالم، وأيدت أيضاً تعيين نائب عام لا يليق باسم ومكانة مصر، وبالنسبة للواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، فلابد من محاكمته، فهو المتسبب فى كل أعمال القتل والتعذيب وقتل المتظاهرين، وما الفرق بينه وبين حبيب العادلى؟ و لماذا يبقى العادلى فى السجن ويترك محمد إبراهيم حراً؟ وهو يمارس نفس أدواره، وللأسف الشديد موافقة المستشار أحمد مكى على الإعلان الدستورى، أثارت الرعب والفزع لى، وأيضاً أخوه محمود مكى، نائب رئيس الجمهورية، هما عرفوا ينطقوا كلمة فى وجه السلطة أثناء حصار المحكمة الدستورية؟، وهذا يدل على أن الأيديولوجيا تعمى عن المبادئ، والحريات وعن العلم، وعدم تقديم محمود مكى استقالته كان شيئاً مرعباً بالنسبة لى.
■ وما هى عواقب وتأثيرات سعى جماعة الإخوان إلى التصالح مع رجال أعمال «مبارك»؟
- قضايا التصالح مع رموز ولصوص النظام السابق، الذين نهبوا مصر طوال ثلاثين عاما، تؤكد تحالف جماعة الإخوان والفلول، وأنهم أصبحوا «إيد واحدة»، فى ظل رغبة خيرت الشاطر وحسن مالك فى الدخول فى «بيزنس» مشترك مع رموز النظام البائد، من أجل «قرشين»، وخطورتها أنها تفتح الباب مرة أخرى إلى عودة من خربوا مصر، والجماعة تتصالح مع رجال «مبارك»، وبذلك تقضى على فكرة استرداد الأموال تماما.
■ ما تعليقك على وجود نص دستورى يشترط موافقة «الأزهر» على بعض القوانين؟ ولماذا لم تفعّل مبادرته لنبذ العنف؟
- يمثل هذا النص لب بناء الدولة الدينية الاستبدادية، ويمس قيمة الأزهر الشريف كجامعة عريقة، وتحويلها إلى سلطة دينية، وأيضا النص الدستورى اعتداء على عظمة وتاريخ الأزهر، فهو يشرع لدولة دينية، ونكبة، ويأتى ضد روح وسماحة وأسس الإسلام الصحيحة، وأنا فى الأساس ضد إطلاق الأزهر لمبادرة نبذ العنف، لأن هذا هو دور الدولة ومؤسساتها، رغم احترامى للدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وهى محاولة لإجراء حوار بين المعارضة وجماعة الإخوان تحت ستار، وهى دعوة إخوانية ونفذها الأزهر بحسن نية، من منطلق تهدئة الأوضاع السياسية، والأهم السؤال: «كيف يبدأ العنف ومن يمارسه وكيف نعالجه؟».
■ انتشرت ظاهرة قيام مواطنين بأخذ حقهم بأيديهم، والتمثيل باللصوص فى الميادين والشوارع.. لماذا؟
- تأكد أننا نعيش بدايات مرحلة اللادولة على يد نظام جماعة الإخوان المسلمين، بعد أن هدموا الدولة، وهم يريدون ذلك، يريدون الفوضى، وحكم الميليشيات على يد الرئيس محمد مرسى وجماعته، وأتذكر بمناسبة مرحلة اللادولة التى نعيشها الآن قيام عدد من أهالى قنا بقطع السكة الحديد، اعتراضاً على تعيين محافظ قبطى، ورضخ المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى إرادة الأهالى، وتمت إقالة المحافظ وقتها، وكان هذا اعتداء على القواعد الإنسانية وبذلك تنتهى الدولة، هل هذه هى الديمقراطية؟.
■ لماذا تزداد التظاهرات المطالبة بنزول الجيش وإنهاء حكم الإخوان؟ وما تعليقك على اتهامات الإسلاميين بأنها ضد شرعية انتخاب الرئيس؟
- والله الجيش هو من أنهى حكم مبارك بعد أن انحاز إلى الشرعية الثورية، وأنهى وجود مبارك، وقال له «روح»، وهذا بفضل الثورة بالطبع، ولما قام بثورة 23 يوليو، كان ضد الشرعية القانونية التى كانت فى يد الملك، ولكن لما يبقى فيه خطر على الوطن القوات المسلحة تتدخل، لأن الجيش لن يسمح بأن تصبح الناس فى خطر وحرب أهلية، فهو جيش وطنى محترم، ويعرف أن جماعة الإخوان تمثل خطراً على الدولة، والجيش سيتصدى لهم إذا استمر تهديدهم للناس بالقتل وشعر بأن الوطن إلى الهاوية، وهو لا يرى أن الدولة فى خطر حتى الآن، وأقول للإسلاميين، إن شرعية النظام القانونى هى الأساس، وليس انتخاب رئيس، ولما مرسى يعتدى على الدولة والقانون فلا شرعية له، والمظاهرات للجيش بمثابة اعتذار عن الشتائم والسباب وسوء الظن طوال الفترة الانتقالية.
■ ولكن الدكتور «أبوالفتوح» قال إن المطالبة بنزول الجيش «استقواء من المعارضة»؟
- حماية الوطن ليست سياسة، هى محافظة على الوطن وهويته، بل واجب عليه، وللأمانة هو رجل محترم وناضج وليس معادياً للحريات العامة، رغم انتمائه للتيار الإسلامى.
■ ما رأيك فى رفض المؤسسة العسكرية الكشف عن المتورطين فى مقتل جنودنا فى رفح رغم أحقية الرأى العام فى ذلك؟
-الكشف عن التحقيق من وجهة نظرى يصعب عملية الكشف عن خيوط العملية كلها الآن، والحقيقة الثابتة فى هذا الشأن أن حركة حماس أصبحت معادية للشعب المصرى، بعد تورط عناصرهم فى مقتل جنودنا فى رفح.
■ ما تفسيرك لاستمرار هجوم الإسلاميين على مؤسسة القضاء خاصة المحكمة الدستورية؟ واتهامها بأنها «ثورة مضادة»؟
- سأظل ثائراً على الإخوان بعد أن هدموا دولة القانون، بحصار المحكمة الدستورية، التى تعد أكبر عملية تخريب فى تاريخ مصر، منذ رفض الرئيس مرسى حلف اليمين الدستورية أمامها، واللى عايز يلغى القضاء لازم يقول زى الإخوان القضاة ثورة مضادة وفلول، والحاكم المفترى لما يحب القضاء لا يدعى هذا، فهو يستهدف إلغاءه ليأتى بقضاة إخوان يؤمرون ويتلقون الأوامر والأحكام بالتليفون، وأحكام المحكمة الدستورية من أبدع الأحكام فى الحريات فى التاريخ، ومبارك قال للمستشار أمين المهدى الذى قضى بإلغاء إحالة الإسلاميين «مال صوت المنصة عالى عندك كده»، فيرد عليه المهدى قائلا: «المنصة لم يكن صوتها أهدأ مما هى عليه الآن»، وأحكام القضاء الإدارى العظيمة بإعادة شركات القطاع العام إلى الدولة، بعد أن اشتراها لصوص نظام مبارك، وما يردده الإخوان وباقى الإسلاميين من اتهامات للقضاء «عربدة وقلة حيلة».
■ كيف تنظر إلى الخلاف بين حزب النور السلفى وجماعة الإخوان ومؤسسة الرئاسة؟
- الخلاف بين السلفيين والإخوان قديم جداً، وأساسه عقائدى، وجمعتهم فقط مصالح مشتركة وقت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وهم يرون الإخوان «بيكوشوا على البلد»، ودى حقيقة، فالجماعة تعيش غطرسة القوة، ولن يسمحوا لهم بالظهور وهيقطعوا رجلهم بعد الانتهاء من أخونة الدولة.
■ هل يقلقك مثل آخرين عودة العلاقات مع إيران وتداخل الدور القطرى؟
- أنا من أنصار عودة العلاقات الإيرانية، ومصر دولة مش هبلة حتى تدخل محور «إيران- حزب الله- حماس»، حتى يثار القلق، وقطر عبارة عن مدينة، وإذا خفنا من قطر تبقى نكبة، ونكون قد وصلنا للحضيض، ولكن علينا مواجهة تمويلها لقوى الإرهاب فى مصر، وعلى رأسهم الإخوان المسلمين للشعب.
■ بصفتك ناصرياً.. ما تعليقك على وصف «العريان» للرئيس عبد الناصر بأنه «فاشل» وتعامل مع الصهاينة؟
- كلام لا يرد عليه لأنه بلا رأس أو قدمين.
■ فى نهاية الحوار.. هل تداول السلطة أمل يمكن تحقيقه رغم الصعاب أم أنه انتهى؟
- الإخوان لا يعرفون تداول السلطة، ولا يوجد حكم دينى قام فى دولة إلا واحتكر الحياة السياسية، كما حدث فى إيران وحركة حماس فى فلسطين، فهم يزوّرون للسيطرة على مفاصل الدولة بأساليب مختلفة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.