· «المستقلون» قابضون علي الجمر.. وغالبية القضاة مستقلون · فؤاد راشد: حلم الحكومة الطاغية عصا غليظة وكابوسها قاض عادل فاتن الزعويلي عرف تيار الاستقلال بمعارضته للقوانين المكبلة للحريات خاصة قانون السلطة القضائية الذي ناضل القضاة لتعديله، وظل المستشار زكريا عبدالعزيز ورفاقه علي مدي 7 سنوات يقاتلون من أجل تعديله ليناسب جموع القضاة.وبعد تدخل من السلطة التفنيذية لعرقلة القانون اجتاح الغضب جموع القضاة ونددوا بسياسات المستشار ممدوح مرعي وزير العدل ليفجر المستشار محمود الخصيري قنبلة من العيار الثقيل بتقديمه استقالته من منصب نائب رئيس محكمة النقض، الخضيري يعد أحد أبرز رموز تيار الاستقلال، خاصة أنه شغل منصب رئيس نادي قضاة الإسكندرية. استقالة الخضيري جاءت متزامنة مع إعارة رموز تيار الاستقلال إلي الخارج وعلي رأسهم المستشار هشام البسطويسي والمستشار محمود مكي، وأصبح السؤال المطروح علي الساحة: ما هو مصير تيار الاستقلال وهل أصابهم الاحباط وهل يؤثر ذلك علي شباب القضاة؟، طرحنا السؤال علي رموز القضاة. فقال المستشار أحمد مكي نائب رئيس محكمة النقض إن تيار الاستقلال متجدد وليس مرتبطا بأشخاص معينين لأن تيار الاستقلال يعكس رغبة المواطن في التغيير وهذا أمر طبيعي جدا بالنسبة للقاضي أو المواطن. وأضاف: إن المستشار الخضيري استقال لينطلق صوته من خارج القضاة للدعوة إلي الاستقلال بصورة أكبر، وان القضاة المتواجدين يدعون إلي الاستقلال بصورة أشد، مؤكدا: لن يكون هناك أي احباط لأن الأصوات المنادية بالاستقلال ستبقي موجودة، ويشير المستشار زكريا عبدالعزيز رئيس نادي قضاة مصر السابق إلي أن الإعلام هو الذي اطلق لفظ تيار الاستقلال علي فئة معينة من القضاة، إلا أنني أري أن الاستقلال عقيدة لمعظم القضاة، لافتا إلي أن هناك عدة ضوابط تحكم استقلال القضاة من بينها قواعد النقل وفصل سلطة الاتهام عن سلطة التحقيق، لتوفير ضمانات للمتهم وإذا حدث غير ذلك يكون الاستقلال منقوصا بالإضافة إلي أن القاضي المستقل قابض علي الجمر فيجب توفير الغطاء القانوني والمالي والإداري لاستقلال القضاة، ويجب إلغاء اختصاصات وزير العدل في قانون السلطة القضائية، مؤكدا أن غالبية القضاة يبحثون عن الاستقلال بكل اشكاله. وعن تيار الاستقلال قال: لا احباط ولا يأس، فالقضاة غالبيتهم يبحثون عن الاستقلال بكل أشكاله. ويؤكد المستشار فؤاد راشد أحد رموز تيار الاستقلال ليس في مصر غير تيار واحد، فكل القضاة دعاة استقلال والصحيح أن الفارق يكمن في المنهج، فهناك دعاة والتحلي بالحكمة إضافة إلي تيار الخيارات المفتوحة، ولاشك تيار الاستقلال له أباؤه الروحيون من محمد عبده وصولا إلي أحمد مكي ورغم أن استقالة المستشار الخضيري توجعنا كأصدقاء باعتباره أحد رموزنا إلا أن مصر الولود تعطي البديل، نافيا تسرب الاحباط إلي التيار الإصلاحي علي وجه الإطلاق، مؤكدا أن حركة التاريخ تسير إلي الأمام خطوتين وتتراجع خطوة، وقال: تمنيت وتمني غيري أن ينجح زملاؤنا دعاة الحكمة في إنجاز ما هو في صالح القضاء والقضاة غير أنني كنت واثقا بكل أسف أن المنطق البديهي يقول العكس تماما، لأن الحقوق لا تؤخذ من خلال الحوار وحده مع القاء كامل الأسلحة ووسائل الضغط. وردا علي السؤال بشأن الضغوط التي تعرض لها المستشار الخضيري لعدم التحدث إلي وسائل الإعلام قال راشد: الخيارات مفتوحة أمام تيار الاستقلال وجميعنا نخضع لذات الضغوط فإذا تكلمنا قيل هاهم يتحدثون في السياسة، أما من يتكلم علي هوي أولي الأمر، فيمنح أوسمة رفيعة كتلك التي نالها بعض مؤيدي محاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري، وأنا شخصيا أشعر بالاختناق أحيانا وأفكر جديا في ترك مصر مؤقتا لأنني ضقت ذرعا بكل ما يجري ولكنها لحظات عابرة وسرعان ما أعود إلي روح التصميم والمقاومة، وبالمناسبة أنا ضد استقالة الخضيري، ولو شاورني لرجوته ألا يفعل. ويضيف: نحن لا نخشي أحدا في الحق وقد وقفنا في وجه كل من رأينا الوقوف في وجهه ونددنا بكل صنوف الاعتداء علي استقلال القضاء ونددنا بإهدار إرادة الناخبين، فكلمة الحق تستوجب في بلادنا نوعا من مجابهة الخطر وهو غضب السلطة كما قلت يوما ل «صوت الأمة» إن حلم الحكومات الطاغية عصا غليظة وكابوسها قاض عادل وسوف نبقي بإذن الله علي الحق ثابتين.