فى رحلة خاطفة حضر إلى القاهرة رياض ابن الفنانة الكبيرة الراحلة وردة وكلف محاميه بإقامة دعاوى قضائية ضد كل من يفكر فى تقديم سيرة وردة فى أى عمل فنى حيث إن وصيتها لابنها هى ألا يسمح لأحد بعرض حياتها فى فيلم أو مسلسل وأرسل بالفعل المحامى إنذارا إلى العديد من شركات الإنتاج الفنى.أثناء حياة وردة كان المخرج مجدى أحمد على يعد مسلسلاً عن الموسيقار بليغ حمدى باسم «مداح القمر» وبالطبع شكلت علاقة بليغ مع وردة مساحة خاصة وسوف تصبح هى أحد أهم ركائز المسلسل، كانت وردة قد قرأت الحلقات وكان لها عدة ملاحظات.. أما بعد رحيل وردة فلقد تعددت المشروعات لتقديم حياتها وكان من بينها مسلسل يعده الملحن صلاح الشرنوبى والذى ارتبط بالتلحين لها منذ مطلع التسعينيات وشكلا ثنائياً على مدى تجاوز عشر سنوات منذ «بتونس بيك» ثم اختلفا وقبل رحيلها شن هجوماً ضارياً وطالبها بالاعتزال بعد شريطها الغنائى الأخير «اللى راح من عمري» مما أغضب وردة ولذا فإن مديرة منزلها «نجاة» عندما طلب أن يلقى نظرة وداع على وردة منعته من الدخول إليها. إلى أى مدى يملك الورثة أوراقاً مؤثرة فى مصير الدراما خاصة وكما رأينا لم يتم إيقاف أى عمل فنى أثناء عرضه، هل الورثة هم فقط أصحاب الرأى الوحيد والصائب عن وريثهم؟ لو تتبعنا الأعمال الدرامية سينمائياً وتليفزيونياً سوف نكتشف أن الورثة لم يرضوا طوال التاريخ عما يقدم من أعمال فنية إلا فيما ندر.. مثلاً فيلم «السادات» لاقى ترحيباً من أسرة الرئيس السادات لأن السيدة جيهان السادات كانت تتابع كل التفاصيل وسمحت لفريق العمل بالتصوير فى نفس الأماكن التى شهدت الأحداث فى بيتها.. أيضاً فيلم «ناصر56» بطولة أحمد زكى وافقت عليه أسرة الرئيس جمال عبد الناصر بينما تعالى صوت الورثة بالاحتجاج ضد فيلم «جمال عبد الناصر» الذى لعب بطولته خالد الصاوى وأخرجه السورى أنور القوادري.. شاهدنا حياة العديد من المشاهير ودائماً لا يخلو الأمر من مشكلات ليلى مراد وإسماعيل يس وصباح وتحية كاريوكا. فى رمضان 2008 كان الأمر أشد ضراوة بل ودموية حيث إن ورثة أسمهان وفريد الأطرش فى جبل «الدروز» بسوريا هددوا بإراقة الدماء ولم يكتفوا فقط بإقامة دعوى قضائية ضد صناع مسلسل «أسمهان» فلقد أكدوا أنهم فى طريقهم للقصاص وهو ما تكرر مع مسلسلى «حليم» و «السندريللا» وشاهدنا غضب ودعاوى قضائية ومطالبة بتعويض مادى عن الحلقات وبالفعل حصل الورثة على قرابة مليون جنيه من صناع مسلسل «السندريللا» ثم انقلبوا عليهم وتعددت المشكلات التى يثيرها الورثة دائماً ولم يسلم أى عمل فنى منها حتى مسلسل «أم كلثوم» الذى عرض عام 2000 وحقق نجاحاً جماهيرياً ضخماً ولا يزال إلا أن ما حدث وقتها هو أن ورثة «أم كلثوم» أيضاً طالبوا التليفزيون المصرى بعدم عرض الحلقات ومنع تصدير المسلسل للعرض فى أى دولة عربية. هل تنجح محاولات الورثة فى إيقاف تقديم الأعمال الفنية التى تتناول مورثهم؟ أتصور أن الإنذار القانونى الذى أرسله رياض مهدداً بالملاحقة القانونية لكل من يتناول حياة وردة لن يوقف تنفيذ تلك المشروعات هناك أكثر من مسلسل عن وردة سوف نشاهده قريباً بينما دعاوى القضاء ستشهدها المحاكم قريباً أيضاً!! نشر بتاريخ 28/1/2013