أصبحت دراما المشاهير والشخصيات العامة المعروفة والمؤثرة في التاريخ العربي موضة رمضانية، لكن الغريب انه يتزامن مع هذه الدراما موضة اخرى وهي تدخل ورثة هؤلاء المشاهير لرفع قضايا لمنع هذه الاعمال من الصدور. فما ان يتم الاعلان عن عرض مسلسل درامي في رمضان يتناول شخصية معروفة فنية كانت او دينية او سياسية حتى يظهر الورثة ويهددون باللجوء الى القضاء لوقف ومنع العمل، انها حكاية تتكرر كل رمضان مادام هناك مسلسل يتناول السيرة الذاتية لأحد الشخصيات العامة المشهورة. أسمهان.. ضجة قديمة جديدة فالضجة التي مازالت مثارة حول مسلسل «اسمهان» الذي يعرض حاليا على شاشة رمضان، وعلى اكثر من فضائية حكاية اصبحتت تتكرر كل رمضان، وابطال هذه الحكايات دائما هم الورثة، فورثة اسمهان رفعوا قضايا لإيقاف العمل ومنعه من الظهور على شاشات في رمضان. والحكاية تكررت من قبل مع العديد من الاعمال الدرامية التي عرضت في رمضان، حدثت مع مسلسل «ام كلثوم» الذي عرض منذ سنوات، ومع مسلسل «حليم» الذي مازالت القضايا المرفوعة من الورثة ضد شركة العدل غروب منتجة العمل منظورة امام القضاء. والحكاية نفسها تكررت مع مسلسل «الشعراوي» حيث حاول ورثة الشيخ الراحل منع العمل من الظهور، والقصة نفسها حدثت مع مسلسل «السندريلا» الذي تناول حياة النجمة الراحلة سعاد حسين، حيث كان المسلسل مجالا للقضايا، والقصة تكررت مع مسلسل «نزار قباني» الذي عرض في رمضان ايضا ولجأوا الى القضاء لمنع المسلسل. دعاية مجانية الغريب ان كل القضايا التي رفعها ورثة هؤلاء المشاهير لم تنجح في منع او ايقاف عمل درامي واحد، بل ان هؤلاء الورثة ساهموا في عمل شهرة مجانية ودعاية من دون مقابل لهذه الاعمال، في كل رمضان تتكرر الحكاية ويطرح السؤال نفسه: هل هذه الشخصيات التاريخية ملكا للتاريخ ام ملكا للورثة؟ شهرة أم استرزاق؟ الغريب ان هذه الشخصيات المعروفة التي تعرض على الشاشة قتلت بحثا كما يقول التعبير الشائع في الكتب والصحف، عشرات الكتب والمقالات تناولت سيرة سعاد حسني وزواجها بعبدالحليم، واخرى تناولت علاقة اسمهان بالمخابرات والجاسوسية، والكثير من الكتب تناول سيرة نزار قباني، وتناولت عشرات الكتب والمقالات سيرة عبدالحليم حافظ، لكننا لم نسمع عن احد من الورثة اعترض على كتاب او هدد كاتب مقال. لكن ما ان تتحول هذه السيرة او تلك الى عمل درامي على شاشة رمضان، حتى يظهر الورثة كأنهم يبحثون عن دور البطولة في هذه الاعمال الدرامية، المشكلة ان القضايا المرفوعة قد تكون رغبة صادقة من هؤلاء الورثة لعدم الاساءة الى هذه الشخصات، لكن في الكثير من القضايا تفوح رائحة الرغبة في الشهرة والاسترزاق من وراء هذه الاعمال التي ترصد لها ميزانيات ضخمة. القضية لن تنتهي بعد، وسنشاهدها تتكرر في كل رمضان قادم مادام هناك عمل درامي يسرد قصة شخصية معروفة، فهناك مسلسلات قادمة في الطريق عن يوسف السباعي وكاميليا وحسن البنا وتهديد الورثة بمنع وايقاف هذه الاعمال بدأ مبكرا، ولو قدر لهذه الاعمال ان تعرض في رمضان القادم فسنشهد فصلا جديدا في مسلسل دراما ورثة المشاهير.