ظاهرة لافته بلا شك ألا يخلو موسم رمضانى من مسلسل أو اثنين وحتى ثلاثة تتعرض لشخصيات حقيقية من المشاهير فى مجالات مختلفة كالفن والأدب بل والعلم أيضاً. هذا العام يتابع مشاهد مسلسلات رمضان حلقات سورية عن الشاعر الفلسطينى الراحل «محمود درويش» بعنوان «فى حضرة الغياب»، ويقدم الانتاج المسلسلاتى توليفة مصرية لبنانية عن حياة المطربة «صباح» بعنوان «الشحرورة» من بطولة المغنية «كارول سماحة» كما تعرض حلقات عن العالم المصرى الأشهر «على مصطفى مشرفّة عميد كلية العلوم وأحد اكبر المتخصصين فى مجال الذرة بعنوان «رجل هذا الزمان من اخراج «إنعام محمد على» التى قدمت من قبل نماذج هامة جداً لدراما المشاهير من ابرزها شهرة قديمة بعنوان «الخروج من الجلد» عن المحامى الراحل «ابراهيم الهلباوى»، والمسلسل الأشهر «أم كلثوم» بطولة «صابرين»، وحلقات قاسم أمين التى عرضت للمرة الأولى قصة حياة محرر المرأة. بلا شك أن الظاهرة صحية لأن فى عالمنا العربى الكثير من الشخصيات التى تصلح لتكون موضوعاً للدراما، ولكن الظاهرة لها أيضاً متاعبها ومشاكلها، فليس صحيحاً أن العمل سيكون، بضرورة فى فى حجم وقيمة صاحبه لأن الاعتماد بالأساس سيكون على المعالجة، والمعالجة مقيدة بشدة بآراء الورثة الذين يعتبروا أن الشخصية العامة الشهرة جزء من ممتلكاتهم الخاصة، وبالتالى أى تناول لها لابد أن يكون عن طريقهم، ولدينا فى هذا المجال حكايات لا تنتهى عن قضايا مرفوعة وعمليات مساومات وشد وجذب مستمرة، اذكر أن مسلسلاً عن «زكريا أحمد» توقف أثناء التصوير بسبب اعتراض أسرته، وأذكر القضايا التى رفعت على المسلسل «السندريلا» الذى قامت ببطولته «منى زكى»، ولا تنس مشكلات مسلسل «أم كلثوم» فهو الذى لم يحظ برضا العائلة إلا بعد النجاح المدوّى، كانت هناك ايضا مشكلات مع ورثة «اسمهان» بعد المسلسل الذى لعبت بطولته «سولاف فواخرى» اعتراضاً فيما يبدو على تقديم نزواتها بطريقة صريحة، كما احتج ورثة ابراهيم الهبلاوى ورفعوا القضايا على سهرة الخروج من الجلد لأنها قدمت دوره فى محاكمات دنشواى بصورة تجعله أقرب إلى الخونة . تقريباً لم يمر مسلسل تليفزيونى عن شخصية شهيرة دون متاعب وإن كان لدينا هذا العام تجربة فريدة وجديدة وهى تقديم مسلسل عن حياة «صباح» تحت إشرافها وموافقتها ومتابعتها أيضاً، وبالتالى لا محل لاعتراض الورثة لأن صاحبة الحكاية موجودة، ولكن جاء التساؤل هذاه المرة من الصحافة التى طالبت بأن يعرض المسلسل كل تفاصيل حياة الشحرورة بما فى ذلك الحادث المهول الذى عانته فى وقت مبكر عندما قام شقيقها بقتل أمها لشكه فى سلوكها! بدأت الدراما المصرية هذا النوع من المسلسلات وتبعتها الدراما السورية التى عانت أيضاً من نفس المشاكل كما حدث مع ورثة «نزار قبانى» فى مسلسل عن حياته قام ببطولته «تيم الحسن»، ولكن النجاح المدوّى لهذه الأعمال حعلها تحتل مكانه دائمة فى التسويق الناجح خاصة بعد أعمال استثنائية فى أحداثها مثل «أم كلثوم» و«الملك فاروق»، ومع ذلك ظلت المشكلة وبعيدة عن الملائكة التى لن يصدقها أحد، وحتى يُمكن نقل ملامح العصر القديم دراما ناضجة، كا ظلت المشكلة فى اختيار من يلعب أدوار تلك الشخصيات الحية أمامنا بتسجيلاتها التليفزيونية بحيث يبتعد الممثل عن التقليد ويقترب من دائرة التشخيص. نجاح هذه المسلسلات سيدفع إلى المقدمة تسويق مسلسلات اخرى عن المشاهير مثل «بليغ حمدى» و»تحية كاريوكا» لا يعنينا النجاح فقط ولكن يعنينا النضج والجرأة والصدق والجودة الفنية معاً.