الأستاذ سيد عبدالعاطي رئيس تحرير «صوت الأمة» تحية طيبة.. هالني أن يخرج العدد الأخير من صحيفتكم، الصادر بتاريخ 22/8/2009، بمانشيت رئيسي باللون الأحمر ينقل تصريحاً منسوباً لي، أتمني فيه أن أحاور الرئيس مبارك لأسأله متي ستترك الشعب في حاله!! وكان أن تصادف قبل صدور العدد بأيام أن التقيت بك وببعض الزملاء الصحفيين من معدي برنامج الأستاذة رولا خرسا في قناة الحياة عندما كنت ضيفاً يومها علي البرنامج. وقد تفضلت وأبلغتني عندئذ بأمر المانشيت فنفيته جملة وتفصيلاً.. لا أنا قلته، ولا حتي سئلت في أمره.. وفي اليوم التالي اتصلت بي، بناء علي تعليماتك، الصحفية الناشئة التي حررت الحديث معي، فعدت وأكدت لها أنه حتي وإن كان لقائي بها عابراً في نقابة الصحفيين، ورغم أنها كانت تحاورني ضمن مجموعة من شباب الصحفيين اجتمعوا في مناسبة صاخبة في النقابة، إلا أنني لم أسمع بسؤالها من قبل، وبالتالي لم أجب عليه. ولما جاءتني قلت لها: ما دمت يا ابنتي تقولين ان لديك تسجيلاً لما قيل، فانشري ما فيه، وأنا مسئول عنه قبلك. إلا أنه رغم حديثي معها إثر حديثي معك، فوجئت بالصحيفة تخرج بالمانشيت ذاته في إصرار حرت في فهمه، خاصة أن الحديث تناول قضايا أخري لم تتطرق الصحفية الناشئة لها علي الإطلاق في حديثها العارض معي، مثل الزعم بانتقادي للأستاذ عبداللطيف المناوي والأستاذة لميس الحديدي بسبب ترويجهما لترشيح جمال مبارك للرئاسة. وطلبت منك شخصياً أن تكون أنت الحكم، فتطلب شريط التسجيل، وتسمعه بنفسك وتفصل في الأمر. الآن وقد أبلغتني أنك لم تجد في التسجيل أثراً لمثل ما نشر عن الرئيس وعن الزميلين العزيزين، فإنني أطلب منك أن تنشر في العدد القادم من «صوت الأمة» وبنفس مساحة الحديث، وبذات أحجام العناوين، تصحيحاً صريحاً للفبركة المؤسفة التي حدثت، خاصة أنها لم تقتصر علي الموضوعين اللذين أشرت إليهما وحدهما، بل تعدت ذلك إلي إجابات أسئلة أخري صاغتها الصحفية الناشئة ليس بأفكارها هي فحسب، بل بأسلوبها الذي يختلف عن اسلوبي وقاموسي. الأهم أنه لو كان الأمر قاصراً علي حديث معي أو مع غيري لكان هيناً، لكن صدمتي هي انه إشارة إلي نمط جديد من صحافة «التيك أواي» المجافية لكل أخلاقيات المهنة يسئ بها البعض إلي جيل جديد من الصحفيين بأكمله، بل وينخر في أساس مهنة الصحافة ذاتها، وفي مصداقيتها لدي المجتمع، إذ لك أن تتصور إذا ما كان هذا «العك» يحدث مع زميل مخضرم لكم في المهنة، فما بالك بما يمكن أن يختلقه صحفي ناشئ آخر إذا ما أجري حديثاً مع أي من الشخصيات العامة التي لا تربطها بالإعلام صلة. أخيراً، فإنني أشكر لك حرصك الذي أبديته خلال مكالمتي معك ألا يكون الحديث قد سبب لي بعض المتاعب، وهأنذا أؤكد لك مرة أخري كما أكدت من قبل، وكما يعرف العامة، أنني لم أجزع أبداً لصدي أي كلام قلته، ولن أجزع بإذن الله لكنني أسفت ولاشك أن أخدش مشاعر زميلين عزيزين، خاصة أن الأستاذ المناوي، كما قلت علنا في برنامج الأستاذة رولا خرسا، الذي قام مساعدوك بالترتيب له، صديق عزيز تربطني به علاقة عائلية قديمة.. اختلف معه نعم، ولكني لا أنال منه.. هذا أسلوبي من قديم الزمن.. فما بالك إذا كان الأمر متعلقاً بالرئيس أيضاً.. الكل يعرف معارضتي للنظام، ويعرف مطاردة النظام لي.. ومن حقي وغيري أن نختلف مع الرئيس، وسنختلف.. لكن مقام الرئاسة له اعتباره، بالرغم من كل شئ عندي. لهذا أكتب الآن.. وفي انتظار نشر كتابي هذا، تقبل شكري سلفاً..