صناع البهجة "الخواجة بيجو".. مصرى من الزقازيق

رغم عدم كثرة أعماله الفنية إلا أنه استطاع أن يترك بصمه وعلامة مسجلة داخل السينما والإذاعة المصرية، اشتهر باسم طويل اخترعه هو فعندما كان أحد يساله عن اسمه يجيب وبسرعة فائقة الخواجة بيجو كسفريتو كاتوليانو بسطانو أرسيان جوندفولو كولاس باولو فاستاولو بونو فينو بيجو، ولكن اسمه الحقيقى محمد فؤاد أمين راتب، الشهير بالخواجة "بيجو".
استطاع الخواجة بيجو أن يقتحم عالم الفن وهو فى السابعة من عمره عندما دخل الإذاعة عن طريق الإذاعى حسن فياض، لتكون هذه بداية الانطلاقة داخل فن الزمن الجميل، ومن الحقائق التى ربما لا يعرفها الكثير أنه ليس يونانيا ولكنة مصرى من مواليد محافظة الزقازيق، ولكنه إتقانه لدور الخواجة بيجو فى السينما، يرجع لحبه الأول لفتاة يونانية، كانت تسكن معه فى نفس البيت، وكان وقتها فى المرحلة الابتدائية، وقدم لها خطابا مكتوبا فيه الميعاد والمكان الذى سوف ينتظرها فيه، ولكن المفأجاة هنا أنه ظل ينتظرها لساعات وهى لم تأت، وكان السبب فى ذلك أن الفتاة لا تسطيع قراءة الخطاب، لأنه مكتوب باللغة العربية، ومع مرور الوقت اشتعلت حرارة الحب بينهما، حتى عرفت القصة بين الجيران حتى وصلت لأمه، وحينها قررت مغادرة الزقازيق والانتقال إلى القاهرة، خوفا على ابنها من الرسوب فى الدراسة، وتكتب نهاية قصة الحب الأول.
كما لعبت الصدفة البحتة دورها مع الخواجة بيجو، فى قصة حبه الثانية، حيث إنه وقع فى غرام فتاة يونانية أيضاً، ومع الوقت اتخذ الخواجة "بيجو" القرار بتعلم اللغة اليونانية حتى يستطيع أن يتحدث مع حبيبته، ولكن تحدث مفأجاة هى أن المدرس الذى يعلمه اليونانية خطيب الفتاه التى يتعلم اللغة من أجلها، لتنتهى ثانى قصة حب.
تمتع "فؤاد راتب" الشهير ب"الخواجة بيجو" بخفة ظله على الشاشة والإذاعة المصرية، فكان يمتلك الموهبة الحقيقية فى إتقان دور الخواجة الذى عرف به، ورغم قلة أعماله الفنية، أصبح من نجوم الكوميديا الكبار وسط عمالقة الكوميديا فى ذلك الوقت، واستطاع أن يحفر اسمه وسط إسماعيل ياسين، وعبد الفتاح القصرى، وعبد المنعم مدبولى، وفؤاد المهندس، وغيرهم الكثير.
وفى ذلك الوقت نجح فى تكوين ثنائى فنى مع صديقه محمد أحمد المصرى الشهير ب"أبو لمعة" فأصبح كل واحد منهما مشهور ومحبوب بين الناس، وكانت موقفهما تثير ضحك الجمهور، ثم قام بعد ذلك بالسفر إلى الكويت والابتعاد عن الجمهور المصرى ليعمل فى شركة الأسمدة الكويتية، ولكن لم يستطيع الإبتعاد عن التمثيل وقام بالمشاركة فى المسلسلات بالكويت.
وفى وقت لاحق أصيب الخواجة "بيجو" بالشلل النصفى، والذى دفعه للعودة للقاهرة مرة أخرى، أملا فى أن يجد عملاً جديد عن طريق السينما والإذاعة المصرية، ولكن وجد ما لا يحمد عقباه حيث تجاهله بيته الأول الإذاعة المصرية الذى انضم لها وهو فى السابعة من عمره، ولم يسأل عليه أصدقاؤه من الوسط الفنى غير النجم الكوميدى فؤاد المهندس ومحمد عوض، فأصيب صاحب "بيجو" بحالة نفسية سيئة نتيجة إصابته بالاكتئاب.