وزيرة التضامن: تركيب أول مسارات للطلبة المكفوفين وضعاف البصر بجامعة الزقازيق    "القابضة للمياه" تعلن قبول دفعة جديدة بمدارسها الثانوية الفنية للعام الدراسي 2024/2025    غرفة السياحة تنفي مسؤوليتها عن وفاة مئات الحجاج بالسعودية    نتنياهو يزعم: نسبة الضحايا المدنيين إلى المقاتلين في غزة الأدنى بحرب المدن الحديثة    القاهرة الإخبارية: الاحتلال يرغب في إنهاء الحرب بعد عملية رفح الفلسطينية    الجيش الإسرائيلى يتحدى "تدمير حماس".. و"وول ستريت": توبيخ مباشر لنتنياهو    تعرف على ترتيب الدوري الممتاز قبل مباراتي الأهلي والزمالك    حادث مروع في وادي النطرون.. مصرع 3 وإصابة 10 بتصادم ميكروباص وجرار زراعي    استئناف امتحانات الثانوية العامة.. توجيهات حاسمة لوزيرة التعليم لمواجهة الغش    اللاعب إمام عاشور لاعب الأهلى وبرفقته 20 فردا يعتدون على فرد أمن بمول بالشيخ زايد بسبب معاكسة زوجته    على طريقة القاضية.. محمد أنور يروج لفيلمه جوازة توكسيك بأشباه لاعبي العالم    خارجية إسرائيل تستدعى سفير أرمينيا بتل أبيب بعد اعتراف بلاده بفلسطين    الصحة: فحص 454 ألف مولود ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية    فتح باب القبول ببرامج الدبلوم المهني لجودة الرعاية الصحية بتمريض القناة    سعر كيلو السكر في السوق اليوم الجمعة 21-6-2024    في ذكري ميلاد عبد الحليم حافظ.. ناقد فني يوضح أبرز المحطات بحياة العندليب    أمين الفتوى محذرا من ظلم المرأة في المواريث: إثم كبير    أحمد سالم يكشف موقف الزمالك من خوض مباراة القمة أمام الأهلي    عيار 21 يسجل 3150 جنيها.. أسعار الذهب فى مصر الجمعة 21 يونيو    ميسي بعد اجتياز عقبة كندا في كوبا أمريكا: الخطوة الأولى    سوزوكي: طوكيو وسيئول تبحثان فرض عقوبات على روسيا وكوريا الشمالية    سر اختلاف موعد عيد الأب بمصر عن العالم.. إجازة رسمية في دولة عربية    وزيرة الثقافة تشهد العرض المسرحي "مش روميو وجوليت" على المسرح القومي    رغم تذيله الإيرادات.. المخرج عمرو عرفة: فخور بإخراج فيلم أهل الكهف    أحمد سعد يعلق على ارتدائه للحلق وقميص شبك والانتقادات التي تعرض لها    محافظ أسيوط: تنفيذ 9 حالات إزالة لتعديات على الأراضى الزراعية ومخالفات المباني ببعض المراكز والأحياء    كشف ملابسات العثور على جثة شاب بها طلقات نارية في قنا ( تفاصيل)    محمد العدل خطيبا.. نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد السيدة نفيسة    وزير المالية: ميكنة منظومة مقاصة مستحقات المستثمرين ومديوناتهم لدى الحكومة    الحرارة تصل ل47 درجة.. بيان مهم من الأرصاد بشأن حالة الطقس اليوم الجمعة (تفاصيل)    وزير الإسكان: جار إنشاء الطريق الإقليمى الشرقى حول مدينة أسوان وتوسعة وتطوير كورنيش النيل الجديد    «أنا سلطان زماني».. رد ناري من شوبير على عدم انضمامه لقناة «mbc مصر»    استشاري نفسي يقدم روشتة للتخلص من اكتئاب الإجازة - فيديو    عاجل - انهيار جديد لجيش الاحتلال في غزة.. ماذا يحدث الآن؟    مدير منطقة أثار الكرنك يكشف تفاصيل تعامد الشمس على قدس الأقداس (فيديو)    سلوفاكيا تطمع في استغلال محنة أوكرانيا بيورو 2024    أسعار البيض اليوم 21 يونيو 2024    نماذج استرشادية لامتحان اللغة العربية لطلاب الثانوية العامة 2024    إسقاط التهم عن طلاب بجامعة كولومبيا اعتقلوا في احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين    سموحة يدخل معسكر مغلق استعدادًا لطلائع الجيش غداً.. وغيابات مؤثرة تضرب صفوف الفريق    صباحك أوروبي.. اعتراف ووكر.. قرار فليك.. ومفاوضات إنتر مع إنزاجي    عاجل - "قطار بسرعة الصاروخ".. مواعيد وأسعار قطارات تالجو اليوم    سول تستدعى سفير روسيا للاحتجاج على معاهدة بيونج يانج وموسكو    توجيه سعودي عاجل بشأن رصد 40 حالة تسمم في جازان (تفاصيل)    سيولة وانتظام حركة السيارات في القاهرة والجيزة.. النشرة المرورية    طريقة عمل كيكة الشاي بمكونات بسيطة ومذاق لا يقاوم    حلمي طولان يناشد الخطيب بطلب شخصي بخصوص مصطفى يونس.. تعرف على السبب    اليوم.. الأوقاف تفتتح 5 مساجد في المحافظات    موقف الأهلي من المشاركة في بطولة كأس الأفروآسيوية    القس دوماديوس.. قصة كاهن أغضب الكنيسة ومنعه البابا من الظهور بالإعلام    بلا مشقة بالغة.. هبة عوف: الاستطاعة الصحية شرط أساسي للحج    تجار البشر.. ضحايا فريضة الحج أنموذجًا    أنت وجنينك في خطر، تحذير شديد اللهجة للحوامل بسبب الموجة الحارة    أسامة قابيل يكشف حقيقة وجود أعمال سحرية على عرفات    مصطفى بكري يكشف موعد إعلان التشكيل الوزاري الجديد    البطريرك يلتقي عميد كلية اللاهوت بالجامعة الكاثوليكية في ليون    القس دوماديوس يرد على الكنيسة القبطية: "ذهابى للدير وسام على صدرى"    تامر أمين عن وفاة الطفل «يحيى» بعد نشر صورته في الحج: «ربنا يكفينا شر العين» (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا نريد من مبارك ؟!
نشر في صوت الأمة يوم 01 - 08 - 2009

في الواقع.. لا أعلم الأسرار الحقيقية التي تدفع بعض الناس إلي الخوض الدائم، والذي وصل إلي حد الانتظام، في بعض الموضوعات الحيوية رغم أنها محسومة مقدماً، ويأتي علي رأس هذه الموضوعات ما يطلق عليه البعض -الذي اختلف معه "التوريث ".
وأقصد من الحسم مقدماً هنا، أن رئاسة مبارك هي في الواقع شرعية ولم تنته بعد، والرجل لم يعلن أنه سوف يترك سدة الرئاسة أو يتنازل عنها سواء لجمال أو لغيره، ومازال يؤدي واجبه بأمانة وإخلاص. فلماذا الأقاصيص والسيناريوهات التي أعتقد أنها في غير محلها علي الأقل في الوقت الحالي وتتعارض حتماً مع قيم الوفاء لرجل أعطي الكثير لوطنه دون مزايدة؟!...
... ولكن يمكننا أن نتفق مع أصحاب هذا الاتجاه وربما نتمكن من جعله يستحوذ علي رأي الأغلبية إذا ما تم تناول هذا الموضوع بشكل أعمق وأوسع وأشمل دون التوقف عن حدوده الضيقة المتمثلة في الإجابة عن تساؤل ليس له محل من الإعراب والإجابة عند تعد درباً من دروب المستحيل.
والخطوة الأولي والصحيحة - في رأينا - نحو تصحيح إطار القضية - هي التوقف الفوري عن الحديث في موضوع التوريث، وطرح السؤال الأصوب وهو: ماذا تريد مصر من مبارك ؟ ... خاصة أنه الزعيم الأكثر قدرة علي تحقيق ما تريده مصر بما له من إمكانيات ورصيد من الخبرة والوطنية.
وبداية -إن جاز لي الحديث - وهو شرف عظيم - باسم المصريين فيمكنني أن أحدد ملامح خارطة الحلم المصري من أبعاده الثلاثة والقابل للتحقق بعيداً عن المزايدة أو الهوي أو التصنيف التعسفي في التالي: -
البعد الأول: أولويات أحلامنا: وتتمثل في استكمال العمق الدستوري لمؤسسات الدولة المصرية الديمقراطية الحديثة، وهو أمر يعني ببساطة أن نعيد هيكلة مؤسسات الدولة بالصورة اللائقة والملائمة لاحتياجاتنا وثقلنا السياسي بما يؤدي في النهاية إلي استنهاض وإعادة بناء دور مصر السياسي الموازي لدورها التاريخي، وهو أمر يستلزم رؤية استراتيجية وقدرة علي اتخاذ القرار من جانب القيادة وفي يقيني أنه متوافر لدي مبارك.
نريد برلمانا ديمقراطيا قويا، وحكومة مكونة من وزراء لديهم الوعي السياسي والحس الوطني بمسئولياتهم التضامنية، نريد مجلس أمن قومي يكون مطبخاَ تدار فيه الأزمات وتصاغ خلاله الرؤي والقرارات الاستراتيجية، نريد تحديد قاطرة واضحة للاقتصاد القومي ودعمها بما يعني القدرة علي الانطلاق بكل مقومات الاقتصاد المصري، نريد قيادة تغيير لمنظومتنا التعليمية، خاصة التعليم الأساسي وجعله علي رأس أولويات أسس بناء مصر المستقبل والابتعاد عن برامج الإصلاح والتسكين، لأنها البداية للطريق الصحيح، نريد إعادة الهيبة للمؤسسة الأمنية وإصلاح الفجوة العميقة التي باتت تفصل ما بين المجتمع المدني والمؤسسة الأمنية، والبداية هنا بتمكين الضابط في نفسه وفي أسرته وفي مجتمعه، نريد قضاء يفرز القاضي النزيه الذي يكمل بعدله نقص القانون الذي يحكم به بين الناس لاقضاءً جائراً يستطيع الميل بالنصوص المستقيمة ، قضاء يتمتع بالهيبة والثقة، نريد استعادة معايير الحياة الأخلاقية التي تتصف بالعدالة والموضوعية والمساواة، سواء في توزيع الحقوق أو ما يقابلها من مسئوليات أخلاقية، لكي نعيد للشعب إحساسه بالأمان وإدراكه لقيم الولاء والانتماء وإعادة صناعة القادة القدوة علي كافة هياكلنا التنظيمية، واحترام الآخر والابتعاد عن سياسة الاستبعاد أو الرفض له، نريد إعادة هندسة منظومة بناء الأجيال والتي تكون مصادر معارفه وخبراته وأخلاقياته وهي الأسرة.. المدرسة.. الإعلام.. ذلك هو المثلث الخطير الذي أصابه الترهل والانكسار، نريد إعادة هندسة منظومة الرقابة في مصر لكي تكون أكثر فاعلية بدءاًَ بمجلس الشعب ومروراً بعشرات الأجهزة الرقابية.
حلمنا كبير ونستحقه ويقيننا عميق في قدرة مبارك علي تحقيقه لشعب ظل يحبه ويحترمه علي مدي عمر أجيال..
البعد الثاني: كيف يحقق لنا مبارك هذا الحلم ؟ :ببساطة شديدة علي سبيل المثال:
1-انتخابات برلمانية " مجلس شعب فقط " نزيهة.
2-حكومة وطنية بمعايير اختيار ومحاسبة واضحة وقوية.
3-خطة استراتيجية بمعايير أداء للحكومة .
4-إعادة هيكلة مؤسسات الدولة بكل قطاعاتها.
5-إعادة صياغة الحياة الدستورية والسياسية والاقتصادية للدولة، بما يكفل إعادة صياغة الدستور بشكل مناسب ومحترم، وجود مؤسسة رئاسة قوية ومتكاملة، تفعيل الحياة الحزبية، إيجاد قاطرة اقتصادية قوية.
6- نظام يتسم بالموضوعية والعدالة في الاختيار والتعيين لكافة العاملين بالدولة وعلي كل مستوياتها، خاصة في الوظائف الحساسة كالقوات المسلحة والأمن والقضاء، 7-جعل القانون هو الفيصل الوحيد بين الناس في مجال حقوقهم ومسئولياتهم وتطبيقه بصرامة وعدالة دون تفريق.
البعد الثالث: ما هي النتيجة المتوقعة؟:.. النتيجة بلا شك ستعود بالفائدة علي الجميع، فيكفي أنها سوف تكون تحقيقاً لحلم كبير طال انتظاره لشعب يستحقه علي مدار عقود طويلة وسيسجل التاريخ أن مبارك أول زعيم تمكن من إعادة رسم أول خارطة لبناء مصر المستقبل منذ عهد محمد علي و بنائه مصر الحديثة..
من هنا نؤكد علي أن حلم شعب مصر أعمق من الصراع الدائر بين المتخصصين في علم الكلام والمنحصر في قضية التوريث.. إن تلبية وتحقيق مطالب الشعب التي تعد ملحة ومنطقية كما عرضنا سوف تسهم في إعادة بناء مصر المستقبل بصرف النظر عمن سيحكمها سواء كان «جمال»أو غير جمال لأن الجميع أبناؤها والمنافسة ستكون علي شرف قيادة مصر السياسية لمستقبل يوازي وزن مصر التاريخية شرط أن يتحقق حلم فجر التغيير الذي ننتظر ولادته برؤية وجرأة مبارك.
سعد الزنط


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.