حرب أكتوبر في صفحات التعليم.. المناهج المصرية وذكرى النصر

تُعد حرب أكتوبر 1973 واحدة من أبرز المحطات في التاريخ الحديث لمصر والعالم العربي، حيث أعادت للأمة العربية كرامتها بعد نكسة 1967، وأثبتت قدرة الجندي المصري على تحقيق النصر رغم التحديات، ومع مرور السنوات، لم تغب هذه الحرب عن الذاكرة الوطنية، واحتلت مكانة بارزة في المناهج الدراسية المصرية باعتبارها رمزًا للفخر والبطولة.
ففي كل عام، تقيم مصر احتفالات ذكرى النصر، ونظرا للأهمية الكبرى لهذا النصر التاريخي، كان لابد من تداول معلوماته بشكل منهجي وتدريسها للنشئ تخليدا لذكراه، ولغرس قيم الوحدة الوطنية، والكفاح، وصون الأرض والكرامة، والإعداد الجيد لمواجهة التحديات، في نفوس الطلاب، بالإضافة إلى تعريفهم بأمجاد وبطولات القوات المسلحة ودورها في حماية مقدرات الوطن.
وتحرص وزارة التربية والتعليم على التدرج في تعريف الطلاب بمراحل التعليم المختلفة بمعلومات دقيقة حول حرب السادس من أكتوبر، حسب الفئة العمرية للطلاب، بدءا من المرحلة الابتدائية التي يتم خلالها تقديم سرد مبسط لأسباب الحرب ونتائجها، والتركيز على دور الجندي المصري في الحرب وغرس قيم الولاء والانتماء لدي الطلاب، ثتم يتوسع المنهج في سرديته بتناول الخلفيات السياسية والعسكرية للحرب، ودراسة مبادئ التخطيط العسكري والتنفيذ على أرض المعركة، والتعرف على قادة النصر من قيادات الجيش وذلك في المرحلة الإعدادية، على أن تتناول الدراسة في مرحلة الثانوية العامة فيما يتعلق بذكرى السادس من أكتوبر عرض التحليل السياسي والتاريخي لأبعاد الحرب ومناقشة تأثير النصر على العلاقات الدولية ومكانة مصر في المنطقة، وربط الحدث نفسه بالسياق العالمي.

وتتنوع الوزارة في تضمين ذكرى النصر بالمقررات الدراسية، حيث يتم التركيز عليها بمناهج مادتي التاريخ والدراسات الاجتماعية واللغة العربية، بالإضافة إلى مواد التربية الوطنية، وأيضا تنفيذ العديد من الأنشطة الدراسية داخل المدرسة تخليدا لأحداث السادس من أكتوبر.

ولعل من أبرز الموضوعات الدراسية التي تناولت ذكرى حرب السادس من أكتوبر، ماورد بمناهج التاريخ للصف الثالث اللثانوي في الفصل السابع منه بعنوان «مصر وقضايا العالم العربي المعاصر»، والذي سلط الضوء على تحركات مصر فى أعقاب حرب 1967 م وحرب الاستنزاف، كما أشار بشكل أكثر تفصيلا لحرب أكتوبر 1973 م ومراحل عمليات الحرب بشىء من التفصيل لإظهار براعة الجيش المصرى في التخطيط الاستراتيجي، كما عرض الفصل الدروس المستفادة من الحرب ونتائجها وتغيير السياسة المصرية والاتجاه إلى الحل السلمي ونصوص معاهدة السلام فى مارس 1979 م ثم تطرق لدور مصر فى حل القضية الفلسطينية.

كما تتناول مناهج اللغة العربية ذكرى النصر بشكل يجمع بين النصوص والمعلومات والصور، كونها أحد أهم مداخل التأثير لدى الطلاب، لاستثارة وجدانهم نحو الاطلاع والتعرف على بطولات الحرب وماقدمه أبطالها من أعمال ونماذج تثري انتماء الطلاب لوطنهم.


وتضمنت المناهج الدراسية خاصة كتاب «كفاح شعب مصر» في الصف الثاني الإعدادي دعم معارف التلاميذ بدور جيش مصر على مر العصور بداية من طرد الهكسوس من أرض مصر مرورا بدور جيش مصر في هزيمة المغول والقضاء على الحملات الصليبية وانتهاء بحرب أكتوبر المجيدة، حيث يظهر للتلاميذ استعداد الجيش المصري لهذه الحرب وتسلحه بأحدث الأسلحة وإظهار تضامن الشعب مع جيشه يمثل غاية توعوية لإكساب التلاميذ الوعي بقيمة جيشهم ودوره وإظهار مكانته في قلوب الشعب.

كذلك تضمنت مناهج اللغة العربية وحدة كاملة تتضمن (6) دروس تدور جميعها حول حرب أكتوبر وتضحيات الشعب المصري في سبيل بناء جيشه الذي حقق الانتصار العظيم، حيث تضمنت الوحدة نصوصا شعرية ونثرية فضلا عن قصة من ثلاثة فصول تدور جميعها عن جيش مصر وشعبه.

كما يتحدث في نص «ذكريات أكتوبر» للصف الثاني الإعدادي الأديب نجيب محفوظ عن يوم السادس من أكتوبر حول ثمرة تصميم شعب وإصراره على الحياة الكريمة وتضحية جنود بواسل قدموا أرواحهم بغير حساب فداء للوطن ورجال حملوا الأمانة بلياقة وجدارة وجلال واعتبر أن يوم السادس من أكتوبر محطة نزود منها بالطاقة والهمة والأمل في طريق البناء والتعمير والحرية، وهي النصوص التي جائت محملة بطاقة إيجابية، مؤكدة على قيم الدفاع عن الوطن وقيم الولاء والانتماء والتضحية بكل غال ونفيس وهذه القيم هي أهم القيم التي يؤمن بها جيشنا وشعبنا من قبله وتلك المنظومة القيمية، حيث تهدف الوزارة دائما لغرس هذه القيم في عقول وقلوب الطلاب.