- العناية بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم مِن مقتضيات الإيمان ومظاهر محبَّته الصادقة - قراءة السيرة منهج تربوي يرسِّخ محبَّة النبي صلى الله عليه وسلم في وجدان الأجيال ألقى الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، مساء أمس، كلمةً خلال الاحتفال الذي نظَّمته نقابة الأشراف بمناسبة ذِكرى المولدالنبوي الشريف، وذلك بحضور فضيلة أ.د. محمَّد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، وفضيلة أ.د. أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وفضيلة أ.د. نظير عيَّاد، مفتي الجمهوريَّة، وعدد مِنَ العلماء والشخصيَّات العامَّة.
وأكَّد الدكتور محمد الجندي في كلمته أنَّ المناسباتِ الدينيَّةَ إنَّما هي محطَّات مضيئة لغرس القِيَم النبيلة والمعارف القويمة في نفوس النَّاس، والارتقاء بالإنسان حضاريًّا وفكريًّا، مُحذِّرًا مِنَ الغفلة عن جوهر هذه المناسبات وتَرْكها تمرُّ دون استلهام الدروس والعِبَر التي تبني المستقبل على أساس التاريخ المُشرِق.
وأشار الدكتور الجندي إلى أنَّ الأمم المتحضِّرة تستثمر ذكريات ميلاد أو وفاة قادتها وعلمائها ومفكِّريها للاحتفاء بمآثرهم والتعريف بسِيَرهم، لافتًا إلى أنَّ مولد النبي صلى الله عليه وسلم هو مناسبة عُظمى لإحياء سيرته العطرة في القلوب، والتذكير بأخلاقه وشمائله، فقد جاء صلى الله عليه وسلم رحمةً للعالمين؛ فغيَّر مجرى التاريخ، ونشر العِلم والعدل والإيمان، وقضى على العصبيَّات والجهل، وقاد البشريَّة إلى العزَّة والرِّيادة.
وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة أنَّ العناية بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم مِنْ مقتضيات الإيمان ومظاهر محبَّته الصَّادقة، مشيرًا إلى أنَّ السَّلف الصَّالح جعلوا تعليم المغازي والسيرة أولويَّة، فحَفِظَها الأبناء والنِّساء والموالي جيلًا بعد جيل، حتى وصلت إلينا ذخيرة عِلميَّة وميراث عظيم عن حياة سيِّد الخَلق صلى الله عليه وسلم.
وأشاد فضيلته باعتناء المغاربة بقراءة القرآن الكريم والسِّيرة النبويَّة وقصائد المدح في ليلة المولد النبوي، لافتًا إلى أنَّ هذا يُعدُّ منهجًا تربويًّا راقيًا يغرس حُبَّ النبي صلى الله عليه وسلم في القلوب، ويُرسِّخ سيرته العطرة في وجدان الشباب وروَّاد المساجد.
ودعا الدكتور محمد الجندي في ختام كلمته إلى إحياء هذه السُّنَّة المباركة في المجتمعات الإسلاميَّة كافَّة، وتشجيع النَّشء على قراءة السِّيرة النبويَّة واستحضار أحداثها، وحث المؤسَّسات الثقافيَّة على إطلاق المسابقات والجوائز في هذا المجال، بما يُسهِم في بناء جيل يحمل محبَّة النبي صلى الله عليه وسلم، ويجعل سيرته حاضرةً في الأذهان على مَرِّ العصور.