البصل الأبيض ب 15 جنيها للكيلو .. أسعار الخضار في مطروح اليوم    أسعار الفراخ والبيض اليوم في مطروح الأربعاء 10 سبتمبر 2025    خالد الغندور: النحاس يكلف عادل مصطفى بإعداد عبد القادر نفسيا في الأهلي    الجالية المصرية في بوركينا فاسو: سعداء بأداء منتخبنا الوطني    قد تكلفك قطعة ثمينة.. أخطاء شائعة عند استخدام الغسالة وتتلف الملابس    عبد العاطي يؤكد تضامن مصر الكامل مع قطر بعد الهجوم الإسرائيلي    ألمانيا: انتهاك سيادة قطر وسلامة أراضيها غير مقبول    قطر عن الهجوم الإسرائيلي: إرهاب دولة سنتعامل معه بحزم ونحتفظ بحق الرد    برعاية مصرية.. إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية تتوصلان لاتفاق مشترك    جبريل الرجوب: العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين ومخطط التهجير يهددان السلم الإقليمي    الإكوادور ضد الأرجنتين.. نجم ريال مدريد يحصل على قميص ميسي    محافظ القاهرة يشهد حفل تخرج دفعة 2025 في مدرسة رمسيس كوليدج    صور.. افتتاح محطة رفع صرف صحي بقرية البقلي في الشرقية    شاهد.. أهداف منتخب مصر الثانى فى ودية تونس استعدادا لكأس العرب    مدرب منتخب مصر: هيثم حسن سينضم لمعسكر المنتخب المقبل    هربًا من علاج الإدمان.. الاستعلام عن حالة سيدة قفزت من مصحة بالوراق    فيديو رعب في الطالبية.. شاب يهاجم سيدة ويسحلها وسط الشارع    أسوان.. إصابة 4 أشخاص في حادثي سير ب كوم أمبو ونصر النوبة    مي سليم خطفت الأنظار بإطلالة جريئة في أحدث ظهور    حدث بالفن| وفاة عمر ستين وانفصال عمر خورشيد عن زوجته وداليدا خليل تحتفل بزفافها    صور.. الثقافة تدشن المرحلة السادسة من مشروع "مسرح المواجهة والتجوال"    200 مليون جنيه.. شراكة تاريخية بين مؤسستي "ساويرس" و"عصام ومي علام للتنمية المستدامة"    نائب وزير الصحة يفاجئ مستشفى منفلوط المركزي.. ماذا وجد؟    حياة كريمة.. قافلة مجانية تكشف على 718 مواطنا بأبوسلطان فى الإسماعيلية    رابط تقليل الاغتراب 2025 بعد نتيجة تنسيق المرحلة الثالثة.. موعد التسجيل والخطوات الكاملة    اليوم.. انطلاق مواجهات الدور التمهيدي الأول ل كأس مصر    إبراهيم نور الدين: قرار إلغاء هدف مصر أمام بوركينا فاسو مشكوك في صحته    فرنسا تقتنص فوزا صعبا من آيسلندا في تصفيات المونديال    رياضة ½ الليل| تعادل ثمين للمنتخب.. إصابة مرموش.. العميد فخور باللاعبين.. وأداء بطولي للمنتخب    وظائف قيادية جامعة قناة السويس 2025.. (تفاصيل التقديم)    السفير محمد العرابي: خطاب مصر لمجلس الأمن بشأن سد إثيوبيا خطوة سريعة وقوية    تعرف علي تطورات أسعار الذهب فى مصر اليوم الأربعاء 10 سبتمبر 2025    «توخوا الحذر» .. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم : 4 ظواهر جوية تضرب البلاد    ارتفاع أسعار الذهب إلى مستوى قياسي جديد في ظل توقعات خفض الفائدة الأمريكية وضعف الدولار    هل شهدت مدينة إدلب السورية احتجاجات ضد الشرع مؤخرًا ؟    الجامعة العربية تدين القصف الإسرائيلي على الدوحة وتعلن تضامنها الكامل    في ذكرى رحيل خيري شلبي.. «بغلة العرش» حكاية الفقراء والخرافة    إلهام شاهين تستعيد ذكريات وحيد حامد في مهرجان بردية السينمائي: "كان مؤمن بيا من أول لحظة"    بوسي شلبي: فخورة إني عشت زمن وحيد حامد وتحت عباءته نتشرف بالتكريم    حان وقت المطالبة بما تستحقه.. برج الجدي اليوم 10 سبتمبر    4 أبراج «الحياة هتضحك لهم بعد الثلاثين».. مكافحون ينضجون مع الوقت ويحققون النجاح    رسميًا بعد الانخفاض الكبير.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 10 سبتمبر 2025    د.حماد عبدالله يكتب: مصر "قميص " ناقص "كم" !!    رسميًا موعد تنسيق جامعة الأزهر 2025.. الكليات المتاحة ورابط تسجيل الرغبات    بمكون واحد في ثلاجتك.. خطوات فعالة لإزالة بقع الدم من الملابس    هل يجوز التحايل بالزواج العرفي للحصول على المعاش؟.. الإفتاء توضح    أستاذ بالأزهر: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم حقوقه علينا.. والمصريون أكثر الشعوب ارتباطًا بالجناب النبوي    بعد وفاة الأب: هل للعم دور مع بنات أخيه كلفه الشرع به وفاءً وبرًّا وصلةً للرحم؟    درجات وتنسيق 565 كلية ومعهدًا لطلاب الأدبي بالثانوية 2025    انتشال سيارة ملاكي سقطت في ترعة المريوطية بالجيزة    أبل تكشف عن Watch Ultra 3 ببطارية تدوم 42 ساعة واتصال عبر الأقمار الصناعية    "اقتحموا الشقة الغلط".. تفاصيل وفاة محام شاب بعد ترويعه من 4 أشخاص    نائب وزير الصحة يتفقد مستشفيي الصحة النفسية والصدر بأسيوط    الجريدة الرسمية تنشر قرار مد إدراج 276 متهما على قوائم الإرهاب لمدة 5 سنوات    مريم عامر منيب تنعي خطيبها عمرو ستين:«كل حاجة في حياتي»    استمرار التصفيات المركزية للمرحلة الثانية بمسابقة دولة التلاوة لليوم الرابع    الرئيس السيسي يوجه بدراسة طلب العفو عن علاء عبد الفتاح    وزيرة التضامن الاجتماعي تترأس اجتماع اللجنة العليا لمتابعة الشكاوى والطلبات والخدمات بالوزارة..وتتابع الإجراءات المتخذة لقياس رضا المواطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العودة الطوعية للسودانيين
نشر في صوت الأمة يوم 07 - 09 - 2025

السودانى مثل المصرى لا يترك أرضه إلا لسبب مؤقت، طال البعاد أم قصر، فمصيره فى وطنه. ملايين المصريين والسودانيين اضطرّتهم الظروف مع تنوعها واختلافها إلى السفر والهجرة، لكنهم أبدا لم ينقطعوا عن وطنهم. حبل الود موصول، والدم الذى يجرى فى العروق دائما يحن إلى تراب الوطن، ولا أستغرب حينما أسمع عن مصرى هاجر إلى أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية أو غيرها لسنوات وربما عقود طويلة، أسمع أنه اشترى قبرا له فى قريته أو مدينته. نعم فنحن شعب يحب الترحال والسفر، لكن أبدا صلتنا لا تنقطع بالأرض التى ولدنا وعشنا عليها.

تذكرت كل ذلك وأنا أتابع وأرصد العودة الطوعية للأشقاء السودانيين إلى بلدهم، رغم أن الدمار لم يترك شبرا فى أرض السودان الحبيبة، لكن السودانيين متلهفون على العودة، وكأنهم أقسموا أن يعمروها بأيديهم لا بأيدى الآخرين، لم ينتظروا أن تضع الحرب أوزارها، بل بدأ الآلاف منهم فى العودة إلى الخرطوم وأم درمان وغيرهما من المدن السودانية، كلّ منهم قرر أن يعود لكى تعود الحياة إلى روحه.

إلى مصر وفد مئات آلاف من الأشقاء السودانيين الفارين من الحرب، ليس خوفا من الحرب نفسها، لكن خوفا من عصابات وميليشيات لا تتعامل بقواعد الحروب، فكل السودانيين فى وجهة نظر ميليشيا الدعم السريع «أعداء»، كما كانت تنظر جماعة الإخوان الإرهابية لجموع المصريين بعد 2013. ترك السوادنيون بيوتهم وقراهم ومدنهم لأنهم غير آمنين على أنفسهم من ميليشيا تستخدم المدنيين كدروع بشرية، وتستعين بالمرتزقة لقتل الشعب السودانى.

تركت العائلات والأسر السودان وتوجهوا إلى مصر، حيث روابط الأخوة والدم، ووثقوا فى قواتهم المسلحة أنها قادرة على رد عدوان الميليشيا ودحرهم وتنظيف المدن السودانية من القتلة والمجرمين.

فى مصر وجد السودانيون الترحاب من كل المصريين، فمصر التى فتحت أبوابها لكل الأشقاء، لم تستغل أزمات الأخوة بل قالت للجميع «أهلا بكم فى بلدكم». عاش السودانيون بيننا ووسطنا، نأكل ونشرب معا، ويجمعنا الكثير من الروابط والود، وقبل كل ذلك الحب.

مع بدء استقرار الأوضاع فى الخرطوم وأم درمان وغيرهما بفضل الجهد الذى بذله وما زال الجيش السودانى، قرر السودانيون أن يكونوا السواعد التى تعيد بناء بلدهم، فها هم يعودون كل يوم ليكونوا شركاء فى تنمية بلدهم ورفع كل بصمات الإرهاب والقتل والإجرام.

قطارات وباصات العودة الطوعية تنطلق يوميا من القاهرة متوجه إلى السودان، فى جهد كبير يسهر عليه سودانيون وطنيون يشاركهم إخوانهم المصريين الذين تظل رسالتهم دوما للأشقاء: كونوا سواعد لبناء وتنمية السودان، وأهلا بكم فى مصر فى أى وقت.

فى سهرة سودانية على ضفاف نيل الجيزة، تجمع مساء السبت الماضى مئات السودانيين الذين جمعتهم رسالة واحدة، وهى توجيه الشكر لمصر والمصريين على ما قدموه لأشقائهم، فى احتفالية كبيرة، نظمتها الإعلامية والشاعرة السودانية «داليا إلياس»، التى تواصل عبر «ملتقى أندياح» عملها كجسر للتواصل الشعبى بين أبناء وادى النيل.

هذه السهرة التى حملت عنوان «راجعين/درب السلامة»، امتدت لأكثر من أربع ساعات وتخللتها فعاليات كثيرة، كلها كانت تصب فى اتجاه واحد، أنه لا شىء يضاهى نعمة الوطن والمواطنة، خرجت منها بانطباعات عديدة لعل أبرزها:

إنه مهما حاول البعض شيطنة العلاقات والروابط المصرية السودانية إلا أن الشعبيين لديهم وعى قوى بأهمية ترابطهم، وأن قوتهم فى وحدتهم.
أن العودة الطوعية للسودانيين لم تكن إلا قرارا سودانيا خالصا، وإن مصر حكومة وشعبا لم يضيقوا ذرعا بالأشقاء الذين قرروا من تلقاء أنفسهم أن يعودوا إلى بلدهم ليعيدوا بناءها من جديد.

هناك تسابق بين المؤسسات الرسمية والشعبية السودانية فى تقديم يد العون والمساعدة لكل راغب فى العودة، وأن ما تقوم به منظومة الصناعات الدفاعية السودانية هو جهد كبير يلخص التلاحم الكبير بين أبناء السودان لمساعدة بعضهم البعض فى أن يعودوا إلى منازلهم آمنين مطمئنين، وكان لافتاً لكى، رفض المهندسة أميمة عبد الله رئيس لجنة العودة الطوعية، توجيه الشكر لها او القائمين على المبادرة، وقولها لمن يريدون شكرها: أحنا ما بنعمل شيء.. دى بلدنا وحقها علينا.

أن العودة رغم الصورة السائدة أنها تشمل كبار السن، لكن الحقيقة أن هناك فئات مهنية عديدة عادت ضمن مبادرة العودة الطوعية وأبرزهم المدرسون ومهنيون وموظفو الطيران المدنى، فى مشهد يؤكد مجددا أن السودانيين، وهم شعب مثقف وشديد الصلة بأرضه ووطنه، لديهم كل الثقة فى مؤسسات بلدهم، وأنهم سيكونون شركاء فى التنمية والتعمير، لتعود أرض السودان مضيئة كما كانت من قبل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.