فاتن الزعويلي هل تذكر عزيزي القاريء مأساة الشاب عبد الحميد شتا الذي انتحر غرقا في النيل بعد خلو كشف الناجحين في الالتحاق بالسلك الدبلوماسي من اسمه رغم تفوقه ووجدوا جثته في القناطر الخيرية قبل تسليمها إلي ذويه في قرية ميت الفرماوي التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية. إن كنتم تذكرونه فخيرا وإن كنتم لا تذكرونه فما سبق ملخص قصته، لكن علي كل الاحوال لم ولن يكون الاخير في سلسلة ضحايا الظلم والمحسوبية والقهر الذي تمارسه الحكومة قبل القطاع الخاص، فقريبا قد تسمعون عن قصة مشابهة بعد أن هدد أحمد ماهر السيد أحد أفراد مجموعة ال«45» الحاصلين علي أحكام قضائية واجبة النفاذ بالتعيين في هيئة قضايا الدولة بالانتحار أمام وزارة العدل في الايام القادمة أحمد قال «لقد يئست من الحياة وعزمت علي الانتحار بعد فشلي في الحصول علي حقي موضحا ل«صوت الأمة»: «تخرجت في كلية الحقوق جامعة أسيوط بتقدير عام جيد وكنت ضمن ال«20» الاوائل علي الدفعة وتقدمت للتعيين بالهيئات القضائية، لكن محاولاتي باءت بالفشل فأقمت دعوي قضائية ضد هيئة قضايا الدولة برقم طعن 6788 لسنة 48/ق وبعد نحو 8 سنوات قضت المحكمة الإدارية العليا بالغاء قرار رئيس الجمهورية رقم 301 لسنة 2000 بتعيين آخريين دون مجموعة ال«45» .. ولكن ذلك لم ينفذ ومازال المعينون يمارسون عملهم. ويضيف «أرسلت للهيئة صورة من الحكم باعلان رسمي علي يد محضر وعندما فقدت الامل في تنفيذ احكام القضاء سافرت للسعودية وبعد شهور علمت «تليفونيا» من صديق حاصل علي حكم مثلي بأن الهيئة سوف تجري مقابلات شخصية للحاصلين علي الحكم - دون اعلان رسمي - فقررت العودة وبدأ الامل يراودني من جديد.. وقبل رجوعي تقدمت لطلب للقنصلية في جدة لرفعه لوزارة العدل لمنحي مهلة أسبوعا حتي يتسني لي خلالها العودة وإجراء المقابلة.. وعندما رجعت إلي مصر ذهبت لهيئة قضايا الدولة وهناك رفض المسئولون مقابلتي.. وتقدمت بطلبات لكل الجهات الرسمية في مصر مثل رئاسة الجمهورية وزارة العدل - الحزب الوطني - هيئة قضايا الدولة - مجلس الشعب - مجلس الوزراء دون جدوي.. فعزمت علي الانتحار فلا ذنب لي إلا أنني كنت في السعودية ولم يتم اعلاني رسميا بالمقابلة عن طريق السفارة المصرية بالسعودية ولست داخل مصر، وتساءل: هل تنسي مصر فضل ابنائها.. فجدي لوالدي كان عمدة.. وكم تبرع للدولة بأراض لاقامة مستشفيات ومنشآت قائمة باسمه حتي الآن وعمي فقد حياته في حرب أكتوبر 1973..