بعد النجاح المذهل لتجربة ميدان الرماية في الهرم .. وانسيابية المرور والقضاء علي الاختناقات في هذه المنطقة بحلول بسيطة جدا وتكاليف زهيدة جدا.. مما يؤكد قدرة الإنسان المصري.. لو أراد وتتاح له الظروف علي مواجهة المشاكل وحل العقد! ولاننسي أن المصري هو مبتكر المثل الذي يقول «كل عقدة ولها حلال» ولايفكر أحد أن ميدان الرماية كان قبل الحل.. عقدة العقد وأم المشاكل! وكان المرور من هذا الميدان علقة ساخنة لكل راكب سيارة! ومضيعة للوقت والجهد والمال! وكان سببا رئيسيا لاختناقات المرور في شارعي الهرم وفيصل الآن تبدلت الصورة وتغيرت ملامحها من النقيض إلي النقيض! من الاسوأ إلي الاحسن.. من الزحام الشديد.. وتشابك خيوطه التي تشبه خيوط العنكبوت إلي الانسيابية! وأصبح الوقوف في هذا الميدان لايتعدي زمن الإشارة المعدودة بالثواني! ويستحق أن نطلق علي التطوير الذي تم في هذا الميدان السهل الممتنع! وكل عمل عظيم تجد خلفه دوما جنودا مجهولة.. تعمل في صمت.. لايراهم الناس ولكن يشعرون بما قدموا من عمل وبذلوا من جهد حتي يتحقق النجاح.. اللواء كامل ياسين مدير مرور الجيزة أحد هؤلاء الجنود الذين ساهموا في هذا الإنجاز مع فريق العمل من اساتذة هندسة الطرق من بعض كليات الهندسة في الجامعات المصرية.. كاتب هذه السطور كان شاهدا علي الاجتماعات التحضيرية التي كانت تتم في مكتب اللواء مهندس سيد عبدالعزيز محافظ الجيزة وتحت رئاسته.. ذهبت إلي اللواء كامل ياسين في مكتبه.. وقلت له اسمح لي أن اهنئك علي هذا العمل المتميز ولمسات الجمال التي تكسو ميدان الرماية.. قال: اشكرك علي هذه اللفتة الجميلة.. والحمد لله علي هذا النجاح غير المتوقع .. قلت له.. هذا النجاح وبهذه الحلول البسيطة يجعلني كمواطن اطمع واطلب المزيد من هذه الحلول لمشاكل المرور في شارعي الهرم وفيصل وميدان الجيزة.. قال بالفعل بدأنا في إيجاد الحلول المناسبة للزحام المروري في شارعي الهرم وفيصل ووجدنا ان سبب الزحام في شارع الهرم عبور المشاه في بعض النقاط مثل شارع العريش وأمام كايرومول ومنطقة الطالبية ومنطقة نصر الدين.. ونحن نلتمس العذر للمواطنين الذين يعبرون من هذه الأماكن فلا سبيل أمامهم غير ذلك.. ولذلك اقترحت علي السيد اللواء سيد عبدالعزيز محافظ الجيزة اقامة انفاق لعبور المشاه في هذه الأماكن بشرط وجود سلالم كهربائية رحمة بكبار السن والمرضي والسيدات والاطفال.. والحقيقة أن السيد المحافظ مهتم بهذا الموضوع لخدمة المواطنين ولحماية أرواحهم وقد وعدني بإيجاد التدبير المالي اللازم لتنفيذ هذه المشروعات، أما ميدان الجيزة فإن العمل فيه قارب علي الانتهاء وستسلمه لنا شركة «المقاولون العرب» قريبا جدا.. قلت له سيادة اللواء الشارع ملك من؟رد مندهشا من سؤالي المفاجئ! طبعا الشارع ملك المواطنين جميعا وليس من حق جهة أو شركة أو فرد تخصيص أو اقتطاع جزء منه لحسابه الخاص! قلت له ولكن بعض أصحاب المحلات التجارية ومعارض السيارات وملاهي شارع الهرم تفعل عكس ذلك! قال نحن ننظم حملات مرورية علي هذه الأماكن ونرفع السيارات المخالفة ونحرر محاضر لأصحاب هذه المحلات.. وأضاف نحن نرفض اقامة أي منشأة أو التوسع فيما هو قائم إلا بعد توفير المساحات اللازمة لانتظار السيارات والقانون يقول إن كل مائة متر يقابلها تخصيص ثلاثة أماكن انتظار ولو افترضنا أن مساحة المنشأة خمسمائة متر فإنه يجب علي أصحاب المنشأة توفير أماكن لانتظار 15 سيارة بشرط ألا تقتطع هذه المساحة من الشارع العمومي لأن الشارع ملك للمواطنين جميعا! وحتي لو توفر ساحة انتظار عمومية فيجب الا تبعد عن المنشأة أكثر من مائتي متر قلت للواء كامل ياسين.. إذن الحلول ممكنة وتجربة ميدان الرماية أكدت لنا ذلك.. قال بهدوء وثقة نعم كل شئ ممكن.. ولاتوجد مشكلة أو عقدة ملهاش حل!.. نجاح الصاوي