المؤكد أن فيلماً عن طفولة سيدنا «محمد عليه الصلاة والسلام» يجرى حالياً تصويره فى إيران من خلال مخرج كبير وهو مجيد مجيدى سوف يثير تساؤلات عديدة فى العالم.. ما يتردد أن هذا هو الجزء الأول الذى ينتهى وسيدنا محمد فى الثانية عشرة من عمره وهناك جزء ثان حتى نزول الوحى وهو فى الأربعين والثالث حتى رحيله عن عمر يناهز الثالثة والستين. كان الخبر قد تسرب منذ عام عن هذا الفيلم وعلى المقابل كانت تأتى تكذيبات منسوبة لوزارة الثقافة الإيرانية، وهو ما أثار حفيظة الأزهر الشريف، خاصة أن تجسيد النبى محمد عليه الصلاة والسلام يرفضه تماماً الأزهر سواء فى مرحلة الطفولة أو الشباب وليس فقط بعد نزول الوحى.. القضية شائكة جداً ولا تحتمل الاجتهاد ولكن اليقين أنهم فى إيران قالوا لى أثناء حضورى اللقاء الذى ضم العديد من الفنانين إن لديهم مرجعيات سنية وشيعية أباحت تجسيد تمثيل الرسول فى مرحلة الطفولة وبالطبع لا أجد فارقاً بين تجسيد حياته فى الطفولة وتحريمها بعد نزول الوحى فالرسول هو الرسول. هل هو صراع شيعى سنى قادم، حيث إن الأعمال الدرامية الشيعية جسدت النبى يوسف الصديق والسيدة مريم «رضى الله عنهما» وهذا أيضاً محرم طبقاً لما يراه الأزهر الشريف بمرجعيته السنية. لا أستطيع فى موقعى هذا أن أقول رأياً فقهياً، ولكن التجربة أثبتت أن هناك أكثر من وجهة نظر وشاهدنا هذا مثلاً فى مسلسل سيدنا «عمر» وقبله «الحسن والحسين ومعاوية»، مرجعيات سنية لها قامات رفيعة اسمها يتصدر هذه المسلسلات وبالتالى لا يمكن التشكك فى نواياها وعلى الجانب الآخر الأزهر لديه قناعاته المطلقة فى التحريم لتجسيد خلفاء الله الراشدين والصحابة وآل البيت والمبشرين بالجنة والأمر يبدو قطعياً وبلا أى مسحة من المرونة. لا أتصور أن هناك تكذيباً من الممكن أن يصدر، خاصة أن قائد الثورة الإيرانية على خامئنى كان فى زيارة ميدانية لموقع التصوير. الأمر ليس متعلقاً الآن فقط بالجزء الأول ولكن بحقيقة الاستعداد لتقديم جزئين تاليين لحياة النبى. تستطيع أن ترى الصورة تعبر فى وجه ما عن صراع شيعى سنى بدأ يطل على المشهد وشهدت مصر بعضاً من تلك الشذرات فى الآونة الأخيرة ،خاصة بعد ثورة 25 يناير التى رأينا فيها صوت الشيعة برغم ضآلة عددهم فى مصر يظهر عبر أجهزة الإعلام. هل يتسامح العالم الإسلامى سنة وشيعة فى تجسيد طفولة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وهل لا تفتح مثل هذه الأفلام الباب لتجسيد باقى المراحل العمرية لنبى الإسلام، فما الذى تخبؤه الأيام القادمة؟! تم نشره بالعدد رقم 623 بتاريخ 19/11/2012