لا أدرى لماذا أشعر بأننى «مضروبة» على رأسى ولا استطيع التأقلم مع ما يحدث الآن فى مصر، أنا لست رافضة بشكل مطلق بما يدور حولى من أحداث متلاحقة ولا تخدم الشعب.. وكلما حاولت ابتلاع الإخوان المسلمين أو حزب الحرية والعدالة والسلفيين.. أجد أننى رافضة هذا البلع، وخصوصا كلما رأيتهم على الفضائيات يتكلمون ويتهمون الآخرين، ويكذبون ويشغلون الشعب بملفات قديمة تفتح الآن بعد عام ونصف العام، وقال إيه أرض الطيارين.. هل أرض الطيارين ظهرت الآن ألم تكن موجودة وأمامهم منذ قيام الثورة أو حتى أيام المخلوع لماذا لم يفتح ملفها رجل شجاع كما نرى الآن.. طيب مجلس الشعب الذى يقولون إنه معطل أو منحل أو مجمد كفراخ الجمعية كيف تصرف أمواله على الأعضاء ولماذا رئيسه يتنقل بسياراته رايح جاى.. أليست هذه أموال الشعب ولا إيه؟ قضايا كثيرة يرفعها المحامون المدفوعون لهذا قال إيه دفاع عن الشعب طيب أليس المجلس العسكرى «رئيس الجمهورية» قال إنه دافع وحمى الثورة وسلم السلطة فى ميعادها وتناول الافطار معهم فى رمضان وصال وجال فى نزاهة وموقف هذا المجلس الذى وضعهم بكل راحة على الكرسى وانطلقوا فى الفضائيات وفتح المكلمة.. لماذا يطلقون عليه الاتهام والسخرية.. عيب عيب ليس هذا هو الاسلام.. دعاوى فرقعة أو شو إعلامى وسباق فى الصحافة للنشر، وكما يقول القانون مازالت دعاوى ومحاضر تحت الفحص ولم يصدر فيها الصدق من الكذب عيب والله كمان.. الشعب يبحث عن طمطماية والبعض يطالبه بعصر «المنجة» التى سعرها اقل من الطماطم التى تعدت الثمانية جنيهات.. كل الاسعار ولعت لا رقابة ولا شفافية والحالة «غلب» على الفقراء الذين وصل عددهم إلى 80٪ من الشعب كما يقول الفقيه الدستورى وأبوالقانون الرجل العظيم الذى استعان به العالم ولم يجد مكانه فى مصر.. الدكتور إبراهيم درويش الذى وضع دستور تركيا.. لم يقدر فى بلده هل هذه هى الثورة.. «النخبة لا مكان لها». نحن نعيش أياما غريبة الكل يخون الكل، الكل يتهم الآخر سواء فى دينه أو أخلاقه.. الرموز تهان وننسى تاريخها الطويل قال إيه فلول آمال أنت إيه ما انت كنت فى حضن الفلول وتنتظر نظرة وابتسامة منه.. لماذا لا ننتظر حكم القضاء فى أى مشكلة أو دعوى تقولون عنها، ولماذا التشهير وقلة القيم.. تتسابقون على القنوات الفضائية فى ابتسامة خبيثة وكأنكم حماة البلد.. تتكلمون وتتكلمون من داخل «بدل أنيقة وصنع فى الخارج.. شىء يقرف» قلتم فرجت علينا بعهد جديد لا فساد وعدالة وحرية.. ولا لحكم المخلوع ورجاله ولا للعسكر الذى صان «وحمى» البلد.. ما نراه أفلام سينما ومسلسلات هابطة تأليف وإخراج «الأخونة أرهقتوا عقولنا» واصبنا بالقرف.. يا جماعة انظروا للشعب الذى جزء منه انتخبكم واختاركم حبا فى الدين وأجلسكم على الكراسى الشعب هو الذى قام بالثورة والآن تقسمونه وتفرقونه عن بعض.. الكل يتهم بعضه والكل فى نزاع وخلاف.. لماذا هذا القلق الذى نعيش فيه.. أتردد على بنزيمة أى محطة بنزين بجوار سكنى وكل من فيها رجال أفاضل وأخوة «مسيحيين» دائما اتحاور معهم ويأخذون منى مجلات وكتب وجرائد ونتناقش واقترب منهم.. فى حوارات منذ يومين اقترب منى «حنا» وقال أنا قدمت أوراقا للهجرة إلى هولندا.. سألته ليه.. قال حزين خايف يا استاذة وكمان أخرجت البنات من المدارس.. فيه اضطهاد وتفرض علينا اتاوة.. قلت فى دهشة «اتاوة» قال انت فى القاهرة أنزلى الصعيد والارياف وشوفى المسيحيين بيتعمل فيهم إيه.. قلت يا راجل بلاش مبالغة.. فين الكلام ده.. قال منذ انتخابات الرئاسة ونحن فى عذاب يا أستاذة يوم الانتخاب نزلنا أسيوط كلنا المسيحيين فى قطار واحد.. منعنا فى المحطة من دخول أسيوط وسوهاج وقنا.. والسبب اننا مع الفريق شفيق حكايات وأحوال حزينة والآن فاض بنا نعيش فى هولندا نربى الأولاد.. نترك مصر للاسلاميين وذوى اللحى.. والله هذه الحقيقة تركت هذه المأساة وخوف مواطن مسيحى من اللحى والاسلام الجديد.. وذهبت الى إحدى «الافران» لشراء مخبوزات كان الراديو يذيع «خطبة لشيخ» يحذر ويحذر الآباء من تعليم الفتيات أو الانثى.. كما يقول.. يقول إياك والثانوية «اللامة» أو الدبلومية.. أو الجامعة وما أدراك ما الجامعة حب «وهلس» وصياعة احفظوا «فروج» الانثى..تعليم إيه وخيبة إيه.. الزواج فى سن صغيرة رحمة بالانثى.. تطاول واستخفاف والعامل أو البائع سعيد بالحوار والكلام وسألنى رأيى تركته بعد أن قلت تخريف وهزل وقلة معرفة ودعنى بنظرة أفهم معناها.. اعتقد أنه قال «إنك سافرة وهذا رأيك».. تركنا مشاكل المواطنين وانفلات الاسعار التى تحرق جيوب الغلابة.. الكل يطلب الرحمة والرأفة والنظرة للغلابة وما يؤلمنى طبقة الكناسين وهم يقفون فى بؤس ومذلة حاملين «المقشة» الاثرية.. يتسولون على الكبارى وفى الشوارع وكلمات يقولونها كل سنة وانت طيب «عايز أفطر.. جوعان يا ست.. والله العظيم هذا يحدث وليس هم فقط وهناك عساكر الحراسة سواء على البنوك أو المصالح الحكومية.. يريدون الحسنة.. الشوارع غارقة فى أكوام الزبالة تلعب فيها العرس والفئران والحشرات والناموس والذباب.. والمنتقبات المتسولات اللاتى يفترشن الارصفة ومعهن أطفال هل مصر أم الدنيا يدور بها الزمن وتصبح امرأة عجوز تستحق الرحمة والشفقة اين هى الثورة والوعود والاحلام والآمال أين الحرية والعدالة والخير يا أهل «الاسلام الثقافى» أو الثقافة الإسلامية.. اسماء كثيرة.. وربنا يهدى واهضم هؤلاء الإخوان! تم نشره بالعدد رقم 615 بتاريخ 24/9/2012