فى صباح يوم من ايام اكتوبر سنة 1995.. جلست رئيسة العمل الى مساعديها جلسة الصباح.. قبل البدء فى دوران عجلة الاداء.. تسمع منهم ويسمعون منها واذا كانت هناك فكرة تفكر فيها تطرحها عليهم ويبحثونها معها اما لتفعيلها والدفع بها لتنمو وتصبح مشروعا يعملون فيه.. او يلغونها من اجندتهم ويبدأون اعمالهم اليومية. فى هذا اليوم طرحت على الكبار والشباب الذين يعملون معها فكرة لحل مشكلة البطالة.. التى اصبحت نارها تحرق معظم الاسر المصرية.. فلا يوجد منزل يخلو من خريج او اكثر عاطل عن العمل.. قالت لهم لماذا لا ندفع بفكر جديد يحرك هؤلاء الشباب؟ وبالتالى ذويهم؟ لماذا يجلسون فى انتظار الوظيفة الحكومية ومرتبها الذى لا يكاد يفى بأى متطلبات؟ اجابوها.. وماذا يفعلون؟.. انهم لم يتعلموا سوى الجلوس فى قاعات الدرس.. والصم للمقررات الجافة الفارغة التى عاشوا معها سنوات دراستهم المتتالية.. فماذا لديهم من خبرات غير ذلك ليغيروا بها افكارهم؟ قالت لهم:نغير نحن لهم ثقافتهم الحياتية. والعملية ندفع بهم للعمل بأيديهم وندفع عقولهم لتفكر ونعقد لهم دورات تمكنهم من ذلك.. سألوها وهل هذا دورنا؟ وهل لدينا مال لنصرف على هذه الافكار؟ ثم اذا تم ذلك وحصلنا على شباب متحمس لهذه الافكار.. اين نعرض لهم ما ينتجون؟ لقد كانوا مشفقون عليها وعلى انفسهم من الفشل. اجابت: ابواب الاندية الرياضية ومراكز الشباب والجامعات كل هذه الاماكن الشبابية يمكن ان يكون فيها الامل فى تحقيق هذه الافكار. وقد كان.. وتحول الجميع الى خلية نحل.. وحدث التواصل مع الشباب ومع بعض الاندية الرياضية وفى اليوم الاول عرضت منتجات الشباب من العاشرة صباحا ونفدت المعروضات قبل الثالثة عصرا.. وتوالت العروض وكانت تتم كل شهر فى ناد من الاندية. الصيد والترسانة والزهور ومدينة نصر وجامعة القاهرة.. عندما تتكون مجموعة من المعروضات يكون المعرض. وبعدما كانت البداية بحوالى 30 شابا وشابة وصلوا فى عام 2007 الى ما يقرب من خمسة آلاف شباب منتج.. انتاجهم جيد.. زهيد الثمن.. انتاجهم له المشترى الذى ينتظره من المعرض للمعرض.. وتطورت الفكرة وانتشرت وهى.. صاحبة هذه الفكرة تقول لمن يقول لها.. هل رأيت كيف انتشرت فكرتك؟ تقول لهم.. لا احتكار للافكار. ولكن كعادة الحروب البغيضة من اعداء النجاح.. كانت السيدة قد لجأت لبعض الاجهزة والمؤسسات التى تقوم على التواصل مع الشباب وشرحت لهم انها لا تملك سوى الافكار.. وتنفيذ الافكار.. ومعها بشر مؤمنون بأهدافهم ولديهم وسائل انجاحها.. ولكنهم ليس لديهم ميزانيات للتنفيذ مثال ديكور المكان المعد للعرض.. وسائل الاعاشة الى آخره.. فوافقت بعض هذه المؤسسات على الشراكة بتولى وضع العملية الاقتصادية تحت رعايتهم وتنفيذها.. وسارت العملية.. عملية النجاح هذه.. والتى جنى منها الشباب نصيبا طيبا سارت من نجاح الى نجاح.. حتى همس بعض اعداء النجاح فى أذن رؤساء هذه الهيئات.. ان نجاح هذه العملية ينسب عندما يذكر لاسم فلانة.. والجهاز الذى تعمل به وترأسه، وانتم لا يذكركم احد ماذا انتم مستفيدون؟ هنا تعثرت العلاقة بينها وبين تلك المؤسسات واجتاحتها العثرات وحينما تسأل عن الفتور الذى اصاب الاداء لا احد يجيب.. وفى مرة اجابها احدهم.. هذا المولود ما اسم امه التى انجبته.. ما هو اسم امه فى شهادة الميلاد؟ قالت له.. ضع فى شهادة الميلاد الاسم الذى تشاء.. قال لها ولكن الكل يعرف هو منسوب لمن..؟ منسوب لك انت وظل الشباب يسألون.. يسألون.. ولا يجدون الاجابة وتوقف النجاح الذى بدأ فى دنيا الشباب من اكتوبر 95 الى 2007.. وهى تقول بينها وبين نفسها كان الله فى عونكم وعونى يا شباب.. وتوقف المشروع وهنيئا لاعداء النجاح وهذه صرخة اطلقها لوزراء الشباب والرياضة لعلهم يستجيبون. منذ فترة والصحف تطالعنا بأخبار مستفزة لا احد يدرى ما المقصود بها.. أخبار تهدد السلام الاجتماعى.. وتثير نفوس الناس.. تقول هذه الاخبار.. المذيعة فلانة الفلانية انتقلت من عملها فى قناة كذا لتعمل فى قناة كذا الجديدة وكذلك المذيع فلان الفلانى والاسباب..؟ كلام غريب ومثير للدهشة ليس من بينه اختلاف فى فكرهما او تعارض مع سياسة القناة.. كان ممكن يكون الخبر منطقيًا. او ان هناك من يتدخل فى عملهما بشكل يعوق الاداء. ولو ان هذا لايوجد به شىء.. فالتنسيق بين المذيع وجهة الادارة التى يعمل معها مطلوب.. فهما ليسوا كالجواد الجامح ليس له من يكبحه.. كلام كثير كثير ماشى ولكن يتضح ان الموضوع موضوع اجور وهذا غير مرفوض ولكن ان يكون الانتقال من قناة لقناة نظير 12 او 15 مليوناً فى السنة.. أى مليون واكثر فى الشهر..؟ اللهم لاحسد هية الحكاية إيه؟ هيه الملايين رخصت كده ليه؟ هناك اسماء اعلامية كبيرة فخمة فى دنيا الاعلام. قامت على اكتافهم قنوات ومحطات اذاعية مهمة منهم من توفاه الله ومنهم من على قيد الحياة. لم يحصلوا وهم فى اهم المناصب على بضع مئات من الجنيهات والزمن ليس منذ عشرات السنين.. بل منذ سنوات تعد على أصابع اليد الواحدة..؟ ماذا حدث؟.. هل هذا بفعل الاعلام الخاص الذى اعطى برامج التوك شوك التى يقدمونها هذه الاهمية؟ وكذلك اللهاث الذى اصاب الاعلانات وراء ذلك او تلك؟ هل يمكن ان يكون ذلك من بين الاسباب او كل الاسباب مذيع ب10 ملايين مذيعة 12 مذيع 15 مليون جنيه.. وتتحدثون بعد ذلك عن سقوط الأجور؟.. وذعر الناس عند سماع اجور رؤساء البنوك وكذلك عند سماع اجور اهل الاعلانات فى الصحف وفى الاعلام..؟ ومن الطرائف المصاحبة لاخبار الانتقال من قناة لأخرى.. ان القناة الجديدة جهزت كوافيرة خاصة لمذيعتها او لمذيعها لتقديمهم بقصة وفورمة جديدة.. ما هى الفورمة الجديدة؟ هل سيضع لهما انفا ثانية؟ او عينا ثالثة.. ما هو الجديد؟.. احسب انهم دعموا طاقم الاعداد الخاص بهما بفلان او فلانة او تم تغيير مكان البرنامج ليكون هنا او هناك.. او شكل الديكور او الملفات التى سوف يفتحونها.. احسب ذلك وغيره كثير قد يبرر هذه الاخبار الهزلية المستفزة ولكن فورمة شعر؟.. وروج وبارفان و12 مليونًا و15 مليونًا فهذه ليست أخبار مذيعين ولا حتى فنانين ابحثوا حضراتكم لها عن اسماء لانه اعيتنى الحيل فى البحث عن أسماء لهذه الظاهرة الغريبة المثيرة فى دنيا الاعلام نشر بالعدد 619 تاريخ 22/10/2012