حزب الجبهة الوطنية بالجيزة يستعد بخطة لدعم مرشحيه في جولة الإعادة بانتخابات النواب    رانيا المشاط تبحث مع «أكسيم بنك» تطور تنفيذ المشروعات الجارية في مجالات البنية التحتية المختلفة    الذهب يتجه لتحقيق مكاسب شهرية للمرة الرابعة مع رهان خفض الفائدة الأمريكية    وزير الاتصالات: توفير التدريب لذوي الاضطرابات العصبية ودمجهم في بيئة العمل بقطاع التكنولوجيا    54 ألف طن قمح رصيد صوامع الغلال بميناء دمياط اليوم    الاتصالات: شركة عالمية تدرب ذوى الاضطرابات العصبية على التخصصات التكنولوجية    الخارجية السورية تندد بالقصف الإسرائيلي على بيت جن وتعتبره «جريمة حرب»    الأمم المتحدة تدعو للتحقيق في قتل القوات الإسرائيلية فلسطينيَين رغم استسلامهما    محافظ شمال سيناء من معبر رفح: جاهزون للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة    محاضرة فنية من عبد الرؤوف للاعبي الزمالك استعدادًا لكايزر تشيفز    تراجع ريال مدريد عن تكرار سيناريو صفقة أرنولد مع كوناتي    ضبط 1298 مخالفة مرورية لعدم ارتداء الخوذة    حريق ديكور تصوير مسلسل باستوديو مصر في المريوطية    طقس غد.. مفاجأة بدرجات الحرارة ومناطق تصل صفر وشبورة خطيرة والصغرى بالقاهرة 16    مصرع وإصابة 3 أشخاص إثر سقوط سيارة داخل حفرة بحدائق الأهرام    تعاطى وترويج على السوشيال.. القبض على حائزي المخدرات في الإسماعيلية    تامر حسنى: بعدّى بأيام صعبة وبفضل الله بتحسن ولا صحة لوجود خطأ طبى    تجهيزات خاصة وأجواء فاخرة لحفل زفاف الفنانة أروى جودة    مهرجان شرم الشيخ المسرحى يحتفى بالفائزين بمسابقة عصام السيد للعمل الأول    وزير الخارجية يلتقى رئيسة مؤسسة «آنا ليند» للحوار بين الثقافات    كورونا أم أنفلونزا.. مسئول المصل واللقاح يكشف ترتيب انتشار العدوى التنفسية |فيديو    تحويل طبيب للشئون القانونية لتغيبه عن العمل بوحدة صحية فى قنا    بعد وفاة فتاة في المغرب.. باحث يكشف خطورة «غاز الضحك»    تفريغ كاميرات المراقبة بواقعة دهس سيدة لطفلة بسبب خلاف مع نجلها بالشروق    محافظة الجيزة تعلن غلق كلى ل شارع الهرم لمدة 3 أشهر لهذا السبب    شادية.. أيقونة السينما المصرية الخالدة التي أسرت القلوب صوتاً وتمثيلاً    تحقيق عاجل بعد انتشار فيديو استغاثة معلمة داخل فصل بمدرسة عبد السلام المحجوب    ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات والانهيارات الأرضية بإندونيسيا إلى 84 شخصًا    أحمد الشناوي: مواجهة بيرامديز ل باور ديناموز لن تكون سهلة    الصحة: فحص نحو 15 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأورام السرطانية    «السبكي» يلتقي وزير صحة جنوب أفريقيا لبحث تعزيز السياحة العلاجية والاستثمار الصحي    أسعار البيض اليوم الجمعة 28 نوفمبر    استعدادات مكثفة في مساجد المنيا لاستقبال المصلين لصلاة الجمعة اليوم 28نوفمبر 2025 فى المنيا    خشوع وسكينة.. أجواء روحانية تملأ المساجد في صباح الجمعة    انقطاع الكهرباء 5 ساعات غدًا السبت في 3 محافظات    رئيس كوريا الجنوبية يعزي في ضحايا حريق المجمع السكني في هونج كونج    مواقيت الصلاه اليوم الجمعه 28نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا    "من الفرح إلى الفاجعة".. شاب يُنهي حياة زوجته بسلاح أبيض قبل الزفاف في سوهاج    جنوب الوادي.. "جامعة الأهلية" تشارك بالمؤتمر الرابع لإدارة الصيدلة بقنا    صديقة الإعلامية هبة الزياد: الراحلة كانت مثقفة وحافظة لكتاب الله    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 28- 11- 2025 والقنوات الناقلة    الجيش الإسرائيلي يقتل فلسطينيا ويصيب طفلة جنوبي غزة    صلاة الجنازة على 4 من أبناء الفيوم ضحايا حادث مروري بالسعودية قبل نقلهم إلى مصر    45 دقيقة تأخير على خط «طنطا - دمياط».. الجمعة 28 نوفمبر 2025    الشرع يدعو السوريين للنزول إلى الشوارع في ذكرى انطلاق معركة ردع العدوان    محمد الدماطي يحتفي بذكرى التتويج التاريخي للأهلي بالنجمة التاسعة ويؤكد: لن تتكرر فرحة "القاضية ممكن"    ستاد المحور: عبد الحفيظ يبلغ ديانج بموعد اجتماع التجديد بعد مباراة الجيش الملكي    رمضان صبحي بين اتهامات المنشطات والتزوير.. وبيراميدز يعلن دعمه للاعب    عبير نعمة تختم حفل مهرجان «صدى الأهرامات» ب«اسلمي يا مصر»    شروط حددها القانون لجمع البيانات ومعالجتها.. تفاصيل    إعلام فلسطيني: الاحتلال يشن غارات جوية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة    القانون يحدد ضوابط لمحو الجزاءات التأديبية للموظف.. تعرف عليها    حذر من عودة مرتقبة .. إعلام السيسي يحمل "الإخوان" نتائج فشله بحملة ممنهجة!    دار الإفتاء توضح حكم إخراج الزكاة للأقارب.. اعرف قالت إيه    سيناريست "كارثة طبيعية" يثير الوعي بمشكلة المسلسل في تعليق    بيونجيانج تنتقد المناورات العسكرية الأمريكية-الكورية الجنوبية وتصفها بالتهديد للاستقرار    أبوريدة: بيراميدز ليس له ذنب في غياب لاعبيه عن كأس العرب    الشيخ خالد الجندي يحذر من فعل يقع فيه كثير من الناس أثناء الصلاة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دعاء سلطان تكتب: بعد 200 يوم فى قناة الحياة: يا صانعى هذه الحياة.. موعدنا هناك!
نشر في الدستور الأصلي يوم 20 - 11 - 2010


نعم أنا مغرضة ومغرضة جدا كمان!
يا صانعى هذه الحياة.. موعدنا هناك!
لماذا ينزعج الناس بفكرة أننى كنت أعمل فى قناة الحياة.. أنا صحفية وهذه قناة موجودة فى السوق وعرضت أعمالى عليهم، ووافقوا عليها.. هل فى هذا ما يعيب.. هل القناة بيت دعارة وأنا عملت فيه.. إنها قناة فضائية يعمل فيها مئات الصحفيين.. فلماذا يكون عملى فيها مخجلا ويستحق المعايرة؟!
ولماذا أصلا يكون سعى الصحفى للعمل فى قنوات فضائية هو تنطع على هذه القنوات.. ألا يسعى الجميع لأكل عيشه.. أليست هذه القنوات مفتوحة لكل من لديه أفكار، ولديه قدرة على العمل.. هل عملت مستشارة إعلامية لهذه القنوات فى الخفاء أو مستشارة لصاحبها – كما يفعل كثيرون- حتى ألام على عملى فى قناة فضائية كمعدة برامج؟!
كان من حق الجميع أن يعايرنى لو أننى تواطأت وهادنت وصمت بعد ما فعله الدكتور صاحب القناة فى إبراهيم عيسى وفى الدستور وفى التجربة بأكملها، لكنى منذ اليوم الأول لتفجر الأزمة أعلنت موقفى صريحا بأننى ضد السيد البدوى.. الرجل الذى أحصل منه على مرتب ثابت فى قناة الحياة، والمفترض أننى أحصل منه على مرتب من جريدة الدستور سابقا، فهل يعاير الإنسان لأنه لم يحسبها جيدا، ورفض كل هذا منحازا إلى الحق – أو على الأقل ما أراه أنا حقا.. ألا يصدق البعض أن هناك من ينحازون لشرف القضية دون حسابات أكل العيش وهنكسب كام من ورا الموقف؟!
الآن فقط لم تصبح القضية - برمتها - بالنسبة لى مجرد قضية عامة لعب فيها الدكتور دورا مريبا بإقالة رئيس تحرير جريدة معارضة ومحترمة، وقوض التجربة بأكملها، ثم ظهر علينا بمنتهى الفجاجة ليؤكد أنه معارض، ولكنها أصبحت بالنسبة لى أيضا قضية شخصية يسعى فيها إمبراطور إعلامى لأكل حقى على مجهود بذلته، لذلك فلن أسمح بأن يتهمنى أحد بأننى مغرضة لهجومى على القناة وعلى الدكتور، لأنه لا يصح أن يتهم أحد بتهمة اعترف بها.. نعم أنا مغرضة لأنى أطالب هذا الرجل بحقى المادى.. أما المعركة العامة وقضية الدستور، فقد أعلنت موقفى منها منذ بدايتها، ولن أتوقف عن الإعلان عنها حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا، وإذا كان غرض الحصول على الحق عيب وتهمة.. فأنا متهمة جدا وبكل فخر، فالإمبراطور الإعلامى ورئيس الحزب المعارض – ورغم مشاغله الكثيرة- أوقف راتبى فى قناته بعد أن أعلنت له على الملأ وأمام صحفيى الدستور ومستشاريه الإعلاميين ورئيس قنواته وشريف عامر مذيع يعمل لديه عندما طلب منى أن اقنع زوجى إبراهيم منصور بالموافقة على تولى منصب رئيس التحرير خلفا لأستاذى إبراهيم عيسى بعد أن غدر به وأبعده، فقلت له: لا أقبل أن يعمل زوجى رئيسا للتحرير خلفا لإبراهيم عيسى، ولو أنه قبل – وطبعا هو رفض- فسأطلب منه الطلاق، ويبدو أن هذا الموقف أثار جنونه، فكيف يرفض أحدهم طلبا للإمبراطور، وكيف يرفض أحدهم منصبا ومالا يعرضه الإمبراطور.. جن جنون الرجل وأوقف راتبى الذى استحق كل مليما فيه مقدما بعد هذا الموقف مباشرة.. ونعم الشرف والمباديء!
وقبل أن يحاول أحد – أيا كان هذا الأحد- تشويه الحقائق أو الإدعاء علىّ بغير الحقيقة، خصوصا أن تعليقات اتباعهم على ما أكتبه فى جريدة الدستور تفوح منها رائحة الفساد والسخف وقلة القيمة المعبرة عن أصحابها، سأحكى هنا قصة 200 يوم قضيتها فى هذه القناة سواء كمتعاملة من الخارج أو بالتواجد فيها.
عملت فى تليفزيون الحياة "الحياة الحمرا" بناءا على سعى منى للعمل، فأنا فى سعى دائم للعمل.. معى أفكار أعرضها على كل ذى رأى وصاحب منبر.. قرر زوجى أن يساعدنى - وهو يساعد أيضا كل من يحتاج مساعدة للوصول إلى أحد- ويهاتف أصدقاؤه هناك لاستقبالى.. فقط لاستقبالي.. لا للترويج لى، فهو مؤمن بأفكارى وبطاقتى على العمل.
عموما.. استقبلونى واستقبلوا افكارى بترحيب مريب.. قلت لزوجى: أشك فى ودهم.. مصطنع وزائف ومبالغ فيه - كالعادة - لم يعر شكوكى أى انتباه.. لأنه أكثر نبلا وثقة فى الآخرين منى.. فى المقابلة الأولى قال لى رئيس القناة: زوجك ساعدنى عندما كنت صحفيا فى مقتبل حياتى.. زوجك أنبل صحفى عرفته.. زوجك أنظف من عرفت فى الحياة.. اتمنى أن لا يتغير رأى الأستاذ رئيس القناة الآن، وأتمنى أن لا يتغير رأيه الآن فى أنبل من عرفه فى الحياة، واتمنى أن لا يكون قصده أن زوجى هو أنبل من عرفه فى الحياة القناة، وليس الحياة اللى عايشينها.
ذهبت فى البداية بأكثر من فكرة من بينها واحدة قلت لهم إننى أرغب فى تقديمها بنفسى لأنها متعلقة بالصحافة الفنية، وسجلنا حلقة "بايلوت" ربما لم تعجبهم.. ربما لم أعجبهم أنا شخصيا شكلا أو موضوعا.. ربما لا أملك حضورا.. ربما أنا فاشلة كمقدمة برامج.. شكلى وحش.. دمى تقيل.. ليس هذا هو بيت القصيد، فلم يكن هدفى تقديم برنامج أو إعداد حلقات، أنا مش بارفس فى الأرض يعنى عشان اعمل برنامج.. كنت فقط أرى أن لدى أفكار وارغب فى تنفيذها، وأحصل فى مقابلها على أجر محترم.
تكررت الزيارات فيما بعد لمناقشة أفكار أخرى، إلى أن قلت لكبيرهم: أنا سعيدة بحسن تعاملكم وبالأدب الزائد عن الحد، لكنى لا أجد أى نتيجة عملية لكلماتكم الرقيقة، وبسرعة وقعوا العقد واعتمدوه، مع ملاحظة أنهم رفضوا أن يطلع عليه المحامى الخاص بى.. عموما لا يقرأ المصريون أى عقود عمل تحكم علاقتهم بصاحب العمل.. وأنا مصرية، وبصراحة كنت فى حاجة لمقابل هذا العقد ماديا.. مش عيب يعنى!
شهر كامل مر ولا جديد.. أرجو إفادتى بمدى إمكانية تنفيذ أفكارى التى رحبتم بها.. طبعا ستنفذ.. هكذا كان ردهم المهذب.. حصلت على أجرى كاملا خلال الشهر الثانى من توقيع العقد.. تحدثت معهم: أنا لا يسعدنى أن أحصل على راتب بلا مقابل.. يا ليتنا نبدأ فى أحد المشاريع.. بالتأكيد.. قريبا إنشاءالله.. هكذا أجابوا، ورغم أننى قدمت لهم مشروعا كاملا لتصنيف عرض الأفلام على قناة الأفلام الخاصة بهم من 15 صفحة، مع بروموهات جاهزة للتنفيذ سهرت عليها أياما وليالى، إلا أن عدم تنفيذ الأفكار التى رحبوا بها أشعرنى بعدم الراحة.
كنت حينما أجلس معهم أشعر بحالة من عدم الارتياح تصحبها حموضة في المعدة.. فهناك شخص يرتدى حذاء "ببوز" رفيع من ذلك الذى أمقته، كما أنه – وهذا هو الأسوأ- يحدد حواجبه ويرسمها – كما تفعل نساء الأحياء الشعبية – ودول على راسى.. بس مش باحب الرجالة اللى بيعملوا كده فى حواجبهم- عموما لا يجلس رئيس القناة مع أى شخص إلا بصحبة هذا الناتف لحواجبه أو شخص آخر من الإنتاج.. يتبادولون معك الحوار، بينما يتبادلون فيما بينهم رسائل هاتفية توحد طريقة تعاملهم معك.
مماطلات وضحكات مهذبة ورقيقة يتبادلونها معك.. هواتف مغلقة طوال الوقت وأرقام تتغير كل يومين.. وأرقام لا ترد.. هكذا يتعاملون مع كل من لا يحتاجون إلى خدماته فى اللحظة الراهنة بمجرد أن يعطيهم ظهره.
فكرتى طلبتها مذيعة أخرى.. سألتهم عن إمكانية تنفيذها معها بعيدا عنهم، وكانت إجابتهم وبمنتهى الأريحية: طبعا براحتك.. اتفضلى.
وبعد اتفاقى مع المذيعة، وجدتهم يطلبوننى بهيستيرية غريبة: تعالى سننفذ فكرتك الأولى فورا.. وبعد أسبوعين فقط بدأنا التصوير.. من الذى ترغبين فى الاستعانة به فى الإعداد.. فلان وفلان وفلان.. مع ضمانات بحصولهم على حقوقهم.. طبعا هو انتي بتشتغلى مع عصابة.. ملحوظة: العصابات تحكمها قوانين شريفة ومحترمة ولا يجوز تخطيها أو تجاوزها وذلك فى حدود العصابة نفسها.. أما هذه القناة، فالعلاقات فيها أشبه بالعلاقات فى العصابات غير المنظمة.
بدأنا فى الإعداد لتنفيذ البرنامج، ثم زهزهت الحياة تماما، وطلبوا منى البدء فى تنفيذ فكرة أخرى كنت قد كتبتها بعنوان "ضيف شرف"، ولكنهم يرغبون فى كيد أحمد شوبير ويحاولون أن يشعروه بالحسرة – إنهم يتضامنون مع من يحاربونه.. لا أعرف لماذا- ورغم أنى لا أعرفه ولم يسبق لى حتى الكلام معه، إلا أنى أشفقت عليه، ولأنهم يرغبون فى كيده قالوا لى: سنطلق اسم "الوجه الآخر" على البرنامج، وهذا اسم كانوا يطلقونه على برنامج شوبير فى القناة، واقترحت عليهم اسما جديدا "السياسة.. فن"، ووافقوا عليه، وكانت ستقدمه المذيعة لبنى عسل، إلا أنها كانت تماطلهم فى الموافقة على تقديمه.. وأنا مالى: المهم أنهم أوكولوا مهمة الإشراف عليه للصحفى محمود مسلم باعتباره رئيس تحرير القناة وكده! وهو لمن لا يعلم عضو مهم جدا فى الحزب الوطنى ويغطى بخدمة ممتازة أخبار أمانة سياسات جمال مبارك فى جريدته، بينما يعينه رئيس الحزب المعارض فى قناته رئيسا للتحرير.. اتلخبطتوا؟! المهم على أن أكون أنا صاحبة فكرة البرنامج وكاتبة "الاسكريبت" الخاص به، وبالفعل كتبت 10 حلقات طلبوها بأسمائها وبأسماء ضيوفها وبالاتفاق معهم، وكان الوسيط فيها معى الصحفى عثمان فكرى.. كنت اكتب الحلقة واحصل على الموافقة عليها من محمود مسلم الذى يحذف بعض الأسئلة وفقا لسياسة القناة.. رغم أن البرنامج فنى ولكنه مع سياسيين، إلى أن توقف البرنامج فجاة ودون أى مبرر!
ملحوظة جانبية: محمود مسلم اعترض على ضيوف بعينهم من بينهم الأستاذ عادل حمودة وأيمن نور وإبراهيم عيسى وحمدى قنديل ووائل الإبراشى، ليس لكراهيته لهم – لا سمح الله- ولكن لأنها سياسة القناة وهذه الأسماء ممنوعة من الظهور فيها!
المهم.. فى 13 يوم فقط قدمنا أضخم إنتاج تليفزيونى – كما ادعوا- قدمنا برنامج "لقاء مستحيل" الذى غيروا قبل تنفيذه الشكل الذى قدمت به الفكرة، ولأنى كنت فعلا أرغب فى خروج البرنامج إلى النور، تجاوزت ووافقت- ومن منا لا يتجاوز فى عمل سيدر عليه دخلا شريفا- عموما حتى الفكرة التى طوروها أفسدوها، وتحديدا بعد أن اختاروا لها مخرجا له تجربة سينمائية لم تر النور، واسمه – في الغالب محمد سعيد- يلعب أثناء التصوير "الكونكان" و"البورصة" – لا أعرف أسماء الألعاب جيدا، لكنى أعرف أنه طوال الوقت يقول: يا بيبى- ثم إنه يغيب عن التصوير لأيام ويستعين بمخرج آخر يؤدى دوره، وبالمناسبة المخرج الآخر أكثر حرفية منه، لكنها المصالح والعلاقات التى تسير الأمور فى هذه الدنيا وتسير الأمور فى هذه "الحياة".
13 يوما فقط، لم نضرب خلالها يوم تصوير واحد، وأحضرنا لهم أهم النجوم بأرخص الأسعار، وعندما رفض بعض النجوم الأسعار التى نعرضها عليهم، كان مشرف الانتاج فى القناة يقول لنا: ضاعفوا الرقم، بل ضاعفوه ثلاث.. كنا كفريق إعداد نتساءل: إذا كنتم قادرين على دفع هذه المبالغ.. لماذا تحرجوننا أمام مصادرنا وتطالبوننا بالضغط عليهم للمجيء بأسعار أقل مما يحصلون عليها فقط لمجاملتنا.. لقد أحرجونا فعلا أمام النجوم وأنا هنا أعتذر لكل نجم جاء بأقل من قيمته فى السوق وعزائى.. أن القناة التى نفذت فيها البرنامج ضحكت عليك.. تماما مثلما ضخكت علىّ.
وسأحكى موقفا ربما يجعل أى فنان يتحسس مسدسه قبل ذهابه إلى هذه القناة للتسجيل أو التصوير أو حتى لدخول دورة المياه وهو يمر أمامها.. قرر أحد العاملين فى إنتاج البرنامج أن يعطى لأحد النجوم أجره على الحلقة بعد خصم ألفي جنيه بحجة الضرائب، بينما يحصل كل من صور فى البرنامج من فنانين على أجور بلا ضرائب، وبعقود داخلية لتستيف الحسابات لا أكثر، ولا أدرى ما البند الذى ستفوه لتضبيطها ضمن ميزانية القناة.. على الضرائب أن تنتبه وتقوم بعملها، كما حرض صاحب القناة على إبراهيم عيسى مدعيا أنه يتهرب من الضرائب.
عموما حدثت الفضيحة عندما قرر هذا النجم أن يشكو لفريق الإعداد من خصم الألفى جنيه، وكان أجره المتفق عليه معنا على الحلقة 12 ألف جنيه فقط، وهو الأجر الذى اتفق مع فريق الإعداد عليه، ليفاجأ بأنه يقبض 10 آلاف جنيه بحجة الضرائب التى خصمت الألفى جنيه، وعندما شكت أسرة الإعداد لمسئول الإنتاج، بسرعة أنقذ الموقف، ولم يحاسب مدير الإنتاج الذى كان يرغب فى خصم ألفى جنيه كاملة دون معرفته.. من الآخر لموا الموضوع.. والفنان مازال حاضرا ويمكن لأى كائن على وجه الأرض طرح الأمر عليه، لمعرفة صدق الموضوع برمته.
عموما انتهينا من مهزلة تصوير برنامج كانت فكرته مبشرة بالكثير، وأفسدتها القناة التى رغبت فقط فى تصوير "بروموهات" تغيظ بها التليفزيون المصرى.. كليوباترا عندنا.. نازلى عندنا.. صلاح الدين عندنا.. فقط بروموهات.. وملاحق خاصة فى الصحف القومية وستاندات على أسطح العمارات وعلى الكبارى تكلفت ملايين، ثم إفساد منظم للحلقات التى استغرقت أقل حلقة تصوير فيها ما يتجاوز الست ساعات!
طلبنا – أنا وفريق الإعداد- مقابلا لمجهود 13 يوما بلا نوم وبلا راحة، فقالوا إن مكافأة خاصة ستصرف، ولم نصرفها حتى اللحظة.. تحدثت مع الدكتور صاحب القناة بنفسه وبنفسى، وطلبت منه أن يقدر مجهود 13 يوم بلا نوم وبلا راحة لصالح إخراج أضخم إنتاج تليفزيونى – كما ادعوا- فقال لى بصوت ثعبانى ولهجة مفتعلة للود: الناس فى القناة يحبونك ويحترمونك.. وأخشى أن أتدخل بطلب مكافأة لك فتفقدين هذا الود!
يا حبيبى.. هكذا يتنصل الإنسان بكل الحب عن مهامه ومسئولياته!
قلت له: إذن أرجوك لا تتدخل وسأتصرف معهم.. تحدثت مع مشرف الإنتاج فى القناة، فقال لى: لا تقلقى.. هناك مكافأة خاصة لك ولفريق الإعداد.. ثم اختفى كعادته وعادتهم دوما، مع تأكيده أننى سأحصل على مرتب شهرى لمدة سنة دون أن أنفذ أى شيء على أن أعتبر هذا المرتب هو أجرى على البرنامج والفكرة!
تواطأت ووافقت على هذا الإجحاف.. إلى أن حدثته بعدها بشهرين وقلت له: ها.. أخبار المكافأة إيه؟
فقال لى: هو انتى مش بتاخدى مرتب شهرى؟! قلت له: نفذت لكم برنامج من 29حلقة.. الأجر الطبيعى للمعد فيها 5000 جنيه على الأقل، بالإضافة إلى أجر الفكرة، ولم أحصل على مقابل مناسب، فقال لى: أجرك فى الشهر ولمدة سنة يغطى هذه التكلفة، فقلت له أجرى فى الشهر 10 آلاف جنيه – بالمناسبة مدفوعة الضرائب- أى 120 ألف جنيه فى السنة، والمفترض بمنطقك أن أحصل على 600 ألف جنيه فى السنة، فقال لى بمنتهى التمثيل: ليه هو انتي بتاخدى 10 آلاف جنيه "بس" فى الشهر؟!
الخلاصة أننى تنازلت وغيرت شكل فكرتى لصالح تنفيذها.. ونفذتها وكسبت القناة وكسب أصحابها، وخسرت أنا.. فقد أوقف الدكتور السيد البدوى شحاتة الذى خشى علىّ لرهافة حسه – من أن أفقد حب محمد عبد المتعال وإيهاب بهجت ومحمد مصطفى لى، فقرر الجميع الآن إيقاف مرتبى وأكلوا حقى عن برنامج أهدرت فيه 13 يوما من وقتى ووقت أبنائي، وكدت أخسر أصدقائى بعد أن أنفعلت وتجاوزت معهم أكثر من مرة أثناء التصوير بسبب الضغط الواقع على وضيق الوقت – الآن أعتذر لكم فقد ظلمتكم معى- وخسرت مجهودا فى كتابة سكريبتات لبرنامج لم ينفذ وأضعت وقتى فى وضع خطة تصنيف لعروض الأفلام على قناة الأفلام الخاصة بهم.. خسرت حقا برنامجا سعيت لتنفيذه قبلها بعامين مع ثلاث شركات منفصلة.. هكذا تكون نتيجة التنازل عن فكرة.. أولا أن تنفذها وفقا لشروط صاحب المحل، وثانيا أن تؤجل حصولك على حقها وحق تعبك فيها وحق الفنانين الذين يأتون لمجاملتك، وحق العمل فى ظرف إنسانى مع فريق محترم.
لن أعفى نفسى من المسئولية سواء أمام من يقرأ هذه الكلمات أو أمام الله، فقد تواطأت وتنازلت وأهدرت حقى بيدى.. وإنشاءالله سآخذ حقى.. طبعا ليس الآن ولكن أمام رب العالمين.. يوم لا ينفع مال ولا بنون.. موعدنا هناك يا صانعى هذه الحياة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.