تجارة القناة تعلن قواعد القبول بالبرامج الجديدة بنظام الساعات المعتمدة للعام الجامعي 2026    عاجل من الضرائب، إلزام فئات جديدة بإصدار إيصالات إلكترونية في هذا الموعد    قيادي بحماس: تعاملنا بمسؤولية ومرونة في المفاوضات وطالبنا بضمان تدفق المساعدات    تطورات مهمة في عرض قاسم باشا التركي لشراء لاعب الأهلي    محاكمة ربة منزل بالمرج بتهم الترويج للأعمال المنافية والنصب على المواطنين    تشغيل قطارات جديدة على خط مطروح    مفاوضات مع مايلي سايرس وآريانا جراندي لتقديم عرض مشترك في Super Bowl    باحث أكاديمي ينفي عن توفيق الحكيم صفة البخل ويكشف تفاصيل مساهمته في تأسيس معهد الموسيقى    «100 يوم صحة» تقدم أكثر من 15 مليون خدمة طبية مجانية خلال 10 أيام    تجديد حبس سائق بتهمة سرقة 6 ملايين جنيه من مالك شركة يعمل بها بالعمرانية    الأرصاد تحذر من ذروة موجة حارة تضرب القاهرة    تنسيق 2025.. موعد المرحلة الأولى لطلاب الثانوية العامة وأسماء الكليات المتاحة لكل شعبة (تصريحات خاصة)    أسعار الخضروات اليوم السبت 26 يوليو في سوق العبور للجملة    مطار مرسى علم يستقبل 184 رحلة من 15 دولة أوروبية الأسبوع الجاري    «موعد أذان المغرب».. مواقيت الصلاة اليوم السبت 26 يوليو 2025 في القاهرة والمحافظات    كيم جونج أون لجيشه: يجب الإستعداد ل«حرب حقيقية في أي وقت»    الكونجرس الأمريكي: 75% من سكان غزة يواجهون مجاعة عقب الحصار الذي فرضه نتنياهو    تعرف شخصية ليلى زاهر في مسلسل وادي وبنت وشايب    تعرف على موعد عرض أولى حلقات مسلسل « قهوة 2» ل أحمد فهمي    قائمة الجامعات الأهلية المعتمدة في تنسيق 2025.. دليل شامل للطلاب الجدد    «لو ابنك بلع مياه من حمام السباحة؟».. خطوات فورية تحميه من التسمم والأمراض    «خبراء يحذرون»: لا تغلي «الشاي مع الحليب» لهذا السبب    «لماذا ينصح بتناول لحم الديك الرومي؟»... فوائد مذهلة لهذه الفئات    سعر الذهب اليوم السبت 26 يوليو 2025.. الجنيه الذهب ب37040 جنيها    الأهلى يزاحم الهلال على ضم نونيز من ليفربول    اكتشاف حفرية ديناصور عمرها 67.5 مليون عام تحت موقف سيارات متحف دنفر    دعاء الفجر.. اللهم إنا نسألك فى فجر هذا اليوم أن تيسر لنا أمورنا وتشرح صدورنا    "الحشيش حرام" الأوقاف والإفتاء تحسمان الجدل بعد موجة لغط على السوشيال ميديا    أسفار الحج (9).. زمزم والنيل    الدفاع الألمانية تستعين بأسراب «صراصير» للتجسس والإستطلاع    خدمة جوجل فوتو تضيف أدوات لتحويل الصور القديمة إلى مقاطع فيديو متحركة    رابطة الأندية توجه الدعوة لأبو ريدة لحضور قرعة الدوري    أجندة البورصة بنهاية يوليو.. عمومية ل"دايس" لسداد 135 مليون جنيه لناجى توما    أبو حلاوة يا تين.. عم محمود أقدم بائع تين شوكى فى مصر عمره 65 سنة.. فيديو    بعد أزمات فينيسيوس جونيور، هل يتحقق حلم رئيس ريال مدريد بالتعاقد مع هالاند؟    بالأسماء.. مصرع طفلة وإصابة 23 شخصًا في انقلاب ميكروباص بطريق "قفط – القصير"    3 مكاسب الأهلي من معسكر تونس    رحيل نجم بيراميدز بسبب صفقة إيفرتون دا سيلفا (تفاصيل)    موعد مباراة ليفربول وميلان الودية اليوم والقنوات الناقلة    إعلام فلسطيني: 4 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية غرب غزة    برج الحوت.. حظك اليوم السبت 26 يوليو: رسائل غير مباشرة    إيطاليا: الاعتراف بدولة فلسطين ليس ممكنا إلا باعترافها بإسرائيل    2 مليار جنيه دعم للطيران وعوائد بالدولار.. مصر تستثمر في السياحة    بالصور.. تشييع جثمان والد «أطفال دلجا الستة» في ليلة حزينة عنوانها: «لقاء الأحبة»    هآرتس: ميليشيات المستوطنين تقطع المياه عن 32 قرية فلسطينية    رد ساخر من كريم فؤاد على إصابته بالرباط الصليبي    بعد «أزمة الحشيش».. 4 تصريحات ل سعاد صالح أثارت الجدل منها «رؤية المخطوبة»    «الداخلية» تنفي «فيديو الإخوان» بشأن احتجاز ضابط.. وتؤكد: «مفبرك» والوثائق لا تمت بصلة للواقع    الجزار: الأهلي تواصل معي لضمي.. وهذا موقفي من الانتقال ل الزمالك    فلسطين.. شهيدة وعدة إصابات في قصف إسرائيلي على منزل وسط غزة    «مش عارف ليه بيعمل كده؟».. تامر حسني يهاجم فنانا بسبب صدارة يوتيوب .. والجمهور: قصده عمرو دياب    "مستقبل وطن دولة مش حزب".. أمين الحزب يوضح التصريحات المثيرة للجدل    حماس: لم نُبلغ بوجود أي إشكال بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة ونستغرب تصريحات ترامب    وزير الأوقاف: الحشيش حرام كحرمة الخمر سواء بسواء والادعاء بحِلِّه خطأ فادح    سعر الذهب اليوم السبت 26 يوليو محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير (تفاصيل)    قفزة في أسعار الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 26 يوليو 2025    رفعت فياض يكتب: نصيحتي لكل الناجحين في الثانوية العامة.. لا تلتحق بأي كلية استخسارًا للمجموع أو على غير رغبتك    جامعة دمنهور الأهلية تعلن فتح باب التسجيل لإبداء الرغبة المبدئية للعام الجديد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دعاء سلطان تكتب: بعد 200 يوم فى قناة الحياة: يا صانعى هذه الحياة.. موعدنا هناك!
نشر في الدستور الأصلي يوم 20 - 11 - 2010


نعم أنا مغرضة ومغرضة جدا كمان!
يا صانعى هذه الحياة.. موعدنا هناك!
لماذا ينزعج الناس بفكرة أننى كنت أعمل فى قناة الحياة.. أنا صحفية وهذه قناة موجودة فى السوق وعرضت أعمالى عليهم، ووافقوا عليها.. هل فى هذا ما يعيب.. هل القناة بيت دعارة وأنا عملت فيه.. إنها قناة فضائية يعمل فيها مئات الصحفيين.. فلماذا يكون عملى فيها مخجلا ويستحق المعايرة؟!
ولماذا أصلا يكون سعى الصحفى للعمل فى قنوات فضائية هو تنطع على هذه القنوات.. ألا يسعى الجميع لأكل عيشه.. أليست هذه القنوات مفتوحة لكل من لديه أفكار، ولديه قدرة على العمل.. هل عملت مستشارة إعلامية لهذه القنوات فى الخفاء أو مستشارة لصاحبها – كما يفعل كثيرون- حتى ألام على عملى فى قناة فضائية كمعدة برامج؟!
كان من حق الجميع أن يعايرنى لو أننى تواطأت وهادنت وصمت بعد ما فعله الدكتور صاحب القناة فى إبراهيم عيسى وفى الدستور وفى التجربة بأكملها، لكنى منذ اليوم الأول لتفجر الأزمة أعلنت موقفى صريحا بأننى ضد السيد البدوى.. الرجل الذى أحصل منه على مرتب ثابت فى قناة الحياة، والمفترض أننى أحصل منه على مرتب من جريدة الدستور سابقا، فهل يعاير الإنسان لأنه لم يحسبها جيدا، ورفض كل هذا منحازا إلى الحق – أو على الأقل ما أراه أنا حقا.. ألا يصدق البعض أن هناك من ينحازون لشرف القضية دون حسابات أكل العيش وهنكسب كام من ورا الموقف؟!
الآن فقط لم تصبح القضية - برمتها - بالنسبة لى مجرد قضية عامة لعب فيها الدكتور دورا مريبا بإقالة رئيس تحرير جريدة معارضة ومحترمة، وقوض التجربة بأكملها، ثم ظهر علينا بمنتهى الفجاجة ليؤكد أنه معارض، ولكنها أصبحت بالنسبة لى أيضا قضية شخصية يسعى فيها إمبراطور إعلامى لأكل حقى على مجهود بذلته، لذلك فلن أسمح بأن يتهمنى أحد بأننى مغرضة لهجومى على القناة وعلى الدكتور، لأنه لا يصح أن يتهم أحد بتهمة اعترف بها.. نعم أنا مغرضة لأنى أطالب هذا الرجل بحقى المادى.. أما المعركة العامة وقضية الدستور، فقد أعلنت موقفى منها منذ بدايتها، ولن أتوقف عن الإعلان عنها حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا، وإذا كان غرض الحصول على الحق عيب وتهمة.. فأنا متهمة جدا وبكل فخر، فالإمبراطور الإعلامى ورئيس الحزب المعارض – ورغم مشاغله الكثيرة- أوقف راتبى فى قناته بعد أن أعلنت له على الملأ وأمام صحفيى الدستور ومستشاريه الإعلاميين ورئيس قنواته وشريف عامر مذيع يعمل لديه عندما طلب منى أن اقنع زوجى إبراهيم منصور بالموافقة على تولى منصب رئيس التحرير خلفا لأستاذى إبراهيم عيسى بعد أن غدر به وأبعده، فقلت له: لا أقبل أن يعمل زوجى رئيسا للتحرير خلفا لإبراهيم عيسى، ولو أنه قبل – وطبعا هو رفض- فسأطلب منه الطلاق، ويبدو أن هذا الموقف أثار جنونه، فكيف يرفض أحدهم طلبا للإمبراطور، وكيف يرفض أحدهم منصبا ومالا يعرضه الإمبراطور.. جن جنون الرجل وأوقف راتبى الذى استحق كل مليما فيه مقدما بعد هذا الموقف مباشرة.. ونعم الشرف والمباديء!
وقبل أن يحاول أحد – أيا كان هذا الأحد- تشويه الحقائق أو الإدعاء علىّ بغير الحقيقة، خصوصا أن تعليقات اتباعهم على ما أكتبه فى جريدة الدستور تفوح منها رائحة الفساد والسخف وقلة القيمة المعبرة عن أصحابها، سأحكى هنا قصة 200 يوم قضيتها فى هذه القناة سواء كمتعاملة من الخارج أو بالتواجد فيها.
عملت فى تليفزيون الحياة "الحياة الحمرا" بناءا على سعى منى للعمل، فأنا فى سعى دائم للعمل.. معى أفكار أعرضها على كل ذى رأى وصاحب منبر.. قرر زوجى أن يساعدنى - وهو يساعد أيضا كل من يحتاج مساعدة للوصول إلى أحد- ويهاتف أصدقاؤه هناك لاستقبالى.. فقط لاستقبالي.. لا للترويج لى، فهو مؤمن بأفكارى وبطاقتى على العمل.
عموما.. استقبلونى واستقبلوا افكارى بترحيب مريب.. قلت لزوجى: أشك فى ودهم.. مصطنع وزائف ومبالغ فيه - كالعادة - لم يعر شكوكى أى انتباه.. لأنه أكثر نبلا وثقة فى الآخرين منى.. فى المقابلة الأولى قال لى رئيس القناة: زوجك ساعدنى عندما كنت صحفيا فى مقتبل حياتى.. زوجك أنبل صحفى عرفته.. زوجك أنظف من عرفت فى الحياة.. اتمنى أن لا يتغير رأى الأستاذ رئيس القناة الآن، وأتمنى أن لا يتغير رأيه الآن فى أنبل من عرفه فى الحياة، واتمنى أن لا يكون قصده أن زوجى هو أنبل من عرفه فى الحياة القناة، وليس الحياة اللى عايشينها.
ذهبت فى البداية بأكثر من فكرة من بينها واحدة قلت لهم إننى أرغب فى تقديمها بنفسى لأنها متعلقة بالصحافة الفنية، وسجلنا حلقة "بايلوت" ربما لم تعجبهم.. ربما لم أعجبهم أنا شخصيا شكلا أو موضوعا.. ربما لا أملك حضورا.. ربما أنا فاشلة كمقدمة برامج.. شكلى وحش.. دمى تقيل.. ليس هذا هو بيت القصيد، فلم يكن هدفى تقديم برنامج أو إعداد حلقات، أنا مش بارفس فى الأرض يعنى عشان اعمل برنامج.. كنت فقط أرى أن لدى أفكار وارغب فى تنفيذها، وأحصل فى مقابلها على أجر محترم.
تكررت الزيارات فيما بعد لمناقشة أفكار أخرى، إلى أن قلت لكبيرهم: أنا سعيدة بحسن تعاملكم وبالأدب الزائد عن الحد، لكنى لا أجد أى نتيجة عملية لكلماتكم الرقيقة، وبسرعة وقعوا العقد واعتمدوه، مع ملاحظة أنهم رفضوا أن يطلع عليه المحامى الخاص بى.. عموما لا يقرأ المصريون أى عقود عمل تحكم علاقتهم بصاحب العمل.. وأنا مصرية، وبصراحة كنت فى حاجة لمقابل هذا العقد ماديا.. مش عيب يعنى!
شهر كامل مر ولا جديد.. أرجو إفادتى بمدى إمكانية تنفيذ أفكارى التى رحبتم بها.. طبعا ستنفذ.. هكذا كان ردهم المهذب.. حصلت على أجرى كاملا خلال الشهر الثانى من توقيع العقد.. تحدثت معهم: أنا لا يسعدنى أن أحصل على راتب بلا مقابل.. يا ليتنا نبدأ فى أحد المشاريع.. بالتأكيد.. قريبا إنشاءالله.. هكذا أجابوا، ورغم أننى قدمت لهم مشروعا كاملا لتصنيف عرض الأفلام على قناة الأفلام الخاصة بهم من 15 صفحة، مع بروموهات جاهزة للتنفيذ سهرت عليها أياما وليالى، إلا أن عدم تنفيذ الأفكار التى رحبوا بها أشعرنى بعدم الراحة.
كنت حينما أجلس معهم أشعر بحالة من عدم الارتياح تصحبها حموضة في المعدة.. فهناك شخص يرتدى حذاء "ببوز" رفيع من ذلك الذى أمقته، كما أنه – وهذا هو الأسوأ- يحدد حواجبه ويرسمها – كما تفعل نساء الأحياء الشعبية – ودول على راسى.. بس مش باحب الرجالة اللى بيعملوا كده فى حواجبهم- عموما لا يجلس رئيس القناة مع أى شخص إلا بصحبة هذا الناتف لحواجبه أو شخص آخر من الإنتاج.. يتبادولون معك الحوار، بينما يتبادلون فيما بينهم رسائل هاتفية توحد طريقة تعاملهم معك.
مماطلات وضحكات مهذبة ورقيقة يتبادلونها معك.. هواتف مغلقة طوال الوقت وأرقام تتغير كل يومين.. وأرقام لا ترد.. هكذا يتعاملون مع كل من لا يحتاجون إلى خدماته فى اللحظة الراهنة بمجرد أن يعطيهم ظهره.
فكرتى طلبتها مذيعة أخرى.. سألتهم عن إمكانية تنفيذها معها بعيدا عنهم، وكانت إجابتهم وبمنتهى الأريحية: طبعا براحتك.. اتفضلى.
وبعد اتفاقى مع المذيعة، وجدتهم يطلبوننى بهيستيرية غريبة: تعالى سننفذ فكرتك الأولى فورا.. وبعد أسبوعين فقط بدأنا التصوير.. من الذى ترغبين فى الاستعانة به فى الإعداد.. فلان وفلان وفلان.. مع ضمانات بحصولهم على حقوقهم.. طبعا هو انتي بتشتغلى مع عصابة.. ملحوظة: العصابات تحكمها قوانين شريفة ومحترمة ولا يجوز تخطيها أو تجاوزها وذلك فى حدود العصابة نفسها.. أما هذه القناة، فالعلاقات فيها أشبه بالعلاقات فى العصابات غير المنظمة.
بدأنا فى الإعداد لتنفيذ البرنامج، ثم زهزهت الحياة تماما، وطلبوا منى البدء فى تنفيذ فكرة أخرى كنت قد كتبتها بعنوان "ضيف شرف"، ولكنهم يرغبون فى كيد أحمد شوبير ويحاولون أن يشعروه بالحسرة – إنهم يتضامنون مع من يحاربونه.. لا أعرف لماذا- ورغم أنى لا أعرفه ولم يسبق لى حتى الكلام معه، إلا أنى أشفقت عليه، ولأنهم يرغبون فى كيده قالوا لى: سنطلق اسم "الوجه الآخر" على البرنامج، وهذا اسم كانوا يطلقونه على برنامج شوبير فى القناة، واقترحت عليهم اسما جديدا "السياسة.. فن"، ووافقوا عليه، وكانت ستقدمه المذيعة لبنى عسل، إلا أنها كانت تماطلهم فى الموافقة على تقديمه.. وأنا مالى: المهم أنهم أوكولوا مهمة الإشراف عليه للصحفى محمود مسلم باعتباره رئيس تحرير القناة وكده! وهو لمن لا يعلم عضو مهم جدا فى الحزب الوطنى ويغطى بخدمة ممتازة أخبار أمانة سياسات جمال مبارك فى جريدته، بينما يعينه رئيس الحزب المعارض فى قناته رئيسا للتحرير.. اتلخبطتوا؟! المهم على أن أكون أنا صاحبة فكرة البرنامج وكاتبة "الاسكريبت" الخاص به، وبالفعل كتبت 10 حلقات طلبوها بأسمائها وبأسماء ضيوفها وبالاتفاق معهم، وكان الوسيط فيها معى الصحفى عثمان فكرى.. كنت اكتب الحلقة واحصل على الموافقة عليها من محمود مسلم الذى يحذف بعض الأسئلة وفقا لسياسة القناة.. رغم أن البرنامج فنى ولكنه مع سياسيين، إلى أن توقف البرنامج فجاة ودون أى مبرر!
ملحوظة جانبية: محمود مسلم اعترض على ضيوف بعينهم من بينهم الأستاذ عادل حمودة وأيمن نور وإبراهيم عيسى وحمدى قنديل ووائل الإبراشى، ليس لكراهيته لهم – لا سمح الله- ولكن لأنها سياسة القناة وهذه الأسماء ممنوعة من الظهور فيها!
المهم.. فى 13 يوم فقط قدمنا أضخم إنتاج تليفزيونى – كما ادعوا- قدمنا برنامج "لقاء مستحيل" الذى غيروا قبل تنفيذه الشكل الذى قدمت به الفكرة، ولأنى كنت فعلا أرغب فى خروج البرنامج إلى النور، تجاوزت ووافقت- ومن منا لا يتجاوز فى عمل سيدر عليه دخلا شريفا- عموما حتى الفكرة التى طوروها أفسدوها، وتحديدا بعد أن اختاروا لها مخرجا له تجربة سينمائية لم تر النور، واسمه – في الغالب محمد سعيد- يلعب أثناء التصوير "الكونكان" و"البورصة" – لا أعرف أسماء الألعاب جيدا، لكنى أعرف أنه طوال الوقت يقول: يا بيبى- ثم إنه يغيب عن التصوير لأيام ويستعين بمخرج آخر يؤدى دوره، وبالمناسبة المخرج الآخر أكثر حرفية منه، لكنها المصالح والعلاقات التى تسير الأمور فى هذه الدنيا وتسير الأمور فى هذه "الحياة".
13 يوما فقط، لم نضرب خلالها يوم تصوير واحد، وأحضرنا لهم أهم النجوم بأرخص الأسعار، وعندما رفض بعض النجوم الأسعار التى نعرضها عليهم، كان مشرف الانتاج فى القناة يقول لنا: ضاعفوا الرقم، بل ضاعفوه ثلاث.. كنا كفريق إعداد نتساءل: إذا كنتم قادرين على دفع هذه المبالغ.. لماذا تحرجوننا أمام مصادرنا وتطالبوننا بالضغط عليهم للمجيء بأسعار أقل مما يحصلون عليها فقط لمجاملتنا.. لقد أحرجونا فعلا أمام النجوم وأنا هنا أعتذر لكل نجم جاء بأقل من قيمته فى السوق وعزائى.. أن القناة التى نفذت فيها البرنامج ضحكت عليك.. تماما مثلما ضخكت علىّ.
وسأحكى موقفا ربما يجعل أى فنان يتحسس مسدسه قبل ذهابه إلى هذه القناة للتسجيل أو التصوير أو حتى لدخول دورة المياه وهو يمر أمامها.. قرر أحد العاملين فى إنتاج البرنامج أن يعطى لأحد النجوم أجره على الحلقة بعد خصم ألفي جنيه بحجة الضرائب، بينما يحصل كل من صور فى البرنامج من فنانين على أجور بلا ضرائب، وبعقود داخلية لتستيف الحسابات لا أكثر، ولا أدرى ما البند الذى ستفوه لتضبيطها ضمن ميزانية القناة.. على الضرائب أن تنتبه وتقوم بعملها، كما حرض صاحب القناة على إبراهيم عيسى مدعيا أنه يتهرب من الضرائب.
عموما حدثت الفضيحة عندما قرر هذا النجم أن يشكو لفريق الإعداد من خصم الألفى جنيه، وكان أجره المتفق عليه معنا على الحلقة 12 ألف جنيه فقط، وهو الأجر الذى اتفق مع فريق الإعداد عليه، ليفاجأ بأنه يقبض 10 آلاف جنيه بحجة الضرائب التى خصمت الألفى جنيه، وعندما شكت أسرة الإعداد لمسئول الإنتاج، بسرعة أنقذ الموقف، ولم يحاسب مدير الإنتاج الذى كان يرغب فى خصم ألفى جنيه كاملة دون معرفته.. من الآخر لموا الموضوع.. والفنان مازال حاضرا ويمكن لأى كائن على وجه الأرض طرح الأمر عليه، لمعرفة صدق الموضوع برمته.
عموما انتهينا من مهزلة تصوير برنامج كانت فكرته مبشرة بالكثير، وأفسدتها القناة التى رغبت فقط فى تصوير "بروموهات" تغيظ بها التليفزيون المصرى.. كليوباترا عندنا.. نازلى عندنا.. صلاح الدين عندنا.. فقط بروموهات.. وملاحق خاصة فى الصحف القومية وستاندات على أسطح العمارات وعلى الكبارى تكلفت ملايين، ثم إفساد منظم للحلقات التى استغرقت أقل حلقة تصوير فيها ما يتجاوز الست ساعات!
طلبنا – أنا وفريق الإعداد- مقابلا لمجهود 13 يوما بلا نوم وبلا راحة، فقالوا إن مكافأة خاصة ستصرف، ولم نصرفها حتى اللحظة.. تحدثت مع الدكتور صاحب القناة بنفسه وبنفسى، وطلبت منه أن يقدر مجهود 13 يوم بلا نوم وبلا راحة لصالح إخراج أضخم إنتاج تليفزيونى – كما ادعوا- فقال لى بصوت ثعبانى ولهجة مفتعلة للود: الناس فى القناة يحبونك ويحترمونك.. وأخشى أن أتدخل بطلب مكافأة لك فتفقدين هذا الود!
يا حبيبى.. هكذا يتنصل الإنسان بكل الحب عن مهامه ومسئولياته!
قلت له: إذن أرجوك لا تتدخل وسأتصرف معهم.. تحدثت مع مشرف الإنتاج فى القناة، فقال لى: لا تقلقى.. هناك مكافأة خاصة لك ولفريق الإعداد.. ثم اختفى كعادته وعادتهم دوما، مع تأكيده أننى سأحصل على مرتب شهرى لمدة سنة دون أن أنفذ أى شيء على أن أعتبر هذا المرتب هو أجرى على البرنامج والفكرة!
تواطأت ووافقت على هذا الإجحاف.. إلى أن حدثته بعدها بشهرين وقلت له: ها.. أخبار المكافأة إيه؟
فقال لى: هو انتى مش بتاخدى مرتب شهرى؟! قلت له: نفذت لكم برنامج من 29حلقة.. الأجر الطبيعى للمعد فيها 5000 جنيه على الأقل، بالإضافة إلى أجر الفكرة، ولم أحصل على مقابل مناسب، فقال لى: أجرك فى الشهر ولمدة سنة يغطى هذه التكلفة، فقلت له أجرى فى الشهر 10 آلاف جنيه – بالمناسبة مدفوعة الضرائب- أى 120 ألف جنيه فى السنة، والمفترض بمنطقك أن أحصل على 600 ألف جنيه فى السنة، فقال لى بمنتهى التمثيل: ليه هو انتي بتاخدى 10 آلاف جنيه "بس" فى الشهر؟!
الخلاصة أننى تنازلت وغيرت شكل فكرتى لصالح تنفيذها.. ونفذتها وكسبت القناة وكسب أصحابها، وخسرت أنا.. فقد أوقف الدكتور السيد البدوى شحاتة الذى خشى علىّ لرهافة حسه – من أن أفقد حب محمد عبد المتعال وإيهاب بهجت ومحمد مصطفى لى، فقرر الجميع الآن إيقاف مرتبى وأكلوا حقى عن برنامج أهدرت فيه 13 يوما من وقتى ووقت أبنائي، وكدت أخسر أصدقائى بعد أن أنفعلت وتجاوزت معهم أكثر من مرة أثناء التصوير بسبب الضغط الواقع على وضيق الوقت – الآن أعتذر لكم فقد ظلمتكم معى- وخسرت مجهودا فى كتابة سكريبتات لبرنامج لم ينفذ وأضعت وقتى فى وضع خطة تصنيف لعروض الأفلام على قناة الأفلام الخاصة بهم.. خسرت حقا برنامجا سعيت لتنفيذه قبلها بعامين مع ثلاث شركات منفصلة.. هكذا تكون نتيجة التنازل عن فكرة.. أولا أن تنفذها وفقا لشروط صاحب المحل، وثانيا أن تؤجل حصولك على حقها وحق تعبك فيها وحق الفنانين الذين يأتون لمجاملتك، وحق العمل فى ظرف إنسانى مع فريق محترم.
لن أعفى نفسى من المسئولية سواء أمام من يقرأ هذه الكلمات أو أمام الله، فقد تواطأت وتنازلت وأهدرت حقى بيدى.. وإنشاءالله سآخذ حقى.. طبعا ليس الآن ولكن أمام رب العالمين.. يوم لا ينفع مال ولا بنون.. موعدنا هناك يا صانعى هذه الحياة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.