فأصدرت المحكمة حكما جديدا بإلغاء قرار مرسى، تبنت الجبالى موقفاً متشدداً من الإخوان المسلمين واتهمتهم صراحة بتحدى أحكام القضاء وهو ما دفعهم لشن حرب إعلامية غير شريفة عليها وصلت إلى سبها وشتمها أمام مجلس الدولة، اضافة إلى فتح صفحات على الانترنت باسمها ما دفعها إلى القول بإن المحكمة الدستورية هزمت الاخوان بالضربة القاضية. ولدت تهانى فى 9 نوفمبر 1950 لأسرة بسيطة، دخلت كلية الحقوق جامعة القاهرة وتخرجت فيها عام 1973وبعد تخرجهاعملت لفترة قصيرة كمديرة للشئون القانونية بجامعة طنطا ثم قدمت استقالتها وتفرغت للعمل كمحامية حرة فى عام 1987 وهى المهنة التى عملت بها حتى قرار تعيينها كقاضية. تم انتخابها كأول عضوة فى المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب لتصبح أول سيدة مصرية وعربية تنتخب فى هذا المستوى بالاتحاد منذ تأسيسه فى عام 1944، وبعدها تولت لجنة المرأة فى الاتحاد نفسه لتمثل المرأة العربية وأيضا رئاسة لجنة مناهضة العنصرية والصهيونية بالاتحاد بالإضافة إلى عملها كمحاضرة أساسية فى مركز التدريب وتكنولوجيا المعلومات التابع لاتحاد المحامين العرب. استمرت فى عملها بالمحاماة الى ان صدر قرار جمهورى بتعيينها فى 22 يناير 2003 ضمن هيئة المستشارين بالمحكمة الدستورية العليا كأول قاضية مصرية حتى عام 2007 حيث عينت الحكومة المصرية فى ذلك العام 32 قاضية و لكن لم تضف أى قاضية أخرى فى المحكمة الدستورية مما لها ان تكون صاحبة أعلى منصب قضائى تحتله امرأة فى مصر. أثار قرار تعيينها جدلا واسعا فى الأوساط الدينية السياسية والقضائية ذاتها، القضاة المعارضون لتعيينها اعتبروا عمل المرأة فى القضاء أمرا تمنعه الشريعة الإسلامية والقضاء، أما المؤيدون بتحفظ فضلوا ان يبدأ عمل المرأة كقاضية من المحاكم الشخصية والابتدائية وليس مباشرة بأعلى محكمة قضائية، يذكر أن شيخ الأزهر قبل تعيينها أشار إلى أن تولى النساء منصب القضاء أمر مقبول من الناحية الشرعية. من جهتها قالت المستشارة تهانى الجبالى ل«صوت الأمة» تعليقا على الهجمة الشرسة التى تعرضت لها فى معركتها مع الاخوان المسلمين، إنها تقدمت ببلاغ لوحدة جرائم المعلومات والانترنت التابعة لوزارة الداخلية لتتبع كل صفحات «الفيس بوك» المزورة التى تم إنشاؤها باسمها والتى تنشر أخبارا ومعلومات مغلوطة، وطلبت اتخاذ جميع الإجراءات القضائية ضد من أنشأها. وأضافت: الغريب أن الهجوم بدأ من الخارج قبل الداخل وبالتحديد من أمريكا التى رحبت بقرار مرسى بتحدى أحكام القضاء وهو ما لاقى غضبا فى الدوائر القضائية فى أمريكا حتى أن قضاة أصدقاء لى من أمريكا اتصلوا بى وأعلنوا استياءهم من رد الفعل الأمريكى والهجوم على شخصى وعلى المحكمة الدستورية ولعل هذا الهجوم كشف حجم الاتصالات السرية بين الإخوان المسلمين وأمريكا وهو ما يكشف ايضا ان هناك طابورا خامسا فى الداخل حيث شن الإخوان حربا غير شريفة ضدى وضد المحكمة الدستورية العليا بعد ان تصدينا لهم خاصة أن قرار المحكمة الأخير بمثابة الهزيمة الأولى للإخوان فى الشارع، حيث كانوا يعتقدون أنهم دخلوا معركة يمكن ان يكسبوها هذا المحتوى نشر بعدد 605 بتاريخ 16/7/2012