مرسى فشل فى انجاز الملف الأمنى... اكتفى باخراج الجهاديين من المعتقلات فزاد الطين بلة..... لم يقم باعادة هيكلة وزارة الداخلية..... بهذه الكلمات بدأ اللواء محمود قطرى تقييمه لأداء مرسى فى الملف الأمنى بعد أن قاربت ال 100 يوم على الانتهاء ولم يتم انجاز اى شىء منه حيث وجه قطرى اتهامات مباشرة بأنه أهمل ملف الأمن وانتهج سياسة اخراج الجهاديين من المعتقلات فزاد من حدة الانفلات الأمنى. يقول محمود قطرى: محمد مرسى اخطأ فيما فعله مع الأمن ووزارة الداخلية لأنه لم يضع ثقله فى الجهاز المنهار منذ أحداث ثورة يناير العظيمة ولم يقم بتغيير الجهاز وإعادة بنائه مرة أخرى حيث كان من المهم ان يبدأ ملفه الأمنى بإحداث هذه التغييرات الا انه أصر على العمل مع المنظومة السابقة بعد ان قام بعمل تغيير صورى وابقى على رجال حبيب العادلى فى مناصبهم كما اخطأ باختيار أحمد جمال الدين وزير الداخلية، حيث لاحظنا نحن كضباط سابقين بأن أحمد جمال أعاد أيام حبيب العادلى مرة أخرى ولم يعد الأمن الذى لا يعنى مجرد استعادة الأمن ومنع الجريمة ومواجهة الانفلات الأمنى فقط بل تحقيق الأمن بمعناه الشامل الإنسانى والاجتماعى والاقتصادى وفقا لما هو معمول به فى الدول الحديثة والحقوق الإنسانية الدولية. كيف أعاد جمال الدين أيام حبيب العادلى؟ - المسيطرون على وزارة الداخلية الآن هم من رجال حبيب العادلى والذين لا يهتمون بفكرة الأمن الوقائى وهى العمل على الحد من انتشار الجريمة لكن الفكرة الحالية هى ان تترك الشرطة الجريمة تقع ثم تبدأ فى التحرك بعد وقوع الجريمة، وهو ما يعنى انهم اهملوا الأمن العلاجى واهتموا فقط بالأمن الجنائى، وهو ما كان يفعله حبيب العادلى، حيث كانت العقيدة الأمنية هى ان نترك الجريمة تحدث ثم يتم تعقب الجناة بعد ذلك وهو ما يعنى العقلية لاتزال كما هى مع تغيير الأشخاص فقط وهو دليل على فشل مرسى فى مهمته الأمنية حتى الآن فى التخلّص من القادة الذين لهم ولاء مضاد لمشروعه بدلاً من إحلال قادة غيرهم من داخل المؤسسة ثم إعادة تثقيفهم وتدريبهم بما يحقق مطلب الأمن. ما هى مظاهر إعادة أيام حبيب العادلى؟ - تكفى ملاحظة تقاعس الشرطة إزاء الانتشار الغريب للبلطجة والأسلحة خاصة فى المناطق الشعبية والتى تحولت إلى ثكنات عسكرية من كثرة الأسلحة وحالة العنف التى تشهدها هذه المناطق لدرجة فشل الأمن فى دخولها وصارت تحت يد البلطجية وهو ما جعل المواطنين يضطرون إلى التعامل بأنفسهم مع هؤلاء البلطجية وهو ما حدث فى أكثر من واقعة فى القاهرة ودمياط والشرقية، حيث قام المواطنون بالهجوم على البلطجية وقتلهم فى غيبة تامة للأمن كما انتشرت الرشاوى بشكل أكبر مما كانت عليه أيام العادلى ومبارك. هل استطاع مرسى وجمال علاج الخلل النفسى الذى تعرض له ضباط الشرطة ؟ - لم يهتم مرسى أو وزير الداخلية الحالى بهذا الأمر كثيراً حيث كانت تصريحاته فى الملف الأمنى مجرد شعارات خاصة أن الأمر يحتاج للكثير من الوقت بعد تعرض العاملين بجهاز الشرطة لانتكاسة نفسية حادة منذ أحداث الثورة وحتى الآن فهم يحتاجون للشعور بالثقة وعدم الإهانة، حيث تعرضوا لاستشهاد ما يقرب من 36 ضابطاً وإصابة 240 ضابطاً وفرداً خلال الفترة الماضية مما أثر عليهم بالسلب ولم يهتم الرئيس بعقد لقاءات مع أفراد الأمن وإعطائهم دفعة نفسية رغم ان دورهم قومى وضرورى إلى جانب حل مشاكلهم فى حدود إمكانات الدولة بما له من مردود إيجابى على أجهزة الأمن والتقدير لمجهودهم ولم يهتم مرسى الا بالافراج عن الجهاديين فقط مما زاد الطين بلة. كيف ترى قرارات مرسى بالعفو الرئاسى عن الجهاديين؟ - الأمن زاد سوءا بعد الافراج عن الجهاديين الملوثة أيديهم بدماء المصريين ولعل مقتل 16 جندياً مصرياً على يد هذه العناصر تؤكد ان قرارات مرسى تؤدى إلى المزيد من الانفلات الأمنى وهناك العديد من الأدلة على ذلك خاصة العمليات المسلحة التى يقومون بها فى سيناء وغيرها من المحافظات. ماذا عن ملف المرور.. كيف ترى الحالة الآن ؟ - الحالة أسوأ مما كانت عليه أيام حسنى مبارك خاصة أن ال 100 يوم كانت كفيلة بحل أزمة المرور الا ان هذا لم يحدث حتى الآن ولانزال نعانى من شلل مرورى فى العديد من المحافظات خاصة فى المحافظات ذات الكثافة السكانية العالية، حيث لم يبد محمد مرسى أى اهتمام بملف المرور الذى تحدث عنه رغم ان هناك حلولاً سريعة قصيرة وسريعة لحل الأزمة من بينها رفع جميع السيارات المعطلة من على الطريق ورفع الإشغالات من على الأرصفة وإزالة التعديات على نهر الطريق إلى جانب إصلاح ما هو قائم بالفعل، علاوة على الخطط الطويلة الأجل منها زيادة أطوال الطرق والانتهاء من الطريق الدائرى الإقليمى وهو ما لم تتم فيه خطوة واحدة حسبما هو معلن. هل يعنى ذلك ان محمد مرسى فشل فى الملف الأمنى؟ - بالتاكيد مرسى فشل إلى الآن فى انجاز الملف الأمنى حتى الآن رغم قرب انتهاء ال 100 يوم وهو ما يعنى انه فى حاجة لمراجعة أسباب هذا الفشل مع ضرورة تطهير الوزارة من رجال العادلى.تم نشره بعدد 616 بتاريخ 1/10/2012