علاء أبوالقاسم «بطل من ذهب» ابن الإسكندرية: الميدالية الأوليمبية «هدية» لروح والدى

هو كاتب المجد الجديد فى الرياضة المصرية، يعرفه الان الصغير قبل الكبير فى سائر انحاء الجمهورية، هو منقذ بعثة مصر من الفشل والضياع فى لندن 2012.
هو احدث بطل اوليمبى فى تاريخ مصر، يأتى من محافظة معقل الابطال، الاسكندرية الاكثر انجابا لأبطال الاوليمبياد فى تاريخ مصر، محمدر شوان بطل الجودو وكرم جابر بطل المصارعة واخرهم صاحب هذه السطور وبطل فضية اخرى لمصر وهى اول ميداليات الفراعنة فى دورة الالعاب الاوليمبية
لم يكن احد يسمع عنه قبل انطلاق الدورة، ويخوض لعبة ليست لها شعبية حقيقية فى الشارع وهى سلاح الشيش، وخلال يوم واحد اصبح هو ملء السمع والبصر، عندما توالت انتصاراته من دور ال64 الى الدور النهائى حيث خسر الذهبية وحاز على الفضية.
صاحب هذه السطور هو بطل مصر الاول حاليا، علاء الدين أبوالقاسم بطل الشيش وصاحب الميدالية الفضية والمركز الثانى فى منافسات فردى الرجال لدورة لندن الاوليمبية.
قبل عودته الى القاهرة ومنها الى مسقط رأسه الاسكندرية، نجحنا فى الوصول اليه داخل البعثة المصرية وكان لنا معه حوار مطول عن انجازه الاوليمبي الكبير.
■ فى البداية وقبل أى شىء.. هل تلقى البطل التكريم اللائق ولو معنويا؟
شعرت به بكل تأكيد، يكفى ان كل القيادات السياسية والرياضية قامت بتهنئتى بداية من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وحتى الجماهير فى الشوارع.
■ وهل اتصل بك محمد مرسى رئيس الجمهورية؟
دكتور مرسى وجه تهنئة لى عبر تويتر وفيس بوك لانجازى.. ودكتور هشام قنديل رئيس الوزراء اتصل بى وهنأنى على الميدالية الفضية، والحمد لله انا وجدت ردود افعال غير عادية تؤكد حب الناس وحصولى بالفعل على التكريم الذى يتمناه اى رياضى.
■ وماهى ابرز ردود الافعال؟
كم صورى الرهيب التى انتشرت على فيس بوك وتويتر، انا اصبت بالرعب وشعرت بمسئولية ضخمة عندما وجدت الالاف يقومون بتغيير صورهم الى صورة علاء الدين ابوالقاسم، شرف كبير وفخر لى ولأسرتى ان اكون بهذه الشعبية خاصة ان لعبتنا ليست معتادة على ذلك.
■ نعود إلى لندن .. هل كان علاء الدين ابوالقاسم مرشحا لميدالية قبل البطولة؟
بصراحة كانت حلما نسعى اليه جميعا انا ومدربى البولندى ومسئولو الاتحاد .
■ وعندما بدأت المنافسات .. متى شعرت بان الميدالية قادمة؟
بصراحة بعد الفوز على اندريا الايطالى بطل العالم فى دور الثمانية، ووقتها تحدثت لأول مرة وقلت ان المشوار لايزال مستمرا وسأحقق ميدالية.
■ وهل لعبت من اجل ميدالية لروح والدك؟
الله يرحمه نعم، والدى كان يحلم باليوم الذى أحقق فيه ميدالية اوليمبية، وحثنى عليها عندما بدأت الشيش وانا فى السابعة من عمرى، ورحيله كان صدمة بالنسبة لى، أكثر ما ألمنى فى لندن اننى حققت الميدالية الفضية وهو ليس موجودا الى جوارى ليحتفل معى بهذا الانجاز ولكنى فى المقابل سعيد لتحقيق حلم من احلامه وهو ان يكون ابنه بطلا اوليمبيا.
■ وهل والدك سبب احترافك اللعبة؟
نعم والدى لاحظ حبى للمبارزة وانا صغير فألحقنى بنادى الشيش فى الاسكندرية وهناك شخصيات هى من صنعت انجازى فى لندن ولن انسى دورها الكبير معى.
■ مثل من؟
اللواء احمد اسماعيل الوالد الروحى لى ورئيس اتحاد السلاح وهو يرعانى منذ 15 عاما ولا يجب ان انسى المسئولين الذين دعمونى فى لندن سواء بالموافقة على المشاركة او توفير الاعداد مثل المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومى للرياضة السابق والدكتور عماد البنانى الرئيس الحالى والاستاذة ميرفت حسنين والمهندس بلال رفعت وعبدالمنعم الحسينى بالاضافة الى المدربين، عبدالرازق الشرقاوى ومحمد السيد.
■ كنت قريبا من ذهبية لندن .. فماذا حدث ؟
انت تجدد احزانى، كنت اتمنى الحصول على الميدالية الذهبية ولكن سوء التوفيق والاصابة امام شينج فى النهائى كانت السبب، وفى النهاية حققت ما احلم به فى أول دورة اوليمبية وهو العودة بميدالية.
■ وهل الاصابة التى تعرضت لها خطيرة ؟
هى جرح فى اليد اليسرى وللاسف انا اعتمد عليها فى المبارزة، وأثرت كثيرا علىّ، وحاولت التغلب عليها ولكنى فشلت، وللامانة هى ساهمت فى خسارتى للميدالية الذهبية فى لندن.
■ وهل فضية لندن هى اخر انجازات علاء الدين ابوالقاسم ؟
بإذن الله هى البداية، انا مازلت صغير السن وامامى مثلا 10 اعوام فى اللعبة، ولدى خطة لأن اكون المصنف الاول عالميا فى لعبة الشيش خلال اقل من عامين والفوز فيها ببطولة العالم ثم احراز الميدالية الذهبية فى دورة الالعاب الاوليمبية المقبلة فى ريو دى جانيرو.
■ وماهو تصنيفك العالمى حاليا ؟
انا المصنف السابع عالميا، وبطل العالم للشباب فى نفس الوقت .
■ وكم تبلغ مصروفاتك الشهرية او السنوية فى اللعبة ؟
مشكلة سلاح الشيش الوحيدة انها لعبة مكلفة، مثلا شنطة عهدتى الرياضية تبلغ قيمتها 15 الف جنيه والاتحاد مع المجلس القوى للرياضة هما من يتحملان ثمنها، والبدلة التى ارتديها وتحتاج للتغيير من حين الى الاخر ثمنها يصل الى 3 الاف جنيه، واحتاج قطع غيار مثل النصل من وقت لاخر بمقدار 12 الف جنيه أى الاجمالى يمكن ان يصل فى العام الواحد الى 200 الف جنيه.
■ 200 الف جنيه سنويا ليس مبلغا ضخما!
بالنسبة لنا مبلغ ضخم، خاصة ان هناك معسكرات وبطولات خارجية يجب ان اشارك فيها من وقت لآخر حتى يرتفع مستواى واضمن الاحتكاك بقوة هذا بخلاف المعسكرات الخارجية والبطولات الدولية.
■ كانتاروسيكى .. من هو فى حسابات علاء ابوالقاسم ؟
هو مدربى، والرجل الذى لعب دورا كبيرا فى ان يصل بى الى تحقيق اهم انجاز رياضى فى تاريخى وتاريخ لعبة الشيش المصرية وهو مدرب عظيم.
■ وكم يتدرب علاء الدين ابوالقاسم يوميا ؟
ما بين 5 الى 6 ساعات يوميا مابين تدريبات لياقة بدنية ومرونة وتدريبات فنية.
■ علاء أبوالقاسم المصرى .. من هو؟
انا شاب مصرى من الاسكندرية، اسكن فى كامب شيزار « كوبرى الجامعة»، طالب بهندسة الاكاديمية البحرية وحلم حياتى الحصول على بكالوريوس الهندسة، ولدى 3 شقيقات، بالاضافة الى والدتى.
■ والدتك جزائرية؟!
نعم وانا من مواليد الجزائر فى 1990، ووقتها كان والدى يعمل فى الجزائر وتزوج والدتى وانجبانى، وانا ثالث اخوتى فى الترتيب.
■ وبمن تأثرت .. الأب أم الام ؟
الاثنان معا .
■ هل يفكر علاء ابوالقاسم فى الزواج مبكرا ؟
الزواج المبكر مهم لأى رياضى ولكنى مازلت فى الثانية والعشرين من عمرى وهناك ارتباطات دراسية ورأى العائلة، وامور أخرى.
■ وماهى وجبتك المفضلة ؟
لانى اسكندرانى، افضل بكل تأكيد الاسماك بمختلف انواعها وهى اكلتى المفضلة وسأطلب من والدتى فور عودتى الى الاسكندرية «اكلة سمك» تعيدنى لاجواء الاسرة، مرة اخرى، وبخلاف الاسماك احب الفاكهة جدا خاصة انها مهمة للرياضيين.
نشر بالعدد 608 بتاريخ 6/8/2012