عاشت الإسكندرية ليلة سعيدة احتفالاً بتحقيق ابنها علاء الدين محمد أبوالقاسم أول ميدالية لمصر فى أوليمبياد لندن 2012، حتى أصبحت الإسكندرية كلمة السر فى إنتاج الأبطال الأوليمبيين بعد أن حقق أبطالها 12 ميدالية من أصل 25 ميدالية حققتها مصر على مدار مشاركتها بالدورة الأوليمبية أبرزهم البطل السكندرى محمد على رشوان، الذى حقق البرونزية فى أوليمبياد لوس أنجلوس 1984 وذهبية كرم جابر فى المصارعة، أثينا 2004 إلى جانب بطل الجودو هشام مصباح، ابن الإسكندرية والحائز على البرونزية، وهى الميدالية المصرية الوحيدة فى أوليمبياد بكين 2008، إلى جانب أبطال النادى الأوليمبى السكندرى إبراهيم مصطفى الحاصل على ذهبية المصارعة الرومانية بدورة أمستردام 1928 ومحمد مصباح الحاصل على الميدالية الذهبية لرفع الأثقال بدورة برلين 1936، وزميله إبراهيم شمس الفائز ببرونزية رفع الأثقال، ثم توج بذهبية أوليمبياد لندن 1948. وحقق أبوالقاسم الميدالية الفضية فى لعبة المبارزة بعدما خسر أمام البطل الصينى ليل شينج فى المباراة النهائية بنتيجة 13/15 ليضيف الميدالية رقم 25 لمصر على مدار قرن كامل من المشاركة بهذا المحفل الأوليمبى، التى بدأت بالظهور فى دورة أمستردام 1912. وتوافد عدد كبير من عائلة البطل الأوليمبى المصرى فى أعقاب حصوله على الميدالية مساء الثلاثاء مقر نادى السلاح بمنطقة الشاطبى وسط مشاركة كبيرة من زملائه واللاعبين بالنادى، الذين أجمعوا على أن علاء الدين كان بمثابة التحدى الأكبر لهم فى تحقيق إنجاز غير مسبوق للعبة المبارزة على مستوى مصر وأفريقيا، خاصة أنه حقق بطولات عالمية عديدة بداية من بطولة العالم للناشئين والشباب، فضلاً عن حصوله على التصنيف الأول على مستوى الناشئين، والثامن على مستوى الرجال. ووسط فرحة غامرة أعربت السيدة نعيمة مختار، والدة علاء الدين، عن سعادتها الغامرة بالإنجاز الذى حققه نجلها، وقالت إنها توقعت أن يحقق نتائج جيدة خلال الدورة، لكن حصوله على الميدالية الفضية كان مفاجأة لى. وقالت خلال تصريحاتها الخاصة ل«المصرى اليوم»: «علاء كان يعيش حالة من القلق منذ وصول البعثة إلى لندن، وأكد لى خلال اتصال تليفونى قبل بداية منافسات دور ال32 بالغ قلقه من الظروف التى تواجهه، إلا أننى ذكرته بالمعوقات الصعبة التى واجهته طوال مشاركاته فى البطولات الماضية، وطالبته ببذل قصارى جهده». وأضافت: «تعرض علاء الدين إلى موقف قاس فى أعقاب وفاة والده أثناء مشاركته مع المنتخب ببطولة العالم فى ألمانيا، وعاد لمدة يومين لتلقى العزاء، ثم عاد مجدداً لاستكمال انتظامه مع المنتخب». وكشفت السيدة نعيمة مختار، التى كانت تعمل طبيبة أسنان، أن والد البطل الأوليمبى كان يعمل بالجزائر قبل أن تستقر العائلة بالإسكندرية، وكان عمر علاء الدين فى ذلك الوقت عامين، ثم انضم إلى مشروع البطل الأوليمبى وعمره 10 سنوات. وأكدت والدة علاء الدين أن مدرب المنتخب البولندى بافيل رفض صيام ابنها خلال مواجهتى الدور قبل النهائى والنهائى. وتلقت السيدة نعيمة اتصالاً من ابنها البطل الأوليمبى من لندن عقب تتويجه بالميدالية أثناء حديثها مع «المصرى اليوم»، وأكد خلال المكالمة أنه كان واثقاً من تحقيق إنجاز ولكنه فضل عدم رغبته فى تحقيق ميدالية قبل انطلاق الدورة، خاصة أن همه الأكبر كان تحقيق وصية والده. وأرجعت والدته هزيمة علاء فى النهائى وخسارته الميدالية الذهبية إلى تفاقم إصابته. وتوقفت المباراة النهائية لسلاح الشيش بين «علاء الدين» والبطل الصينى ليل شينج لمدة عشر دقائق، بسبب إصابة البطل المصرى فى ذراعه اليسرى. فيما قالت نهلة، شقيقة أبوالقاسم على، إن علاء حرص على تحقيق وصية والده قبل وفاته بتحقيق ميدالية أوليمبية. وكشفت شقيقة البطل المصرى عن تحمل علاء الإصابة قبل سفره إلى لندن من أجل تحقيق إنجاز لمصر. وقالت: حرص أخى علاء على تدوين آخر عبارة قبل سفره مع البعثة للمشاركة بالأوليمبياد على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» بأنه فى حالة تحقيق ميدالية سيهديها إلى روح والده. فيما أكد عبدالرازق الشرقاوى، مدرب أبوالقاسم بنادى السلاح، أن المنتخب يضم أربعة لاعبين من النادى السكندرى، مشيراً إلى أن طموح علاء لا يتوقف خاصة مع حصوله على بطولة العالم للناشئين والشباب رغم صغر عمره. فيما كشف عمرو شوقى، وكيل وزارة الشباب والرياضة بالإسكندرية، أنه تلقى تكليفاً من الدكتور عماد البنانى بإنشاء أكاديمية متخصصة لاكتشاف المواهب وإعداد الأبطال فى لعبة المبارزة، فضلاً عن تخصيص اعتماد مالى لتكييف الصالة المغطاة لنادى السلاح السكندرى. وأضاف «شوقى»: رغم الفترة الصعبة التى عاشتها الرياضة المصرية فى أعقاب ثورة 25 يناير فإن الرياضيين فى الإسكندرية عملوا فى أصعب الظروف لتحقيق نتائج مشرفة للبعثة المصرية المشاركة بأوليمبياد لندن 2012. وقال وكيل وزارة الشباب والرياضة بالإسكندرية من المنتظر تنظيم استقبال رسمى وشعبى للبطل الأوليمبى المنتظر وصوله يوم 7 أغسطس الجارى. وقال إبراهيم عبدالعزيز، رئيس نادى السلاح: لولا غياب الدعم المادى وعدم اهتمام الدولة بالألعاب الفردية لحصدت مصر العديد من الميداليات الأوليمبية خلال مشاركتها طوال الدورات الماضية. وأكد رئيس النادى أن علاء الدين قاسم كان من أبرز اللاعبين بالنادى رغم صغر سنه، وتنبأ جميع مدربيه بتحقيقه إنجازاً غير مسبوق، لاسيما مع حصوله على آخر بطولة للعالم تحت 21 سنة. وحقق علاء الدين قاسم الميدالية ببطولة العالم للناشئين تحت 20 سنة عام 2008 بإيطاليا، قبل أن يحقق ذهبية بطولة العالم بأذربيجان عام 2010.
