دهون الكرش العنيدة.. أبسط الطرق لإزالتها

ترتبط السمنة بمخاطر طبية أثبتتها الدراسات، مثل ارتفاع خطر الإصابة بالجلطة وضغط الدم وأمراض القلب والسكري وألم المفاصل ومشاكل تنفسية وبعض أنواع السرطان، وحتى الموت المبكر.

بيد أن هناك نوعاً من السمنة يزيد معدل الخطر، هو السمنة الحشوية أو زيادة كمية الدهون في منطقة البطن (الكرش).

وحسب دراسة نشرتها صحيفة ديلي ميل البريطانية أخيراً، أشار الباحثون إلى ارتباط كل زيادة بمقدار «10 سم» في الكرش بزيادة خطر الموت المبكر بنسبة %11، ما يدل على أن الكرش يمثل تهديداً خطيراً للصحة، حتى لو كان باقي الجسم نحيفاً.

وتشرح درة السميط تخصصية التغذية العلاجية من معهد دسمان للسكري، المعهد الذي أنشأته مؤسسة الكويت للتقدم العملي، قائلة: «دهون الكرش أخطر أنواع الدهون فهي تترسب حول الأعضاء الحيوية كالكبد والأمعاء والقلب والأوعية الدموية، والكثير لديهم دهون متركزة في الكبد (الكبد الدهنية أو تشحم الكبد) والسبب الرئيسي هو زيادة الكرش».

مقاسات الخطر

يعتقد الخبراء أن كمية دهون الأحشاء أو حجم الكرش هي مقياس أفضل لتقييم خطر الإصابة بالمشكلات الصحية، بما فيها الإصابة بالسكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، لذا، فشريط القياس يعطيك تلميحاً بمستوى المشاكل الصحية التي تتعلق بدهون البطن، ومعدل الخطر هو وصول المقاس إلى أكبر من 80 سم للنساء وأكبر من 94 سم للرجال.

5 اعتقادات خاطئة

-1 من المستحيل خسارة الكرش: صحيح أن فقدان الدهون في الأماكن العنيدة مثل الكرش أمر صعب، لكنه ليس مستحيلاً، فقد أشارت دراسات إلى أن الدهون الحشوية هي أول دهون تفقدها عندما تمارس الرياضة، خاصة النوع الشديد (الركض) وليس عبر اتباع نظام غذائي فقط.

-2 أطعمة حارقة للدهون: يعتقد البعض بأن خل التفاح (سواء شربه أو وضعه على الكرش) أو الأطعمة الحمضية من الأمور التي تحرق الدهون، لكن الحقيقة هي أنه لا دليل علمياً يثبت ارتباط تناول أي طعام بحرق دهون الكرش. بيد أن هناك أغذية أثبتت دورها في تعزيز وتحسين التمثيل الغذائي وتخفيض الوزن، مثل بعض البهارات كالفلفل، والشاي الأخضر والقهوة السوداء (الخالية من السكر أو الحليب) وتناول الدهون الصحية (زيت السمك)، لكن بشرط اتباع نظام غذائي والاعتدال في تناولها.

-3 جسما الرجل والمرأة متشابهان: الجينات والهرمونات تحدد أين يخزن الجسم الدهون، ما يبرر اختلاف شكل الأجسام (ما بين شكل التفاحة إلى الكمثرى) وكمية الكتلة العضلية فيها. وبصورة عامة، فالرجل لديه كمية عضلات أكبر، أما المرأة فيكون تخزينها للدهون أكبر. وعليه، فشكل الجسم من الأمور الثابتة التي يجب تقبّلها.

-4 شفط الدهون حل جذري: لا ينصح بالحلول الفورية مثل عمليات شفط الدهون الجراحية، فهي لن تزيد مستوى اللياقة والصحة، كما أن إزالة الدهون من منطقة معينة قد يؤدي إلى ترسبها في مناطق أخرى أكثر ضرراً. فإذا اكتسب الشخص وزناً بعد عملية شفط الدهون فذلك قد يزيد ترسب الدهون في أماكن ضارة جداً حول القلب والكبد والأحشاء الداخلية.

-5 الحمية الجيدة هي التي تسبب خسارة الوزن السريع: أكدت التخصصية درة أهمية خسارة الوزن التدريجية بمعدل نصف كيلو غرام إلى كيلوغرام في الأسبوع: «اتباع الريجيم القاسي أمر مغرٍ ومحبب للجميع، لكنه قد يتسبب في أضرار طويلة الأمد، فتترتب عليه خسارة الجسم كمية من العناصر الغذائية الأساسية والأعراض التي ترافق ذلك مثل الشحوب والتعب وتساقط الشعر ومشاكل صحية أخرى. كما سيفقد كمية من كتلة العضلات، ما يؤدي الى انخفاض كفاءة عملية الأيض واللياقة والصحة بشكل عام. وحسب الدراسات، فالجسم الذي يحتوي على كمية عضل أكبر يكون أكثر صحة ولياقة وتزداد كفاءته في حرق السعرات الحرارية وخسارة الوزن».

لا تفقد الكرش رغم الرياضة؟.. إليك السبب

هناك من يمارس رياضة ويتبع نظاماً غذائياً ولكن كرشه لا يزال موجوداً، والسبب وفق التخصصية درة يرجع إلى الجينات والهرمونات التي تحدد شكل الجسم وأين يتم تخزين الدهون. لذا، على الشخص الاستمرار في اتباع نمط حياة صحي لخسارة الدهون في جسمه.

نصائح لخسارة الكرش
بشكل عام، كلما زاد الوزن زادت كمية الدهون في الجسم، وبالتالي محيط الخصر. لذا، فخسارة الكرش تتطلب خسارة الوزن، وذلك عبر الخطوات التالي:

1- الرياضة، هي أهم عامل لتخفيض الوزن وزيادة الكتلة العضلية وتحسين عمليات الأيض والمحافظة على الصحة والوقاية من الأمراض، لكن تجب استشارة الطبيب أو تخصصي التغذية لتحديد نوع وشدة الرياضة المناسبة.

2- اتباع نظام غذائي صحي قليل الكربوهيدرات، فمقارنة بالنظام الغذائي القليل بالدهون، بينت دراسات فوائد تقليل الكربوهيدرات والسكريات لخسارة الوزن ودهون الكرش، كما من المفيد إضافة الفلفل والشاي الأخضر والقهوة السوداء إلى التغذية اليومية.

3- تقليل التوتر والنوم بشكل كاف، فالوزن يتأثر بعادات النوم ومعدل هرمونات التوتر، وحرمان الجسم من النوم يحرمنا من حرق السعرات الحرارية وفقدان الوزن. كما أن قلة النوم تسبب الخمول والكسل واختلالاً هرمونياً يدفع الشخص إلى تناول الأطعمة الغنية بالدسم والسكر؛ لأنها مصدر سريع للطاقة والشعور الجيد، وذلك يفسر علاقة الأرق وقلة النوم بزيادة الوزن والسمنة. وفي النهاية، فإن اتباع نمط حياة صحياً هو القرار الأفضل. يجب أن يكون الهدف تغيير نمط الحياة، فالريجيم يستمر فترة قصيرة.