· أنشأت موقع «عرب من أجل إسرائيل» عام 2004 حتي أشجع الخائفين من جهرهم بتأييد أفكاري · لدي «نوني» خليط من أفكار تبدو مشوشة وغير قائمة علي حقائق موثقة · ما موقفها من عائلتها وما موقف عائلتها منها ومنهم الدبلوماسي في الخارجية المصرية والأخت المتزوجة من الكاتب شريف الشوباشي؟ · أوباما يتودد للمسلمين علي حساب القيم الأمريكية ولكنه سيصاب بالإحباط في القريب العاجل! · لماذا لم تطلق علي موقعها اسم عرب من أجل السلام بدلاً من عرب من أجل إسرائيل؟ · زرت مصر عام 2001 وصدمني انتشار الإسلام المتطرف والتلوث والقذارة والفقر والبطالة من حق أي إنسان أن يغير أفكاره وقناعاته ومعتقداته التي ولد وتربي عليها، ومن حقه اختيار اللحظة التي يعبر فيها عن هذا التغيير، ومن حقه علي الآخرين أن يحترموا اختياراته الجديدة بشرط ألا يحرم الآخرين أيضا من حقهم في اختيار مبادئ نقيضة لمبادئه، وفي كل الأحوال عليه أن يتقبل النقد الموضوعي يصدر رحب وألا يفرض شروطه للحوار مع الآخر. هذه المقدمة تبدو ضرورية قبل أن نتناول هذه الشخصية المثيرة للجدل التي ولدت لأسرة مصرية كان عائلها الشهيد مصطفي درويش رئيسا لأحد أجهزة الاستخبارات المصرية في قطاع غزة والمسئول عن إدارة العمل الفدائي بها قبل أن تغتاله إسرائيل بطرد ناسف ارسل إلي مكتبه في 12 يوليو عام 1956 ليقتل علي الفور وليصاب في الحادث شقيقها الأكبر بينما كانت هي في ذلك الوقت طفلة لايتجاوز عمرها السابعة وكانت تشاهد أحد الأفلام الذي لاتذكر اسمه في دور عرض ليست بعيدة عن موقع الانفجار الذي أودي بحياة والدها. اسمها بالكامل «ناهد مصطفي حافظ درويش» درست علم الاجتماع بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة وعملت بجريدة الشرق الأوسط حتي عام 1978 حتي تعرفت علي زوجها الذي كان قبطياً وتحول إلي الإسلام لكي يتزوجها ويسافران معا إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية، وعقب وصولها إلي أمريكا بدأت عملية تغيير جلدها والانسلاخ من انتمائها القديم، وتبرر «نوني» وهو اسمها الذي صارت معروفة به الآن كمواطنة أمريكية تحولها التدريجي نحو العداء لاصولها القديمة بقولها «زرت بعض المساجد في أمريكا عقب هجرتي إلي هناك كان الدعاة يحثوننا علي عدم الاندماج في المجتمع الأمريكي واعتبار هجرتنا إليه مهمة من أجل أسلمة أمريكا كلها، وطالبوني بارتداء الحجاب والصلاة» لم يعجب «نوني» أن يأتي أشخاص يشعرون بالاضطهاد في بلدانهم ويلجأون إلي وطن آخر يستقبلهم بالترحاب بينما هم يجهزون لتدميره وتغيير هويته، ولكنها اعتبرت أن هؤلاء ممثلون لجميع المسلمين وراحت تفتش في القرآن والأحاديث عن المواضع التي تؤيد وجهة نظرها الجديدة بأن الإسلام هو المسئول عن عنف بعض المسلمين، وتدريجيا انفصلت تماما عن جذورها وأعربت عن إعجابها بما يدور في الكنائس من دعوة للحب والتسامح. كل ذلك يمكن قبوله في إطار حق كل إنسان في تشكيل قناعاته طالما إنها لا تحرض علي الآخرين المختلفين معها في الرأي، غير أن «نوني» بالغت في تحولاتها بأن أخذت في تبني وجهة نظر كل من يعادي العرب والمسلمين بالحق وبالباطل، ووجدت في إسرائيل ضالتها المنشودة فلم تكتف بأن تذهب إلي هناك وأن تعلن لرئيس إسرائيل السابق «كاتساف» غفرانها لبلاده جريمة قتل والدها، بل لتروج عقب عودتها لأفكار أشد التيارات يمينية في إسرائيل وبدون أن يكون لديها دراية بتعقيدات الصراع العربي الإسرائيلي راحت تتحدث عن أن العرب والفلسطينيين هم الذين يرفضون السلام وأن العنف الذي يمارسونه ضد إسرائيل هو السبب في رفضها لأي حلول سلمية.. وأن لجوء إسرائيل إلي العنف ضد الفلسطينيين ليس سوي رد فعل علي قتل الأبرياء في المدن الإسرائيلية، بل إنها صرحت لصحفيين فرنسيين في 27 يونيو الماضي بأنها لاتفضل استخدام تعبير الشعب الفلسطيني بل تستخدم تعبير «عرب الضفة وغزة».. وهي جميعها أفكار الأحزاب الإسرائيلية الليكود وحيروت والاتحاد القومي التي تعتبر أشد التيارات تطرفاً في إسرائيل، وعندما تسألها الصحفية «فيرونيك شيلا» في الحوار الذي أجرته معها ونشره موقع «مفكرين أمريكيين» عن رأيها في خطاب أوباما في القاهرة تقول لها «نوني»: إنه سيندم سريعاً لأنه ضحي بالقيم الأمريكية خوفاً من المسلمين في اشارة تحريضية واضحة لايتفوه بها إلا غلاة المحافظين في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وهنا يقفز السؤال الثاني ما هو السبب أو الدافع في تحول «نوني» أو «ناهد مصطفي درويش» من النقيض إلي النقيض؟ من ابنة رجل ضحي بحياته من أجل وطنه إلي امرأة لاتدين والدها أو تهاجمه ولكنها تريد نسيانه ونسيان الأسباب التي قادته إلي اختيار هذه المهمة والتي مازالت لها دواعيها حتي الآن؟ كل ما تقوله «نوني» إنها تصاب بالاشمئزاز من الأفكار الداعية للعنف أيا كانت أسبابها وتتحدث أحيانا بغموض عن حياتها الصعبة بعد وفاة والدها دون أن تفصح عن أي نوع من الصعاب التي واجهتها؟ أغلب الظن أن «نوني» وقعت ضحية ما يعرف في علم النفس باسم مرض «كراهية الذات» فقد يصل الانسان عند احباطه من بعض الأمور في مجتمعه ليس إلي نقده ومهاجمته «فذلك أمر مقبول وصحي» ولكن إهانة الذات وتحميلها بالكامل وزر ما يقع من مصائب شخصية أو عامة مع عدم الاستعداد لرؤية أية إيجابيات حتي لو كانت موجودة بالفعل. وهناك في إسرائيل من يهاجمون بعض دعاة السلام الإسرائيليين من أمثال إسرائيل شاحال أو ابراهام بورج أو نعوم تشومسكي، ويصفونهم في إسرائيل بأنهم يعانون من كراهية الذات فهم يكرهون اليهودية وبالتالي يكرهون اليهود رغم كونهم يهوداً والمقابل لمرض كراهية الذات هو كراهية الآخر كراهية مطلقة وكلا المرضين ينتج عما يسمي «بالصدمة الحضارية» التي قد تقود أبناء ثقافة معينة اما لكراهية الثقافة الارقي والرغبة في تدميرها باعتبارها تذكره دوماً بأنه ابن ثقافة أدني أو متخلفة وهو ما حدث للمفكر الإسلامي «سيد قطب» بعد عودته من أمريكا عام 1947 وإما أن تقود نفس الصدمة إلي العكس أي تحقير الذات والذوبان التام في ثقافة المهجر التي تبدو مثالية بالمطلق رغم عدم اقرار أصحابها الأصليين بذلك والمشكلة هنا أن كلا الاختيارين يمكن إدانته ووصفه بأن ناتج من عقل متطرف لايعرف التسامح ولايقبل التنوع ولكن المفارقة أن «نوني» المتطرفة جداً في أفكارها العدائية للعرب والمسلمين تفترض إنها يمكن أن تقنع من تكرههم بتغيير اتجاههم وهي تتبني هذا الشعور المرضي وتتحدث عن ضرورة أن يتحلي المسلمون والعرب بالتسامح بينما لاتقبل هي أي تفاهم معهم إلا لو أصبحوا مثلها يسبحون في نفس التيار وعلي نفس الموجه والتردد. لاتود «نوني» أن تدرس تفاصيل الصراع العربي الإسرائيلي كما درس إسرائيليون واستنتجوا في النهاية إنه لا حل هناك إلا بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وبالآلام التي سببتها إسرائيل لهم بعد حرب عام 1948 ليس من منطلق اليأس من الأمر الواقع لكن من منطلق الادراك بحقوق كلا الشعبين «اليهودي والفلسطيني» في نفس الارض وأنه من الظلم أن يحقق شعب منهم آماله علي حساب شقاء الشعب الآخر، ولأن «نوني» أصبحت مشغولة تماماً بمحاضراتها التي تشجعها عليها الجمعيات اليهودية في أمريكا كما تقول هي نفسها دون أن تقف ولو للحظة واحدة للتفكير في أسباب الاهتمام بما تقول وتروج له من أفكار من جانب جمعيات لها أهداف سياسية ولها انحيازاتها غير الموضوعية. لكل ذلك سيبدو من الصعب اقناعها بالعودة إلي حضن الموضوعية ودراسة التاريخ الكامل للصراع العربي الإسرائيلي وتداعياته فهي مشغولة «بالشو» الذي تقدمه وسعيدة بذلك أيما سعادة. أما موقف عائلتها منها فهو موقف غريب ومثير للدهشة.. فحسب ما تذكره «نوني» إنها زارت مصر عام 2001 أي بعد قرابة ثلاثة وعشرين عاما من هجرتها إلي أمريكا، وتقول إنها فجعت لانتشار الزي الإسلامي ورموز التيارات الإسلامية المتطرفة وفي مطار القاهرة سألت نفسها هل هبطت الطائرة إلي مصر أم إلي السعودية، وراعها انتشار القذارة في الشوارع وعلي النيل والتلوث والبطالة ومظاهر الفقر، ويبدو أن هذه الزيارة قد شحنت نفسها المعبأة ضد ثقافتها الأم بمزيد من أسباب الكراهية لتتذكر أن الجانب المقابل «إسرائيل» يبدو علي العكس تماما.. منظم ونظيف ومبهر ومتقدم وتحكي عن شقيقها الدبلوماسي المصري الذي كان في غزة في منتصف التسعينيات «1994 أو 1995» وأصيب هناك بجلطة دماغية كادت تودي بحياته لولا أن نصح الفلسطينيون أو عرب غزة كما تسميهم «نوني» زوجة شقيقها بنقلة سريعاً إلي مستشفي هداسا بالقدس.. وتقول «نوني»: أن الأطباء الاسرائيليين صنعوا معجزة حقيقية بانقاذ شقيقها من موت محتوم أو شلل يصاحبه طيلة حياته، وتبدي اندهاشها من أن العرب يعرفون قيمة التقدم الإسرائيلي في أزماتهم الشخصية فقط وتحكي كيف أن والدتها وزوجة شقيقها قد حدثوها عن انطباعهم من أن الاسرائيليين جيدون وليس كما تصورهم الدعاية العربية. هل يوافق اشقاؤها ومنهم من يعمل دبلوماسياً في الخارجية المصرية أو كان حتي وقت قريب يعمل بها قبل احالته للمعاش علي أفعال «نوني».. وكيف تتعامل معها أختها زوجة الكاتب المعروف شريف الشوباشي؟ ..وهل تسبب أفعال «نوني» لهم الحرج في بعض الأوساط؟ .. هل كان بوسع أحد منهم اقناعهابأن دعاة السلام بين العرب وإسرائيل لهم احترامهم ولكنهم لايؤسسون موقعاً باسم عرب من أجل إسرائيل؟ هل تعرف «نوني» أن اليهود المحبين للسلام أسسوا مواقع ومنظمات اسماؤها تدور حول «حاخامات من أجل حقوق الإنسان» أو «أصوات يهودية من أجل السلام» ولم يبادر أحد منهم للتعبير عن حبه للسلام كما تدعي «نوني» بابتكار مواقع عنوانها إسرائيليون من أجل العرب أو الفلسطينيين؟ حسبها فقط أن تقارن ما تفعله هي بما يفعله المنادون بالسلام علي الجانبين والذين لايخلطون بين كراهية الذات وبين حب السلام والتسامح كما تخلط «نوني». *********** شيخ الأزهر يثير الجدل بعد حضوره مؤتمر حوار الأديان مع الرئيس الإسرائيلي · جلوس طنطاوي بجانب بيريز علي منصة المؤتمر تجدد الاتهامات بالتطبيع أثارت مشاركة د. محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر ود.محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف في مؤتمر حوار الأديان الذي عقد في كازاخستان جدلاً كبيراً بسبب حضور الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز وجلوسه جانب شيخ الأزهر علي منصة المؤتمر وتباينت الآراء حول بقائهما ضمن الحضور للاستماع لكلمة بيريز في الوقت الذي انسحب فيه وفد إيران من المؤتمر أثناء الكلمة. ووجهت الاتهامات إلي شيخ الأزهر ووزير الأوقاف بالتطبيع مع إسرائيل، خاصة أن هناك واقعة سابقة في المؤتمر السابق في نيويورك عندما صافح شيخ الأزهر الرئيس الإسرائيلي. غير أن بعض علماء الأزهر وأعضاء مجمع البحوث دافعوا عن د. طنطاوي وقالوا: انه من الأفضل عدم الانسحاب من تلك المؤتمرات، وذلك للرد علي ما يثيره اليهود والإسرائيليون من افتراءت، ولأن الانسحاب يعد هروباً من المعركة. وشدد د. مصطفي الشكعة عضو مجمع البحوث الإسلامية علي أهمية حضور تلك المؤتمرات، للاستماع لما يقوله العدو، والرد عليه وتعرية خطابه، مشيراً إلي تأييده لموقف شيخ الأزهر ووزير الأوقاف بعدم الانسحاب، لأنه يعد هروباً من المعركة، لكن مع ضرورة الرد علي ما يطرحه الخصم، وأضاف: انه في حالة «بيريز» لابد من الاستماع لما يقوله وهو محض كذب وافتراء والرد عليه أمام الحاضرين، لافتاً إلي أنه كان يجب علي وزير الأوقاف وشيخ الأزهر الرد علي ما جاء بالخطاب في إطار التعقيب. واتفق معه في الرأي د.أحمد محمود كريمة استاذ الفقه المقارن بجامعة الأرهر حيث وصف الانسحاب بالعنجهية والهروب من المواجهة وتفنيد الأكاذيب، رافضاً وصف ما حدث بالتطبيع، لأنهما لم يتعاملا مع الكيان الصهيوني في إطار عملي، وإنما استمعا إلي خطبة بيريز للتعرف علي وجهة النظر الأخري! وأيد الشيخ عبدالله مجاور الأمين العام السابق للجنة الفتوي حضور شيخ الأزهر ووزير الأوقاف لخطاب الرئيس الإسرائيلي، وذلك حتي لا يتم إخلاء الساحة للإسرائيليين يعبثون بها كما يشاءون ويسوقون أكاذيبهم حول القضية الفلسطينية. وقال يوسف البدري الداعي الإسلامي: إن تصرف طنطاوي شيء يندي له الجبين ويحط من القيم الإسلامية ويعتبر تنازلاً عن حقوق المسلمين، وكان من الأفضل أن يربأ بنفسه عن هذه الأفعال، حتي لا يتهم، بالتطبيع وهذه الأفعال لا يجب أن تصدر عن الإمام الأكبر. وقال مصطفي بكري عضو مجلس الشعب ان حضور الرئيس الإسرائيلي المؤتمر أعطاه صبغة سياسية وكنت أتمني ألا يحضر شيخ الأزهر المؤتمر، لأنه بذلك أصبح حواراً من أجل التطبيع، كما أن استماعه إلي كلمة الرئيس الإسرائيلي أمر لا نستطيع تفسيره، خاصة بعد واقعة تسليمه عليه في المؤتمر السابق، لافتاً إلي أن شيخ الأزهر سبق له أن دعي إلي زيارة القدس وهذا هو التطبيع بذاته. في حين رفض د. محمد رأفت عثمان عميد كلية الشريعة الأسبق التعليق علي هذا الموضوع وقال: من الأفضل أن يتم سؤال شيخ الأزهر بنفسه حتي يرد الرد الصحيح