تستعد بريطانيا لمواجهة أسابيع من الشلل والفوضى السياسية بعد انتخابات السابع من مايو، بعد أن كشفت استطلاعات الرأي عن أن البلاد تسير نحو طريق مسدود يوم الخميس المقبل. طبقا لاستطلاع رأي مركز "أوبينيوم" لصالح صحيفة "الأوبزرفر" فإن الحزبين الرئيسيين متقاربان مع تقدم بفارق نقطة واحدة لصالح حزب المحافظين بنسبة 35%، مقابل 34% لصالح حزب العمال، فيما سيحصل الديمقراطيون الأحرار على 8%، وهي نفس نتيجة استطلاع مركز "يو جوف" التي وضعت المحافظين في المقدمة بفارق نقطة واحدة ، بينما أشار استطلاع مركز "كومريس" لصالح صحيفتي "الاندبندنت" و"صانداي ميرور" الى تساوي الحزبين بنسبة 33%. لا تزال النتائج المتوقعة للانتخابات متقاربة للغاية، حيث من الممكن أن يحصل العمال على الأكثرية، أو يمكن أن يشكل الحكومة المقبلة حتى لو فشل في الفوز بأكبر عدد من المقاعد ، لكن كبار أعضاء حزبي المحافظين والديمقراطيين الأحرار يعتقدون أن النتيجة الأكثر ترجيحا هي برلمان معلق مع فوز حزب المحافظين بأكبر عدد من المقاعد. ذكرت صحيفة "الأوبزرفر" اليوم الأحد أنه رغم أن زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار ونائب رئيس الوزراء، نك كليج، أشار إلى أنه في حالة وجود برلمان معلق، فإنه سيفتح مفاوضات مع الحزب صاحب العدد الأكبر من المقاعد، إلا أن نواب حزب المحافظين، الذين أعربوا عن استيائهم من تأثير حزب الديمقراطيين الأحرار في الائتلاف الحالي، عازمون على إجبار كاميرون على منحهم اقتراعا سريا على أي تحالف محتمل آخر مع كليج، مما يتيح لهم فرصة منع تحالف آخر مع الديموقراطيين الأحرار. يأمل الجناح اليميني في حزب المحافظين في إجبار كاميرون إما على الاستسلام لمطالبهم على مدى فترة طويلة، أو الدعوة إلى انتخابات أخرى في محاولة للفوز بأغلبية. على جانب آخر، هناك إشارات متزايدة على أن كليج قد يواجه تمردا داخل حزبه إذا حاول تمرير صفقة ثانية مع المحافظين تتضمن موافقة الحزب على عقد استفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي ، حيث أن وزير الأعمال، فينس كيبل، من بين العديد من كبار الشخصيات في الحزب الذين اغضبهم تلميحات كليج بالتخلي عن معارضته السابقة للاستفتاء، إلا في الحالات التي يوجد فيها نقل مزيد من الصلاحيات لبروكسل. نفى نائب رئيس الوزراء البريطاني في وقت سابق صباح اليوم عبر شبكة "بي بي سي" تغيير موقفه بشأن الاستفتاء المزمع عقده على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، والتي يخطط المحافظون لعقده في نهاية عام 2017. كما حذر زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار من أنه غير مستعد لإحداث فرقة في حزبه من أجل الدخول في ائتلاف ثان مع حزب المحافظين. مع اقتراب الانتخابات تسود حالة من الشك الشارع السياسي البريطاني، وخاصة مع تمسك زعيمي الحزبين الرئيسيين بعدم الاستسلام في حالة وجود برلمان معلق، وهي النتيجة الأكثر احتمالا خلال انتخابات الخميس القادم. كشف كبار أعضاء حزب المحافظين اليوم الأحد عبر صحيفة "صانداي تايمز" عن أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون يخطط للبقاء في منصبه إذا فاز بأكثرية المقاعد يوم الخميس القادم، حتى ولو افتقر للأغلبية المطلوبة في مجلس العموم ، بينما أكدت صحيفة "التليجراف" ذات التوجه اليميني الى أن العمال سينقلون المعركة الى الساحة القانونية لاجبار كاميرون على ترك منصبه اذا لم يحصل على الأغلبية، حيث لجأ حزب العمال لمستشارين قانونيين للبحث في كيفية اجراء تصويت مبكر وطرح الثقة وعدم الانتظار حتى نهاية الشهر الجاري. يذكر أن عدد نواب مجلس العموم البريطاني يبلغ 650 نائبا، ولحصول اي حزب على الأغلبية التي تتيح له تشكيل الحكومة يجب عليه أن يفوز ب326 مقعدا.