شادية أشطر "أسطى" تصليح ماكينات خياطة في بني سويف تروي قصة كفاحها

شادية: تعلمت المهنة من والدي وربيت أولادي وأكبرهم في الجامعة


بين تروس الماكينات والخيوط و"ماتور"الإدارة وإبرة الخياطة قضت "الاسطي " شادية طفولتها تعمل بجوار والدها سعد رزق الله وبعد كبر سنه لم تترك شادية مهنته وظلت تعمل في تصليح ماكينات الخياطة وعلمت شقيقها الاصغر وتزوجت وأنجبت وربت أولادها وهي مازالت تذهب كل يوم لورشة النصر .

وداخل الورشة جلست الأسطى شادية تحاول إصلاح إحدى ماكينات الخياطة التى توجد أمامها وفى دقائق قليلة تحولت الماكينة المعطلة إلى ماكينة تعمل من جديد .

وقالت شادية سعد رزق الله ، اسمى الحقيقى مريم لكن أبويا هو اللى كان بينادينى باسم شادية داخل الورشة واشتهرت بالاسم ده، وبحب إسم شادية لأنه إسم الشهرة اللى بنى سويف كلها تعرفنى بيه"وأعمل فى ورشة هندسة النصر التى يمتلكها والدى منذ 38 عاما، وكان عمرى وقتها عشر أعوام ، وتعلمت المهنة في صغرى على يد والدى، الذي تنبأ لي أنني سأكون من أفضل المتخصصين فى مجال إصلاح ماكينات الخياطة فى محافظة بنى سويف".

وأضافت: "تعلمت وتربيت داخل ورشة والدى، ولم أذهب إلى المدرسة لأنى كنت أعشق مهنة تصليح ماكينات الخياطة، وكنت أقف مع والدى لأتعلم منه طريقة إصلاح كافة ماكينات الخياطة ، وكنت أنتظر البقشيش من الزبائن وأول فلوس مسكتها من المهنة كانت شلن خمس قروش".



وتابعت شادية: تعرفت على زوجى وهو عامل فى مدرسة سان مارك بمدينة بنى سويف، وتزوجنا فى منطقة بنى عطية داخل مدينة بنى سويف، وإتفقت معه على عدم ترك الورشة ،وأذهب إلى عملي وأعود إلى المنزل بملابس الشغل "مش بتكسف من ملابس شغلى، والشغل مش عيب بالعكس أنا فخورة بشغلى ومهنتى".
وتعمل الأسطي شادية مع شقيقها بالتناوب فهي تعمل من الساعة الثامنة صباحا الى الساعة الثانية ظهرا وشقيقها يعمل بعد الثانية ظهرا "

وقالت: "أعمل فى المهنة طوال تلك الفترة وتعلمت إصلاح كل أنواع ماكينات الخياطة، ولا يوجد عطل بيقف قدامى، والزبائن في كل أنحاء المحافظة، ولو مش موجودة فى الورشة بيتركوا الماكينات لحد لما أجى تانى يوم".
وتابعت: لدى ولد طالب فى الفرقة الأولى بأحد المعاهد بالقاهرة، وطفلة فى الصف الرابع الابتدائى، وابنى الكبير تعلم المهنة ويعمل معى فى بعض الأوقات، وفخور إنى أمه اللى ربته وعلمته وأصبح طالب جامعى " .
وأضافت "دخل مهنتى يعتمد على التساهيل، أيام بيكون فى شغل كتير وتصليح ماكينات خياطة وأوقات تانية بيكون الجو نايم، ومفيش شغل، والرزق ده على الله، وأنا الحمد لله راضية بحالى".