أهالي شمال سيناء يستقبلون الحجاج بالولائم (صور وفيديو)

يعود ضيوف الرحمن من رحلة الحج الحجاج، بعد أن أدوا ركن الإسلام الخامس، وتلقوا الدروس العظيمة، والفوائد الجليلة، والعبر المفيدة من مدرسة الحج الإيمانية، ومع عودتهم يحرص أبناء القبائل في شمال سيناء على العادات والتقاليد بإستقبال وعودة الحجاج بنحر الذبائح وإقامة الولائم، وتقام الحفلات بديار الحاج أو بديوان العائلة أو القبيلة.


استبشارا بعودته من الحج كيوم ولدته أمه خالياً من الذنوب، حيث تتوج أعالي البيوت بالرايات البيضاء و أشكالا وتنويعات مختلفة، من الأضواء ترحب بحجاج بيت الله، تهنئهم بالعود الأحمد الى الربوع والديار بسلامة الله.

الحاج درويش أبو جراد ، أحد مشايخ قبيلة الارميلات برفح قال: الحمد لله الذي اكرمني بأداء فريضة الحج والعودة لأهلي وربعي واحبتي وحسبما تعودنا وربينا، قمت بفضل من الله ونعمة بنحر الذبائح وإقامة الولائم للمهنئين من الأهل والاقارب والأصدقاء حبا وتكريما لهم .


ويقول الحاج محمد سلمان، من عاداتنا الطيبة ببادية سيناء نحر الذبائح بعد عودة الحجاج حمدا لله على سلامتهم وكرما للضيوف والمهنئين الذين يتوافدون على بيت الحاج لتهنئته بالعودة لديارة بالسلامة ، وهي من العادات المحببة التي يحرص عليها اهل البادية وأبناء القبائل في شمال سيناء.

واضاف أن أهل بيته وأولاده استقبلوه عند مدخل منزله بنحر ذبيحة، بمناسبة عودته من الأراضي المقدسة، مشيرا إلى أنه بالمقابل أقام وليمة كبيرة للأهل والأصدقاء والجيران .

أما الحاج ابراهيم سلام فيقول، أن عودة الحاج من الأراضي المقدسة لها معاني كبيرة عند أهل البادية، ومن العادات الخاصة باستقبال الحاج، ظاهرة التسابق بين أقاربه وإخوته على القيام بعمل وليمة للأهل والأقارب أو نحر ذبيحة فور دخوله إلى ربوع الديار.

ويشير سالمان ضيف الله أن اهل البادية يجهزون عادة لاستقبال الحجاج بوضع راية بيضاء في أعلى البيت إشارة لعودته كيوم ولدته أمه خاليا من المعاصي والذنوب وإشارة لوجود حاج أو مناسبة سعيدة بهذه الديار لجانب تعليق إضاءة بيضاء دون مغالاة فيها بالإضافة إلى عادة نحر الذبائح وإقامة الولائم اكراما للزوار والمهنئين.


وتقول الحاجة سلامة ابراهيم ، أن عند عودة الحاج لدينا في سيناء عادات متوارثة تميزنا عن غيرنا، تصف ذلك بقولها إنهم منذ القدم كانوا يقومون بوضع علامات الحج أمام كل بيت يعود فيه الحاج من المشاعر المقدسة وينحرون الذبائح وتقام الولائم والجلسات مع الحجاج بالمقاعد الملحقة بالبيوت والدواوين.
وأضاف محمود سالم ، قديما كان التقليد المتبع في تزيين البيوت والبعض يقوم به حتى اليوم و هو تعليق أعلام على سطح البيت، إلى جانب بعض عبارات الترحيب، فيما نقوم هذه الأيام بإضافة أدوات الزينة الحديثة، وهي عبارة عن مصابيح مضيئة على شكل أهله أو نجوم، إلى جانب صور للكعبة المشرفة، لجانب الشيء الأساسي بنحر الذبائح وإقامة الولائم.


ومن جانبه، يرى الحاج سليمان الاخرسي، أن أسرته وكثيراً من جيرانه لا يزالون يمارسون هذه العادات وغيرها من الطقوس التي قال إنها تعمل على تقوية العلاقات الاجتماعية بين الناس، وعبر عن أسفه لكون مثل هذه الطقوس في طريقها للانقراض عند البعض، لذا علينا توثيقها وتفعيلها في المناسبات على اختلافها.
وعن تلك التقاليد المتوارثة التي يقوم بها أفراد المجتمع عند عودة الحجاج، اشار سلمي حسان إلى أنه من العادات الإيجابية التي لا تزال موجودة حتى الآن، أن الحاج يحرص على أن يأتي ومعه هدايا في غالبها مرتبطة بالحج، وتذكر الناس بهذه الفريضة أو ترتبطهم بالحرمين الشريفين أو بالأراضي المقدسة، ولها معنى كبير عند مستقبلي الحاج وضيوفه وزواره.
وأضاف، من العادات الأخرى، دعوة الحاج بعد عودته من قبل أبناء عمومته أو أحبته وجيرانه وأنا منطقته إلى طعام الغداء أو العشاء، وهي تحمل نوعا من التكريم، وهي ايضا عادة من العادات التي يحرص أبناء قبائل سيناء على الحفاظ عليها توطيدا للعلاقات الإجتماعية فيما بينهم.
ويقول الشيخ محمود عبد السلام ، بأوقاف شمال سيناء أن عمل الحاج وليمة لعائلته وأحبابه بعد رجوعه من الحج شيء حسن وعادة طيبة لأن في ذلك إطعام الطعام وهو مرغب فيه، وفيه دعوة للألفة والمحبة.
اضاف : قال الإمام النووي رحمه الله في المجموع: يستحب النقيعة وهي طعام يعمل لقدوم المسافر ويطلق على ما يعمله المسافر القادم وعلى ما يعمله غيره له. ،ولكن ننبه إلى أنه ينبغي ألا يكون في ذلك إسراف أو مشقة وحرج على الحاج.