بلدك أولى بيك.. قصة نجاح عامل باليومية تحول إلى صاحب ورشة تصنيع رخام

السفر إلى الخارج حلم ظل يداعب عقول الشباب بحثا عن فرص عمل ودخل مناسب وكريم، ولكن في الوقت الحالي لم يعد السفر للخارج هو البديل الوحيد المتاح أمام الشباب للعمل، وهناك تجارب واقعية لشباب سافر إلي الخارج وعاد ليؤسس مشروعه الصغير ويوفر لنفسه حياة كريمة أفضل من السفر للخارج.
محمد محمود عبد الحميد شاب من محافظة كفر الشيخ، كان يعمل بنظام اليومية، ولم يستطع توفير نفقات أسرته، فاضطر للسفر إلى ليبيا، وبعد معاناة من الغربة، قرر العودة إلي الوطن نتيجة الحروب والإرهاب.
الظروف الاقتصادية هي التي دفعت محمد محمود الذي كان يعمل في تركيب الرخام، للتفكير في السفر للخارج ليجد ما يعينه على تحمل مسؤولية أسرته، وبعد تجربة العمل بالخارج، قرر الاستفادة من الخبرة التي اكتسبها في مجال الرخام وإقامة مشروع لتقطيع الرخام وتركيبه، حتى علم بما يقدمه جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، فأسرع إلى مقر الجهاز بكفر الشيخ ليتقدم بأوراقه ليحصل على قرض 50 ألف جنيه خلال 10 أيام فقط.
فوجئ محمد محمود بسرعة الإجراءات للحصول على القرض، فالمعروف أن الروتين له أحكامه، وبعد الحصول على القرض وفر ما تحتاجه الورشة ووفر 15 عاملاً للعمل معه في تقطيع الرخام أو تركيبه في المنازل، وتحول محمد من عامل باليومية إلي "معلم" وصاحب ورشة يعمل لدية شباب يتمنون أن يحذون حذوه، فالجهاز وما يقدمه من تسهيلات جعلته يحب الخير لغيره قبل حبه لنفسه.
ويقول محمد محمود إنه سينتهي من سداد المبلغ المستحق عليه في يوليو المقبل، ويستعد لطلب قرضا آخر ب 500 ألف جنيه، لتحويل الورشة لمصنع كبير، وشراء سيارة خاصة به، لنقل الرخام من الأماكن التى يجلب منها الرخام، وتوصيله للعمارات والمنازل، ويوفر أجرة السيارات التى يستأجرها فهو أولى بهذه الأموال إضافة لتشغيله سائق عليها ليوفر المزيد من فرص العمل، مؤكداً أن المصنع الذى سيقيمه من خلال قرض الجهاز سيشغل ما لا يقل عن 150 من الشباب.
وأثني محمد محمود على دور جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة فيما وصل إليه وحققه حاليا، بعدما كان لا يجد ما يكفيه وأسرته وما عانى منه في الغربة، إلا أنه بمساعدة الجهاز له، أصبح لديه منزل ومكتب وورشة، ويوفر لأبنائه الخمسة كافة احتياجاتهم.