حكايات على ضفاف التجمع.. «غفير شقى عمره ضاع» (فيديو وصور)

لم يتوقع «محمود رفعت» صاحب ال 30 عاماً أن مساء يوم الثلاثاء الماضي كان يحمل له أخباراً غير سارة بالمرة، ففي تلك الليلة انخفضت درجات الحرارة بشكل ملحوظ صاحبتها أمطار و برق ورعد في مناطق متفرقة من القاهرة، كانت القاهرة الجديدة ومدنها هي أكثر الأماكن التي تضررت من هذا التغير المناخي.

«محمود» لم يكن محظوظ فهو يعمل حارس لأحدى العقارات المتواجدة بحي النرجس بالتجمع الخامس تلك المنطقة المقابلة مُباشرة للغابة المتحجرة، "لما المطر بدأ يزيد جريت ع البيت أشوف أي اللي بيحصل".. يقول محمود في تصريحات خاصة ل صوت الأمة.

فهو يعيش في "بدرون " أحدى العقارات السكنية هناك، هو وزوجته وطفليه، لكن مع استمرار الأمطار في الهطول دخلت مياهها إلى "البدرون" الذي يسكن فيه، "جريت بسرعة خرجت زوجتي وأولادي بره البدرون، عشان المياه كانت كتير".

هدم السور

الأمر لم يتوقف على ذلك فحينما دخلت المياه إلى العمارة التي يقطن بها محمود كان ارتفاعها لا يتجاوز نصف متر عن سطح الأرض، لكن ما زاد من "الطين بلة"، أن الجهة المقابلة لتلك العمارة، وهي منطقة الغابة المتحجرة التي يحيط بها سور صغير من كل جانب، لكنه مع استمرار هطول الأمطار على الغابة هُدم سورها من شدة المطر في مشهد سريالي رأي أهالي المنطقة مياه الأمطار تنهال عليهم من كل جانب.




وكان النصيب الأكبر من هذه المياه ل «محمود» وكل حراس العقارات القاطنين في "بدرومات" المنطقة، "السور بتاع الغابة المتحجرة اتكسر من شدة المطر، ولاقينا المياه كتير كأنها طوفان نزلت علينا، غطت البدورن بالكامل، كان ارتفاعها يجي 3 متر".. هذا ما أكده «محمود» ل «صوت الأمة».
ثلاجين و9 ألاف جنيه

وأوضح أن كل ما كان لديه في «البدرون» ذهب مع الطوفان، "العفش بتاعي كله كان موجود وكان فيه ثلاجتين، وتلفزيون و9 آلاف جنيه ودهب زوجتي، حاولت أدخل بعد ما خرجت أولادي وزوجتي لاقيت المياه مكهربة في المكان كله، قعدنا لحد الفجر منتظرين الحي أو المسئولين يجيوا محدش جه، لحد دلوقتي بايت في الشارع".. يتابع.


وأضاف «محمود» أن كل سكان العمارة مؤجرين من أصحابها الأصليين، "محدش فيهم عبرني، ولحد دلوقتي بحاول أشيل المياه المتبقية، لسه النهاردة شركة مياه الشرب بعتت عربتين يشفطوا المياه من عمارات المنطقة"

حاول خفير ذلك العقار وهو يتحدث معنا أن يلملم أحزانه المتفرقة في أنحاء ذلك "البدرون" العائم على مياه الأمطار، مطالياً بتحرك المسؤلين لإنقاذه بعد ذهبت كل أملاكه مع الريح، "أنا بشتغل خفير وراجل أجري على باب الله بشتغل يوم وعشرة لا، كل حاجة دمرت خلاص، ولحد دلوقتي المياه لسه موجودة في البدرون".. هكذا قال.

«محمود» ليس الوحيد الذي تضرر مسكنه جراء هذه الأمطار الغزيزة فجاره سامح شريف هو الأخر تضرر من الأمطار حيث يؤكد في تصريحات خاصة ل «صوت الأمة» أن مع استمرار نزول الأمطار بالمنطقة انقطع التيار الكهربائي وارتفعت المياه لأكثر من متر واحد في بعض المناطق "فيه بيوت كتير دخلت فيها المياه من الحيطان والشقق".


غرق جراج سيارات

«سامح شريف» كان يمتلك جراج سيارات خاص به في بدرون العمارة المقابل للغابة للمتحجرة بمنطقة النرجس، لكنه غرق هو الأخر مع هطول الأمطار، حاولنا الدخول للجراح وتصويره لكن ارتفاع المياه به كان يزيد عن مترين ونص لم نستطع التصوير سوى من خارج الجراج، "قدمت شكوى إلى جهاز المدينة ومحطة صرف القاهرة الجديدة دون استجابة المياه أغرقت السيارات بالكامل".. يؤكد في تصريحات خاصة ل صوت الأمة.

وكان اللواء محمد عرفان رئيس هيئة الرقابة الإدارية، قد بدء التحقيق فى الإهمال الذي وقع في منطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، والذي تسبب في غرق شوارع المنطقة بمياه الأمطار الغزيرة، حيث أكد عرفان في تصريحات تلفزيونية أن هناك أنباء عن إحالة بعض المسئولين عن التقصير الذي وقع للنيابة العامة.