قد يكون تمويل ايران حالياً للجماعات الحوثية المتمردة باليمن ثابتاً لا خلاف عليه، لكن بالعودة الى تاريخ تلك الجماعة ونشأتها والتنقيب عن أول مصدر تمويل لتلك الجماعات، ساهم فى تصدرها المشهد باليمن على مدار العشر سنوات الماضية، ستتلاشى إيران من الصورة سريعاُ، ويظهر طرف، أكثر قرباً من الطرف الإيرانى سياسياً وجغرافياً، طرف كانت له مصالح واضحة فى قلب الموازين السياسية بالشأن اليمنى، لإنذار الجار السعودى بقدرته على ازعاجه دون أن يتحرك من عاصمة دولته وهو الطرف الليبى إبان حكم معمر القذافى حسب مصادر يمنية مطلعة - رفضت ذكر اسمها - قالت ل «صوت الأمة» فى تحليلها للمشهد الحالى، إن الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى أول من مول الجماعات الحوثية، وساعدهم على التمرد لقلب الموازين باليمن، وتصدير القلاقل للمملكة العربية السعودية، بعد خلاف نشب بين الراحلين «القذافى» والملك عبدالله بن عبد العزيز بالقمة العربية التى كانت منعقدة فى مارس عام 2003 بمدينة شرم الشيخ، بعد غزو العراق من قبل القوات الأمريكية والبريطانية حيث اتهم «القذافى» خلال كلمته السعودية بالتآمر مع الولاياتالمتحدةالأمريكية لحماية مصالحها بالمنطقة،استغل «القذافى» وجود عناصر قبلية لديها استعداد للتمرد ضد النظام اليمنى بإحدى المحافظات اليمنية المتاخمة للحدود مع السعودية، محطة مناسبة لتجنيد عناصر للقيام بأعمال موجهة ضد الرياض، فى إطار تصفية حساباته مع قيادات السعودية، وعندما فتحت أمامه خيارات القبائل التى يمكن تمويلها لاثارتها، وقع اختياره على تلك القبائل الزيدية المتواجدة بمحافظة صعدة والمتبعة المذهب الشيعى، وتحظى بدعم سياسى ومالى من القوات الإيرانية. دفع القذافى مبالغ مالية كبيرة لتلك القبائل التى كان لها نشاط موسع بالمؤسسات اليمنية، لتنفيذ خطته التى نصت على السيطرة على بعض القطاعات اليمنية المتقاربة من الحدود السعودية قبل اختراق الجانب السعودى، والقيام بمواجهات حية مع كل من القوات المسلحة المتواجدة بالجانبين. وفى سبيل شق «القذافى» القنوات السرية والعلنية للتواصل مع الجماعات الحوثية، أعلن فى 2006 أنه تواصل مع الحوثيين بناء على طلب من الرئيس السابق على عبدالله صالح، مشيراً فى أحاديث لمقربين أن الحكومة الليبية دعمت بالمال والإعلام حملة لصالح الحوثيين ضد السعودية حالة من القلق يعيشها المصريون بصنعاء بعد أن تم اجلاء الدبلوماسيين المصريين بشكل مفاجئ وتم اغلاق السفارة المصرية عقب إعلان مصر دخول حرب عاصفة الحزم لتحرير اليمن من الحوثيين الذين انقلبوا على الرئيس عبدربه هادى منصور، حيث يعانى المصريون الآن هناك من مخاطر حقيقية بسبب نقص المواد الغذائية فضلاً عن مخاوف الانتقام بسبب مشاركة مصر فى الحرب. الاحصائيات الرسمية فى القنصلية المصرية باليمن تؤكد أن نحو 80 ألف مصرى يقيمون اقامة كاملة باليمن فضلاً عن وجود ضعف هذا العدد غير مسجل فى القنصلية وجميعهم يعانون من خطر انتقام الحوثيين. ومن ناحيتها تقول «سامية حسن» إن أسرتها بالكامل تقيم فى صنعاء منذ عام 1998 حيث يمتلكون مدارس خاصة فى صنعاء وأن حياتهم استقرت فى صنعاء إلا أنهم الآن يعيشون فى رعب بسبب القصف الجوى من ناحية حيث إن منزلها قريب من مخازن سلاح ومن مناطق عسكرية وأن هذه المواقع مستهدفة يومياً من قبل طائرات التحالف، وأيضاً الخوف من انتقام اليمنيين بسبب دخول مصر الحرب خاصة أن هناك نظرة عدم رضا لنا من اليمنيين بشكل عام سواء إذا كانوا شيعة أو سنة فى صنعاء بسبب دخول مصر فى الحرب، وتضيف «سامية» أنهم فوجئوا بغلق السفارة المصرية بشكل مفاجئ وتم اجلاء كل البعثة الدبلوماسية، وأنهم يطلبون العودة إلى مصر الآن وأن الحكومة تخلت عنهم لأنه كان يحب اجلاؤهم قبل دخول مصر فى هذه الحرب وتطالب «سامية» الحكومة المصرية أن تقوم بنقل الرعايا المصريين من صنعاء عبر رحلات طيران. ويقول «أسامة حسين» محاسب فى احدى الهيئات بصنعاء إن المدينة تشهد نقصاً شديداً فى الغذاء وأن المصريين يخشون من الانتقام بسبب غضب المواطنين فى صنعاء ويطالب أيضاً بتدخل الحكومة بأسرع وقت ممكن لإجلاء المصريين المقيمين فى اليمن. ويقول الدكتور «محمد مغاورى» طبيب بشرى فى صنعاء إن الموقف خطير وأنهم يشعرون بالرعب خاصة أنه لا يوجد أى جهة دبلوماسية يمكن اللجوء إليها أو متابعة حالة المصريين باليمن بعد قرار الحكومة بغلق السفارة المصرية باليمن عقب سيطرة الحوثيين على صنعاء ولكن كان يجب قبل غلق السفارة المصرية باليمن العمل على عودة المصريين من اليمن كما فعلت باقى الجاليات الموجودة فى اليمن. ويقول المهندس «بهاء الدسوقى» إنه يعمل مهندساً بحرياً فى موقع بترول بعدن وأن هذا الموقع مستهدف الآن بقذائف الهاون من حين لآخر من قبل جماعة الحوثى وأنه يطالب بسرعة اجلائه وزملائه المصريين العاملين معه فى هذا الحقل من قبل البحرية المصرية خاصة أن هذا الموقع يقع على البحر ومن السهل أن يتم نقلنا عبر البحر وحول الموقف بعدن قال «الدسوقى»: إن الجميع يشعر بالخوف بسبب تسارع الأحداث وعدم استقرار الوضع فى اليمن