بعد أيام من الاضطراب أدت إلى استقالة الرئيس اليمني وحكومته, بدت القيادة اليمنية غير واضحة وأصبحت هناك احتمالات لسقوط اليمن في صراع مسلح. قدم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي استقالته يوم الخميس الماضي بعد قيام الحوثيين باختطاف مدير مكتبه والسيطرة على مبانٍ حكومية في العاصمة اليمنية وعدم الالتزام بأحكام الهدنة المؤقتة التي أبرمت الأربعاء الماضي. سببت الفوضى في اليمن قلقًا يتخطى أبعد من حدود الدولة اليمنية, في ظل اعتماد الولاياتالمتحدة وحلفائها على اليمن كحليف أساسي في مكافحة تنظيم القاعدة. قالت المحللة ميدا الرواس بمجموعة IHS لشبكة سي إن إن الإخبارية أن فرص الدولة في دخول صراع مسلح ستكون كبيرة، وأكدت أن اليمن على أعتاب حرب أهلية نظرًا لتعدد القوات غير الحكومية المسلحة الذين يتنافسون بقوة على السيطرة على الأراضي اليمنية علاوة على تبني كل منهم أجندات متنافسة. واستبعدت الرواس احتمالية سيطرة الحوثيين على اليمن بأكملها بالرغم من سقوط العاصمة اليمنية صنعاء لأن سيطرة الحوثيين على أجزاء من الشمال يقابلها مقاومة من مجموعات مختلفة في الجنوب التي تنتشر فيها الحركات الانفصالية علاوة على مقاومة مدينة مأرب البترولية شرق صنعاء. من التالي فى حكم اليمن؟ على الرغم من أن الرئيس اليمني المستقيل قادر على إلغاء استقالته وإعادة تفعيل مبادرة مجلس التعاون الخليجي لانتقال السلطة عن طريق التفاوض إلا أن ذلك لا يبدو متاحًا في الوقت الحالي. ويقترح المحللون أنه نظرًا لعدم وجود نائب للرئيس فإن رئيس البرلمان اليمني من المحتمل أن يكون خلفًا للرئيس المستقيل والذي كان من المقربين للرئيس الأسبق على عبد الله صالح الذي ظل في السلطة قبل خلعه من منصب الرئيس منذ عامين تحت ضغط عالمي. يعتبر أمر تطلع الحوثيين للحكم غير واضح رغم سيطرتهم على مدينة صنعاء ولكن المحللة ميدا الرواس ترى أن الجماعة الحوثية تريد أن تبقي على الرئيس عبد ربه منصور هادي في الحكم واستخدامه كرئيس صوري للتدخل في الحكم دون أن يأخذوا على عاتقهم الأعمال المرهقة للحكم. بعد فشل هدنة الحوثيين والحكومة يوم الأربعاء الماضي, وافقت حكومة الرئيس الأسبق على إعادة كتابة مواد في الدستور اليمني تعطي للحوثيين سلطات سياسية أكثر مقابل سحب الميليشيات المسلحة من مناطق المؤسسات الحكومية الرئيسية وإطلاق سراح مساعد الرئيس اليمني. أطراف النزاع في اليمن: • الحوثيين وهم شيعة من شمال اليمن ويمثلون 30% من السكان وكانوا في حالة حرب مع الحكومة المركزية لمدة تزيد عن نصف عقد وأيضًا في حرب مع قوات تنظيم القاعدة الموجودة باليمن، وفي بداية عام 2014 قام الحوثيون بالسيطرة على أجزاء من صنعاء بالانتشار في أماكن المباني الحكومية والمطار الرئيسي والاشتراك في السلطة وفي الأسبوع الماضي, سيطر الحوثيون على صنعاء كاملة رغم من حربهم ضد القاعدة إلا أنهم لا يعتبروا حلفاء للولايات المتحدة، حيث إن واحد من شعارات الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هو "الموت لأمريكا". ويعتمد الحوثيون على تحالفهم مع الموالين للرئيس الأسبق على عبد الهم صالح وإن كان هذا التحالف يعتبر ضعيفًا بسبب حملات صالح العسكرية التي كان يشنها على الحوثيين. • القاعدة: نشأ تنظيم القاعدة في اليمن نتاج مجهودات السلطات السعودية فى محاربة القاعدة على مدار الفترة بين 2002 و2005 وظهور فلول من القاعدة في السعودية وانضمامهم للقاعدة في اليمن. • الإخوان المسلمون: يتمثل الإخوان المسلمون فى حزب الإصلاح اليمنى وتم تمثيله بشكل جيد في الحكومة الانتقالية التي عقبت خلع على عبد الله صالح وتكره جماعة الإخوان الحوثيين ولديهم ميليشياتهم الخاصة. • داعش: يمهد الصراع في اليمن لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الحريصة على إجهاض تنظيم القاعدة ولإثبات نفسها كمدافع حقيقي عن الإيمان وفي نوفمبر الماضي قام قائد داعش أبو بكر البغدادي الذي قتل بدعوة الجماعة السنية في اليمن لمقاومة الحوثيين. كل هذه الأطراف المتنازعة في اليمن, تشاركها قبائل ريفية مسلحة تدافع للسيطرة على أراضيها. ماذا يعني وضع اليمن بالنسبة لجهود الولاياتالمتحدة في مكافحة الإرهاب؟ حاول الرئيس منصور هادي ورئيس الوزراء خالد بحاح محاربة القاعدة على الأرض والسماح للقوات الجوية الأمريكية بضرب مواقعها داخل اليمن ولذلك كان للولايات المتحدة مئات الدبلوماسيين والخبراء العسكريين في اليمن ولكن الولاياتالمتحدة بدأت في تقليل عدد موظفي السفارة في اليمن منذ سبتمبر، وهو ما جعل الحوثيين يعارضون التدخل الأمريكي والضربات الجوية في اليمن. ولا يوجد فى الوقت الحالى نية لعقد الولاياتالمتحدة محادثات مع الحوثيين فى اليمن ولكن أهم أولوياتها فى الوقت الحالى هو "سلامة الرعايا الأمريكيين.. لذا ندعو جميع الأطراف التزام التعهدات العامة بضمان سلامة المجتمع الدبلوماسي بما فيهم الموظفون الأمريكيون", بحسب جينيفر بساكي, المتحدثة الرسمية للخارجية الأمريكية. ما هو رد فعل اليمنيين؟ قالت المحللة الرواس: إن الحوثيين يواجهون ردود أفعال غاضبة من اليمنيين بعد استقالة الرئيس هادي ورغم عدم قدرته على توحيد الدولة أثناء حكمه إلا أن هادي أصبح رمزًا شعبيًا لمقاومة الحوثيين في مناطق الجنوب ووسط اليمن, خاصة في مدينة مأرب ومدينة عدن الساحلية بجنوب اليمن التي تشهد مظاهرات واسعة ويعرف عنها سيطرة الحركات الانفصالية.